الأموال
الأحد 29 سبتمبر 2024 02:15 صـ 25 ربيع أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د. محمد فراج يكتب : الحرب الأوكرانية.. صراع على حافة الهاوية النووية (2)

د. محمد فراج
د. محمد فراج

الصراع الوجودى.. و«كلمة السر» الروسية

خبر بالغ الأهمية طيرته وكالات الأنباء العالمية خلال الأيام القليلة الماضية يُشير إلى أن تطورات الصراع المحتدم بين روسيا والغرب على الساحة الأوكرانية ستظل تتوالى وتتخذ أبعادًا أكثر خطورة.. موسكو انتهت بالفعل من إعداد مسودة تحديث عقيدتها النووية، واجتمع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين باللجنة الدائمة للردع النووى فى مجلس الأمن (الأربعاء 25 سبتمبر) لمناقشة وإقرار الوثيقة المرتبطة تحديدا بزيادة تورط «الناتو» فى الحرب الأوكرانية، وأصبحت العقيدة النووية المحدثة جاهزة، وفى انتظار توقيع الرئيس لتصبح سارية المفعول.
وأعلن بوتين عقب الاجتماع أن شروط استخدام الأسلحة النووية محددة بوضوح فى الوثيقة الجديدة، وأن القيادة الروسية ستنظر فى هذا الاحتمال بمجرد تلقى معلومات موثوقة حول استهداف واسع النطاق باستخدام واسع النطاق أسلحة هجومية جوية وعبورها حدود دولتنا»، وأوضح ما يعنيه باستخدام أسلحة هجومية بقوله: «أعنى الطائرات الاستراتيجية أو التكتيكية وصواريخ كروز والأسلحة فرط الصوتية، والطائرات المسيرة، وغيرها من الأجسام الطائرة».
وأضاف: «فى الوثيقة المحدثة يعتبر العدوان على روسيا من جانب أى دولة غير نووية، ولكن بمشاركة أو دعم دولة نووية، بمثابة هجوم مشترك على روسيا»، كما أضاف «إن الهجم على بيلاروسيا ستنطبق عليه نفس الشروط باعتبار أن بيلاروسيا داخلة مع روسيا فى تشكيل دولة اتحاد» (RT، سبوتنيك، 25 سبتمبر 2024).
ومعروف أن عددًا من كبار المسئولين الروس من بينهم دميترى ميدفيديف نائب بوتين فى رئاسة مجلس الأمن القومى، ووزير الخارجية سيرجى لافروف، كانوا قد أعلنوا عن عدم استبعاد استخدام الأسلحة النووية ردًا على أى هجوم يمثل خطرًا جسيمًا على الأمن القومى الروسى، حتى إذا كان هذا الهجوم بالأسلحة التقليدية، وجاءت الوثيقة الجديدة لتؤكد هذه التصريحات باعتبارها موقفا رسميا معلنا للدولة الروسية، والجديد فى هذه الوثيقة هو أنها اعتبرت أن مشاركة أى دولة نووية لأخرى غير نووية فى شن مثل هذا الهجم سيجعل الدولة النوية الداعمة مستهدفة هى الأخرى باعتبارها مشاركة فى العدوان على روسيا.
وكما أوضحت الوثيقة فإن الرد النووى سيكون على أى «هجوم واسع النطاق»، وكما تشير الوثيقة الأصلية للعقيدة النووية الروسية فإن الرد النووى يمكن أن يتم إذا مثّل الهجوم «إضرارًا جسيمًا بالأمن القومى الروسى» كاستهداف محطة نووية لتوليد الطاقة النووية، وتدمير مفاعلاتها مثلًا بما يترتب على ذلك من تسرب خطير للإشعاع النووى.


اللعب بالنار ممنوع


الموقف الروسى الأخير يرتبط بمواقف تصعيدية أطلسية مثل موافق بريطانيا وفرنسا على طلب الرئيس الأوكرانى زيلينسكى برفع الحظر على ضرب كييف للعمق الروسى بصواريخ بعيدة المدى، يصل مداها إلى ثلاثمائة كيلومتر يمكن أن تُطال قواعد الطيران الاستراتيجى الروسى «النووى» أو محطات الطاقة النووية الروسية فى عمق البلاد أو مدنا كبرى روسية، كوسيلة يعتقد زيلينسكى وبعض المسئولين الغربيين أنها يمكن أن تكون ناجعة لإجبار روسيا على سحب قواتها من أوكرانيا، وهو ما تتحفظ عليه أمريكا حتى الآن.
ويراه المراقبون والمسئولون الغربيون الأكثر تعقلًا تصرفا غير مسئول ستترتب عليه ردود فعل روسية شديدة العنف يمكن أن تؤدى إلى اشتعال حرب عالمية ثالثة.
بعض دول أوروبا الشرقية الأعضاء فى حلف الناتو مثل بولندا وجمهوريات البلطيق الصغيرة المجاورة لروسيا والتى تريد جر الولايات المتحدة إلى المواجهة المباشرة معها، تقترح منذ فترة طويلة استخدام مطاراتها كنقاط انطلاق لطائرات إف16 الأمريكية لشن هجمات ضد روسيا، بحيث تكون هذه الطائرات بعيدة عن متناول الصواريخ الروسية حينما تكون موجودة فى المطارات الأوكرانية!! هذه الدول تريد توظيف حصانتها من الضربات الروسية «باعتبارها أعضاء فى حلف «الأطلنطى» لحماية الطائرات الأوكرانية، وإتاحة الفرصة لها لمهاجمة روسيا ثم العودة إلى قواعد آمنة لا تستطيع موسكو مهاجمتها وإلا فإنها تعرض نفسها لعواقب مهاجمة دول أطلسية!!
وبديهى أن هذه أيضا دعوات غير مسئولة، تحرِّكها الرغبة فى جر أمريكا إلى مواجهة مباشرة مع رسيا، التى لن تسكت بالطبع على مثل هذه الهجمات وتبدو مثل هذه الاقتراحات كنوع من عبث الأطفال أو كاللعب بالغ الخطورة بالنار مع دولة نووية عظمى، ولذلك فإن أمريكا لا تستطيع أن توافق عليها، لأن تنفيذها يعنى إشعال نيران حرب عالمية ثالثة بكل تأكيد.. أى الانتحار النووى للجميع. وهذا ما لا يُمكن أن يُريده أى سياسى جدى فى العالم مهما يكن عداؤه لروسيا، بل ما لا يمكن أن يريده أى إنسان عاقل.


الحرب الوجودية وكلمة السر الروسية!


مثل هذه المواقف المتطرفة وما يقترب منها بدرجة أو بأخرى هى التى كانت دافع روسيا إلى التهديد باستخدام السلاح النووى «التكتيكى أساسا» ودون استبعاد الاستراتيجى إذا ما تطورت الأمور بما يستدعى استخدامه، وبالطبع دون اندفاع إلى أى مواجهة نووية يمكن استبعادها إلا فى حالة الضرورة القصوى التى لا يمكن تجنبها.
هنا ينبغى توضيح نقطة بالغة الأهمية، فعملية توسيع الناتو باتجاه الشرق بما فى ذلك ضم أوكرانيا إليه هدفها حصار روسيا وإضعافها واستنزافها، ومن ثّمَّ تقسيمها على المدى البعيد وتحويلها إلى دولة تابعة، أو مجموعة من الدول التابعة، والسيطرة على ثرواتها الطبيعية الهائلة، وتحويلها إلى سوق للغرب، وهذا ليس سرًا بل هدفاً معلنًا فى الأدبيات الاستراتيجية الغربية.
ولهذا فإن روسيا لم تكن تستطيع أن تسكت على ضم أوكرانيا «للناتو»، كما أنها لا تستطيع أن تقبل بهزيمة استراتيجية فى الحرب الجارية الآن، ولا بانسحاب قواتها من أوكرانيا وتركها لقمة سائغة «للناتو»، وبتعبير آخر فإنه إذا كانت المواجهة فى أوكرانيا هى «حرب استنزاف» لروسيا من وجهة نظر الغرب، فإنها «صراع وجود» بالنسبة لروسيا، يمكن أن تدفع أى ثمن ضرورى له، حتى لو وصل الأمر إلى حد الصدام النوى.
وقد عبَّر بوتين بُوضوح عن هذا المعنى فى رده على سؤال فى مؤتمر صحفى حول مخاطر مثل هذا الصدام واحتمالات تدمير العالم بقوله: «وما حاجتنا إلى عالم لا مكان فيه لروسيا؟!!».
والواقع أن هذه هى «كلمة السِّر» فى تحديد تفسير المواقف الروسية من عملية توسيع الناتو شرقا، ومن الحرب الجارية فى أوكرانيا وتطوراتها الفعلية والمحتملة. وهى «كلمة السِّر» التى لا يفهمها السياسيون الغربيون، وفى مقدمتهم السياسيون الأمريكيون، وخاصة بايدن وأنصاره الذين يعتبرون بوتين «شريرا» ومتعطشًا للدماء..إلخ.
والحقيقة أن كلمات بوتين هذه: «وما حاجتنا إلى عالم لا مكان فيه لروسيا؟!!» لا تعبِّر عن موقفه وحده، بدليل حصوله على حوالى ثمانين بالمائة من أصوات الناخبين الروس فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة وارتفاع شعبيته المستمرة.
غير أن من الضرورى هُنا الإشارة إلى أنه إذا كانت التحديثات الأخيرة فى العقيدة النووية الروسية تُشير إلى المدى الذى يمكن أن تذهب إليه موسكو فى المواجهة الجارية فى أوكرانيا، فإنها لا تعنى بالضرورة أن الصدام النووى حتمى أو حتى أنه احتمال قريب، أو أن روسيا تسعى إليه، وإنما تعنى أنه احتمال قائم إذا لم تصغ الدول الغربية إلى صوت العقل.. والمؤكد أن موسكو لديها من وسائل القوة العسكرية «تحت النووية» أو «دون النووية» الكثير مما ستستخدمه قبل أن تُقرر اللجوء إلى الحل النووى بكل ما ينطوى عليه من مخاصر، لكن المؤكد أيضًا أن التحذير الروسى الصارم سيجعل الكثيرين فى الغرب يفكِّرون عشر مرات قبل الإقدام على خطوات جديدة أكثر خطورة فى استفزازهم لروسيا.
وللحديث بقية..

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى26 سبتمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.3056 48.4056
يورو 53.9042 54.0206
جنيه إسترلينى 64.6570 64.8247
فرنك سويسرى 57.0044 57.1562
100 ين يابانى 33.4549 33.5358
ريال سعودى 12.8760 12.9033
دينار كويتى 158.2958 158.6755
درهم اماراتى 13.1508 13.1795
اليوان الصينى 6.8889 6.9032

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 4,097 شراء 4,109
عيار 22 بيع 3,756 شراء 3,766
عيار 21 بيع 3,585 شراء 3,595
عيار 18 بيع 3,073 شراء 3,081
الاونصة بيع 127,421 شراء 127,777
الجنيه الذهب بيع 28,680 شراء 28,760
الكيلو بيع 4,097,143 شراء 4,108,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى