الأموال
الجمعة 22 نوفمبر 2024 03:03 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د.محمد فراج يكتب : مطلوب عقوبات عربية وإسلامية جماعية مؤلمة للدول التي تهين الإسلام

د.محمد فراج ابو النور
د.محمد فراج ابو النور

إهانة الرموز والمقدسات الإسلامية جريمة خطيرة.. وليست "حرية تعبير"
"الإسلاموفوبيا" وجه آخر للإرهاب.. وجذورها الاجتماعية والاقتصادية عميقة في الغرب
تحية واجبة لموقف الرئيس الروسي القوي فى تعبيره عن احترامه للإسلام والمسلمين



الجريمة الخطيرة التى ارتكبها متطرف سويدي بتمزيق وحرق نسخة من القرآن الكريم يوم عيد الأضحي أمام المسجد الرئيسي فى العاصمة "ستوكهولم" هي إهانة بالغة للمشاعر الدينية لمئات الملايين من مسلمي العالم.. ويضاعف من خطورة هذه الجريمة الشنعاء أنها تمت بترخيص من السلطات السويدية التي اعتبرتها "تعبيراً عن حرية الرأي"!! وهذه الجريمة الخطيرة ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة التي تقع ضد الرموز والمقدسات الإسلامية فى غرب أوروبا، وبصفة خاصة فى بلدان سكاندينافيا "السويد والنرويج والدانمارك" وغيرها من بلدان شمال غرب أوروبا، وخاصة هولندا.
ففى يناير الماضى مثلا أحرق زعيم حزب "الخط المتشدد" الدانماركى اليمينى المتطرف راسموس بالودان، نسخة من القرآن الكريم بالقرب من السفارة التركية في "ستوكهولم" في حماية الشرطة!! علمًا بأن هذا المتطرف حاصل على الجنسية السويدية إلي جانب جنسيته الدانماركية وقد كرر ارتكاب جريمته بحرق وتدنيس القرآن أكثر من مرة في البلدين خلال السنوات الماضية، كما قام متطرفون آخرون بارتكاب جرائم تدنيس المصحف الشريف في النرويج، وتتكرر فى هولندا تصريحات زعماء الأحزاب اليمينية المتطرفة والرسوم الكاريكاتيرية المسيئة لرموز الإسلام ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم في صحف تلك الأحزاب.
ولم تخب عن الذاكرة بالطبع الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبى الكريم في جريدة "شارل إبدو" الفرنسية، وما ترتب عليها من رد فعل مأساوي.


وحتى في أوكرانيا وقعت مؤخرا جريمة لتدنيس وحرق نسخ من المصحف الشريف ارتكبها جنود ينتمون للفصائل الأوكرانية اليمينية المتطرفة مثل "أزوف" و"القطاع الأيمن" انتقامًا – حسب وهمهم – من "قوات أحمد" الشيشانية المشاركة فى صفوف القوات الروسية فى المعركة الجارية فى أوكرانيا!! ومَرَ الخبر وسط سيل الأخبار المتدفقة عن الحرب دون أن يلقى الاهتمام الواجب من جانب الإعلام العربى!!


"الإسلاموفوبيا" وصعود اليمين الأوروبي


انتشار واتساع نطاق هذه الجرائم ضد الإسلام والمسلمين يأتي فى إطار موجة من "الإسلاموفوبيا" أو "الذعر من الإسلام" ترتبط بصعود الأحزاب والجماعات اليمينية المتطرفة فى عديد من البلدان الأوروبية، لأسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية وفكرية ناشئة عن الأزمة الاقتصادية العامة التي تواجهها القارة العجوز وعن تراجع قدراتها التنافسية ومكانتها في العلاقات الدولية، وتناقضات سياساتها الداخلية والخارجية، ويقوم الإعلام الغربي ومراكز الأبحاث السياسية بتغذية هذه المشاعر والأفكار الرجعية في سياق "البحث عن أعداء" يتجه نحوهم سخط الشعوب الأوروبية على تدهور أحوالها الاقتصادية والاجتماعية بعيدًا عن السبب الحقيقي فى هذا التدهور.. أي سياسات حكام بلدانهم فى الداخل والخارج.


وقد أدت "شيخوخة" سكان أغلب المجتمعات الأوروبية وتراجع نسبة النمو السكاني بصورة واضحة بدءا من الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى، إلى ضرورة التفكير فى فتح أبواب الهجرة أمام أبناء الدول النامية والمستعمرات السابقة وخاصة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (الهند وباكستان بصورة أكبر فيما يخص بريطانيا) لدعم قوة العمل من ناحية والقيام بالأعمال المتدنية التى لا تحتاج إلى تأهيل متطور من ناحية أخرى، فتدفق الملايين من الاتراك والأكراد على ألمانيا، والملايين من أبناء المغرب العربي علي فرنسا وبلجيكا وملايين من المصريين والعراقيين والسودانيين والإيرانيين والأفارقة وغيرهم على البلدان الأوروبية الأخرى، حاملين معهم ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم ومشكلين "مجتمعاتهم الخاصة" مع تزايد أعدادهم في الأحياء والضواحى الفقيرة.


وطالما كانت الاقتصادات الأوروبية تتطور وتزدهر فقد كان هؤلاء جميعًا محل ترحيب أو قبول على الأقل، مع وجود نظرات الاستعلاء العنصري إليهم في جميع الأحوال. ولكن مع زيادة الأعداد وتصاعد نسبة البطالة يبن أبناء البلاد الأصليين بدأت النظرة تتغير إلى المهاجرين الأجانب وتتسم بطابع عدوانى متصاعد نظرًا لشعور الفئات الدنيا من العاملين الأوروبيين بمزاحمة المهاجرين لهم خاصة أن الأخيرين كانوا مستعدين للقبول بأجور أقل.


ونظرا لأن أغلب هؤلاء المهاجرين كانوا من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (أي من المسلمين) فقد بدأ العداء يتجه نحو الإسلام ذاته، مع ملاحظة وجود استعلاء أوروبي عنصري متأصل تجاه العالم الإسلامي وبالرغم من الانتشار المتزايد للنزعات الإلحادية واللادينية في المجتمعات الأوروبية عموما.
.....
شهدت الحركة الأصولية الإسلامية صعودا كبيرا بدءا من الثمانينيات بدعم كبير (وأحيانا بتحريك) من الغرب الذي قرر التوجه لاستخدام هذه الحركة كسلاح هام ضد الاتحاد السوفيتي والشيوعية خاصة من خلال الحرب في أفغانستان وتنظيمات "المجاهدين" التي لعبت جماعة "الإخوان المسلمين" الدور الرئيسي في تشكيلها وإمدادها المتطوعين من مختلف البلدان التي تملك نفوذًا فيها وذلك بالتعاون مع المخابرات الأمريكية والغربية وأجهزة المخابرات فى عدد من دول الشرق الأوسط.


ومعروف أن جماعة "الإخوان" نفسها قد تأسست عام 1828 فى مصر بدعم وتمويل من الاحتلال البريطانى لاستخدامها ضد الحركة الوطنية المعادية للاستعمار، وبصورة خاصة ضد حزب الوفد لكنها سرعان ما اتجهت نحو النشاط الإرهابي حينما اشتد ساعدها، واصطدمت بحكومات متعاقبة فى العهد الملكي.. ثم بسلطة ثورة يوليو 1952 وحاولت اغتيال عبدالناصر، مما أدى لضربها واعتقال عدد كبير من زعمائها.
ودون الدخول في تفاصيل لا يتسع لها المقام هنا نقول إن كثيرين من قيادات وكوادر الجماعة قد هربوا إلى بعض بلدان الخليج وأوروبا وخاصة بريطانيا وألمانيا وأقاموا علاقات واسعة مع أجهزة المخابرات الغربية وخاصة الأمريكية بعد أن كرست الولايات المتحدة زعامتها للتحالف الغربي في أعقاب الحرب العالمية الثانية واستخدمت أمريكا جماعة الإخوان فى صراعاتها ضد الأنظمة الوطنية العربية (وخاصة في مصر وسوريا) وضد النفوذ السوفيتي فى المنطقة وساعدتها على تشكيل مرتكزات لها فى عديد من البلدان الأوروبية، كما تشكل "التنظيم الدولى للإخوان المسلمين".


وفي هذا السياق جاء الدور الكبير الذي لعبته الجماعة وتنظيمها الدولى فى الحرب الأفغانية، وتأسيس تنظيم القاعدة من عدد من الكوادر الأكثر تطرفا من قيادات الإخوان وهو التنظيم الذي ضم أعداداً كبيرة من "العائدين من أفغانستان" وتمكن من تجنيد أعداد أخرى من الشبان المتطرفين في بلدان مختلفة، بما فى ذلك من التجمعات الإسلامية الموجودة في أوروبا.. وبدأ فى شن هجمات إرهابية على دول فى مقدمتها مصر والجزائر، وكذلك ضد المصالح الأمريكية والغربية فى بلدان مختلفة بما فى ذلك أوروبا نفسها في تسعينيات القرن الماضي وفي العقد الأول من القرن الحالى.


الثعبان في البيت!


اللافت للنظر أن المخابرات الأمريكية بالذات لعبت دورا أساسيا في تأسيس تنظيم القاعدة من بين كوادر الإخوان.. وبالرغم من شيوع هذه الحقيقة ومن العمليات الإرهابية واسعة النطاق التي قامت بها "القاعدة" وغيرها من التنظيمات الخارجة من رحم الإخوان ومن شيوع المعرفة بالنزعات الارهابية المتأصلة في "فكر" جماعة الإخوان فإن الولايات المتحدة والدول الغربية الكبري لم تتخل عن إصرارها على مواصلة استخدامها للجماعة لتحقيق أهدافها على المسرح الدولى وإتاحة المجال لكوادرها للهجرة إلى أوروبا بينما ظلت أمريكا متمسكة بسياسة أمنية صارمة تجاه دخولهم إلى أراضيها.
والحقيقة أن احتضان الغرب والدول الأوروبية بالذات "للإخوان" وإفساح المجال واسعا لكوادرهم للهجرة والنشاط كانت بمثابة "إفساح المجال للثعابين لدخول البيت الأوروبي" فقد بدأت الأمور تخرج عن السيطرة الأمنية وبدأت "المراكز الإسلامية" التابعة "للإخوان" في أوروبا تتحول إلي أوكار للتطرف ومن ثمَ للإرهاب.. وبالتالي بدأت ظاهرة "الإسلاموفوبيا" تتفاقم في أوروبا.
وسرعان ما اتضح أن كل هذه التطورات لم تكن مجرد خطأ في التقدير، وانفلات لزمام الأمور، فقد كانت الولايات المتحدة وحليفاتها الغربية تعد لما يُسمى "بثورة الربيع العربي" بقيادة الإخوان في تونس ومصر وسوريا وأي بلاد عربية أخرى يمكن أن يحدث ذلك فيها فى إطار نظرية "الفوضي الخلاقة" الأمريكية لتمزيق الشرق الأوسط.
وإذا كان الإخوان قد نجحوا فى الإطاحة بحكم بن على في تونس فإنهم قد لقوا هزيمة ساحقة في مصر التي وقف شعبها وجيشها بصلابة في وجه حكمهم الفاشي وإرهابهم.. وتمت الإطاحة بحكم محمد مرسي في 30 يونيو 2013. كما تم القضاء على الإرهاب. أما في سوريا فقد اشتعلت حرب إرهابية دولية حشد لها الغرب أكثر من مائة ألف إرهابي من مختلف أنحاء العالم، على رأسهم "جبهة النصرة/ فرع القاعدة في سوريا" وغيرها من التنظيمات الخارجة من رحم الإخوان وقد تمكن جيش وشعب سوريا وحلفائهما من هزيمة الإرهاب لكن كان من نتائج الحرب تدفق موجة ضخمة من الهجرة من سوريا، وتمكن "الإخوان" و"النصرة" و"داعش" من أن يدسوا بين المهاجرين أعدادا كبيرة من الإرهابيين المنظمين وذلك بالطبع بالإضافة إلى أولئك الذين تمكن الإرهابيون من تجنيدهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.. ومرة أخرى ثبت أن "أوروبا كانت تربي ثعبان التطرف والإرهاب في بيتها" وازدادت ظاهرة الإسلاموفوبيا استفحالا ومعها استفحلت ظواهر العداء للإسلام والمسلمين وجرائم إهانة رموز الإسلام ومقدساته بصورة لا يمكن السكوت عليها.


من أمن العقوبة أساء الأدب


ومع تسليمنا بأن صعود اليمين الأوروبي المتطرف وما يرافقه من نزعات فاشية وعنصرية لا يقتصر علي الإسلام والمسلمين وحدهم بل يشمل "الآخر" عموما.. ويمتد إلي المهاجرين من شرق أوروبا ومن البلدان الآسيوية والأفريقية وللروس بالذات نصيب وافر من الكراهية والعداء حيث تركز "نظرية صدام الحضارات" الرائجة في الغرب لصاحبها الكاتب الأمريكي صمويل هنتنجتون" على حتمية الصدام بين الحضارة الغربية المسيحية بجذورها اليونانية والرومانية (واليهودية!) من ناحية والحضارتين الإسلامية والمسيحية الأرثوذكسية (!!) من ناحية أخرى.. وهذه مسألة هامة وتستحق معالجة مستقلة نرجو أن تقوم بها في أقرب فرصة.


وبالرغم من ذلك كله إلا أن نصل عداء اليمين الأوروبي المتطرف وتوجهاته الفاشية والعنصرية يتجه نحو الإسلام والمسلمين بصورة أساسية نظرا للاعتبارات التي شرحناها، كما أن هذا العداء يتخذ أشكالا شديدة التطرف والإجرام فى إهانة الرموز الدينية الإسلامية بصورة يستحيل السكوت عليها، وخاصة حينما يحدث ذلك بحماية من الدول المعنية وتحت دعاوى "حرية التعبير" بالرغم من أن المواثيق الدولية للحقوق الإنسانية تحظر تماما الحض على الكراهية وازدراء عقائد الآخرين.
ومعروف مثلا ما يمكن أن يتعرض له أي شخص يهين اليهودية أو اليهود أو يشكك حتى فى أرقام "المحرقة اليهودية" بأي شكل أو يهين "الشواذ" الذين يسمونهم تجملا بالمثليين!
أما الإسلام ورموزه فإن إهانتها ممكنة تحت حماية القوانين الأوروبية بدعوى "حرية التعبير" وردود الأفعال تقتصر على مظاهرات لا تلبث أن تهدأ وبيانات شجب وإدانة لا تتلوها إجراءات جدية رادعة ضد الدول التي تسمح قوانينها بإهانة ديننا ورموزنا المقدسة!! وهي إجراءات يجب أن تمتد إلى المقاطعة الاقتصادية الشاملة للدول المعنية وطرد سفرائها ومنع الاستثمارات عنها وإغلاق مراكزها الثقافية فى البلدان العربية والإسلامية.. فمثل هذه هي التي يمكن أن تكون مؤثرة ولسنا بحاجة إلى تكرار القول المأثور "من آمن العقوبة أساء الأدب".
موقف روسي يستحق التحية
وفي هذا الإطار فإن موقف الرئيس الروسي بوتين يستحق التحية والإشادة، فقد أدان بقوة جريمة تدنيس القرآن الكريم واحتضن نسخة من المصحف الشريف أثناء زيارته إلى جمهورية داغستان الروسية المتمتعة بالحكم الذاتى وأكد أن القوانين الروسية تحظر ازدراء الأديان والمساس بها وتعاقب من يجرؤ على ذلك، وهذه حقيقة ثابتة بنصوص القوانين الروسية. ومعروف أن روسيا بها حوالي عشرين مليون مسلم يمثلون حوالى 15% من سكانها ويتمتعون بكامل حقوقهم مع الأغلبية المسيحية الأرثوذكسية كما أنها عضو منتسب في منظمة التعاون الإسلامي منذ حوالي عشرين عاماً.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4274 جنيه 4251 جنيه $85.83
سعر ذهب 22 3918 جنيه 3897 جنيه $78.68
سعر ذهب 21 3740 جنيه 3720 جنيه $75.10
سعر ذهب 18 3206 جنيه 3189 جنيه $64.37
سعر ذهب 14 2493 جنيه 2480 جنيه $50.07
سعر ذهب 12 2137 جنيه 2126 جنيه $42.91
سعر الأونصة 132945 جنيه 132234 جنيه $2669.56
الجنيه الذهب 29920 جنيه 29760 جنيه $600.80
الأونصة بالدولار 2669.56 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى