الأموال
الجمعة 22 نوفمبر 2024 06:23 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : مع التوغل فى رفح وتصعيد العدوان على غزة أمريكا تواصل الكذب والتضليل ونتن ياهو يثير غيرة هتلر

أسامة أيوب
أسامة أيوب


بينما يواصل مجرم الحرب نتن ياهو رئيس حكومة الكيان الصهيونى توغله وعملياته العسكرية فى رفح.. تزامنًا مع استئناف القصف العنيف على شمال ووسط غزة متحديًا كل التحذيرات الإقليمية والأممية من الإقدام على دخول رفح المكتظة بنحو مليون ونصف المليون الذين نزحوا إليها أو أُجبروا على النزوح إليها كملاذ آمن، ورغم التزايد المستمر فى أعداد القتلى المدنيين وأغلبهم من الأطفال والنساء (أكثر من ٣٥ ألف شهيد وضعفهم من الجرحى والمصابين) جاء تصريح جيك سوليفان مستشار الأمن القومى الأمريكى وقت كتابة هذه السطور الذى اعترف فيه بأن المدنيين الفلسطينيين فى غزة يواجهون جحيما ثم استدرك: لكن ما يحدث ليس إبادة جماعية كأبلغ وأوضح تعبير عن نهج الإدارة الأمريكية برئاسة الصهيونى جو بايدن في التعاطى مع كل جرائم إسرائيل وآخرها عدوانها الوحشى على غزة، وهو النهج الذى يتسم بالتضليل والكذب والرؤية الحولاء المصطنعة من حيث ازدواجية المعايير.
بهذا التضليل والكذب المتعمد لإنكار الحقائق لا يرى مستشار الأمن القومى الأمريكى أن فى قتل عشرات الآلاف وما كشفت عنه المقابر الجماعية من وحشية وغل وكراهية مفرطة غير مسبوقة فى التاريخ الحديث حرب إبادة جماعية، ثمَّ إنه كذلك لا يرى فى سياق ذلك الحول السياسى المتعمد أن قصف وقتل من أُجبروا على النزوح من رفح دون خطة واضحة للنزوح حرب إبادة، حيث لم يعد فى غزة كلها مكان واحد آمن.
الأخطر عسكريا وسياسيا وأخلاقيا فى توغل قوات الاحتلال الصهيونى فى رفح هو أنه امتد إلى آخر نقطة حدودية مع مصر حتى معبر رفح من الناحية الفلسطينية ثم إغلاق المعبر بهدف توسيع الحصار وحرب التجويع والإذلال الفلسطينى فى غزة، وهو الإجراء الذى حذر بايدن نتن ياهو من الإقدام عليه حتى لا يتسبب فى مشكلات مع مصر ومع ذلك لم يمنعه.
‫<<<‬
اللافت أن توغل قوات الاحتلال الصهيونى فى رفح حدث غداة إعلان الرئيس بايدن عن رفض واشنطن لأى عملية عسكرية كبرى فى رفح، مع ملاحطة أن تعبير «كبرى» تعبير مطاط يمكن معه تفسير ما يحدث بأنه عملية صُغرى.
ثُمَّ إن العملية العسكرية فى رفح بدأت أيضًا غداة إعلان حركة حماس عن موافقتها على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى التى توصلت إليه أطراف الوساطة المصرية القطرية وقبلته واشنطن وتل أبيب، ولأن موافقة حماس جاءت مفاجأة أربكت نتن ياهو الذى كان يراهن على رفض حماس ليدّعى أنها هى التى تعرقل الاتفاق، لذا جاء تنصله فورًا من الاتفاق الذى سبق أن قبله دليلًا دامغًا على أنه مُصمم فى كل الأحوال على المضى قدمًا فى مخططه العدوانى لاستكمال عدوانه فى رفح، بينما بدا موقف الرئيس بايدن وإدارته متخاذلًا وغير نزيه وغير شريف بامتناعه عن إعلان الحقيقة، وأن نتن ياهو قد تراجع عن قبول الاتفاق.
‫<<<‬
هذا المسلك غير النزيه هو القاسم المشترك فى السياسة التى ينتهجها بايدن والذى تكرَّر عشرات المرات متمثلا فى تصريحاته المتناقضة والمتضاربة عن عمدٍ والتى تنطوى على التضليل والخداع والنفاق السياسى فى سياق الانحياز السافر والأعمى لإسرائيل، إذ بعد أن اعترف بأن اسرائيل استخدمت الأسلحة والقنابل الفتاكة فى قتل المدنيين الفلسطينيين وأنه سيوقف شحنها، إلا أنه لم يوقفها!
الرئيس بايدن الذى ظل يتحدث عن اعتراضه على شن عملية عسكرية كبرى فى رفح، إذا به يعود ليقول موجهًا حديثه للحلفاء والأصدقاء إن أمريكا لا يمكنها إخضاع إسرائيل ومنعها من الدفاع عن نفسها.
الرئيس بايدن رئيس أمريكا زعيمة العالم الحر وبلد الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير أدان مظاهرات طلاب الجامعات التى تضامنت مع غزة والقضية الفلسطينية وأدانت حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على المدنيين العزل واعتبرها معادية للسامية وهو الفزاعة الحقيرة التى اخترعتها الصهيونية اليهودية وترفعها إسرائيل واللوبى اليهودى والطبقة السياسية الأمريكية المنبطحة تحت أقدام اليهود لإرهاب كل من ينتقد جرائم اسرائىل الإرهابية والعنصرية والوحشية.
‫<<<‬
الأمر المخزى أن الرئيس الصهيونى جو بايدن مازال وسيظل يتهرب من توجيه أى اتهام أو إدانة لحكومة إسرائيل ورئيسها نتن ياهو بشن حرب إبادة فى غزة، أو انتهاك القانون الدولى وهو الانتهاك الذى يراه العالم يوميًا بالصوت والصورة على الهواء مباشرة، ومن ثمَّ فقد كشف مجددًا وللمرة المائة عن وجه أمريكا القبيح الحقيقى والمعادى للفلسطينيين وللعرب والمسلمين بوجه عام، خضوعًا لليهود والمسيحية الصهيونية.
حتى أحاديث وتصريحات بايدن المتكررة بشأن جهود واشنطن المزعومة لوقف إطلاق النار فى غزة وإجراء صفقة لتبادل الأسرى مع ملاحظة أن الأولوية لديه هى الإفراج عن الأسرى والذين لولاهم لما تحدث عن وقف إطلاق النار.. حتى حديثه عن هذه الجهود المزعومة كذبّتها وتكذّبها مواقفه وأفعاله بداية من استخدام الفيتو ثلاث مرات فى مجلس الأمن لعرقلة صدور قرار لوقف إطلاق النار، وصولًا إلى امتناعه عن التصويت على آخر مشروع قرار فى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار وحيث بدا الامتناع بمثابة فيتو أيضًا.
<‫<<‬
الرئيس بايدن الذى تعهَدَ خلال حملته الانتخابية الرئاسية قبل أربع سنوات وقبل وصوله إلى البيت الأبيض بإنفاذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية هو ذاته الذى استخدم الفيتو فى مجلس الأمن ضد منح فلسطين العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة، وهو أيضًا الذى صوَّت فى الجمعية العامة قبل أيام ومعه ثمانى دول نصفها لا يعرف أحد فى العالم اسمها أو موقعها على الخريطة ضد ما يشبه الإجماع على اعتبار فلسطين عضوا كامل العضوية فى المنظمة الأممية، حيث أكد بكل صلف وفجاجة التماهى والتواطؤ مع إسرائيل فى رفض إقامة الدولة الفلسطينية، سبيلًا لاغتصاب كل فلسطين التاريخية، وحيث أكد أيضًا تعهده بشأن حل الدولتين كان تضليلًا وخداعًا.
<‫<<‬
وفى هذا السياق من التضليل السياسى الأمريكى جاء تقرير وزير الخارجية اليهودى بلينكن أمام مجلس الشيوخ قبل أيام والذى اتسم بالكذب والمراوغة ولىّ الحقائق بهدف تبرئة إسرائيل رغم الإجماع العالمى والأممى على إدانتها وانتهاك للقانون الدولى، مع ملاحظة أن الخارجية الأمريكية تلقت تهديدات من أعضاء الكونجرس قبل عرض التقرير بألا يتضمن أى اتهام أو ادانة لإسرائيل.
ولذا فقد تضمن التقرير التأكيد على أن اسرائيل امتثلت للقانون الدولى، غير أن بلينكن استدرك فى نفس الفقرة بعبارة «لكن يشتبه فى أنه ليس فى كل الحالات»! وحيث جاء هذا الاستدراك فى محاولة اضطرارية لإمساك العصا من المنتصف وتحوطًا لاحتمال صدور قرار إدانة من محكمة العدل الدولية أو من المحكمة الجنائية الدولية.
‫<<<‬
الحقيقة الغائبة فى تقرير بلينكن هى أن إسرائيل لم تمتثل للقانون الدولى طوال أكثر من سبعة أشهر وهو ما وثقته مشاهد القصف الجوى العنيف والدمار الشامل والقتل العشوائى أو المتعمد للمدنيين والأطفال مع حرب التجويع والإذلال، وهى المشاهد التى لم ترها الإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن ووزير خارجيته ومستشاره للأمن القومى والذين يرون بعين واحدة عن عمد دون العالم كله.
أما أكذب ما تضمنه تقرير وزير الخارجية الأمريكى فهو قوله: إننا لم نتأكد من التحديد بدقة إن كانت أسلحتنا قد استخدمت فى قتل المدنيين وفى عمليات يشتبه فى انتهاكها للقانون الدولى، إذ بدا أن بلينكن يكذّب رئيسه بايدن الذى اعترف باستخدام القنابل الأمريكية فى قتل المدنيين، ولذا فقد لجأ بلينكن مرة أخرى إلى الاستدراك باستخدام تعبير «التحديد بدقة» وهو الأمر الذى لا يعنى كما يتصور البع تخبطا فى الإدارة الأمريكية ولكن الحقيقة هى أن كل ذلك يصب فى خانة المراوغة والتضليل لصالح اسرائيل وتحت ضغط ونفوذ اللوبى اليهودى الطاغى والمتحكّم فى السياسة الأمريكية تجاه اسرائيل.
ولذا أجدنى أكرّر مرة أخرى ما أسلفته فى مقال سابق بتأكيد المؤكد وهو أن اليهود يحكمون العالم فى الحقبة الراهنة لأنهم يحكمون أمريكا القطب العالمى الأوحد حاليا، وأجدنى أستعيد مرة أخرى أيضًا حديثًا للرئيس الأمريكى جيمى كارتر كانت فضائية القاهرة والناس المصرية قد أذاعته قبل فترة والذى أكد فيه خضوع الكونجرس خضوعًا كاملًا للوبى اليهودى، إذ إن أى عضو لا يستطيع أن ينتقد أو يعارض إسرائيل أو أى قرار أمريكى لصالحها وإلا فإنه يفقد مقعده البرلمانى فى أول انتخابات تالية.
وبفعل نفوذ اللوبى اليهودى ومعها المسيحية الصهيونية الأمريكية فإن الغالبية العظمى من الطبقة السياسية فى الحزبين الجمهورى والديمقراطى ومن ثمَّ كل الرؤساء الأمريكيين عبر كل الإدارات السابقة وحتى إدارة بايدن «الديمقراطى» الحالية يخضعون خضوعا تاما لإسرائيل، مع ملاحظة بالغة الأهمية أيضا وهى سيطرة هذا اللوبى اليهودى على آلة الإعلام الأمريكية والتى تمارس الدعاية الضخمة لاسرائيل والتى كرست تعاطف الشعب الأمريكى الدائم مع اسرائيل ومعاداة وكراهية العرب والفلسطينيين بل المسلمين أيضًا.
<<<
غير أنه تجدر الإشارة فى نفس الوقت وفى هذه الأيام إلى أن تأثير آلة الإعلام اليهودية بدأ فى الأفول والتهادى بفعل وسائل التواصل الاجتماعى. الحديثة التى أبطلت وبقدر كبير أكاذيب الإعلام الصهيونى الأمريكى والغربى أيضًا بعد أن نقلت الحقائق من خلال مشاهد العدوان الوحشى على المدنيين العزل فى غزة، وما تخللها من قصف وتدمير للبيوت والمنشآت والبنية التحتية بما فى ذلك مشاهد جثث القتلى خاصة الأطفال والنساء والمقابر الجماعية والحصار والتجويع.
وقد كانت مظاهرات الشعوب فى المدن الأمريكية والأوروبية والتى بلغت ذروتها فى مظاهرات طلاب الجامعات تضامنًا مع الفلسطينيين فى غزة وإدانة اسرائيل هى نقطة التحول الكاسح لدى الرأى العام نحو معرفة التعاطف مع الشعب الفلسطينى وقضيته التى غيبتها الصهيونية وإعلامها ودعايتها الكاذبة المضلّلة.
‫<<<‬
خلاصة القول هى أن المجازر الوحشية والتى امتدت إلى رفح وحرب الإبادة التى يشنها مجرم الحرب نتن ياهو ضد الفلسطينيين والذى يثير غيرة هتلر بحسب تعبير الرئيس التركى أردوغان تؤكد بكل وضوح أنه ماض قدما فى تنفيذ المشروع الصهيونى فى فلسطين، كما تؤكد مواقف الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن أن واشنطن تمارس سياسة التضليل والمراوغة والكذب، وهذه الحقيقة أدركتها الشعوب العربية ويبقى أن تدركها الحكومات أيضًا.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4274 جنيه 4251 جنيه $85.83
سعر ذهب 22 3918 جنيه 3897 جنيه $78.68
سعر ذهب 21 3740 جنيه 3720 جنيه $75.10
سعر ذهب 18 3206 جنيه 3189 جنيه $64.37
سعر ذهب 14 2493 جنيه 2480 جنيه $50.07
سعر ذهب 12 2137 جنيه 2126 جنيه $42.91
سعر الأونصة 132945 جنيه 132234 جنيه $2669.56
الجنيه الذهب 29920 جنيه 29760 جنيه $600.80
الأونصة بالدولار 2669.56 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى