الأموال
الأحد 8 سبتمبر 2024 04:54 صـ 5 ربيع أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : العدوان الصهيونى الوحشى على غزة.. حقائق وملاحظات

أسامة أيوب
أسامة أيوب

تصعيد قوات الاحتلال للعدوان.. انتقامًا من الشعب الفلسطينى بعد هزائمها العسكرية الفاضحة فى الاشتباكات مع المقاومة

أكتب هذه السطور مساء الأربعاء الماضى بعد تأجيل تصويت مجلس الأمن للمرة الرابعة إلى اليوم التالى بطلب أمريكى على مشروع قرار لوقف إطلاق النار فى غزة وزيادة وتسريع إنفاذ المساعدات الإغاثية الإنسانية لسكان غزة، وهو التأجيل الذى قالت أمريكا إنه لمزيد من المشاورات للتوصل إلى حلول وسط للخلافات حول بعض بنود مشروع القرار.

وليس سراً أن أمريكا تعرقل صدور قرار لوقف دائم لإطلاق النار “وقف العدوان الصهيونى” كما تعترض مع إسرائيل على أن يتولى أمين عام الأمم المتحدة آلية ادخال المساعدات لتيسير إيصالها إلى الفلسطينيين المحاصرين والنازحين والمشردين فى غيبة الغذاء والمياه والدواء والوقود، وهو الأمر الذى يعنى رغبة إسرائيل في إذلال أهل غزة بتعطيل وصول المساعدات إليهم من خلال عمليات التفتيش على الشاحنات التى تجريها ببطء شديد ومتعمد.

وفى نفس الوقت فمن الواضح أن أمريكا.. اتفاقاً مع نتن ياهو تعارض إتمام صفقة لتبادل الأسرى والرهائن الإسرائيليين لدى حماس مقابل إطلاق سراح كل السجناء والأسرى في السجون الإسرائيلية وفقا لشروط حركة حماس والتى تشترط وقفاً دائماً للعدوان وانسحاب قوات الاحتلال من غزة قبل إطلاق سراح من لديها من رهائن وأسرى، وهو الشرط الذى يعطل إتمام الصفقة حتى الآن، خاصة أن نتن ياهو غير عابئ بحياة الرهائن والذين قتل بعضهم والذين قد يقتلون لاحقا تحت القصف الجوى أو حتى بالخطأ حسبما حدث مع الأسرى الثلاثة الذين قتلهم جنود الاحتلال.

<<<

اللافت أن جُل اهتمام الرئيس الصهيونى بايدن هو إطلاق سراح عشرات الرهائن ومن بينهم ٨ رهائن أمريكيون بعد فشل قوات الاحتلال فى تحريرهم بالقوة حسبما توعد ولايزال نتن ياهو، وكأن إنقاذ عشرات الأسرى والرهائن أهم من قتل ٢٠ ألفاً من المدنيين والأطفال والنساء بالأسلحة والطائرات الأمريكية!

<<<

واقع الأمر أن الرئيس الصهيونى بايدن “بحسب وصفه لنفسه” هو الشريك الأول والأكبر فى قتل الشعب الفلسطينى وحيث بلغ الانحطاط الأخلاقى والإنسانى أقسى وأقصى مدى إزاء مشاهد الأطفال المقتولين وأشلاء أجسامهم وإزاء أسوأ كارثة إنسانية يعيشها أهل غزة غير مسبوقة فى التاريخ الحديث.

المثير للاشمئزاز حقا فى سياق سياسة الكيل بمكيالين التى تنتهجها أمريكا دائماً هو تبرير الرئيس الأمريكى الصهيونى بايدن للعدوان على المدنيين العزل فى غزة بحق إسرائيل فى الدفاع عن النفس فى أعقاب عملية “طوفان الأقصى” التى نفذها مقاتلو كتائب القسام ضد معسكرات الجيش الإسرائيلي والمستوطنات ردا على جرائم الاحتلال الإرهابية والقمعية ضد الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية وردا على اقتحام المستوطنين الإرهابيين للمسجد الأقصى والاعتداء على المرابطين والمرابطات ثم أيضًا ردًا على حصار غزة طوال ١٦ عاما، وهى العملية التى وصفها أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة بكل شجاعة وإنصاف بأنها لم تأت من فراغ.

<<<

فى نفس الوقت فإن بايدن ومعه حكومات بريطانيا وفرنسا وألمانيا ينكرون على الشعب الفلسطينى الرازح تحت احتلال استيطانى إرهابى غاصب وعنصرى حقه الشروع فى الدفاع عن النفس رغم أنه الطرف الضعيف المظلوم من خلال حركة المقاومة حماس وغيرها من فصائل المقاومة التى تمارس حقها وفقا للقانون الدولى بوصفها حركة تحرر وطني شأنها شأن كل حركات التحرر فى العالم والتى لم يقل أحد إنها حركات إرهابية.

ثم هل الدفاع عن النفس من جانب قوات احتلال يكون بقتل ٢٠ ألفاً من المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء وإصابة نحو ٧٠ ألفاً آخرين، ثم هل الدفاع عن النفس يكون بالقصف الجوى والمدفعى العشوائى على مدنيين عزل، وهل يكون بتدمير شامل لغزة وتجويع وتعطيش أهلها وتحويل حياتهم إلى جحيم لا مثيل له فى أى مكان فى العالم، وهل يمكن تبرير هذه الوحشية والخسة وانعدام الضمير بالدفاع عن النفس، واقع الأمر لقد فقدت أمريكا بالفعل وإلى عقود طويلة مقبلة سمعتها ومركزها الأخلاقى حسبما أبدى بايدن مخاوفه من ذلك، بينما فقدت إسرائيل أى دعم أو تعاطف معها بعد أن سقطت مزاعمها ودعايتها اليهودية والتى فضحها عدوانها وقتل الأطفال بكل خسة.

<<<

بل لقد فقد بايدن ذاته شعبيته داخل أمريكا جراء دعمه لإسرائيل ومشاركته فى العدوان على غزة وقتل المدنيين والأطفال والنساء بتلك الوحشية التى شاهدها العالم على الهواء مباشرة حيث انخفضت شعبيته إلى ٣٧٪ فى آخر استطلاع للرأى بينما أظهر استطلاع بين الناخبين الأمريكيين أن ٥٧٪ من الشباب الأمريكى بين ١٩ إلى ٢٩ سنة لن ينتخبوه فى الانتخابات المقبلة بسبب اعتراضهم على دعمه غير المحدود لإسرائيل فى عدوانها، وهو الأمر الذى يعنى أن جيلا جديدا سوف يغيِّر فى المستقبل القريب السياسات الخارجية لأمريكا تجاه إسرائيل وبالتالى تجاه التعاطف مع الشعب الفلسطينى من أجل حصوله على حقه المشروع فى التخلص من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة التى تماطل الإدارات الأمريكية وآخرها إدارة بايدن فى إقامتها.

وإذا كان الهدف المعلن للعدوان على غزة بحسب إسرائيل وأمريكا والغرب الأوروبى الاستعمارى هو القضاء على حركة المقاومة حماس، فإن ما يحدث هو أن قوات الاحتلال الصهيونى المدعومة أمريكيًا تستهدف تدمير غزة وتحويلها إلى أرض خراب غير صالحة للحياة بقدر ما تستهدف قتل الشعب الفلسطينى فى أبشع حرب إبادة فى التاريخ الحديث، بينما يبقى هدف القضاء على حماس مستعصيا على إسرائيل تحقيقه حتى الآن.

لقد فشلت إسرائيل وجيشها رغم الدعم الأمريكى اللامحدود فى إنجاز أى نصر عسكرى استراتيجى على أرض غزة فلا هى نجحت فى تحرير رهائنها وأسراها بالقوة العسكرية ولا هى نجحت فى القضاء على حماس رغم تواصل العدوان والقصف الجوى العشوائى طوال ٧٥ يومًا.

بل إن قوات الاحتلال واجهت وتواجه هزائم مروّعة على أرض غزة فى الاشتباكات مع كتائب القسام وسرايا القدس وحيث تكبدت خسائر فادحة وفاضحة لجيشها سواء بقتل مئات الجنود والضباط فى الاشتباكات من المسافة صفر أو بتدمير مئات الدبابات والمدرعات والآليات العسكرية وناقلات الجنود.

<<<

الملحظ المهم فى تلك المواجهات والاشتباكات هو بسالة وشجاعة وبطولة رجال المقاومة من كتائب القسام وسرايا القدس مقابل جُبن وهلع الجنود والضباط الصهاينة الذين يفرون من المواجهة هاربين وعلى النحو الذى انعكس على الجيش الإسرائيلى بعد تفشى الأمراض النفسية بين الجنود وإقدام البعض على الانتحار جراء صدمة المواجهة مع أبطال المقاومة الشجعان رغم الفارق الكمى والنوعى من حيث تسليح جيش جرار مدعم بأحدث العتاد العسكرى والطائرات الحربية مقابل مئات المقاتلين المقاومين بأسلحتهم محلية الصنع وقدراتهم المحدودة وهنا تبدى بطولة وعقيدة أصحاب الأرض والحق المشروع مقارنة بجنود يقاتلون من داخل الدبابات أو من الطائرات، وحيث يتأكد الفارق بين من يقتلون المدنيين وبين رجال المقاومة الذين يقاتلون ويقتلون جنود جيش محترف، وذلك هو الفارق أيضا بين البطولة وفروسية المقاتلين الفلسطينيين وبين خسة وجُبن الجنود الإسرائيليين.

إن هذا الجبن فى القتال هو «جُبن» يهودى وراثى متأصل حسبما ذكر القرآن الكريم «لا يقاتلونكم جميعاً إلا فى قرى محصنة أو من وراء جُدُر».

<<<

هذا الفشل فى إحراز أى نصر عسكرى فى غزة مع الهزائم الفادحة الفاضحة والخسائر البشرية والعسكرية ومقتل مئات من الجنود والضباط وتدمير مئات الدبابات والمدرعات هو الذى يُفسِّر تصعيد العدو الصهيونى لعدوانه الخسيس والوحشى ضد المدنيين والأطفال الفلسطينيين، وعلى النحو الذى يؤكد الإصرار على استمرار العدوان وقتل المزيد من آلاف الأطفال والنساء.. انتقامًا من خسائره فى المواجهات على الأرض مع أبطال المقاومة الفلسطينية.

<<<

ثم إن الدعم الأمريكى اللامحدود لإسرائيل لمواصلة عدوانها يعنى بكل وضوح أن الرئيس الصهيوني بايدن الذى تلطخت يداه بدماء الأطفال والنساء باعتباره شريكا فى العدوان هو أيضا شريك للعدو الصهيونى فى تنفيذ مخططاته لتهجير سكان غزة ومن ثمَّ فهو شريك متآمر فى تصفية القضية الفلسطينية حيث بدا واضحا أن خطابه السياسى بشأن حل الدولتين مراوغة وتضليل للعرب والفلسطينيين.

<<<

لذا فإن التعويل على موقف عادل ومنصف ونزيه للرئيس الصهيونى بايدن وإدارته والإدارات اللاحقة هو استغراق فى الوهم، ومن ثمَّ لزم التنويه ولزم انتباه العرب والفلسطينيين.

وللحديث بقية..

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى05 سبتمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.3892 48.4892
يورو 53.7265 53.8424
جنيه إسترلينى 63.7189 63.8554
فرنك سويسرى 57.1976 57.3226
100 ين يابانى 33.7301 33.8116
ريال سعودى 12.8904 12.9177
دينار كويتى 158.4660 158.8455
درهم اماراتى 13.1739 13.2026
اليوان الصينى 6.8192 6.8335

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,869 شراء 3,880
عيار 22 بيع 3,546 شراء 3,557
عيار 21 بيع 3,385 شراء 3,395
عيار 18 بيع 2,901 شراء 2,910
الاونصة بيع 120,313 شراء 120,668
الجنيه الذهب بيع 27,080 شراء 27,160
الكيلو بيع 3,868,571 شراء 3,880,000
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى