أسامة أيوب يكتب : ليلة سعيدة مع أسرة «الأموال»
فى ضيافة الأخ الصديق العزيز الأستاذ ماجد علي رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة الأموال وبصحبة الأخ والزميل والصديق العزيز الكاتب الصحفى الكبير والمحلل السياسى القدير الدكتور محمد فراج أبوالنور أمضيت ليلة سعيدة مع شباب الصحفيين الأعزاء فى أسرة «الأموال» يوم الخميس قبل الماضى فى لقاء أسرى ومهنى اتسم بالحميمية الصادقة.
الجميل في هذا اللقاء فى تلك الليلة السعيدة أنه جاء بعد أكثر من ثلاث سنوات وثلاثة أشهر - أحصيتها بدقة - من الغياب عن الجريدة وأسرة صحفييها بقيادة ماجد على وعن الدكتور محمد فراج أبوالنور أيضًا الذى جمعتنى وإياه الكتابة على صفحاتها مثلما جمعتنا الصداقة الطويلة بدعوة كريمة من رئيس تحريرها منذ سبع سنوات لم يكن ممكنًا إلا قبولها قبولا حسنا.
ورغم حرصى الدائم منذ البداية على الحضور إلى الجريدة خاصة فى ليلة تنفيذها قبل مثولها للطبع للمشاركة فى اللمسات الأخيرة، إلا أن تفشي وباء كورونا اللعين منذ مارس ٢٠٢٠ حال بينى وبين الحضور مثلما حال بينى وبين الخروج من البيت.. احترازًا ضروريًا بحكم السن ومن ثمَّ ضعف المناعة ثم بفعل ظروف مرضية متلاحقة، بينما بقى التزامى مستمرا بإرسال مقالي أسبوعيا مع الدكتور محمد فراج طوال تلك الفترة.. حبًا وتقديرًا لـ«الأموال» ولماجد علي شخصيًا..
<<<
واقع الأمر إن ثمة اعتبارات وأسباباً مهمة هى التى لبيت من أجلها دعوة ماجد على للكتابة في الجريدة منذ البداية والمشاركة في إعدادها ثم الالتزام بالاستمرار في الكتابة من البيت طوال فترة كورونا.. أولها الاعتبار المهنى.. تقديرا لماجد على الذي أثبت كفاءة ومهارة مهنية متميزة فى الشئون الاقتصادية وهى من التخصصات الصحفية الصعبة اكتسبها بدأب وجهد منذ عرفته في بداية عمله الصحفى فى مكتب جريدة الاتحاد الإماراتية بالقاهرة ثم فى مؤسسة أخبار اليوم وقبها في جريدة المصرى اليوم، حيث كان من أوائل محرريها في سنواتها الأولي. ثم بعد أن أضاف إلى مهارته الصحفية مهارة إعلامية من خلال برنامجه الاقتصادى «لقمة عيش» على فضائية «الحدث اليوم» والذى سبق أن قدمه علي فضائيات أخرى.
الاعتبار الآخر هو أن ماجد على ومنذ عرفته وهو يخطو خطواته الأولى فى مهنة الصحافة من الشخصيات المكافحة المحترمة الذى يتسم بل يتميز بصفتين نادرتين هما الوفاء الحقيقي والإخلاص الصادق، وهو الأمر الذى استوجب من جانبى مقابلة هذا الوفاء وذلك الإخلاص بالحب والتقدير.
الاعتبار الثالث هو إعجابى وتقديرى للصحفيين الشباب المثابرين والمجدين مهنيا والمتلاحمين اجتماعيا من أسرة «الأموال» الذى جمعت بينهم صداقة وأخوة متينة مثلما جمعت بينهم المهنية والعمل الدءوب بإخلاص في إصدار الجريدة، وفي هذا الجو الأسرى وسط أسرة «الأموال» أمضيت أوقاتا بالغة السعادة والإثارة المهنية والأهمية.. استدعت إلى ذاكرتى أيام الشباب في بلاط صاحبة الجلالة بقدر ما أعادتنى إلى تلك الأيام مرة أخرى.
<<<
لتلك الاعتبارات كتبت فى «الأموال» رغم أنى لا أجد حرجا مهنيا فى الاعتراف بأنى كنت ومازلت بعيدا كل البعد عن الشئون الاقتصادية.. قراءة وكتابة وفهمًا، إذ تخصصت فى بداية مسيرتى الصحفية قبل أكثر من نصف قرن في الشئون العربية والسياسة الدولية، ولذا فقد كان مقالي الأول للجريدة منذ سبع سنوات بعنوان «كلام سياسى فى جريدة اقتصادية» حيث اعتبرته مقدمة ضرورية لتجنب دهشة القراء من وجود مقال سياسى في جريدة اقتصادية متخصصة.
<<<
وعلي صفحة المقالات بـ«الأموال» تشرفت بمجاورة الصديق والزميل العزيز الدكتور محمد فراج أبوالنور الذى يجمع باقتدار كبير بين التحليل الاقتصادى محليا ودوليا والتحليل السياسى العميق للقضايا والعلاقات الدولية، وحيث كانت «الأموال» سببا إضافيا لتكريس زمالتنا وصداقتنا التي اعتز بها كل الاعتزاز.
< < <
في تلك الليلة السعيدة.. سعدت كثيرًا بحفاوة الاستقبال الصادقة المتبادلة وحيث تبدت جليًا حميمية اللقاء الذى طال لأكثر من خمس ساعات تطرقت أحاديثنا خلالها لمجالات شتي ما بين تبادل الاطمئنان على الأحوال الشخصية والأسرية والصحية وبين أوضاع ومستجدات الجريدة، وحيث بدا أن فترة الغياب الطويل أكدت افتقادنا لهذا اللقاء حتى كدنا جميعا لا نريد الافتراق لولا أن الوقت داهمنا وصرنا بعد منتصف الليل.
<<<
فى هذا اللقاء الحميمى.. سعدت جدًا بالأساتذة خالد مدير التحرير ودينامو الجريدة وناصر سكرتير التحرير الدءوب والمخرج الفني المتميز وشريف عبدالفهيم المسئول عن مراجعة المادة الصحفية والذى جمع بين إجادة اللغة العربية والصحافة الفنية، وكامل سكرتير التحرير الذى يعمل في هدوء وصمت والفنان الجميل أمين مسئول «الجرافيك» ومحمود حاحا المسئول الصحفى عن متابعة الموقع الإلكترونى الذى يتابع بدقة نشر محتويات الجريدة وسارة ناجى الصحفية وسكرتيرة التحرير وابنة زميلنا الراحل محمد ناجى الكاتب الصحفى والأديب الكبير، بينما أسعدنى جدًا أن الأخ عبدالعال الخولي المدير الإدارى ودينامو الجريدة قد أجلّ سفره اليومى لبلدته بالمنوفية لساعات حتى يكون فى انتظارنا.. «الدكتور محمد فراج وأنا».
الجديد والسعيد أنني وجدت المهندس الشاب الخلوق علي ماجد بين الحضور بعد أن انضم إلي أسرة «الأموال» والعمل في مهنة الصحافة إلي جانب تخصه الهندسى بوصفه خريج كلية الهندسة بجامعة حلوان والذى كان مشروع تخرجه مع عدد من زملائه اختراع سيارة كهربائية وسعادتى بعلي ماجد أنه أهم وأحدث إنجازات ماجد على التي تدعو للفخر.
فى هذه الليلة افتقدت لقاء الأساتذة عرفان نائب رئيس التحرير والصحفي الخلوق وإيهاب المتخصص في الشئون الفلسطينية وأحمد توفيق مسئول المراجعة المثابر وعبدالله محرر التحقيقات بصوته الجهورى الذى يشع بهجة وحازم المخرج الفنى وسكرتير التحرير بهدوئه المعهود، وشريف حسن مسئول جمع المادة والعم سيد مسئول الجمع أيضًا، والذين حالت ظروف طارئة دون حضورهم.
<<<
الذى أسعدني كثيرا كان لقاء الدكتور محمد فراج والأستاذ ماجد علي بعد غياب أكثر من سنتين على غير المعتاد منذ أن تفضلا بزيارتى فى المستشفى عندما كنت أجرى جراحة طارئة.
<<<
يبقي أخيرًا أن تجربة «الأموال» الصحفية التى تُحسب للصحفى الاقتصادى المتميز ماجد علي تستحق التوقف أمامها طويلًا بكل تقدير باعتبارها نموذجًا للنجاح والصمود والإصرار على النجاح والاستمرار فى الصدور طوال كل تلك السنوات رغم الصعاب والتحديات والإمكانيات المحدودة حتى أكدت حضورها المهم في الوسط الصحفى الاقتصادى.
<<<
سوف تبقى تلك الليلة مساء يوم الخميس قبل الماضي (١٥ يونيو) واحدة من الليالى السعيدة التى لا تُنسى من جانبى وأحسبها كذلك لدى أسرة «الأموال» بحسبانها شاهدة على الوفاء الحقيقي والمحبة الصادقة الدائمة بإذن الله.