الأموال
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:20 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : المحظوظة كامالا هاريس

أسامة أيوب
أسامة أيوب

مع الدعم الكبير غير المسبوق الذى منحه الحزب الديمقراطى الأمريكى لمرشحته فى السباق الرئاسى كامالا هاريس والذى تصاعدت وتيرته خلال المؤتمر الوطنى العام للحزب الأسبوع قبل الماضي زخماً كبيراً للحزب وأحدث انقلاباً فى المشهد الانتخابى.. أعاد الأمل للحزب فى الفوز فى نوفمبر المقبل، بعد انسحاب الرئيس الحالى جو بايدن من السباق والذى لم يكن يحظى بأى فرصة للفوز أمام الرئيس السابق دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهورى والذى كان فوزه شبه مؤكد بل مؤكد.
لقد تميز المؤتمر العام للحزب الديمقراطى الذى أعلنت فى ختامه كامالا هاريس قبل ترشيح الحزب لها بهذه الحشود من المشاركين الذى بلغ عددهم (50) ألفا من بينهم مشاهير النجوم والسياسيين والإعلاميين بينما كان الأهم وغير المسبوق هو مشاركة أربعة رؤساء (ديمقراطيين) سابقين والذين تحدثوا من على المنصة الرئيسية لدعم هاريس.. بداية من الرئيس الحالى جو بايدن الذى أشاد بهاريس وبأدائها معه فى إدارته كنائبة له داعياً لانتخابها، ثم الرئيس الأسبق باراك أوباما حتى الرئيس الأسبق جيمى كارتر (100 سنة) حرص على دعم هاريس من خلال مشاركة حفيديه نيابة عنه.
*
مشاركة الرؤساء الأربعة السابقين فى المؤتمر وإلقاء كلمات لدعم هاريس كان أمراً غير مسبوق فى فترات الحزب الديمقراطى. ومن ثم فهو أمر له دلالته المهمة والتى تعنى احتشاد أكبر قيادات فى الحزب خلف هاريس بكل قوة لإيصالها إلى البيت الأبيض، خاصة وأن خطاب الرئيس أوباما بالغ القوة ألهب حماس الحشود فى المؤتمر الذى حظى بمتابعة ومشاهدة واسعة من جانب الأمريكيين، مع ملاحظة المكانة المهمة والشعبية الواسعة التى مازال أوباما يحظى بها لدى الشعب الأمريكى إضافة إلى مكانته ونفوذه وتأثيره الطاغى داخل الحزب الديمقراطى حيث يعد أهم قيادات الحزب.
أما هيلارى كلينتون (زوجة الرئيس الأسبق كلينتون) المرشحة السابقة فى الانتخابات الرئاسية عام 2016 أمام دونالد ترامب والتى شغلت منصب وزير الخارجية فى إدارة الرئيس أوباما.. التى حرصت على الإشارة فى كلمتها أمام المؤتمر إلى أنها أول امرأة خاضت السباق الرئاسى فى تاريخ أمريكا بينما أكدت دعمها الكامل لهاريس ودعوة الأمريكيين لانتخابها لتحقيق الحلم بأن تصل امرأة إلى البيت الأبيض وهى بهذه الكلمات استهدفت إثارة حماس الأمريكيين.. الرجال والنساء لانتخاب كامالا تحقيقاً لإعلان مبدأ المساواة بحسب الأدبيات السياسية فى أمريكا مع ملاحظة أنها تركزت على انتخاب هاريس بوصفها امرأة فقط ولم تتطرق إلى أنها ملونة.
*
خطاب رئيسة مجلس النواب السابقة بيلوسي أمام المؤتمر كان بالغ الدلالة والأهمية فى دعم هاريس والهجوم على منافسها ترامب باعتبار أنها من أهم قيادات الحزب الديمقراطى والمعروفة بنفوذها وتأثيرها القوى داخل الحزب وحيث من المعلوم أنها كانت صاحبة الدور الحاسم فى إثناء بايدن عن الترشح وضرورة انسحابه من السباق بعد أن نجحت فى إقناعه بأن ذلك فى مصلحة الحزب الديمقراطى وأمريكا أيضاً.. تجنباً لاحتمالات عودة ترامب إلى البيت الأبيض مرة أخرى وبما تعنيه هذه العودة من تهديد للديمقراطية الأمريكية.
*
وبينما ركزت هيلارى كلينتون فى خطابها أمام المؤتمر على دعم كامالا ودعوة الأمريكيين لانتخابها لتحقيق الحلم بوصول امرأة إلى البيت الأبيض، فإن كامالا هاريس ركزت فى خطابها فى اليوم الأخير للمؤتمر على انتمائها للطبقة العاملة دون أن تتطرق إلى أنها امرأة تسعى للوصول للبيت الأبيض وفى نفس الوقت فقد بدا واضحاً أنها تستنسخ خطاب وأداء الرئيس الأسبق أوباما فى عام 2008، حيث روت رحلة هجرة والدتها من الهند فى إشارة إلى انتمائها للأسر المهاجرة والملونة، وهى بذلك توجه للناخبين نفس رسالة أوباما الذى كان أول رئيس أسود ملون من أصول إفريقية.
فى هذا الخطاب فى اليوم الأخير لمؤتمر الحزب الحاشد نجحت كامالا هاريس فى تقديم نفسها للأمريكيين من جديد وبوجه جديد وشخصية جديدة مغايرة لصورتها السابقة كنائبة للرئيس والتى كانت غير واضحة المعالم حيث بدت واثقة بنفسها وعلى نحو أضفى عليها كاريزما مفاجئة من الواضح أنها استمدتها من الدعم الكبير غير المسبوق من الحزب الديمقراطى وقياداته الكبار على العكس تماماً من ترامب الذى لم يحظ بدعم مماثل من قيادات ورموز حزبه الجمهورى وإلى درجة امتناع بعضهم عن إلقاء كلمات لدعمه خلال حملاته الانتخابية، بل إنه من المثير هو حضور بعض قيادات الحزب الجمهورى فى مؤتمر الحزب الديمقراطى لدعم هاريس ضد مرشحهم ترامب.
*
لقد بدا مؤكداً أن ترشح كامالا هاريس مع الدعم غير المسبوق من جانب قيادات الحزب الديمقراطى قد قلب موازين الانتخابات الرئاسية حسبما تبدى فى استطلاعات الرأى التى كشفت عن تقدمها على ترامب بعدة نقاط، وهو الأمر المفاجئ الذى صدمه وأربك حساباته حيث بدت فرصته للفوز متراجعة بعد أن كان يردد أن فوزه على هاريس أسهل من فوزه على بايدن.
هذه الصدمة التى أصابت ترامب جعلته يتهم الحزب الديمقراطى بالانقلاب على الرئيس بايدن ومنعه من الترشح لأنه كان مهيمن لو استمر فى السباق حيث كانت هزيمته محققة بينما جاءت صدمة ترشح هاريس مهددة له ولفرص فوزه خاصة وأن نقطة الضعف التى روج لها لدى الناخبين وهى كبر سن بايدن (82 سنة) رغم أن الفارق بينهما لا يزيد على (3) سنوات قد انتقلت إليه مقارنة بسن هاريس (59 سنة) التى تصغره بنحو (20) سنة.
*
صدمة ترامب دفعته للتحول من الهجوم السابق على بايدن وسبه ووصفه بأسوأ الأوصاف إلى الهجوم على هاريس والسخرية من ملابسها ومظهرها وضحكتها وانتمائها الملون الهندى، ثم إنه بعيداً عن السخرية فإنه لجأ إلى حيلة بالغة الخبث السياسى باتهامها بأنها شيوعية لأب شيوعى وهو اتهام مدمر لأى سياسى أمريكى وتدعيماً لهذا الاتهام غير الصحيح فإنه يصفها بـ (الرفيقة كامالا).
ولذا فإن استمرار ترامب فى انتهاج سياسة السباب والانتقاد الشخصى بدا مقلقاً لأنصاره وحملته الانتخابية رغم أن هذا النهج قد يرضى بعض المتطرفين من أنصاره، ومع ذلك فإن أعضاء حملته مازالوا يطلبون منه الابتعاد عن السباب والشتائم والتطرق إلى المقارنات الموضوعية، إلا أنه من المثير أنه لا يستمع لنصائح حملته ويمضى قدماً فى لغة خطابه التى يمكن وصفها وفقاً للعامية المصرية وربما الإيطالية بـ (الردح) وهو الخطاب الذى يصب بالضرورة فى مصلحة هاريس.
*
وفى هذا السياق فقد كان انعقاد المؤتمر العام للحزب الديمقراطى فى مدينة شيكاغو تحت شعار «لماذا تنتخب مجرماً إذا كان بإمكانك انتخاب نائب عام» بمثابة ضربة قاسمة لترامب وأذكى رد على انتهاجه سياسة السباب والشتائم، إذ كان يعنى مقارنة لتذكير الناخبين بأن ترامب متهم بنحو (34) جريمة بينما كانت كامالا هاريس تشغل منصب المدعى العام الذي يحاكم المجرمين
*
فراءة المشهد الأمريكى تشير حتى الآن إلى ترامب الذى كان واثقاً كل الثقة من فوزه فى السباق الرئاسى والعودة مرة أخرى إلى البيت الأبيض يبدو مترنحا مرتبكاً حسبما تكشف لغة الجسد ولغة الخطاب بعد أن داهمه زخم ترشح كامالا هاريس التى باتت الأوفر حظاً فى الفوز فى الانتخابات الرئاسية يوم (5) نوفمبر المقبل.
*
المثير فى كل ما جرى حتى الآن فى المشهد الانتخابى الرئاسى الأمريكى هو أن كامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن طوال نحو أربع سنوات لم يكن لها أى أداء يذكر حيث ظلت متوارية فى الظل ومن ثم فقد كانت شخصية غير معلومة لدى الأمريكيين، إلا أنها فجأة ومنذ شهرين فقد ودون أى تبرير أو توقع من جانبها صعدت فجأة إلى بؤرة المشهد السياسى الأمريكى وباتت المرشحة الرئاسية الأقوى التى تقترب من الفوز المرجح لتكون أول امرأة بل أول ملونة تصل إلى منصب رئيس الولايات المتحدة.
*
لذا ولكل ما سبق فإنه يمكن القول إن كامالا هاريس امرأة محظوظة بكل المقاييس.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى16 سبتمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.3772 48.4772
يورو 53.7906 53.9067
جنيه إسترلينى 63.8241 63.9802
فرنك سويسرى 57.2647 57.4171
100 ين يابانى 34.5379 34.6118
ريال سعودى 12.8896 12.9169
دينار كويتى 158.6398 159.0199
درهم اماراتى 13.1707 13.1993
اليوان الصينى 6.8191 6.8345

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,960 شراء 3,971
عيار 22 بيع 3,630 شراء 3,640
عيار 21 بيع 3,465 شراء 3,475
عيار 18 بيع 2,970 شراء 2,979
الاونصة بيع 123,156 شراء 123,511
الجنيه الذهب بيع 27,720 شراء 27,800
الكيلو بيع 3,960,000 شراء 3,971,429
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى