الأموال
الخميس 4 يوليو 2024 01:43 صـ 27 ذو الحجة 1445 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د. محمد فراج يكتب : العربدة الأمريكية والصهيونية تهدد بإشعال المنطقة

د. محمد فراج ابو النور
د. محمد فراج ابو النور

تداعيات حرب الإبادة الصهيونية الهمجية على غزة تستمر، تتسع دوائرها، وتتطاير شراراتها مهددة بإشعال المنطقة. فبعد تصعيد الولايات المتحدة لهجماتها على اليمن متذرعة بهجمات الحوثيين على السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى الكيان الصهيونى عادت واشنطن لتتخذ قرارا بفرض صفة «الجماعة الإرهابية الدولية» على الحوثيين، بعد ثلاث سنوات من إلغائها لهذا القرار مطلع عام ٢٠٢١، علي أن يتم تنفيذ القرار خلال ثلاثين يوما.

التصعيد الأمريكى ضد جماعة الحوثيين بالضربات الجوية والصاروخية، ثم بقرار فرض صفة الجماعة الإرهابية عليهم، يشير بوضوح إلى رغبة واشنطن فى فرض سيطرتها على البحر الأحمر بدعوى حماية أمن الملاحة فيه. والحقيقة أن الحشود البحرية الأمريكية والغربية والهجمات على اليمن ــ وردود الأفعال المتوقعة عليها هى ما يهدد أمن الملاحة فى البحر الأحمر، أحد أهم الممرات المائية فى العالم، فالحوثيون أعلنوا بوضوح، منذ بداية هذه الأزمة أنهم لا يستهدفون سوى سفن إسرائيل، وتلك المتجهة إليها أو الخارجة منها، وأنهم لن يتعرضوا لأى سفن أخرى، لكن أمريكا اعتبرت أن هذا يمثل تهديدا لأمن الملاحة «العالمية» فى البحر الأحمر، ثم سارعت إلى الإعلان عن تشكيل «تحالف دولى» ثم إلى شن هجوم واسع ـ بمشاركة بريطانية ــ على عشرات الأهداف فى اليمن، ليتسع نطاق المواجهة، وليعلن الحوثيون أن السفن الأمريكية والبريطانية هى الأخرى مستهدفة. وليسارع عدد من شركات الملاحة العالمية إلى الإعلان عن وقف رحلات السفن التابعة لها عن الملاحة عبر البحر الأحمر والتحول إلى طريق رأس الرجاء الصالح بما يعنيه الدوران حول القارة الأفريقية من زيادة ضخمة فى نفقات الشحن والتأمين، ومن ثمَّ إلى ارتفاع فى أسعار السلع المنقولة عبر هذا الطريق، وبما لذلك بالطبع من آثار سلبية على الملاحة عبر قناة السويس وعلى عائدات مصر منها (لمزيد من التفاصيل راجع «الأموال» - ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٣ حول عسكرة البحر الأحمر ومخاطرها على الأمن القومى المصرى والعربى).

والأمر المؤكد أن استمرار الضربات والضربات الانتقامية بين الطرفين سيؤدى إلى تهديد حقيقى لأمن الملاحة ليس فى البحر الأحمر وحده، بل وأيضًا فى بحر العرب وخليج عدن، بما لذلك من انعكاسات سلبية على أمن الملاحة فى كل هذه المنطقة ذات الأهمية الكبيرة للنقل البحرى الدولى، خاصة إذا وضعنا فى اعتبارنا أن الدعم العسكرى الإيراني يوفّر للحوثيين إمكانيات لا يُستهان بها لتوجيه الضربات الانتقامية.

حرب غزة وأهداف أمريكا الحقيقية

والواقع أن أهداف أمريكا الحقيقية من إشعال هذه الأزمة مع الحوثيين، أوسع بكثير من تأمين الملاحة إلى إسرائيل، فهى تمتد إلى فرض السيطرة على البحر الأحمر فى إطار سعى واشنطن لاستعادة سيطرتها على الشرق الأوسط بأسره، بعد أن تعرض نفوذها فى المنطقة لتآكل واضح خلال السنوات الأخيرة لصالح النفوذ الروسى والصينى، وبدأ حلفاؤها التقليديون فى التمرد عليها. وهو ما تجسَّد تشكيل «أوبك +» بالتعاون مع روسيا ودول الخليج، ورفض المنظمة الاستجابة للطلبات الأمريكية المُلِّحة بشأن أسواق البترول، كما تجسَّد فى التغلغل الاقتصادى والسياسى الصينى الكبير فى المنطقة، وإنجاز المصالحة السعودية- الإيرانية بإشراف صينى، ونزوع دول الخليج إلى التخلص من هيمنة الدولار الأمريكى، كما وجد تعبيرا عنه فى عودة سوريا إلى الجامعة العربية بالرغم من المعارضة الأمريكية الشديدة، بعد أن فشلت واشنطن فى تنفيذ خططها للإطاحة بنظام الرئيس الأسد بالتحالف مع الإرهاب الدولى وبعض الأطراف الإقليمية، وانتهت تطورات الحرب إلى وجود عسكرى قوى لروسيا وإيران والميليشيات الموالية لطهران فى سوريا، وهو بالتأكيد ما لم تكن تريده أمريكا.

وتبدو استعادة واشنطن لسيطرتها على الشرق الأوسط ضروري لتنفيذ المخطط الذى أعلنت عنه تبنيه مؤخرا «طريق الهند - أوروبا» الذى يتضمن إنشاء شبكة للسكك الحديدية والطرق البرية وأنابيب البترول والغاز تمتد من الإمارات إلى السعودية والأردن، وصولا إلى الموانئ الإسرائيلية على البحر المتوسط، بحيث يتم تفادى مرور ناقلات البترول والغاز المسال عبر مضيقى «هرمز وباب المندب» وقناة السويس.. وهو ما يعنى تقليص الأهمية الاستراتيجية للقناة وخفض إيراداتها بدرجة كبيرة… وفى الوقت نفسه تحويل الكيان الصهيونى إلى مركز تجارى رئيسى للمنطقة وممر رئيس للبترول الخليجى إلي أوروبا، بما يعنيه ذلك من تعزيز كبير لأهمية إسرائيل الاستراتيجية، ويعنى ذلك كله إحداث انقلاب استرايتجى وجيو - اقتصادى فى منطقة الشرق الأوسط.

والواقع أن الولايات المتحدة قد تحققت خلال السنوات الأخيرة من فشل خطته الاستراتيجية لتخفيف وجودها العسكرى فى الشرق الأوسط، ونقل مركز ثقل قوتها إلى جنوب شرق آسيا لمواجهة الخطر الصينى مع إسناد مهمة حماية مصالحها فى المنطقة إلى وكلائها المحليين وبصورة خاصة إسرائيل، وهو فشل انعكس فى تدهور خطير للنفوذ الأمريكى وزيادة نفوذ المنافسين الاستراتيجيين وعلى رأسهم الصين وروسيا، وكان هذا الفشل يتأكد عاما بعد آخر، حتى جاءت عملية «طوفان الأقصى» لتظهر بجلاء نقاط الضعف العسكرية والأمنية لدى الدولة الصهيونية الوكيل والشريك الأصغر الرئيسى لأمريكا فى المنطقة، وما ظهر من فقدان الزعماء الصهاينة لتوازنهم.

دعم مطلق وحشود عاجلة

وهكذا رأينا الولايات المتحدة فور وقوع عملية «الطوفان» تعلن دعمها المطلق والعاجل لإسرائيل عسكريا وسياسيا واقتصاديا وأمنيا، وخلال أيام قليلة وصل الرئيس الأمريكى بايدن شخصيا إلى تل أبيب، وحضر اجتماعا لمجلس الحرب الإسرائيلى فى سابقة غير معهودة فى العلاقات بين الدول، كما حضر وزير خارجيته بلينكن اجتماعا آخر لمجلس الحرب للمشاركة فى مناقشة الموقف، ومعرفة احتياجات الجيش الصهيونى واتخاذ القرار بشن «حرب الإبادة» ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.. وتقاطر كبار المسئولين العسكريين والأمنيين الأمريكيين على إسرائيل للمشاركة فى دراسة الموقف واتخاذ القرارات وفى مقدمتها بالطبع توريد كل ما يلزم من أشد أنواع الأسلحة والذخيرة فتكا إلى الدولة الصهيونية.

وخلال أيام قليلة أيضًا كانت أكبر حاملات الطائرات فى الأسطول الأمريكى «الحاملة جيرالد فورد ومجموعاتها القتالية» قد وصلت إلى قبالة السواحل الإسرائيلية وعلى متنها عدة آلاف من رجال القوات الخاصة ومشاة البحرية الأمريكية فى كامل استعدادهم للمشاركة فى القتال إذا طلب منهم ذلك، كما وصلت حاملة الطائرات «أيزنهاور» إلى الخليج العربى لتكون جاهزة فى مواجهة ايران، ووصلت مدمرات أمريكية إلى البحر الأحمر، كما وصل عدد من الطائرات الاستراتيجية «بى ٥٢» و«إف ٢٢» القادرة على حمل الصواريخ النووية إلى القواعد الأمريكية فى المنطقة «الحاملة فورد غادرت المنطقة مؤخرا لضرورات الصيانة الدورية».

ولم يكن معنى وصول هذه الحشود الأمريكية إلى المنطقة إبداء الدعم المطلق لإسرائيل وتحذير خصومها من شن أى هجمات عليها فحسب، بل وأيضا «إظهار العين الحمراء» لكل المناوئين لأمريكا فى المنطقة، وخاصة إيران وسوريا، والميليشيات الموالية لطهران، وخاصة فى سوريا والعراق واليمن.

وهكذا رأينا القوات الأمريكية الموجودة بصورة غير شرعية فى سوريا تشن الهجمات على الميليشيات المشاركة فى الدفاع عن النظام ضد الإرهاب الداعشى و«النصراوى» بصورة متكررة، وكذلك ضد وحدات الحرس الثورى الإيرانى فى البلاد، وتشجيع إسرائيل أيضا على قصف هذه القوات، والأهداف العسكرية والمدنية السورية بما فيها مطارا دمشق وحلب، وبديهى أن هذه الهجمات لا تبقى دون رد، وهكذا يرتفع مستوى التوتر واحتمالات التصعيد فى سوريا.

كما تشن القوات الأمريكية الموجودة فى إطار قوات التحالف الغربى فى العراق «والمفروض أنها موجودة لمكافحة الإرهاب الداعشى» لكنها تقدم المساعدات لعصابات داعش فى كل من سوريا والعراق، وتشن الهجمات ضد فصائل «الحشد الشعبى» بخلاف ما تنص عليه الاتفاقية المنظمة لوجود قوات التحالف والمعقودة بينها وبين الحكومة العراقية، والتى تقضى بأن دور التحالف ينحصر فى التدريب، ولا يحق لها شن عمليات قتالية، ومؤخرا اغتالت القوات الأمريكية أحد أبرز قيادات ميليشا النجباء بقصف سيارته فى فناء قيادة المنطقة فى بغداد!! مما أثار ردود فعل غاضبة واسعة، ودعا الحكومة العراقية لأن تطلب من قوات التحالف مغادرة البلاد. وبديهى أنه سيتم تجاهل هذا الطلب من جانب أمريكا، وأن قوات النجباء ستسعى للانتقام وتتسع دائرة العنف.

وقد تحدثنا بالتفصيل عن الهجمات المتبادلة بين القوات الأمريكية فى البحر الأحمر وقوات الحوثيين فى اليمن وعن آثارها السلبية على الملاحة فى البحر الأحمر، واحتمالات تصاعدالموقف.

أما فى لبنان فإن الولايات المتحدة تشجِّع العدو الصهيونى على الاشتباك مع حزب الله، وقد قام الطيران الصهيونى باغتيال نائب رئيس المكتب السياسى لحماس «صالح العارورى» فى مكتبه بالضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، الذى توعد هو وحماس بأن هذه الجريمة لن تمر بدون عقاب، كما اغتالت الدولة الصهيونية مؤخرا أحد القادة العسكريين البارزين لحزب الله فى سوريا، وتوعد الحزب بالانتقام.. وعموما يبدو الموقف منذرا بانفجار واسع بين حزب الله والدولة الصهيونية التى يهدد قادتها العسكريون بأنهم سيحولون بيروت إلى «غزة ثانية» ونظرا لقوة حزب الله العسكرية الكبيرة وامتلاكه لأعداد ضخمة من الصواريخ «المتطورة» ولخبرة عسكرية واسعة، فإن انفجار الموقف على الجبهة اللبنانية ولحلفاء أقوياء من الميليشات الموجودة فى سوريا «عشرات الآلاف» ولاحتمالات تدخل إيران إلى جانبه، فإن تفجر صراع واسع فى لبنان يمكن أن يشعل نيران حرب واسعة فى المنطقة.

وخلاصة القول أن الوجود العسكرى الأمريكى فى المنطقة وزيادة حشوده وسلوك أمريكا المتزايد العدوانية والعربدة، كلها أمور تطلق شرارات الحرب فى ساحة مفعمة ببخار البنزين، أو مخزن كبير لبراميل البارود، يمكن أن تؤدى أية حسابات خاطئة إلى انفجاره فى أى لحظة، ليشعل المنطقة كلها والسبب هو وجود إمبراطورية الشر الأمريكية وعميلتها دولة العدوان الصهيونية.

والأمر المؤكد أنه لو حدث هذا- لا قدر الله- فإن آثاره المدمرة ستطال الجميع، بمن فيهم أولئك الذين يقدمون المساعدة لإمبراطورية الشر الأمريكية وربيبتها الصهيونية، سواء بتقديم أراضيهم أو أموالهم أو بتخاذلهم وانبطاحهم أمام المعتدين.

حفظ الله مصر وشعبها وجميع الشعوب العربية من كل سوء، ونصر الله غزة وأهلها ومقاوميها على المعتدين الصهاينة الفاشيين.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى03 يوليو 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.0963 48.1963
يورو 51.7420 51.8688
جنيه إسترلينى 61.0630 61.2093
فرنك سويسرى 53.2333 53.3735
100 ين يابانى 29.7019 29.7692
ريال سعودى 12.8205 12.8479
دينار كويتى 156.8596 157.2370
درهم اماراتى 13.0942 13.1221
اليوان الصينى 6.6126 6.6265

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,623 شراء 3,634
عيار 22 بيع 3,321 شراء 3,331
عيار 21 بيع 3,170 شراء 3,180
عيار 18 بيع 2,717 شراء 2,726
الاونصة بيع 112,671 شراء 113,026
الجنيه الذهب بيع 25,360 شراء 25,440
الكيلو بيع 3,622,857 شراء 3,634,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى