الأموال
الخميس 4 يوليو 2024 01:38 صـ 27 ذو الحجة 1445 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : ليسوا مؤهلين للاقتراب من السنة والسيرة النبوية بل للسيرة الهلالية

أسامة أيوب
أسامة أيوب

الذين كوّنوا «تكوين» لتقويض ثوابت الدين

لأن الطيور على أشكالها تقع، فإنها ليست مصادفة أن يتجمع هؤلاء ممن يصفون أنفسهم بالمثقفين التنويريين والذين دأبوا منذ سنوات وبإصرار مريب على بث أفكارهم الشاذة لتقويض ثوابت العقيدة الاسلامية المستقرة بإجماع فقهاء وعلماء وأئمة المسلمين طوال أكثر من أربعة عشر قرنا وحيث بدا كأنهم يدعون لدين جديد بدعوى مناقشة ومراجعة التراث الإسلامى كله تحت لافتة التنوير الدينى والثقافى.
أصحاب ومؤسسو هذا التجمع المريب والمشبوه الذي سموه «تكوين» لم يكشفوا عن السبب الحقيقى فى اختيار هذا الاسم لتجمعهم، ورغم أن هدفهم المعلن هو التصدى بالنقد والمناقشة لمختلف الأفكار والمعتقدات الراسخة.. الثقافية والفنية والدينية بحسب تصريح اثنين من مؤسسى هذا الـ«تكوين»، فإنه من المثير للريبة أنهم بدأوا بنقد ومراجعة التراث الدينى وخاصة ثوابت العقيدة ومن ثمَّ فقد أكدوا هدفهم الحقيقى من ذلك الـ«تكوين».
بداية هذا التوجه المشبوه لـ«تكوين» كانت التشكيك فى صحيح الأحاديث النبوية والسنة المشرفة والدعوة إلى عدم الاعتداد بها والاكتفاء بالقرآن الكريم فقط فى فهم الدين والأوامر والنواهى الإلهية وأحكام الشريعة.
<<<
هذا التوجه يعنى فى حقيقة الأمر هدم نصف الدين، إذ إن إغفال السنة والأحاديث يُعد مخالفة للقرآن الكريم ذاته الذى أكد بل أمر المسلمين باتباع السُنة باعتبارها المكمِّلة لأحكام القرآن، حيث أورد «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا»، أى أن الله قد منح رسوله الحق فى التشريع المكمّل للتشريع القرآنى بتفويض ووحى إلهى وهو الأمر الذى يعنى أن السُنة المشرفة غير منفصلة عن القرآن وأنها تمثل الشق الثانى من الدين.
ولذا فقد كان آخر بلاغ نبوى للمسلمين فى حجة الوداع «لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدًا.. كتاب الله وسُنتى»، والمعنى أن بإغفال السنة لا يكتمل الإيمان ومن ثم ضلال المسلمين.
<<<
إن الأمر البديهى الذى تعمّد أصحاب «تكوين» التغافل عنه هو كيف عرف المسلمون عدد الصلوات وعدد ركعات كل منها وكيف تؤدى بدون السنة وحيث قال صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتمونى أصلى» وكيف عرفوا نصاب الزكاة وكيفية أدائها وهما من أركان الاسلام، مع أن القرآن الكريم الذين يدعون إلى الاكتفاء به وترك السنة لم يوضح كل ذلك، ثم إنه بدون الرجوع إلى السنة لم يكن المسلمون يعرفون تفاصيل مناسك الحج حسبما أداها صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع.
<<<
لذا فإن السنة المشرفة التى فصلت أحكام الدين والعبادات هى بمثابة اللائحة التنفيذية للقرآن الكريم شأنها شأن القوانين والتشريعات البشرية إن صحت هذه المقارنة، إذ إن أى قانون أو تشريع لا يبدأ تنفيذه إلا بعد صدور لائحته التنفيذية حتى تسرى أحكامه، لذا فإن الاكتفاء بالقرآن فقط وتجاهل السنة وآدابها وأحكامها يعد اخلالا جسيمًا بثوابت وأوامر الدين.
الأمر الآخر الخطير فى توجه أصحاب «تكوين» بعد إنكار السنة هو إنكار ما ورد فى السيرة النبوية كما وردت فى أمهات كتب السيرة وفى مقدمتها سيرة ابن هشام وابن اسحاق والتشكيك فى صحتها بزعم أنها من تأليف بشر ومن ثمَّ فإنها منتج وعمل بشرى يحتمل الخطأ والتزوير فى رواية الأحداث، وبهذا الإنكار فإنهم يدعون إلى الاكتفاء بما ورد عن سيرته صلى الله عليه وسلم فى القرآن أيضا بحسب ادعاء أحد مكونى تكوين «إسلام بحيرى» فى حديث تليفزيونى بأن السيرة هى ما ورد فى القرآن فقط!
هذا التوجه لأصحاب تكوين لإنكار كل ما ورد فى كتب السيرة والاكتفاء بما ورد عن السيرة فى القرآن فقط والذى لم يكن معنيا بذكر تفاصيلها باعتبار أنه كتاب عقيدة وتوحيد وأحكام ورواية قصص السابقين من أقوام وأنبياء ورسل بهدف إعلام المسلمين بأحداث التاريخ البشرى والرسالات السماوية السابقة بقصد الاعتبار والعظة والإعلام أيضا.. هذا التوجه لإنكار وتغييب سيرته صلى الله عليه وسلم يعد فى واقع الأمر دعوة مريبة ومشبوهة لإخفاء سيرة الرسول وقصة حياته العطرة بل من قبل ولادته وحتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى عن المسلمين وعلى النحو الذى يبدو عدوانا متعمدا على الاسلام ورسوله وعموم المسلمين.
>>>
إن سيرته صلى الله عليه وسلم وقصة حياته طوال ثلاث وستين سنة منذ ولادته بل قبل ولادته أيضا هى ما عاصره وشاهده وشهد به معاصروه من مكة ثم فى المدينة بعد هجرته وجهاده لنشر الدعوة الاسلامية حتى أظهرها الله، وهى الأحداث التى تناقلها متواترة أهل مكة ثم الصحابة والتابعون حتى وقتنا هذا ولسوف تظل محفوظة فى السطور وعقول ووجدان وذاكرة الأمة إلى يوم القيامة.
وبدون هذه السيرة المتواترة كيف كنا نعلم من القرآن فقط قصة عبدالمطلب جده سواء حفر بئر زمزم ثم كيف نجا عبدالله ابنه من الذبح الذى ندره، وكيف كنا نعرف قصة زواج عبدالله بن عبدالمطلب بعد نجاته من الذبح بالسيدة آمنة بنت وهب ثم موته فى رحلة تجارة إلى الشام حيث ولد النبى محمد يتيما وكفله جده وكذلك قصة موت أمه آمنة وهى عائدة من زيارة أخواله فى يثرب «المدينة» ثم كفله عمه أبوطالب.
كيف كنا نعرف قصته مع السيدة خديجة التى دفعت به ليتاجر لها ثم كيف تزوجها وكيف كنا نعرف قصة مجىء الوحى إليه عن طريق جبريل وهو يتعبد فى غار ثور.
كيف وكيف وكيف من أحداث سيرته العطرة كنا سنعرف قصة حياته صلى الله عليه وسلم والتى لم يرد ذكرها فى القرآن الكريم.
يبقى السؤال: ما هى مصلحة المسلمين من «تكوين» لإنكار السنة والسيرة وما هو التنوير الدينى والثقافى فى هذا التكوين والإجابة هى لا شىء سوى هدم ثوابت القعيدة والدين.
<<<
إن الأمر المؤكد والداعى للاطمئنان هو أن الإسلام يحمل فى بنائه عوامل قوته والاستقصاء على الهدم والتقويض ومن ثم فإن توجه أصحاب «تكوين» سوف يفشل فشلًا ذريعًا باعتبار أن أفكارهم ودعوتهم المشبوهة منبوذة من عموم المسلمين وخاصتهم وعلمائهم.
إن دعوة وأفكار هؤلاء من أصحاب «تكوين» المشبوه سوف تتبدد بأسرع من تجمعهم، إذ من يسمع أو يستمع لهم وهم من أنكروا حادثة الإسراء والمعراج بحسب مزاعم إبراهيم عيسى ويوسف زيدان رغم أنها وردت فى القرآن الكريم وتحديدًا فى سورة النجم وهو الإنكار الذى يتعارض مع دعوتهم للاكتفاء بالقرآن فقط.
ثم من يسمع أو يستمع إلى يوسف زيدان الذى ينكر أن المسجد الأقصى الذى أسرى بالنبى إليه ليس هو المسجد الموجود فى بيت المقدس، وهو الذى وصف القائد العظيم صلاح الدين الأيوبى الذى حرر القدس من الصليبيين بأنه أخطر رجل فى التاريخ!
ثم من يسمع أو يستمع إلى يوسف زيدان الذى لم يفلح فى سرد أفكار «تكوين» فى حديثه على فضائية BBC العربية وحيث ظل يتهرب من الإجابة المحددة الواضحة على أسئلة المذيعة حول أهداف تكوين وتمويله وتهربه من المناظرة وحيث بدا واضحًا تهافت تلك الأفكار التى يدعو إليها «تكوين» المشبوه.
<<<<
المثير للاستفزاز فى حديث يوسف زيدان الذى اتسم بالتعالى الممجوج فى غير موضعه وحيث وصف منتقديه بأنهم مرضى تعيسون يحتاجون للعلاج بينما بدا مؤكدًا وواضحًا أنه والذين معه فى "تكوين" هم من يحتاجون العلاج والعلم والتعلم.
<<<
إن الأمر المؤكد هو أن هؤلاء الذين كونوا «تكوين» للتصدى بالنقد والمناقشة للتراث الثقافى والفنى والدينى غير مؤهلين وغير مؤتمنين على الإطلاق.. علميا وفقهيا وفقا لسوابق مواقفهم وآرائهم بشأن الدين لنقد ومناقشة السنة والسيرة النبوية، بينما يمكنهم تركيز اهتمامهم «التكوينى» بنقد السيرة الهلالية على سبيل المثال وغيرها من التراث الثقافى والفنى باعتبارهم أنهم مؤهلون لذلك العمل الذى يتناسب مع ثقافتهم وفكرهم التنويرى.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى03 يوليو 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.0963 48.1963
يورو 51.7420 51.8688
جنيه إسترلينى 61.0630 61.2093
فرنك سويسرى 53.2333 53.3735
100 ين يابانى 29.7019 29.7692
ريال سعودى 12.8205 12.8479
دينار كويتى 156.8596 157.2370
درهم اماراتى 13.0942 13.1221
اليوان الصينى 6.6126 6.6265

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,623 شراء 3,634
عيار 22 بيع 3,321 شراء 3,331
عيار 21 بيع 3,170 شراء 3,180
عيار 18 بيع 2,717 شراء 2,726
الاونصة بيع 112,671 شراء 113,026
الجنيه الذهب بيع 25,360 شراء 25,440
الكيلو بيع 3,622,857 شراء 3,634,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى