الأموال
الجمعة 22 نوفمبر 2024 10:26 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : حصاد ٥٠ سنة للأحداث المصرية من ١٩٦٠ إلى ٢٠١٠

أسامة أيوب
أسامة أيوب

خروجًا من التقليد الصحفى المتبع باستعراض حصاد أحداث العام المنقضى، ولأن أحداث عام ٢٠٢٢ لاتزال ماثلة فى الأذهان والذاكرة القريبة باعتبار أن اثنى عشر شهرًا ليست بالمدة الطويلة التى ينسي المصريون في نهايتها أهم أحداثها، لذا فقد راودتنى فكرة استعراض حصاد أحداث خمسين سنة مضت من تاريخ مصر الحديث لعلها تكون تذكيرًا لمن عاصروا تلك الحقبة الزمنية من عام ١٩٦٠ وحتى ٢٠١٠ وأحسبها تعريفًا ضروريًا بها للأجيال الجديدة.
في عام ١٩٦٠ شهدت مصر بدء الإرسال التليفزيونى والذى كان نقلة إعلامية نوعية فارقة أحدثت تحولا كبيرًا لدى المصريين.. إعلاميًا وثقافيًا وفنيًا واجتماعيًا وترفيهًا وأيضًا سياسيًا، حيث صار المصريون أكثر تفاعلا مع الأحداث بالنظر إلى تميُّز التليفزيون بالصوت والصورة على الإذاعة رغم نضالها للصمود أمام سطوة هذه الوسيلة الإعلامية وهو الصمود الذى طال لسنوات كثيرة، إذ ظل الراديو يحتفظ بجمهوره طوال تلك السنوات خاصة وأن مدة الإرسال التليفزيونى كانت قصيرة قبل أن تمتد طوال أربع وعشرين ساعة لاحقًا وقبل انتشار الفضائيات بعد ذلك.
وقد بدأ تفكير الرئيس عبدالناصر في إنشاء التليفزيون أثناء العدوان الثلاثى عام ١٩٥٦ بعد حملات الهجوم السياسية والإعلامية التى شنتها عليه الحكومتان الفرنسية والبريطانية والتى بلغت ذروتها فى الـ«بى بى سى» والتى نقلت تصريحات لرئيس الوزراء البريطانى وقتها أنتونى إيدن يسب فيها «الكولونيل ناصر» وهو السباب الذى رد عليه عبدالناصر لاحقًا فى مؤتمر صحفى عشية حرب ٥ يونيو ١٩٦٧ عندما قال: «أنا مش خِرع زى مستر إيدن».
ومن ثمَّ فقد استهدف الرئيس عبدالناصر من إنشاء التليفزيون توفير منصة سياسية إعلامية واسعة الانتشار والتأثير الطاغى للاقتراب والحضور بصوته وصورته وإيصال رسائله السياسية للمصريين على نحو أكثر قوة من الاعتماد فقط على الصحف والإذاعة، وهو الأمر الذى أسهم فى مضاعفة شعبيته الجماهيرية بين المصريين الذين يشاهدون اجتماعاته المحلية والعربية والخارجية على الهواء ويشاهدونه وهو يُلقى خطاباته فى أعياد الثورة وغيرها من المناسبات والتى كان من خلالها يلهب حماس المصريين.
ويُذكر أن الإرسال التليفزيونى بدأ بنقل جلسة مجلس الأمة الاتحادي للجمهورية العربية المتحدة «مصر وسوريا» يوم ٢١ يوليو ١٩٦٠، ولأن أجهزة التليفزيون لم تكن قد انتشرت إلا قليلا جدًا، فقد تم وضع شاشات فى الميادين خاصة فى القاهرة لنقل الحدث، إضافة إلى أجهزة تليفزيون ظلت موضوعة على حوامل خشبية فى الميادين الرئيسة لفترة طويلة حتى بدأ المصيون فى اقتناء الأجهزة تباعًا.
<<<
واستكمالاً لاستراتيجية عبدالناصر بإحكام السيطرة الكاملة على الإعلام بعد التليفزيون الحكومى كان قراره في عام ١٩٦١ بتأميم جميع الصحف ونقل ملكيتها «النظرية» إلى التنظيم السياسى الوحيد «الاتحاد الاشتراكى العربى» وبذلك دخلت مصر مرحلة الإعلام الشمولى الذى يتحدث بصوت واحد لا معقب علهي، ومن اللافت أن قرارات تأميم الصحافة سبقت قرارات تأميم جميع المنشآت الصناعية والتجارية والتي عُرفت بقوانين يوليو الاشتراكية بحيث لا يعلو صوت يعارض أو ينتقد قرارات التأميم كلها أو بعضها.
ولعلها ليست مصادفة أن يقع انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة في ٢٨ سبتمبر بعد أقل من شهرين من قوانين يوليو الاشتراكية التى كانت واحدة من أسباب عديدة للانفاصل، ومن مصادفات الأقدار أن الرئيس عبدالناصر مات في ٢٨ سبتمبر أيضًا عام ١٩٧٠ وبعد تسع سنوات من الانفصال السورى.
<<<
وفى يوم الاثنين الموافق ٥ يونيو ١٩٦٧ تعرضت مصر لأسوأ وأخطر حدث في تاريخها الحديث بالهزيمة العسكرية الصادمة للرئيس عبدالناصر وللمصريين جميعًا والأمة العربية كلها وأيضًا للجيش المصرى الذى ظلمته الهزيمة وقيادة الجيش «عبدالحكيم عامر» لأنه لم يتح له الدخول في الحرب، وهى الهزيمة التى ظلت مصر تعانى من تداعياتها وآثارها الكارثية لسنوات طويلة حتى بعد نصر أكتوبر.
لم تفلح محاولة تخفيف الصدمة بوصف الهزيمة بالنكسة وهو الوصف الذى اخترعه محمد حسنين هيكل واعتمده عبدالناصر، حيث ظل هيكل في مكتبه بالأهرام يفكّر ويتشاور ليلة كاملة مع كبار الصحفيين بحثًا عن اسم غير الهزيمة إلى أن اقترح عليه رئيس قسم التصحيح تعبير النكسة بحسب الرواية المتواترة التى وثقها كبار الصحفيين في ذلك الوقت.
<<<
بعد ثلاث سنوات وثلاثة أشهر من هزيمة يونيو فوجئ المصريون بأنور السادات يتحدث عبر الإذاعة وشاشة التليفزيون مساء يوم الاثنين ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠.. ناعيًا الرئيس عبدالناصر الذى وافته المنية عقب أزمة قلبية مفاجئة بعد عودته من توديع أمير الكويت آخر القادة العرب الذين حضروا القمة العربية الطارئة لإنهاء الصراع العسكرى الفلسطينى ـ الأردنى بين ياسر عرفات والملك حسين فى العاصمة الأردنية عمان، وحيث أوفدت القمة وفدًا ثلاثيًا ضم الرئيس السودانى نميرى وولي عهد الكويت والباهى الأوغم رئيس وزراء تونس للتباحث مع الملك حسين والالتقاء بياسر عرفات، ويذكر أن ولي عهد الكويت نجح في تهريب ياسر عرفات المحاصر فى عمان مرتديًا الزى الكويتى ووصل مع الود لدي عودته للقاهرة ثم استجاب الملك حسين لدعوة عبدالناصر بالحضور وحيث تم توقيع اتفاق الصلح وإنهاء الصراع الذى تحدث عنه نميرى بقوله إن «الحسين يذّبح الفلسطينيين».
<<<
وفى يوم السبت الموافق السادس من أكتوبر ١٩٧٣ وبعد ثلاث سنوات من وفاة عبدالناصر وتولي السادات رئاسة مصر.. بدأ الجيش المصري حرب تحرير سيناء بعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف المنيع وعلي النحو الذى وصفته الأكاديميات العسكرية العالمية بالإنجاز والإعجاز العسكرى بكل المقاييس، ويومها استعاد المصريون كرامتهم وأكد الجيش بسالته واحترافيته.
<<<
وفى يناير ١٩٧٧ شهدت مصر أكبر وأخطر احتجاجات شعبية ضد قرارات الرئيس السادات برفع أسعار السلع الغذائية الاستراتيجية، وهى الاحتجاجات التي وُصفت بانتفاضة الخبز ووصفها السادات بانتفاضة الحرامية بالنظر إلى أعمال الشغب والفوضى والنهب التى تخللت الاحتجاجات والتى هددت الاستقرار والسلم الاجتماعى، ومن ثمَّ الأمن القومى، لذا قرر السادات وبحس سياسى التراجع عن تلك الزيادات، وإن ظلت تلك الواقعة تمثل حرجًا غائرًا لديه حتى آخر يوم من عمره.
<<<
ولأن نصر أكتوبر لم يستكمل تحرير سيناء بالكامل إذ كانت بمثابة حرب تحريك وإنهاء حالة اللاسلم واللاحرب التي أرادت إسرائيل فرضها كأمر واقع، ومع استمرار إسرائيل في التهرب من مفاوضات التسوية السلمية برعاية أممية أو دولية ومع تباطؤ الولايات المتحدة فى تحريك المفاوضات برعايتها، اتخذ السادات قراره الصادم بإعلانه مبادرة السلام وتوجه إلي إسرائيل في نوفمبر ١٩٧٧ وألقى خطابه الشهير أمام الكنيست، ومع ذلك ظلت عملية التسوية السلمية للانسحاب تراوح مكانها حتي قرر الرئيس الأمريكى جيمى كارتر ومناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلى في منتجع كامب ديفيد، وبعد مفاوضات شاقة وبتدخلات من كارتر بعد أن هدَّد السادات بالانسحاب والعودة للقاهرة، وبعد أن حزم حقائبه بالفعل، تم التوصل بعد ثلاثة عشر يومًا إلى ما عُرفت باتفاقية كامب ديفيد كمقدمة لمعاهدة سلام تنهى الانسحاب من سيناء حسبما حدث في شهر مارس من العام التالى فى عام ١٩٧٩ بتوقيع المعاهدة في البيت الأبيض والتي تضمنت إنهاء حالة الحرب وتحديد جداول للانسحاب التدريجى والنهائى من سيناء يوم ٢٥ أبريل ١٩٨٢ وهو اليوم الذى شاءت الأقدار ألا يشهده السادات، إذ جرى اغتياله في منصة العرض العسكرى يوم ٦ أكتوبر ١٩٨١ فى الاحتفال بالعيد الثامن للنصر.
>>>
وبعد أسبوع واحد من اغتيال السادات جرى انتقال سلس للسلطة إلي نائبه حسنى مبارك بعد استفتاء شعبى حصل فيه على ٩٠٪ من الأصوات، وهى النسبة غير المسبوقة في الاستفتاءات السابقة وعلى النحو الذى أعطى الاستفتاء مصداقية ونزاهة.
استهل مبارك رئاسته بالنجاح في إنهاء أعمال العنف والإرهاب التى ارتكبتها الجماعات المسماة بالإسلامية، ثم شاءت الأقدار أن يشهد اكتمال الانسحاب في يوم ٢٥ ابريل ١٩٨٢.
ويذكر لمبارك أيضًا أنه بادر بالإفراج عن جميع المعتقلين من المعارضين السياسيين الذين اعتقلهم السادات في ٥ سبتمبر ١٩٨١ وقبل اغتياله بشهر واحد.. متعللا بإبعادهم عن المشهد السياسى ريثما يتم الانسحاب النهآئى حتى لا تتلكأ إسرائيل فى الانسحاب حتى يتوقف تحريض المعارضين للسادات علي عملية السلام.
<<<
وفى فبراير ١٩٨٨ شهدت مصر حدثا أمنيا خطيرا غير مسبوق عندما وقع تمرد جنود الأمن المركزى الذين خرجوا من معسكراتهم إلى الشوارع والميادين وأشاعوا الفوضى والشغب والعنف والنهب احتجاجًا على شائعة مد خدمتهم التجنيدية سنة إضافية، وحيث أشارت أصابع الاتهام والإدانة وقتها إلى تجار المخدرات انتقامًا من أحمد رشدى وزير الداخلية وقتها ردًا على الحرب التى شنها ضدهم وكادت أن تقضى على تجارة السموم في مصر، وبسبب ذلك التمرد ورغم تدخل الجيش الفورى لإخماده وإعادة الأمن والاستقرار تقدم أحمد رشدى باستقالته من منطلق مسئوليته السياسية.
وخلال ذلك التمرد عرف المصريون للمرة الثانية منذ عام ١٩٥٢ حظر التجول بينما كانت المرة الأولى أثناء أحداث ١٨ و١٩ يناير ١٩٧٧.
< < <
وفى ١٢ أكتوبر ١٩٩٢ وقع أكبر زلزال من حيث قوته لم يحدث فى مصر منذ أكير من سبعين سنة، وراح ضحيته الكثيرون وتهدمت بيوت وعقارات خاصة في القاهرة والجيزة، وهذا يُحسب للرئيس مبارك أنه سارع بالعودة إلى القاهرة فور وقوع الزلزال، بينما كان يبدأ لتوه زيارة للصين، وهو التصرف الذى لقى تقديرًا كبيرًا من المصريين.
<<<
وفى عام ٢٠٠٥ وبعد إقدام مبارك على إجراء تعديل دستورى أنهى اختيار رئيس الجمهورية عبر الاستفتاء الشعبي المعمول به منذ عام ١٩٥٦.. أجريت أول انتخابات رئاسية بين متنافسين فى مقدمتهم الرئيس مبارك مترشحًا عن الحزب الوطنى الحكم ورؤساء الأحزاب المعارضة، وكانت النتيجة محسومة مقدمًا لمبارك ليبدأ الولاية الخامسة له في رئاسة مصر.
ورغم أن التعديل الدستورى للمادة ٧٦ انطوى على استحادة منافسة أى معارض فى أى انتخابات تالية، حيث بدا واضحًا أن التعديل تم على مقاس أى مرشح للحزب الوطنى الحاكم سواء مبارك أو غيره، ونظرًا لتضاؤل احتمالات ترشحه بحكم السن لمدة رئاسية سادسة، فقد بدا أيضًا أنه جرى تفصيلها علي مقاس جمال مبارك في سياق سيناريو التوريث فى ذلك الوقت رغم ذلك فإن مجرد إلغاء الاستفتاء وإقرار مبدأ الانتخابات بين متنافسين كان تحولا مهما فى التاريخ السياسي المصري منذ عام ١٩٥٢ وكان من الممكن البناء عليه وتكريسه لاحقا.
<<<
وفي نوفمبر ٢٠١٠ أجريت الانتخابات البرلمانية التى شهدت أكبر عملية تزوير تحت إشراف أحمد عز أمين التنظيم في الحزب الوطنى لدرجة استحواذ مرشحى الحزب علي أكثر من ٩٨٪ من مقاعد مجلس الشعب، ومن ثمَّ فقد كان هذا التزوير الفج الذي تم بغباء سياسى منقطع النظير وسدّ أى أفق سياسى أمام مستقبل التعددية السياسية والحزبية بمثابة القشة الأخيرة التى قصمت النظام الذى كان بالفعل آيلا للسقوط في السنوات الخمس الأخيرة من حُكم مبارك الذى طال لمدة ثلاثين سنة وبأكثر مما ينبغى، حيث اندلعت ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ بعد آخر انتخابات برلمانية مزورة بنحو شهرين.
<<<
كانت هذه السطور استعراضًا لحصاد أهم الأحداث التى شهدتها مصر خلال حقبة خمسين سنة سابقة أى نصف قرن منذ عام ١٩٦٠ وحتى عام ٢٠١٠.
ويبقى استعراض حصاد الأحداث والتحولات التى جرت وستُجرى خلال خمسين سنة أخرى ووفقًا لذلك النهج التأريخى الذي انتهجته في هذه السطور.. مؤجلا لما بعد حقبة زمنية قادمة.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4274 جنيه 4251 جنيه $85.83
سعر ذهب 22 3918 جنيه 3897 جنيه $78.68
سعر ذهب 21 3740 جنيه 3720 جنيه $75.10
سعر ذهب 18 3206 جنيه 3189 جنيه $64.37
سعر ذهب 14 2493 جنيه 2480 جنيه $50.07
سعر ذهب 12 2137 جنيه 2126 جنيه $42.91
سعر الأونصة 132945 جنيه 132234 جنيه $2669.56
الجنيه الذهب 29920 جنيه 29760 جنيه $600.80
الأونصة بالدولار 2669.56 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى