الأموال
السبت 23 نوفمبر 2024 04:57 صـ 22 جمادى أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : إلا ثلاث سنين

أسامة أيوب
أسامة أيوب

اليوم الموافق 12 مارس 2023 يكون قد مرت ثلاث سنوات بالتمام والكمال كنت خلالها رهين محبسين.. كورونا والاكتئاب، إذ لم أغادر البيت إلا لأيام معدودات ولأسباب قهرية اضطرتنى لإجراء جراحتين ضروريتين تخللهما إجراء تحاليل وأشعات وزيارة أطباء.
أعرف وأعترف بأن التزامى البيت طوال تلك السنوات الثلاث كان مبالغًأ فيه حسبما عاتبنى الكثيرون، لكن الخوف من الإصابة بأعراض ذلك الفيروس اللعين الفتاك هو السبب الحقيقي خاصة وقد اجتمعت علىّ ضرورات الحذر الشديد وأولها تقدُم السن ثم الضغط والسكر ومن ثمَّ نقص المناعة، بينما لم يكن الخوف من الموت هو السبب على الإطلاق.. إيمانًا يقينيًا بأن لكل أجل كتاب، أما آلام الإصابة الشديدة تلك فكانت هاجسى، إذ أنا من الذين لا يتحملون الآلام الجسدية المرضية المعتادة فما بالى بآلام أعراض «كورونا».
خلال تلك السنوات الصعبة وفى ذروة تفشى الفيروس فقدت ستة من الأقارب، ومثلهم من الإعلاميين والصحفيين من الأصدقاء زملاء الدراسة من خريجى الدفعة الأولى بكلية الإعلام جامعة القاهرة.. رحلوا جراء «كورونا»، وكم كان فقدهم شديد الإيلام على نفسى خاصة بعد أن علمت ما واجهوه وتعرضوا له من قسوة وضراوة أعراض الإصابة لأيام طويلة.. رحمهم الله وأنزلهم منازل الشهداء بحسبانهم شهداء وباء..
المؤلم كان غيابى عن تشييع هؤلاء الراحلين من الأقارب والأصدقاء والذين كان تشييعهم فى أضيق الحدود وبحضور الشباب فقط، وكذلك غيابى عن تقديم العزاء أو بالأحرى تلقى العزاء فيهم، حيث تم اختصار العزاء واقتصاره على تشييع الجنازات بسبب ذروة تفشى الفيروس.
المؤلم أيضًا خلال بل طوال تلك السنوات أننى افتقدت بشدة اللقاءات مع أفراد عائلتى الأحباء من إخوتى وأخواتى وأبنائهم باستثناء مرتين فقط وقبل أشهر قليلة، مثلما افتقدت الالتقاء بزملاء وأصدقاء مقربين، حيث كانت الاتصالات التليفونية هى وسيلة التلاقى، وإن لم تفلح فى تعويض اللقاء الشخصى وحميمية التواصل الحى المباشر.. وجهًا لوجه.
...
المثير أننى رغم لزوم البيت تمامًا والذي فرضته عليَّ أسرتي.. زوجتى وابنتى طوال نحو سنة ونصف السنة خلال ذروة تفشى الجائحة، فإننا أصبنا بالفيروس، غير أن لطف الله بنا كان كبيرًا، وكانت الأعراض من النوع الخفيف واستجابت للعلاج بعد عشرة أيام وتم شفاؤنا بحمد الله، ولعل ذلك ما ضاعف حرصى واستمرارى على البقاء فى البيت دون مغادرته.
...
وإذ أستعرض شريط الزمن منذ بداية تلك السنوات الثلاث، مازلت أذكر آخر يوم خرجت فيه من البيت وكان يوم الأربعاء الموافق 11 مارس 2020، وحيث كانت هيئة الأرصاد الجوية قد حذرت من طقس شديد السوء وأمطار غزيرة وسيول وانخفاض كبير فى درجات الحرارة في اليوم التالى (12) مارس، وهو اليوم الذى لم يغادر فيه المصريون بيوتهم وكان يوم إجازة فى المدارس والجامعات والمصالح الحكومية.
فى ذلك اليوم لم أكن أعلم أنه بداية حبسي الإجبارى الاختياري إلا بعد أن تم الإعلان عن ظهور وباء «كورونا» في مصر وبات اتخاذ الإجراءات الاحترازية أمرًا واجبًا وضروريًا لتجنب الإصابة، وحيث توالت الإصابات وتزايدت أعداد الإصابات والوفيات بدرجة مقلقة ومفزعة وحتى تم التوصل إلى إنتاج وتوزيع اللقاحات بعد عدة أشهر، حيث التقط الناس فى العالم وفي مصر أنفاسهم إلا قليلا، إذ ظل خطر الإصابة قائمًا حتي مع اللقاحات إلى أن قلت أعداد المصابين والوفيات تدريجيًا.
...
ومع انحسار الوباء تدريجيًا ومع تخفف الناس من الإجراءات الاحترازية وعودة الحياة الطبيعية أذكر أنني كلما هممت قطع ذلك الاعتكاف المنزلي إذا بأخبار تشير إلى أن الفيروس لايزال موجوداً وإن بات ضعيفا، ومن ثمَّ كنت أقول لنفسى سأنتظر فترة أخرى حتى ينتهى تمامًا، وهكذا تحوَّل الخوف إلى «فوبيا»، وخلال ذلك الانتظار كانت الأقدار تُؤجل قطعه إما بسبب نزلات برد مع الخوف من أن تكون «كورونا».
...
وخلال تلك السنوات وحتى وقت قريب مع انحسار الوباء شبه النهائى لم تفلح النصائح لقطع ذلك الحبس ولو كان بالخروج للمشى قليلاً خارج البيت، ربما لأننى لا أعترف بالخروج لمجرد السير فى الشارع ولكن لهدف محدد، وربما أيضًا بسبب أن فوبيا الخروج اقترنت بما يمكن وصفها بـ»سدة النفس» وهى حالة تكاد تقترب من الاكتئاب النفسى المقترن أيضًا بالاكتئاب الجسدى.
المفاجأة المؤسفة هي أن ذلك الاكتئاب الجسدى تحوَّل إلى وهن عضلى إذ اكتشفت خلال المرات القليلة التى غادرت فيها البيت لأسباب طبية كما أسلفت أننى فقدت القدرة علي السير الطبيعى منفردًا وكأننى أتعلّم المشى، ورغم أن ذلك نتيجة طبيعية لعدم الحركة والخروج، إلا أنها أصعب تداعيات تلك السنوات على نفسي.
...
واليوم.. فى الذكرى السنوية الثالثة لحبسى الاجباري الاختياري، وبعد كل تلك الفترة الزمنية التى طالت كثيرًا وجدتنى أقرر كسر قيود وأغلال ذلك الحبس والخروج من تلك الشرنقة الخانقة الكئيبة، خاصة بعد أن انحسر خطر فيروس «كورونا» أو صار مثله مثل نزلات البرد أو كأنه هى.
...
معتذرًا عن هذا الحديث الشخصي عن ثلاث سنوات كانت الأصعب والأسوأ والأعجب والتى لم أكن أتخيَّل أن أشهدها، وحسبى أن بعضًا ممن أعرفهم وممن هم فى مثل سني يرونها كذلك وحبسوا أنفسهم مثلى، وقد وجدتنى مدفوعًأ دفعًا لذلك الحدث عنها، لعل فى ذلك تطهرًا وتخلصًا من آثارها.
...
وإذ أحتفل اليوم بنهاية أصعب ثلاث سنوات عشتها أو بالأحرى لم أعشها، فإننى أعتبرها مخصومة من عمرى وإلى أن يأتى الأجل فسوف أعتبر عمري إلا ثلاث سنوات.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4303 جنيه 4280 جنيه $87.22
سعر ذهب 22 3944 جنيه 3923 جنيه $79.95
سعر ذهب 21 3765 جنيه 3745 جنيه $76.32
سعر ذهب 18 3227 جنيه 3210 جنيه $65.41
سعر ذهب 14 2510 جنيه 2497 جنيه $50.88
سعر ذهب 12 2151 جنيه 2140 جنيه $43.61
سعر الأونصة 133834 جنيه 133123 جنيه $2712.77
الجنيه الذهب 30120 جنيه 29960 جنيه $610.52
الأونصة بالدولار 2712.77 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى