الأموال
السبت 6 يوليو 2024 04:13 مـ 30 ذو الحجة 1445 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د.محمد فراج يكتب : العرب وحرب الإبادة الصهيونية فى غزة

دكتور محمد فراج
دكتور محمد فراج


لم يكن خارج التوقعات أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار روسى متقدم إلى مجلس الأمن الدولى بالوقف الفورى لحرب الإبادة التى تشنها الدولة الصهيونية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة (الأربعاء 25 أكتوبر) فلطالما كان الفيتو الأمريكى جاهزاً لحماية العدوان النازى الإسرائيلى على الفلسطينيين وغيرهم من الشعوب العربية منذ تأسيس الكيان الصهونى على أنقاض فلسطين.
الموقف الأمريكى الداعم بشكل مطلق للدولة العنصرية التوسعية الصهيونية هو أحد الثوابت الرئيسية للسياسة الخارجية الأمريكية ولسنا بحاجة لاستعراض تفاصيل على مدى العقود الماضية وهو ينطلق من العبور الوظيفى الذى تقوم به إسرائيل فى خدمة المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط، وقد عبر عنه بايدن بوضوح حينما قال: "لو لم تكن إسرائيل موجودة لكان علينا أن نخترعها"!! وبالمناسبة فإن هذا التصريح لم يقله بايدن للمرة الأولى..
لكن الانحياز الأمريكى الصارخ لدولة العدوان الصهيونى كان مفضوحاً بصورة خاصة بعد عملية «طوفان الأقصى» بدءاً من تصريحات الدعم غير المشروط لتل أبيب إلى الأمر بتوجيه أكبر حاملة طائرات أمريكية إلى شرق البحر المتوسط، لتتلوها حاملة أخرى ثم حضور وزير الخارجية بلينكين وبعده وزير الدفاع لويد أوستن، ثم بايدن نفسه لاجتماعات مجلس الحرب الإسرائيلى! وهو حضور لا نعرف له مثيلاً فى العلاقات بين الدول.. وعلى ضوء هذا كله لم يندهش المراقبون من حضور جنرالات أمريكيين للمشاركة فى قيادة حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى فى غزة ولا مطالبة بايدن للكونجرس باعتماد (14 مليار دولار) كدعم عسكرى واقتصادى لإسرائيل.
وقد جاء هذا الموقف الأمريكى الفاضح ليطيح بالأوهام التى يحاول الكثيرون الترويج لها حول دور الولايات المتحدة "كراع للسلام" فى المنطقة وليثبت للعرب - حكاما ومحكومين - بجلاء لا مزيد عليه أن واشنطن هى شريك كامل لتل أبيب فى العدوان على الشعب الفلسطينى، وكل الشعوب العربية.
أيضاً لم تتخل عن مشروعها لإثارة «الفوضى الخلاقة» فى المنطقة أو فرض الهيمنة الأمريكية على الشرق الأوسط، وفرض إسرائيل كشريك أصغر في هذا المشروع للهيمنة. وأحد أهم شروطه تصفية القضية الفلسطينية.
وعلى ضوء هذا يجب أن ينظر العرب إلى الدور الأمريكي فى المنطقة، وأن تعيد بعض الدول العربية النظر فى مواقفها إزاء مشروعات التسوية الأمريكية والصهيونية، أو من مقدمتها ما يعرف باسم «السلام الإبراهيمي» وضغوط الولايات المتحدة لفرض «التطبيع» مع الكيان الصهيونى ولتصفية القضية الفلسطينية.
حرب الإبادة.. واستهداف مصر
وبالرغم من امتلاك الدول العربية للكثير من إمكانات المواجهة والضغط فلابد من الاعتراف بأن مواقف عربية كثيرة كانت واضحة الضعف والقصور فى مواجهة حرب الإبادة التى تعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة وما يرتبط بها من أخطاء أعلنت إسرائيل أن هدفها من حرب الإبادة هذه هو تصفية حماس وطرد سكان القطاع إلى مصر، بما يعنيه هذا من انتهاك للسيادة المصرية أو تهديد خطير لأمن مصر.
والمشروعات الإسرائيلية والأمريكية فى هذا الصدد قديمة ومعروفة من تبادل للأراضى إلى تأجير جزء من سيناء لإقامة وطن بديل للفلسطينيين.. إلخ. وهى كلها مرفوضة قطعياً من جانب مصر وكان طبيعياً أن تجدد القاهرة إعلان رفضها القطعى لتهجير سكان غزة إلى سيناء بما يعنيه ذلك من تصفية للقضية الفلسطينية، ومن انتهاك للأمن القومى المصرى.. وأن تبذل فى الوقت نفسه كل جهد ممكن لوقف العدوان الصهيونى الهمجى على شعب غزة، ولإدخال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى القطاع، وبديهى أن هذا الموقف يعرض مصر للصدام مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ولضغوط سياسية واقتصادية وإعلامية هائلة من جانب الغرب كله.
وبالرغم من هذا فلابد من القول إن مواقف عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬هذه‭ ‬المواجهة‭ ‬المصيرية،‭ ‬مع‭ ‬أنها‭ ‬تملك‭ ‬أسلحة‭ ‬هامة‭ ‬للمواجهة‭ ‬وللضغط‭ ‬على‭ ‬أمريكا‭ ‬بحلفائها‭ ‬الغربيين‭ ‬الكبار،‭ ‬وخاصة‭ ‬بريطانيا‭ ‬وألمانيا‭ ‬وفرنسا،‭ ‬كسلاح‭ ‬البترول‭ ‬والودائع‭ ‬والاستثمارات‭ ‬العربية‭ ‬فى‭ ‬أمريكا‭ ‬وأوروبا‭ ‬الغربية‭ ‬بل‭ ‬وجدنا‭ ‬أصواتاً‭ ‬تتعالى‭ ‬بإدانة‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬وتلتمس‭ ‬الأعذار‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬فى‭ ‬ ‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التى‭ ‬يشنها‭ ‬ضد‭ ‬غزة‭ ‬بما‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬قصف‭ ‬المستشفيات‭ ‬ومدارس‭ ‬‮«‬الأونروا‮»‬‭ ‬والمساجد‭ ‬والكنائس‭!!‬
‭<<<
وهنا‭ ‬نود‭ ‬أن‭ ‬نلفت‭ ‬النظر‭ ‬لموقف‭ ‬أنطونيو‭ ‬جوتيريش‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬الذى‭ ‬جعلته‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬النازية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ ‬تحفظه الدبلوماسى‭ ‬المألوف‭ ‬ويقول‭: ‬‮«‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬هجمات‭ ‬حماس‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‭ ‬فى‭ ‬‮٧‬‭ ‬أكتوبر‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬من‭ ‬فراغ‮»‬‭ ‬وأن "‬تلك‭ ‬الهجمات‭ ‬لا تبرر‭ ‬القتل‭ ‬الجماعى‭ ‬الذى‭ ‬تشهده‭ ‬غزة‭ ‬وأن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬يتعرض‭ ‬لاحتلال‭ ‬مستمر‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮٧٥‬‭ ‬عاماً‭ "‬ويدين الأوامر ‬الإسرائيلية‭ ‬بإجلاء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬جنوب غزة‭ ‬ثم‭ ‬الاستمرار‭ ‬فى‭ ‬قصف‭ ‬الجنوب‭ ‬نفسه‭ ‬ويضيف‭ ‬قائلاً‭ ‬إنه‭ ‬لا يوجود‭ ‬طرف‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬نزاح‭ ‬مسلح‭ ‬فوق‭ ‬القانون‭ ‬الإنسانى،‭ ‬مطالباً‭ ‬إسرائيل‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬إنسانى‭ ‬فورى‭ ‬‮«‬الأهرام‭ ‬‮٢٥‬‭/‬‮١٠‬‭/‬‮٢٠٢٣»‬‭.‬
ووددنا‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬مواقف‭ ‬بهذا‭ ‬الوضوح صدرت‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬العواصم‭ ‬العربية‭ ‬بلا‭ ‬استثناء،‭ ‬ولو‭ ‬أن‭ ‬خطوات‭ ‬احتجاجية‭ ‬كطرد‭ ‬السفير‭ ‬الإسرائيلى،‭ ‬أو‭ ‬استدعاء‭ ‬سفير‭ ‬الدولة‭ ‬المعنية‭ ‬‮«‬دولة‭ ‬كولومبيا‭ ‬الأمريكية‭ ‬اللاتينية‭ ‬طردت‭ ‬السفير‭ ‬احتجاجاً‭ ‬على‭ ‬مجازر‭ ‬غزة"،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬قدمت‭ ‬احتجاجاً‭ ‬رسمياً‭ ‬على‭ ‬وصف‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬جالانت‭ ‬للمقاتلين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بأنهم‭ ‬‮«‬حيوانات‮»‬‭! ‬أو‭ ‬أصدرت‭ ‬بياناً‭ ‬وصفت‭ ‬فيه‭ ‬جرائم‭ ‬إسرائيل‭ ‬الهمجية‭ ‬بما‭ ‬تستحقه،‭ ‬أو‭ ‬تدين‭ ‬فيه‭ ‬تصريحات‭ ‬بايدن‭ ‬الوقحة‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ودعمه اللامحدود ‬وإسرائيل‭.‬
سياسة‭ ‬مكافأة ‭‬‮«‬المعتدى‮»‬‭!‬
والواقع‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬اتخاذ‭ ‬مواقف‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القبيل طوال السنوات الماضية فى مواجهة القمع الوحشى لسكان الضفة الغربية (قتلت إسرائيل مائتين وخمسين فلسطينياً هناك منذ بداية هذا العام» على الحواجز وفى عمليات اقتحام المستوطنات) أو رداً على عمليات اقتحام وتدنيس الأقصى، أو تهويد القدس والضفة وتسليح قطعان المستوطنين واعتداءاتهم المستمرة على أشقائنا الفلسطينيين، لكانت إسرائيل وأمريكا قد أقامت حساباً للغضب الغربى لكن سياسة «مكافأة المعتدى» هى التى كان يجرى انتهاجها باستمرار فقد كانت عملة «التطبيع» تجرى على قدم وساق، بالرغم من كل الجرائم النازية الصهيونية، وبديهى أن هذا يغرى الدولة الصهيونية بممارسة مزيد من الإجرام والعدوان.
والآن.. وقد بلغ عدد الشهداء أكثر من سبعة آلاف حتى كتابة هذه السطور (مساء الخميس 26 أكتوبر) وعدد الجرحى نحو خمسة عشرة ألفاً وغزة بلا ماء ولا خبز ولا وقود ولا دواء إلا ما تم إدخاله عبر معبر رفح مؤخراً، والمستشفيات معطلة ومئات البشر تحت الأنقاض والقصف الهمجى مستمر بقنابل الفوسفور الأبيض الذى يذيب اللحم البشرى.. ألم يحن الوقت بعد لموقف عربى جدى يسعى لوقف هذه المجزرة الوحشية ضد أشقائنا؟؟!! ألم يحن الوقت لموقف جدى لدعم مصر فى مواجهة المؤامرة والضغوط التى تستهدفها؟؟!! وإذا كانت مصر قادرة على مواجهة الضغوط من الناحية العسكرية.. وهى كذلك بالفعل.. وإن لم تكن تسعى للصدام - ألا يستحق الموقف دعمها اقتصادياً فى مواجهة الضغوط المتصاعدة عليها. باتخاذ مبادرة عربية بإسقاط ديونها، أو على الأقل إعادة جدولتها على مدى طويل؟؟ التاريخ يشهد ويسجل.. والشعوب لا تنسى.. وسوف نرى هل سيكون إخواننا العرب على مستوى الموقف المصيرى، أم ستخذلون أشقاءهم الفلسطينيين والمصريين وشعوبهم نفسها؟؟.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى04 يوليو 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.9617 48.0617
يورو 51.7939 51.9115
جنيه إسترلينى 61.1752 61.3123
فرنك سويسرى 53.2967 53.4197
100 ين يابانى 29.7825 29.8464
ريال سعودى 12.7847 12.8120
دينار كويتى 156.6148 156.9926
درهم اماراتى 13.0576 13.0855
اليوان الصينى 6.5970 6.6112

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,663 شراء 3,686
عيار 22 بيع 3,358 شراء 3,379
عيار 21 بيع 3,205 شراء 3,225
عيار 18 بيع 2,747 شراء 2,764
الاونصة بيع 113,915 شراء 114,626
الجنيه الذهب بيع 25,640 شراء 25,800
الكيلو بيع 3,662,857 شراء 3,685,714
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى