الأموال
الجمعة 22 نوفمبر 2024 12:29 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د. محمد فراج يكتب : هل يتسبب نتنياهو فى سقوط بايدن؟

د. محمد فراج
د. محمد فراج



حرب الإبادة الوحشية التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة -بكل تفاصيلها الهمجية المروعة- تضع الدولة الصهيونية أمام عزلة دولية غير مسبوقة فى تاريخها أو بصورة أصبحت تسبب قلقاً متزايداً للولايات المتحدة التى تتخذ دائماً موقف الدفاع عن الكيان الصهيونى مهما كانت وحشية الجرائم التى يرتكبها. البيت الأبيض حذر منذ أيام من تصاعد العزلة الدولية لإسرائيل بسبب الجرائم الوحشية المرتبطة بالهجوم على رفح، وخاصة بعد أن أصدرت محكمة العدل الدولية قراراً يطالب تل أبيب «بوقف الهجوم على رفح فوراً» والانسحاب من معبر رفح وفتح جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وأمام فرق الإغاثة والتحقيق فى جرائم الحرب والإبادة.
وبالرغم من رفض واشنطن لقرار محكمة العدل الدولية الأخير، وقرارها السابق بقبول الدعوى ضد إسرائيل، وكذلك لقرار المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية بطلاب استدعاء نتنياهو ووزير دفاعه جالانت للمثول أمام المحكمة، وقبل ذلك لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة بقبول عضوية فلسطين فى المنظمة الدولية، ولكل القرارات التى تدعم الحقوق الفلسطينية وبالرغم من كل المواقف الأمريكية المعروفة بدعمها المطلق للكيان الصهيونى فإن البيت الأبيض وجد نفسه مضطراً لتحذير تل أبيب من خطر مواجهتها لمزيد من العزلة الدولية بعد توالى قرارات الإدانة الدولية والفردية وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الكيان الصهيونى، والتى كانت جرائمه فى رفح سبباً فى موجة جديدة منها خلال الأسابيع الأخيرة.
وقد تحدثنا فى أكثر من مثال عند التحركات الجماهيرية الحاشدة من حرب الإبادة الصهيونية على غزة فى أمريكا نفسها ومعظم بلدان الغرب إلا أن من الضرورى هنا الإشارة إلى أن تصاعد قلق البيت الأبيض من همجية الجرائم الإسرائيلية فى الفترة الأخيرة بصورة خاصة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتصاعد الآثار السلبية للحرب فى غزة على الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكى بايدن، وخاصة من اتساع نطاق الحركة المعادية للعدوان الإسرائيلى والداعمة لغزة فى الجامعات الأمريكية والأوروبية، وما أشارت إليه استطلاعات الرأى من تحول أغلبية الشباب الأمريكيين لاتخاذ نفس المواقف، وانسحاب أعداد كبيرة من الشبان العاملين فى حملة بايدن الانتخابية، احتجاجاً على مواقف إدارته تجاه الحرب فى غزة.
ومعروف أن الشباب والطلاب يمثلون إحدى أهم ركائز الحزب الديمقراطى فى الانتخابات، الأمر الذى يجعل من هذه التطورات خطراً كبيراً على إمكانية نجاح بايدن فى الانتخابات الرئاسية القادمة (الثلاثاء الأول من نوفمبر) وصحيح أن محددات المواقف الانتخابية ترتبط بقضايا عديدة، داخلية واقتصادية فى الأساس، إلا أن همجية الحرب الصهيونية وبسالة المقاومة، وثورة الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعى، التى جعلت كل تفاصيل الحرب فى غزة يجرى بثها لحظياً بالصوت والصورة، كلها أمور زادت كثيراً من أهمية الموقف من إسرائيل وحربها الوحشية فى غزة لدى قطاعات واسعة من الشباب الأمريكى والجمهور المؤيد تقليدياً للحزب الديمقراطى، مما يجعل هذه القضية أحد المحددات الهامة لمواقف هذه فى القطاعات فى الانتخابات القادمة.
العداء للسامية فزاعة فاشلة
واللافت للنظر أن «الفزاعة» التى دأبت الحركة الصهيونية والإعلام الموالى لها استخدمها فى مواجهة أى موقف منتقد لإسرائيل أو داعم للفلسطينيين.. نعنى فزاعة «العداء للسامية» قد فشلت فشلاً ذريعاً فى المواجهة الأخيرة، خاصة لأن همجية الحرب الصهيونية كانت من الوضوح ومسجلة بالصوت والصورة لحظياً.. للدرجة التى دفعت قطاعات واسعة من اليهود الأمريكيين أنفسهم لإدانة إسرائيل والمشاركة فى المظاهرات المعادية لها سواء فى شوارع المدن الأمريكية أو فى حراك طلاب الجامعات، حيث أصبح مألوفاً أن نرى صوراً وفيديوهات ليهود يرفعون لافتات مكتوباً عليها «يهود ضد الصهيونية» ومعانى شبيهة بمضمون هذه العبارة، أو «فلسطين حرة» أو «أوقفوا الحرب الآن».. أو حتى العلم الفلسطينى!. وهو ما ترد عليه الدعاية الصهيونية بأن هؤلاء هم «يهود كارهون لأنفسهم».. وهى عبارة دأبت الحركة الصهيونية على إطلاقها فى وجه أى يهودى يتخذ موقفاً نقدياً ضد الكيان الإسرائيلى أو من الصهيونية كحركة فاشية رجعية، ومن أبرز هؤلاء فى الولايات المتحدة شخصيات لامعة تحظى باحترام واسع مثل المفكر الديمقراطى التقدمى «نعوم تشومسكى» والسناتور الشهير «شاك شومر» وهو عضو لمجلس الشيوخ ومرشح مستقل سابق للرئاسة وغيرهم من المثفقين والسياسيين اليساريين والتقدميين اليهود فى أمريكا والغرب.
مثل هذه التطورات دعت نائبة الرئيس الأمريكى كاما لاهاريس للحديث مؤخراً عن «العواقب» التى قد تواجهها إسرائيل داخل أمريكا نفسها إذا أصرت على المضى قدماً فى هجومها على رفح.. كما أجرت هرايس اتصالات بالرئيس الإسرائيلى «هيرتزوج» حذرت فى من انتشار ظاهرة «العداء للسامية» بصورة مثيرة للقلق وفى الولايات المتحدة نفسها وفى العالم! وواضح طبعاً أن نائبة الرئيس الأمريكى نقصد الحديث عن المواقف الرافضة للحرب الهمجية التى تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى ولسياسات الدولة الصهيونية، وتسمى هذه المواقف «بالعداء للسامية»! ومع أن هاريس ترفضها وتدعو لمواجهتها... إلخ. إلا أن الواضح أيضاً من سياق التقرير عن المحادثة الهاتفية، أنها تعرب عن قلقها من انعكاسات الاعتداءات العميقة الصهيونية على واشنطن وتل أبيب، تعنى اتساع نطاق العزلة الدولية لهما، كما تعبر عن قلقها.. وقلق الإدارة الأمريكية الحالية من التأثيرات السلبية لهذه المظاهرة على حملة بايدن الانتخابية.
الكونجرس.. والصهيونية .. والتمويل
اللافت للنظر أن عدداً من أعضاء الكونجرس قد تقدموا بطلب لسن تشريع يوسع بصورة كبيرة للغاية من مفهوم «العداء للسامية» بصورة تجعله يشمل أى انتقاد للدولة الصهيونية. ومعروف أن اعتبارات تمويل اللوبى الصهيوني لانتخابات مجلس النواب والشيوخ، ونشاط هذا اللوبى مع أو ضد هذا المرشح أو ذاك هى اعتبارات تلعب دوراً بالغ الأهمية فى تحديد مواقف المرشحين، وبما يتجاوز ولاءهم الحزبى فى كثير من الأحيان علماً بأن انتخابات التجديد النصفى للمجلسين تتوافق مع الانتخابات الرئاسية.
واللافت للنظر أيضاً أن الكونجرس قد قدم دعوة لرئيس الوزراء الصهيونى نتنياهو لإلقاء خطاب أمامه دون إقامة أى اعتبار لتفاوت المواقف بينه وبين بايدن، ودون أن يكون بايدن قد دعا نتنياهو لزيارة أمريكا!!.
وبالمناسبة فإن هذا ليست المرة الأولى التى يدعو فيها الكونجرس نتنياهر للحديث أمامه دون إقامة اعتبار لموقف الرئيس الأمريكى.. فقد حدث هذا من قبل فى عهد أوباما، الذى لم يرغب فى لقاء نتنياهو، ولم يدعه لزيارة البيت الأبيض، ومع ذلك قوبل رئيس الوزراء الصهيونى بحفاوة بالغة فى الكونجرس ويصفق له النوب والشيوخ طويلاً وهم وقوف، وكأنه زعيم دولة كبرى!! وكأنهم يتبرأون من موقف رئيس بلادهم!! ولن نندهش إذا تكرر هذا الموقف خلال الأسابيع القادمة مع نتنياهو الذى لا يجد مثل هذا الدعم فى بلاده نفسها!! حيث يتسع كل يوم نطاق الحركة المطالبة باستقالته ومحاكمته.
*
ومهما يكن من أمر فإن التطورات الجارية على الساحة الدولية وعلى مستوى المنظمات الأممية والحركة الجماهيرية فى مختلف بلدان العالم، بما فى ذلك الدول الغربية الكبرى، تشير إلى زيادة عزلة الدولة الصهيونية وانكشاف مدى عداوتها وفاشيتها وهمجيتها هى والإدارة الأمريكية، وإلى مستوى من التعاطف الدولى غير المسبوق مع مقاومة الشعب الفلسطينى وليس فى غزة وحدها بل وفى الضفة الغربية أيضاً.. وإلى استحالة دفن القضية الفلسطينية التى عادت لتكون قضية الضمير الأولى فى العالم.
ولا نريد اجترار الأحزان ولا جلد الذات العربية، ولكن لا يغيب بصيص أمل فى مواقف عربية جماعية داعمة بصورة جدية للشعب الفلسطينى وقضيته ومقاومته.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4274 جنيه 4251 جنيه $85.83
سعر ذهب 22 3918 جنيه 3897 جنيه $78.68
سعر ذهب 21 3740 جنيه 3720 جنيه $75.10
سعر ذهب 18 3206 جنيه 3189 جنيه $64.37
سعر ذهب 14 2493 جنيه 2480 جنيه $50.07
سعر ذهب 12 2137 جنيه 2126 جنيه $42.91
سعر الأونصة 132945 جنيه 132234 جنيه $2669.59
الجنيه الذهب 29920 جنيه 29760 جنيه $600.80
الأونصة بالدولار 2669.59 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى