الأموال
الجمعة 22 نوفمبر 2024 03:57 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : أسبوع الأحزان العربية .. زلزال المغرب وإعصار ليبيا

أسامة أيوب
أسامة أيوب

إنذار مبكر للمنطقة العربية
رغم أن الأعاصير ظاهرة طبيعية معتادة عرفتها وتعرفها بعض دول العالم خاصة المطلة على المحيطات، ورغم أن الأعاصير تزايدت حدتها وشدتها فى السنوات الأخيرة بفعل التغيرات المناخية الكارثية التى طرأت على الكوكب، إلا أن المنطقة العربية لم تكن تعرف هذه الظاهرة الجوية حتى جاء إعصار دانيال قادمًا من اليونان عبر البحر المتوسط إلى شرق ليبيا الأسبوع الماضى.
ولأن ليبيا لم تكن تعرف شيئاً عن الأعاصير مثلها مثل دول المنطقة العربية، ولأن الإعصار الداهم كان عاتيًا شديدًا، ولأن ليبيا لم تكن مستعدة للتعامل معه ومع تداعياته، فإنه أسفر عن أسوأ وأبشع كارثة غير مسبوقة، إذ أزال أكثر من ربع مدينة درنة فى الشرق من على الخريطة جراء الأمطار شديدة الغزارة وانهيار السدود التى جرفت مياهها مع شدة الرياح مناطق أخرى بأكملها بما فيها ومن فيها من سكان، وعلى النحو الذى تسبب فى مقتل الآلاف ومثلهم من المصابين المشردين بينما لايزال أعداد غير محددة قد تزيد على آلاف أخرى مدفونين تحت المياه التى جرفتهم إلى البحر المتوسط ومثلهم تحت الأنقاض والركام.
<<<
ومع أنه لا جديد فيما سبق من تفاصيل بعد أن شهدنا وشهد العرب والعالم على الهواء عبر الشاشات بالصوت والصورة حجم تلك الكارثة الإنسانية التى أدمت القلوب، إلا إنى أحسب أن الجديد بشأن ذلك الإعصار الذى هو وبحق إعصار وليس عاصفة كما أسمته بعض وسائل الإعلام العربية هو أن أجهزة الاستشعار والأرصاد الجوية العالمية تنبأت به قبل حدوثه بوقت طويل، وهو الأمر الذى كان يستدعى اتخاذ الإجراءات الاستباقية وأهمها على الإطلاق فى ظل الظروف الليبية هو إخلاء المناطق المرجح تعرضها له فى الشرق من سكانها لتجنب الخسائر البشرية الفادحة التى بلغت الآلاف من القتلى «الشهداء» والمصابين ومثلهم وأكثر من المفقودين الذين بات من المستحيل العثور على جثثهم لدفنها، ولكن لأن هناك إعصاراً بشريًّا آخر فى ليبيا متمثلًا فى حالة الانقسام السياسى بين الشرق والغرب فإن ذلك لم يحدث!
<<<
أما الذى جعل مصر تنجو من هذا الإعصار فهو أنه قد خفت حدته وشدته بمجرد عبوره حدود ليبيا إلى مصر إذ تحوّل إلى منخفض جوى متعمق بحسب وصف هيئة الأرصاد الجوية المصرية، حيث لم يتسبب فى حدوث أى أضرار باستثناء عدم استقرار الأحوال الجوية وسقوط أمطار غزيرة على مطروح ومتوسطة ورياح على المدن الساحلية الأخرى والدلتا والقاهرة الكبرى.
<<<
وإذا كانت مصر قد نجت من إعصار دانيال الأسبوع الماضى، فإن ذلك لا يعنى أنها سوف تكون بمنأى عن الأعاصير فى قادم السنين، حيث أكد خبراء المناخ والأرصاد الجوية فى العالم أن المنطقة العربية المطلة على البحر المتوسط سوف تشهد أعاصير وتغيرات حادة فى الطقس فى مختلف فصول السنة وليس فى الشتاء فقط.. شأنها فى ذلك شأن الدول المطلة على المحيطات التى تجتاحها الأعاصير والتى سوف تتزايد شدتها وحدتها فى الفترة القادمة.
ومن الجدير بالذكر أن مصر فى منتصف تسعينيات القرن الماضى شهدت عاصفة عاتية من الرياح الخماسينية التى لم تشهد الأجيال التى عاصرتها مثيلاً لها من قبل، إذ تحوّل الفضاء والسماء إلى سواد قاتم فى ذروة النهار حتى ظن المصريون أنها القيامة، بينما كانت الحقيقة أن هذه العاصفة كانت إعصارًا خماسينيًا حسبما وصفها عالم الفلك الكبير والشهير جمال الفندى وقد كان وصف ما حدث بالإعصار أمرًا جديدًا على المصريين، ولكنه حدث.
ويذكر أيضًا أن مصر شهدت فى منتصف أربعينيات القرن الماضى رياحًا خماسينية عاتية غير مسبوقة فى تاريخها المكتوب، إذ تحوّل النهار إلى ليل حقيقى ووقتها وبحسب ما ذكره من عاصروها ظن المصريون أنها القيامة، ولذا صعد المؤذنون فوق المآذن لرفع الأذان فى غير وقت أذان طلبًا لرحمة الله لحلول موعد يوم القيامة، وقد كانت هذه العاصفة إعصارًا خماسينيًا أيضًا سبق إعصار التسعينيات بنصف قرن.
<<<
وإذا كان من الممكن أن تتعرض مصر لأعاصير خماسينية عاتية، فإن الأخطر هو تعرضها ودول المنطقة العربية لأعاصير جوية مثل إعصار دانيال التى تعرضت له ليبيا فى قادم السنين بحسب تحذيرات الخبراء العالميين، ومع التسليم بأن الأعاصير من الظواهر الطبيعية الداهمة فقد بات ضروريًا على دول المنطقة العربية تحديث أجهزة الاستشعار والأرصاد الجوية لديها للتمكن من التنبؤ المبكر بحدوث الأعاصير وغيرها من الظواهر المناخية إذ لاتزال تفتقد إلى الأجهزة الحديثة حسبما أشار خبراء المناخ والأرصاد الجوية ومنهم أحد كبار الخبراء وهو عربى كان يتحدث من باريس إلى إحدى الفضائيات العربية الأسبوع الماضى، وفى نفس الوقت فإنه من المهم أيضًا تكثيف التعاون مع أجهزة الاستشعار فى دول العالم المتقدمة وأخذ تنبؤاتها المبكرة مأخذ الجد لاتخاذ الإجراءات والاستعدادات الاستباقية قبل حدوث أى إعصار تجنبًا للخسائر البشرية بصفة خاصة.
<<<
ثم إنه بقدر فداحة الكارثة الليبية بقدر ما كانت الكارثة التى سبقتها فى المغرب جراء أعنف زلزال غير مسبوق منذ أكثر من قرن والذى بلغت قوته ٧ درجات بمقياس ريختر، إذ إن آخر زلزال مدمر شهدته المغرب كان فى عام ١٨٧٥ والذى أزال مدنًا ومناطق وأحياء بالكامل، والذى سبقه أعنف زلزال شهدته البشرية فى البرتغال والذى أزال مدينة لشبونة من على الخريطة تمامًا، وهو الأمر الذى يشير إلى الارتباط الچيولوچى بين البرتغال والمغرب بحسب الخبراء.
زلزال المغرب المدمر الذى راح ضحيته آلاف القتلى «الشهداء» ومثلهم من المصابين وأكثر من مثلهم من المفقودين فى القرى الجبلية المدمرة تمامًا وحيث سيسفر الحصر الدقيق والنهائى عن أرقام كارثية.. زلزال المغرب يُعد بحسب الخبراء مؤشرًا أيضًا لتعرض المنطقة العربية كلها بين البحرين المتوسط والأحمر أى بين قارتى آسيا وأفريقيا إلى زلازل أخرى فى الفترة المقبلة، وهو الأمر الذى يؤكد ضرورة الاستعداد المبكر للتصدى لتداعيات هذه الزلازل المحتملة بل المرجح حدوثها، ومن ثمَّ وهو الأهم تجنب الخسائر البشرية.
<<<
لقد كان الإعصار الذى ضرب ليبيا من تداعيات تغيرات المناخ التى اجتاحت المنطقة العربية بعد أن اجتاحت العالم، ولأن ظاهرة تغير المناخ الكارثية هى النتيجة المباشرة لحجم الانبعاثات الكربونية المتزايدة بفعل تضخم الأنشطة الصناعية فى الدول الكبرى، فإن على هذه الدول تحمل مسئولياتها الإنسانية تجاه الكوكب وتجاه شعوب العالم بل شعوبها أيضًا، وذلك بتخفيف تلك الانبعاثات إلى أقصى درجة ممكنة.. التزامًا بمقررات مؤتمرات المناخ المتعاقبة وباتفاقية باريس بشأن المناخ، وحيث يتعين أيضًا على هذه الدول الكبرى إيقاف الحروب والصراعات التى تهدّد حياة الشعوب والحياة فوق الكوكب بعد أن بات العالم يعيش بين خطر أعاصير الطبيعة وأعاصير الصراعات حسبما تحدثت فى مقال سابق تحت هذا العنوان.
<<<
لقد كان الأسبوع الماضى أسبوع الأحزان العربية على كارثتى زلزال المغرب وإعصار ليبيا وعلى الخراب والدمار وأرواح الشهداء، وفى نفس الوقت يبقى التأكيد على أن ما جرى هو بمثابة إنذار مبكر لدول المنطقة العربية وتحسبًا لتكرار ما جرى باتخاذ الاستعدادات والتدابير الممكنة لمواجهة تداعيات مثل تلك الكوارث المحتمل حدوثها فى قادم السنين.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4297 جنيه 4274 جنيه $86.73
سعر ذهب 22 3939 جنيه 3918 جنيه $79.50
سعر ذهب 21 3760 جنيه 3740 جنيه $75.89
سعر ذهب 18 3223 جنيه 3206 جنيه $65.05
سعر ذهب 14 2507 جنيه 2493 جنيه $50.59
سعر ذهب 12 2149 جنيه 2137 جنيه $43.36
سعر الأونصة 133656 جنيه 132945 جنيه $2697.53
الجنيه الذهب 30080 جنيه 29920 جنيه $607.09
الأونصة بالدولار 2697.53 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى