الأموال
السبت 23 نوفمبر 2024 04:25 صـ 22 جمادى أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : عن تنوع واختلاف اللهجات المحلية في أقاليم مصر

أسامة أيوب
أسامة أيوب


رغم أن اللهجة القاهرية ومفرداتها هى وعاء الثقافة المصرية على وجه العموم والتي يفهمها المصريون جميعًا، إلا أن كل إقليم من أقاليم مصر بامتداد الخريطة.. شمالا وجنوبا يتسم بالخصوصية المحلية من حيث اللهجة والمفردات والإطار الدلالى للمصطلحات، ومن ثمَّ فإنها تختلف ما بين محافظات الوجه البحرى والوجه القبلى باختلاف الثقافة المحلية لكل منهما.
ومع أنى ولدت وعشت فى القاهرة، فقد وجدتنى أجمع بين الثقافتين من ناحية الأب ومن ناحية الأم بفعل زياراتى منذ سنوات الطفولة والصبا والشباب لمسقط رأسيهما، وحيث كان ذلك مدعاة للتعرف عن قرب على الثقافتين والملاحظة الدقيقة للفروق بينهما.
<<<
الملاحظة الأولى والأهم التى استوقفتنى هى أن مفردات أهل الوجه القبلى بداية من الجيزة حتى الصعيد يغلب عليها اللغة العربية الفصحى ولو جرى نطق بعضها بتصرف، وأحسب أن السبب يرجع إلى غالبيتهم ينتمون إلى أبناء قبائل شبه الجزيرة العربية الذين جاءوا إلى مصر مع عمرو بن العاص.
بينما يغلب على اللهجات العامية فى الوجه البحرى نطق الكلمات بشكل أكثر رقة وخفة مع تباينات من محافظة إلى محافظة باستثناء أهل محافظة الشرقية الذين يقترب نطقهم للكلمات من لهجة الصعيد فى الوقت الذى تتسم فيه لهجات المحافظات الساحلية والبدوية بخصوصية مختلفة تمامًا، لكنى لم أقترب منها الاقتراب الكافى على العكس من اقترابى بالوجهين البحرى والقبلى.
< < <
فى استعراض سريع وعلى سبيل الأمثلة لا الحصر، فإن أهل الوجه القبلي ينطقون كلمة «ملح» بكسر الميم وهو النطق الأصح لغويًا وعربيًا، بينما ينطقها أهل الوجه البحرى والقاهرة بفتح الميم، وكذلك يقولون فلان «مرأ» ويقصدون الكلمة العربية الصحيحة «مرق» أى مرّ من هنا والتى ينطقها المصريون في بقية المحافظات «عدىّ» ثم إنهم يشددون بعض الحروف في الكلمات مثل كلمة «ربنا» بتشديد الباء وكسرها.
أما كلمة «مقطف» المستخدم في نقل الأشياء فى الحقول وهو الاسم المعروف والمتداول في أرجاء مصر فإن أهل الوجه القبلى يسمونه «غلق» بفتح الغين واللام، ومازلت أذكر أن الرئيس عبدالناصر في إحدى خطبه المذاعة ذكر كلمة «غلق» وذلك بحكم أصوله الصعيدية، ثم إنهم يقولون «ترعة» بضم التاء التى ينطقها أبناء الوجه البحرى والقاهرة «ترعة» بكسر التاء، كما أنهم يقولون «تورية» بضم التاء وتسكين الراء وفتح الياء ويقصدون الفأس أو الفاس بحسب النطق المتداول في أرجاء مصر الأخرى.
أما الماء أو المياه والتى ينطقها القاهريون والبحاروة وغالبية المصرية بالعامية «ميه» بفتح الميم وتشديد الياء فإن أبناء الوجه القبلي يقولون «موييه» بضم الميم وفتح الياء أو «لوميه» بضم اللام وفتح الميم وتشديد الياء، وفى وصفهم للشىء القليل جدًا يقولون «ولا شى» أى ولا شىء بدلا من كلمة «شوية» المتداولة في العامية المصرية في المحافظات الأخرى.
ومع أن غالبية المصريين يطلقون علي الدجاجة اسم «الفرخة» باللهجة العامية، إلا أن أبناء الوجه القبلي بداية من الجيزة يقولون «الفروج» وهو نفس الاسم المتداول فى كثير من الدول العربية، ويقولون عن الإمساك بالفروج قبص الفروج وعندما يطلب أحدهم من الآخر أن يمسك بالدجاجة فإنه يقول «اقبص الفروج» مع نطق القاف همزة، ثم عندما يريد أحدهم أن يستحم فإنه يقول «أسبح» بتسكين السين وفتح الباء وتشديدها.
< < <
وباستثناء النساء من ذوات المكانة الاجتماعية واللاتى يشار إليهن بالسيدات أو الستات فيقال السيدة فلانة أو الست فلانة، فإنهم في الوجه القبلى أكثر استخدامًا لكلمة «مرة» ويقصدون المرأة، مع ملاحظة أن استخدام كلمة مرة متداول أيضًا في بعض محافظات الوجه البحرى لكن أيضًا باستثناء ذوات المكانة الاجتماعية الخاصة، وكذلك فإن كلمة «مرة» متداولة أيضًا فى بعض الأحياء الشعبية في المدن الأخرى، بينما تُعد كلمة «مرة» غير مهذبة وغير لائقة لدى القاهريين وأبناء المدن الكبرى، مع ملاحظة أن كلمة «مرة» متداولة على نطاق واسع جدًا لدى الدول العربية حسبما نسمعها فى الدراما العربية على الفضائيات، إذ بدا واضحًا أن المقصود والمتعارف عليه هو نطق كلمة امرأة ومرأة مخففًا بحذف الهمزة.
< < <
وفى هذا السياق مازلت أذكر أن معمر القذافى ذكر كلمة «مرة» في ندوة بجريدة الأهرام مع كبار الصحفيين والمثقفين والأدباء المصريين فى أول زيارة له للقاهرة بعد قيامه بثورة الفاتح من سبتمبر، وحدث أن الأستاذة أمينة السعيد الكاتبة الصحفية المرموقة أبدت الاستياء والانزعاج الذى لفت انتباه القذافي وسأل عن السبب فما كان من الأستاذ أنيس منصور أن أوضح له أن السبب هو اختفاء الهمزة، وحيث كان اختفاء الهمزة من كلمة المرأة أمرًا غير معروف وغير لائق في الثقافة المصرية لدي النخب.
< <<
وفي ثقافة أهل الوجه البحرى خاصة في الدقهلية والغربية فإن المفردات وأسماء الأشياء لها خصوصيتها أيضًا التى تميزها، فعلى سبيل المثال فإن كلمة «فول» مجردة تعنى عندهم «الفول السودانى»، أما الفول مطلقًا كما يعرفه أبناء القاهرة والوجه القبلى وبقية المحافظات، فإنه عندهم «الدميس» أى الفول المدمس، ثم إنهم يقولون «أغسل إيدى» بفتح الغين وتشديد السين وتسكين اللام، ويقصدون «أغسل إيدى» بتسكين الغين، أما كلمة «فريحى» أى «في ريحي» والتى تعنى بجوارى أو «جنبى» بالعامية فإنها كلمة يختص بها أبناء الوجه البحرى دون غيرهم، وإن كانت صارت معروفة لكل المصريين بفعل تداولها فى الدراما التليفزيونية التى تدور أحداثها في ريف محافظات الوجه البحرى.
وأذكر أنه أدهشنى وأزعجنى وأنا فى سنوات الطفولة عندما كنت أسمع أحدهم يتحدث أنه قام بتوديع زائر أو ضيف ويقول «طرقته» بفتح الطاء وتشديد الراء وينطقها «طرأته» بحذف القاف واستبدالها بهمزة، إذ كانت الكلمة تعنى لدي أنه طرده بحسب الثقافة العامة المصرية، غير أن المقصود كما علمت لاحقًا أنه وضعه أو أوصله إلى أول الطريق.
أما اللافت في كلام ومفردات أهل محافظة الشرقية والتي تتسم بخصوصية تختلف عن الوجه البحرى أنهم يضعون نفي الفعل الماضى قبل الفعل ذاته فيقولون «مش شربت» و«مش عملت كذا»، بينما يقال في العامية المصرية الأخرى «ماشربتش»، وفي ملمح آخر لبعض الاختلافات واللهجات حتى داخل الوجه البحرى، فإن أبناء محافظة الغربية «طنطا وما حولها» يقولون على سبيل المثال أنا «عملت» وفلان «عمل» بكسر العين والميم بدلا من «عملت» بفتح العين والميم.
< < <
أما الاسكندرية ثانية أكبر المدن المصرية بعد القاهرة ورغم أنها كانت حتى وقت قريب موطنًا ثانيًا لجاليات أوروبية ورغم أنها كانت ومازالت مهجرًا داخليًا لأبناء الصعيد علي وجه الخصوص، إلا أنها انفردت بثقافتها ولهجتها ومفرداتها شديدة المحلية وشديدة الخصوصية، وإن كانت قد انفردت أيضًا بأنها معروفة للمصريين جميعا بحكم أن الإسكندرية الأكثر شهرة من بين كل المدن المصرية ولأنها الأكثر جذبًا للمصريين لقضاء الصيف علي شواطئها المميزة على البحر المتوسط.
ومع ملاحظة تراجع اللهجة السكندرية خاصة بين الشباب والمثقفين ربما بحكم سطوة اللهجة القاهرية، إلا أنها لاتزال متداولة في الأحياء الشعبية القديمة وبين كبار السن، بينما لاتزال المفردات والمصطلحات السكندرية متداولة حتى الآن فيقولون «الإمة» بتشديد الميم ويقصدون «الناصية» ويتحدث الشخص الواحد بصيغة الجمع فيقول «نعملوا» و«نشربوا» و«نعزموك»، ولايزال السكندريون يقولون «الشقة» بضم الشين ويقصدون الشقة السكنية، ويقولون «الكات» مع نطق الكاف «قاف» ويقصدون الطابق السكنى.
< < <
إن كل ما ورد فى السطور السابقة من اللهجات والثقافات المحلية فى أقاليم مصر من الشمال إلى الجنوب هو على سبيل الأمثلة لا الحصر، إذ كان التركيز على الكلمات الأكثر شيوعًا في التداول والتي دعتها ذاكرتى وأوجدت لدىّ حاسة التمييز بين أبناء محافظات الوجه البحرى.. الدقهلية والغربية والشرقية على سبيل المثال وأبناء محافظات الوجه القبلى.. الجيزة وبني سويف والمنيا على سبيل المثال، ومن ثمَّ أستطيع معرفة بلد أى شخص يتحدث من لهجته المحلية ومفردات حديثة، مع ملاحظة مهمة جدًا وهى أن من يتخلص من لهجته المحلية بفعل إقامته في القاهرة فإنه سرعان ما تنكشف لهجته الأم الأصلية في حالة الغضب والانفعال.
< <<
مع كل ذلك التنوع واختلاف اللهجات والمصطلحات في سياق الثقافات المصرية المحلية في الوجهين البحرى والقبلى، فإن اللهجة القاهرية تبقي اللهجة العامة التي يفهمها المصريون جميعًا، ويبقى أيضًا أن كل الثقافات شديدة المحلية تنصهر فى ثقافة مصرية عامة واحدة، وتلك هى الميزة شديدة الخصوصية التي يتميز بها المصريون وتتميز بها مصر صاحبة أول حكومة مركزية في التاريخ الإنسانى.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4303 جنيه 4280 جنيه $87.22
سعر ذهب 22 3944 جنيه 3923 جنيه $79.95
سعر ذهب 21 3765 جنيه 3745 جنيه $76.32
سعر ذهب 18 3227 جنيه 3210 جنيه $65.41
سعر ذهب 14 2510 جنيه 2497 جنيه $50.88
سعر ذهب 12 2151 جنيه 2140 جنيه $43.61
سعر الأونصة 133834 جنيه 133123 جنيه $2712.77
الجنيه الذهب 30120 جنيه 29960 جنيه $610.52
الأونصة بالدولار 2712.77 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى