الأموال
السبت 6 يوليو 2024 03:18 مـ 30 ذو الحجة 1445 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : السيناريوهات الثلاثة فى حادث تحطم طائرة الرئيس الإيرانى

أسامة أيوب
أسامة أيوب

بينما تتأهب إيران لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يوم ٢٨ يونيو المقبل خلفا للرئيس إبراهيم رئيسى الذى لقى حتفه وتسعة من مرافقيه فى مقدمتهم وزير الخارجية أمير حسين عبداللهيان فى حادث سقوط وتحطم طائرته المروحية الأسبوع الماضى أثناء عودته من زيارة لجمهورية أذربيجان، فإن ملابسات هذا الحادث المروّع لاتزال غامضة حتى الآن -وقت كتابة هذه السطور- ولعلها تظل غامضة لفترة طويلة ريثما تنتهى التحقيقات التى تجريها السلطات للتوصل إلى الأسباب الحقيقية وراء وقوع الحادث.
تحديد موعد الانتخابات الرئاسية تقرر وفقا للدستور الإيراى الذى ينص على أنه فى حالة وفاة الرئيس أو غيابه لمدة شهرين يتم انتخاب رئيس جديد خلال مدة لا تزيد علي خمسين يومًا، وهو الإجراء الذي التزم به نائب الرئيس الذى يتولى إدارة السلطة التنفيذية وفقا للدستور أيضا، حيث حددت اللجنة المشكلة برئاسته موعد الانتخابات قبل مرور خمسين يوما من وفاة الرئيس، مع ملاحظة أنه لم يتم الإعلان عن المرشحين حتى كتابة هذه السطور والذين يتعين أن يوافق مجلس تشخيص مصلحة النظام علي خوضهم الانتخابات.
<<<
أما حادث سقوط وتحطم الطائرة، فإن ثمة ثلاثة سيناريوهات لا رابع لها جرى من خلالها وقوع ذلك الحادث المروّع، السيناريو الأول المعلن من جانب طهران منذ اللحظات الأولى لاكتشاف سقوط الطائرة هو ما أرجعت إليه السلطات الإيرانية أسباب الحادث وفى مقدمتها سوء الأحوال الجوية والضباب الكثيف والجبال الشاهقة والغابات، إضافة إلى احتمال الخطأ البشرى من جانب قائد الطائرة وسط تلك الظروف وكذلك وجود خلل تقنى فى الطائرة ذات الطراز القديم جدًا.
هذا السيناريو الأول وفقا للسلطات الإيرانية يثير بعض التساؤلات بل التحفظات.. أولها أن الطائرتين المرافقتين لطائرة الرئيس قد عادتا سالمتين رغم أن الطائرات الثلاث كانت في موكب رئاسى واحد، ثم لماذا لم تحدد الطائرتان إحداثيات ومكان سقوط طائرة الرئيس، خاصة أن فرق الإنقاذ ظلت طوال ١٥ ساعة تبحث عن مكان الطائرة وهى المدة الزمنية الطويلة التي أرجعتها فرق الإنقاذ إلى وعورة المنطقة وكذلك سوء الأحوال الجوية وهى الأسبا بالتى تغلبت عليها المسيّرة التى أرسلتها تركيا والتى توصلت إلى مكان سقوط الطائرة.
<<<
الأمر الآخر أنه كان واضحًا ربما يقترب من اليقين منذ لحظة الإعلان عن سقوط الطائرة التى يجرى البحث عن مكان سقوطها أنها قد تحطمت وأنه لا أمل فى بقاء الرئيس ومرافقيه أحياء وهو ما ظلت وسائل الإعلام الإيرانية تلمح إليه تدريجيًا ربما لتهيئة الإيرانيين لتقبل الحقيقة حتى تم الإعلان رسميًا فى السادسة إلا ربع صباح اليوم التالى للحادث عن احتراق الطائرة ووفاة الرئيس ومرافقيه الذين احترقت جثثهم وتفحمت.
السؤال الأهم ومعه كثير من علامات التعجب هو كيف لا ولم تتوفر الحماية الكافية لتأمين طائرة رئيس الجمهورية خاصة أنها من طراز يرجع تاريخه إلي السبعينيات، بحيث لا تقلع وسط حالة جوية سيئة وضباب كثيف وأنها سوف تطير وتحلّق فوق جبال شاهقة ومنطقة شديدة الوعورة، والأهم والأخطر هو كيف تقلع الطائرة وعلى متنها الرئيس ووزير خارجيته وعدد كبير من المرافقين وبما يخالف القواعد المعمول بها فى دول العالم تجنبًا لاحتمال تحطم الطائرة وحيث تكون الخسائر جسيمة.
<<<
من جهة أخرى قد تكون الولايات المتحدة مسئولة ضمنيًا عن سقوط وتحطم الطائرة ومصرع الرئيس رئيسى ومرافقيه بحسب تصريح جواد ظريف وزير خارجية ايران السابق الذى حمّل واشنطن المسئولية عن العقوبات التي فرضتها على ايران وحالت بينها وبين شراء طائرات حديثة أو تحديث طائراتها شديدة القدم، غير أن ذلك السبب يتضاءل ويتراجع كثيرا في حقيقة الأمر أمام الأسباب والأخطاء الإيرانية والتى اتسمت بالإهمال والسماح بركوب رئيس الجمهورية ووزير خارجيته وعدد من المسئولين المهمين هذه الطائرة وكذلك إغفال أو التغافل عن سوء الأحوال الجوية والتى أرجعت السلطات الإيرانية إليها السبب فى سقوط وتحطم الطائرة وحيث كان من الضرورى تأجيل موعد زيارة الرئيس إلى أذربيجان لحين تحسن الأحوال الجوية.
<<<
السيناريو الثانى الذى يرجحه كثيرون هو أن إسرائيل تقف وراء الحادث وأن المخابرات الإسرائيلية هى التى أسقطت الطائرة، وهو السيناريو الذى يستند إلى ثلاثة أسباب.. أولها أن اسرائيل ترتبط بعلاقات وثيقة مع أذربيجان ومن ينها علاقات عسكرية واستخباراتية، ومن ثمَّ فإنها موجودة وحاضرة بقوة في الأراضى الأذرية، ولذا فإنها تستطيع بسهولة اختراق طائرة الرئيس الايرانى أثناء زيارته وهو الاحتمال الذى يرجحه أيضا أن طائرة الرئيس هى وحدها التي جرى إسقاطها، بينما لم يتم استهداف الطائرتين المرافقتين.
الذى يزيد من ترجيح هذا السيناريو الاسرائيلى هو سوابق جرائمها واغتيالاتها للعديد من كبار المسئولين الإيرانيين داخل وخارج إيران وأهمهم قاسم سليمانى قائد الحرس الثورى الإيرانى ثم مؤخرًا قصفها للقنصلية الايرانية في سوريا.
<<<
ولأن مجرم الحرب نتن ياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية المتورّط منذ أكثر من سبعة أشهر في العدوان على غزة دون تحقيق أى إنجاز استراتيجى أو نصر حاسم والمدان بارتكاب حرب إبادة ضد الفلسطينيين وانتهاك القانون الدولى والقانون الدولي الإنسانى، قد أصابته حالة من الجنون والسُعار ولم يعد يعنيه إلا استمراره فى السلطة تجنبًا لمحاكمته وإيداعه السجن، فإنه يستهدف جر إيران إلى مواجهة عسكرية مباشرة لإشعال حرب إقليمية واسعة لإرباك النظام الإيرانى وشغله عن إكمال مشروعه الثورى الذى يمكن أن يكتمل بالفعل خلال أشهر قليلة وقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة المقررة فى نوفمبر المقبل، وهو الأمر الذى يمثل هاجسًا مفزعًا لتل أبيب ونتن ياهو، فى نفس الوقت فإن اغتيال رئيس إيران من شأنه إضعاف قدراته فى دعم ما يعرف بمحور المقاومة فى المنطقة العربية.. فى سوريا والعراق ولبنان واليمن وأيضا فى غزة.
<<<
وفى هذا السياق وإن صحَّ السيناريو الإسرائيلى فإن اغتيال أمير حسين عبداللهيان وزير الخارجية الإيرانى يمثل هدفًا آخر إضافيا مع اغتيال رئيسى نظرا لتحركاته وجهوده واتصالاته الدبلوماسية المكثفة فى الفترة الأخيرة للتقارب مع الدول العربية، وحيث كان لافتًا أنه كان يجرى مباحثاته ومحادثاته مع نظرائه والدبلوماسيين العرب باللغة العربية لإضفاء الحميمية دعمًا للتقارب، وهو الأمر الذى أزعج إسرائيل بشدة، ومن ثمَّ فإن اغتيال عبد اللهيان وهو برفقة الرئيس الإيرانى يمثل إنجازا مزدوجا لإسرائيل.
<<<
ورغم أن سيناريو المؤامرة الداخلية وهو السيناريو الثالث لايزال مستبعدًا بالنظر إلى شخصية ومكانة الرئيس ابراهيم رئيسى فى النظام السياسى الإيرانى كأحد أهم رجال التيار المحافظ وحيث كان يحظى بتأييد كبير من جانب المرشد العام خامنئى والذى أعدّه لخلافته فى منصب المرشد العام.
غير أن سيناريو المؤامرة الداخلية يبقى قائما ومحتملا بالنظر إلى بعض الاعتراضات الخفية داخل النظام على ترشيحه لخلافة المرشد الحالى، إضافة إلي وجود صراعات أجنحة داخل النظام وفى الساحة السياسية بوجه عام، ولذا فإنه لو صحَّ سيناريو المؤامرة الداخلية فإنه سيكون كارثة كبرى وسيكون لها تداعياتها الخطيرة علي النظام السياسى فى الجمهورية الإسلامية الايرانية وعلى تماسكه ومن ثم استقراره.
<<<
أغلب الظن أن النظام الإيرانى سوف يتمسك فى نهاية التحقيقات بسيناريو الأحوال الجوية والضباب واعتبار أن الحادث قضاء وقدر، إذ إن ذلك السيناريو هو الأسلم ولا يتطلب أى رد فعل، إذ إن ثبوت ضلوع إسرائيل فى الحادث من شأنه أن يفرض على طهران ردًا قويًا والدخول فى حرب مباشرة مع إسرائيل والتي سوف تدعمها بالضرورة الولايات المتحدة، وهو الأمر الذى سوف تتجنبه إيران خاصة في هذا التوقيت.
أما في حالة ثبوت سيناريو المؤامرة الداخلية فى نهاية التحقيقات والتى يجريها رئيس أركان الجيش الإيرانى، فإن الأمر المؤكد هو أن النظام ورأسه الأعلى المرشد العام سوف يتكتم الأمر حتى لا يهتز النظام أمام الرأى العام في الداخل وكذلك أمام المجتمع الدولى.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى04 يوليو 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.9617 48.0617
يورو 51.7939 51.9115
جنيه إسترلينى 61.1752 61.3123
فرنك سويسرى 53.2967 53.4197
100 ين يابانى 29.7825 29.8464
ريال سعودى 12.7847 12.8120
دينار كويتى 156.6148 156.9926
درهم اماراتى 13.0576 13.0855
اليوان الصينى 6.5970 6.6112

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,663 شراء 3,686
عيار 22 بيع 3,358 شراء 3,379
عيار 21 بيع 3,205 شراء 3,225
عيار 18 بيع 2,747 شراء 2,764
الاونصة بيع 113,915 شراء 114,626
الجنيه الذهب بيع 25,640 شراء 25,800
الكيلو بيع 3,662,857 شراء 3,685,714
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى