الأموال
الخميس 19 سبتمبر 2024 04:37 صـ 16 ربيع أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : المشهد السياسي الأمريكي قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة

أسامة أيوب
أسامة أيوب

وسط حالة استقطاب حاد وغير مسبوق تسود المجتمع الأمريكى في الوقت الراهن وقبل أكثر من عام على انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها كالمعتاد في الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر العام المقبل ٢٠٢٤، فإن ما يتراءى في المشهد السياسى من منافسة محتدمة مبكرة بين الرئيس السابق دونالد ترامب الذى يُصر علي خوض الانتخابات للفوز بولاية جديدة بعد هزيمته في الانتخابات السابقة عام ٢٠٢٠ أمام الرئيس بايدن.. يشى بل يؤكد أن أمريكا سوف تشهد انتخابات رئاسية شديدة السخونة بل ستكون أكثر الانتخابات إثارة للجدل فى التاريخ السياسى الأمريكى، بحسبانهما سوف تٌعمّق حالة الانقسام في المجتمع الأمريكي

.

المفارقة اللافتة هى أن ترامب الذى تلاحقه سلسلة من الاتهامات الجنائية والأخلاقية والتي يواجه بسببها محاكمات قضائية في عدة ولايات والتي قد تُسفر عن الحكم عليه بالسجن.. لايزال رغم ذلك مؤيدًا من أغلبية الحزب الجمهورى للترشح وخوض الانتخابات

.

المفارقة الأخرى والأكثر إثارة هى أن تلك الاتهامات والمحاكمات قد زادت من شعبيته داخل أمريكا، بل إنه كلما وُجهت إليه تهمة جديدة كلما تزايدت شعبيته بدرجة أكبر، حيث أكسبته هذه الملاحقات القضائية تعاطفًا كبيرًا، خاصة وأنه يروّج ويروّج مؤيدوه أنه يتعرض لما وصفه بالاضطهاد السياسي من أجهزة الدولة ويقصد الدولة العميقة بهدف إقصائه ومنعه من الترشح وخوض الانتخابات لصالح الحزب الديمقراطى ممثلا في الرئيس الحالى جو بايدن.

<<<

وفي نفس الوقت فإن ترامب ومؤيديه يتهمون الادعاء الأمريكى بالتعامل معه بمعايير مزدوجة مقارنة بالحزب الديمقراطى والرئيس بايدن والرئيس الأسبق باراك أوباما.. استنادًا إلي أنه في الوقت الذى يتهم فيه بالاحتفاظ بوثائق سرية بعد خروجه من البيت الماضى فإن هذا الاتهام لم يوجه إلي كل من الرئيس أوباما الذى ثبت احتفاظه بوثائق سرية والرئيس الحالى بايدن الذى احتفظ بوثائق سرية أيضًا بعد انتهاء مهامه الرسمية كنائب للرئيس أوباما.

<<<

غير أنه وبصرف النظر عن تهمة الوثائق السرية فإن ثمة اتهامات خطيرة أخرى موجهة لترامب.. أولها محاولة التلاعب في نتائج الانتخابات السابقة في ولاية جورجيا لصالحه، وهو التلاعب الموثق بتسريبات واضحة دامغة، وثانيها وهو الأخطر علي الإطلاق فهو تحريضه لأنصاره الموثق بالصوت والصورة لأنصاره لاقتحام مبي الكابيتول «مقر الكونجرس» يوم ٦ يناير ٢٠٢١ لمنع مجلس الشيوخ من اعتماد نتيجة الانتخابات وإعلان فوز جو بايدن، وهو الاقتحام الهمجى الإرهابى الذى شهده الشعب الأمريكى والعالم عبر شاشات التليفزيون والذي بدا عدوانًا على الديمقراطية وتعطيلا لها بقدر ما كان عدوانا علي مقر المجلس الذى جرى تحطيم أثاثه وإرهاب أعضائه وترويعهم.

ولأن هذا التحريض علي اقتحام مجلس الشيوخ حدث يوم إعلان نتيجة الانتخابات، فإنه كان يتعين علي الادعاء الأمريكى الإسراع بتقديم ترامب للمحاكمة فورًا، لذا فإن تأخير المحاكمة ربما بسبب الإجراءات خاصة في الكونجرس ومع طول المدة ما بين حادثة الاقتحام وتوجيه الاتهام لأكثر من عامين قد تسبب في تلاشى حجم تلك الجريمة بقدر ما أكسب ترامب تعاطفا وشعبية باعتبار أن بدء المحاكمات مع اقتراب الانتخابات يهدف إلى التأثير السلبي عليه ومنعه من الترشح وهزيمته.

<<<

ثم إن ثمة ملاحظة مهمة وهى أن المؤسسة الأمريكية «الدولة العميقة» تعتبر أن رئاسة ترامب فى سياق ممارساته وسياساته الداخلية والخارجية تمثل خطرًا علي الأمن القومى الأمريكى ومن ثمَّ فإنها لا ترغب فى ترشحه وإعادة انتخابه لولاية ثانية.. صونًا للأمن القومى وحفاظًا على مكانة ومنصب الرئيس بحسب الثوابت الأمريكية والمنظومة السياسية.

<<<

علي الجانب الآخر فى المشهد السياسى الأمريكى فإنه من المفارقات أيضًا أن الرئيس الحالي جو بايدن الذي أكد ترشحه للفوز بولاية ثانية وأنه بحسب تصريحات أخيرة قادر علي إلحاق الهزيمة بترامب للمرة الثانية.. يواجه هو الآخر اتهامات غير تهمة احتفاظه بوثائق سرية مثل ترامب أهمها ما يتعلق باتهامات مالية وجنائية موجهة لابنه «هانتر» مع اتهامه بمحاولة التستر عليه.

لكن التحدي الأكبر والأصعب أمام بايدن هو سِنه الكبيرة جدًا، إذ سوف يبلغ (٨٢) سنة في نهاية ولايته الحالية، ومن ثمَّ فإنه سيبلغ (٨٦) سنة في نهاية ولايته الثانية إن أكملها وإن فاز في الانتخابات، وبذلك فإنه كان وسيكون أكبر الرؤساء سنًا في التاريخ الأمريكى، وتلك هى نقطة الضعف التى يركّز عليها ترامب ومؤيدوه في هذا الصراع الانتخابى الرئاسى والتى من شأنها تقليل فرصه في الفوز في الانتخابات المقبلة.

لقد بدا تأثير السن الكبيرة واضحًا علي بايدن في الأشهر الأخيرة.. متمثلا فى تعثره وسقوطه عدة مرات أثناء سيره وأثناء صعوده سلم الطائرة وفي تعثره في نطق الكلمات وتذكر الأسماء حتى أسماء الدول، ثُم كان الأخطر هو ضعف قدراته الذهنية حسبما جرى مؤخرا بعد انتهاء مؤتمر صحفى، حيث التفت خلف المنصة وظل يصافح الهواء وكأنه يصافح أشخاصًا موجودين خلفه!

<<<

لذا فإن الانتخابات الرئاسية المقبلة إذا جرت بين بايدن وترامب.. بين مرشح (٨٢ سنة) وآخر متهم في عدة قضايا جنائية وأخلاقية وتعطيل الديمقراطية وتعتبره المؤسسة خطرًا علي الأمن القومى، فإن ذلك يعنى أن الناخب الأمريكى سيكون مُضطرًا للاختيار بين أحدهما وهو اختيار بالغ الصعوبة ومثير للقلق علي مستقبل أمريكا.

<<<

هذا الواقع السياسى قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة الذى فرض كلا المرشحين بايدن وترامب وفوز أحدهما إنما يعكس في حقيقة الأمر خللا كبيرا في المنظومة السياسية وداخل الحزبين.. الديمقراطى والجمهورى، بقدر ما يعكس قدرًا كبيرًا من الخواء السياسى والاقتصادى لنخب سياسية حزبية يمكنها أن تتصدر المشهد، وهو الأمر الذى يتعين أن يثير قلق المجتمع الأمريكى والمؤسسة والدولة العميقة بقدر ما يثير القلق بالضرورة لدي دول العالم، إذ أن علاقاتها السياسية والاستراتيجية والاقتصادية تتأثر سلبًا وإيجابًا وتتغير وفقًا للرئيس الجالس في الأبيض وبحكم أن أمريكا هى أكبر وأقوى دولة في العالم ولا تزال القطب الأوحد حتى الآن ولسنوات قادمة قد يشهد العالم بعدها تعددًا قطبيًا حسبما تبدّت مؤشرات هذا التعدد.

<<<

دون استباق للأحداث ولقادم الأسابيع والشهور ونتائج المحاكمات التى لن تحول دون ترشحه، فإن غالبية المؤشرات ترجح فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة فى نوفمبر ٢٠٢٤، حيث صار ظاهرة سياسية أمريكية غير مسبوقة، وحيث بات يحظى بشعبية تتزايد يومًا بعد يوم لدى الكثير من الأمريكيين الذين استقطبهم بلغة خطابه الشعبوى المختلف عن لغة الخطاب السياسى الأمريكى التقليدى، وهو الأمر الذى يعنى تغيرًا كبيرًا فى مزاج الناخب الأمريكى.

<<<

من المفارقات فى هذا المشهد السياسى الأمريكى قبل الانتخابات الرئاسية أنه بينما يروج الحزب الديمقراطى لعدم انتخاب ترامب بل يسعى لمنعه من الترشح بوصفه الأوفر حظًا بكثير للفوز، فإن الحزب الجمهورى سعيد جدًا بترشح بايدن بالنظر إلى تضاؤل احتمالات فوزه مما يرجح فوز ترامب.

<<<

الجديد والمثير فى آن واحد فى هذه الانتخابات أنه فى حالة فوز ترامب حتى مع صدور أحكام ضده بالسجن فإنه سيحكم أمريكا من داخل السجن، إذ ليس فى الدستور والقوانين ما يحول بينه وبين ممارسة مهامه الرئاسية فى هذه الحالة، الأكثر إثارة هو أنه يمكنه أن يصدر قرارًا رئاسيًا بالعفو عن نفسه، وهو إجراء لم يرد ذكره على الإطلاق فى الدستور الأمريكى إذ لم يتبادر إلي أذهان المشرعين الأمريكيين أن يتم انتخاب رئيس مسجون وأن يمارس مهام منصبه بل أن يصدر عفوًا عن نفسه.. وتلك هى المعضلة التي يدور الحديث بشأنها فى كواليس السياسة في واشنطن.

<<<

لكل ما سبق فإنه يمكن القول أن الولايات المتحدة التى تشهد انقسامًا سياسيًا غير مسبوق سوف تشهد انتخابات رئاسية شديدة الإثارة وستكون نتائجها أكثر إثارة لتزيد وتعمّق الانقسام والاستقطاب فى المجتمع الأمريكى.

وللحديث بقية إذا جد جديد

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى18 سبتمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.5036 48.6036
يورو 53.9603 54.0812
جنيه إسترلينى 64.0830 64.2200
فرنك سويسرى 57.5096 57.6350
100 ين يابانى 34.2322 34.3052
ريال سعودى 12.9236 12.9509
دينار كويتى 159.0543 159.4868
درهم اماراتى 13.2047 13.2334
اليوان الصينى 6.8479 6.8624

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,943 شراء 3,966
عيار 22 بيع 3,614 شراء 3,635
عيار 21 بيع 3,450 شراء 3,470
عيار 18 بيع 2,957 شراء 2,974
الاونصة بيع 122,623 شراء 123,334
الجنيه الذهب بيع 27,600 شراء 27,760
الكيلو بيع 3,942,857 شراء 3,965,714
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى