الأموال
الخميس 4 يوليو 2024 01:58 صـ 27 ذو الحجة 1445 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د.محمد فراج يكتب : التخاذل العربى.. ومخاطر الهيمنة الصهيونية على المنطقة

د. محمد فراج أبوالنور
د. محمد فراج أبوالنور

الجدال المسرحى بين الرئيس الأمريكى بايدن ورئيس حكومة الكيان الصهيونى نتنياهو حول مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء حرب الإبادة الوحشية الجارية ضد الشعب الفلسطينى في القطاع، هو جدال لا ينفي اتفاق الطرفين على الأهداف النهائية للحرب: إبادة أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين تحت دعوى القضاء على حماس، وترحيل سكان القطاع أو الجزء الأكبر منهم على الأقل إلى مصر أو أى مكان آخر، وتصفية أى إمكانية للمقاومة الفلسطينية في غزة أو انطلاقا منها في المستقبل.. وذلك كخطوة تتلوها تصفية الوجود الفلسطينى في الضفة الغربية، وتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائى فى المستقبل، وفقًا للخطط الصهيونية المعروفة والمعلنة.

نتنياهو يتحدث مرة عن إعادة احتلال غزة، ومرة أخرى عن فرض سيطرة أمنية إسرائيلية كاملة على القطاع لمدى زمنى غير محدد.. وبايدن يرد بأن هذا «سيكون خطأ»، وهو نفس ما قاله عن الاجتياح البرى الإسرائيلى للقطاع، ثم عاد ليُدافع عن الاجتياح باعتباره حقًا لإسرائيل! ويتحدث وزير إسرائيلى عن إمكانية ضرب غزة بقنبلة نووية، باعتباره خيارًا مطروحًا.. ثم يتحدث وزير آخر عن توزيع سكان غزة على دول العالم!! بينما الخطة الإسرائيلية الأصلية ــ المدعومة أمريكيًا ــ تهدف لإقامة «غزة الكبرى» على الأراضى المصرية، مع إعطاء مصر جزءا من صحراء النقب.

وبايدن يتحدث عن «حل الدولتين» كحل أمثل للقضية الفلسطينية، بينما يتحدث مسئولون وخبراء نافذون أمريكيون مرة عن إشراف دولي على القطاع، يتضح عند طرح التفاصيل أنه «وجود عسكرى أطلسى» ويقترحون إشرافًا أمنيًا مصريا مرة، وعربيا بدعم دولى مرة أخرى، وفلسطينيا ـ من جانب سلطة رام الله ــ مرة ثالثة، وبدعم دولي أيضًا «عسكرى بالطبع» وهكذا وهكذا.

لكن الدعم الأمريكى السياسى والعسكرى والاقتصادى المطلق لحرب الإبادة الهمجية الإسرائيلية مستمر بصورة مكثفة، ويصل الأمر إلي حد العبث بتأييد الرئيس الأمريكى وأجهزة مخابراته لاقتحام الدبابات الصهيونية لمستشفي الشفاء فى غزة، بدعوى أن غرفة عمليات قيادة حماس موجودة في أنفاق تقع تحت المستشفى، وأنه توجد «معلومات».. أى تقارير مخابراتية عن ذلك.. وبعد حصار المستشفى وقصفه لعدة أيام ثم اقتحامه ـ فى عملية من أكثر العمليات همجية فى تاريخ الحروب ــ يتضح أنه لا توجد أنفاق ولا مقرات قيادة ولا أسرى ولا يحزنون.. ولكن بعد استشهاد نحو مائتى طفل وامرأة ورجل في ساحة المستشفي وطرقاته، وبدأت جثثهم في التحلل، وتم دفنها في مقبرة جماعية، وبعد أن كان قد تم قصف محطة الأكسجين، وقطعه عن أجهزة التنفس الصناعى وحضانات الأطفال، واستشهاد عدد منهم.

ولم يسمح جيش الاحتلال بدخول صحفيين معه، ليكون قادرًا على تلفيق ما شاء من أكاذيب، لكنه اضطر للاعتراف بعدم العثور علي الأنفاق التي كان قد تحدث عن وجودها ولا عن أسرى، ولا مقرات قيادية، ومع ذلك يستمر المسئولون الصهاينة والأمريكيون في الحديث عن الأنفاق الموجودة تحت المستشفيات، وعن استخدامها كمراكز لقيادة عمليات حماس العسكرية.. وتستمر «حرب المستشفيات» بدعم أمريكى، ويستمر القصف الهمجى للمستشفيات والمدارس والبيوت بأشد أنواع القنابل والصواريخ فتكًا، حتى بلغ عدد الشهداء أكثر من أحد عشر ألفا وخمسمائة شهيد حتى كتابة هذه السطور (ليلة الخميس ١٦ نوفمبر ٢٠٢٣) منهم أكثر من أربعة آلاف وستمائة طفل، وأكثر من ثلاثة آلاف امرأة وفتاة، وأكثر من سبعمائة مسن، وأكثر من خمسين صحفيا، وعشرات المسعفين والعاملين في القطاع الصحى.

صمود المقاومة وخسائر الصهاينة

أما حماس وفصائل المقاومة التي أرادوا القضاء عليها، فقد ألحقت بهم خسائر فادحة بلغت أكثر من ٣٦٠ قتيلا بينهم ضباط من ذوى الرتب الرفيعة، ودمرت أكثر من ١٦٠ دبابة وآلية عسكرية، ولاتزال صواريخها تضرب المستوطنات والمدن الإسرائيلية، حتى كتابة هذه السطور، وهى خسائر مرشحة لزيادة كبيرة نتيجة لصلابة المقاومة وصمودها وبسالتها، ولايزال في قبضة المقاومة أكثر من (٢٤٠ مائتين وأربعين أسيرا) أغلبهم من العسكريين، واضطرت الدولة الصهيونية للدخول في مفاوضات عن طريق الوسطاء للإفراج عن عدد يتراوح بين خمسين وسبعين من الأسرى والأسيرات مقابل الإفراج عن السيدات والأطفال الفلسطينيين فى المرحلة الأولي.

وواضح تمامًا أن العملية البرية تتعثر في حربها ضد المقاومة، وأن الدولة الصهيونية اضطرت للتفاوض الذى كانت ترفضه، إلاّ بعد استسلام حماس (!!) والإفراج عن الأسرى.

اللجوء إلى الجنوب

إلاّ أن القصف الجوى والبحرى والبرى (بالمدفعية) الوحشى، وهدم المساكن فوق رؤوس ساكنيها، وظروف الحصار الفائق قد أجبرت مئات الآلاف من سكان شمال قطاع غزة إلى جنوب القطاع، بالقرب من الحدود المصرية في ظل كارثية من جميع النواحى.. وحيث لايزال الطيران الصهيونى يلاحقهم بالقصف الوحشى، وترفض إسرائيل وقف إطلاق النار، بل وحتى القبول بقرار مجلس الأمن الأخير (١٥/ ١١) الذى يُطالب بفرض (مدن إنسانية) وفتح ممرات لتقديم المساعدات الإنسانية و«الإفراج عن الرهائن».. وتواصل قصف السكان الفلسطينيين المدنيين وفرض حصار شديد القسوة عليهم، ومنع الوقود والماء والغذاء والأدوية سواء على المناطق الشمالية أو على جنوب قطاع غزة الذى لجأ إليه مئات الآلاف من سكان الشمال، مما يخلق موقفًا كارثيًا بكل معنى الكلمة، وتوترًا بالقرب من الحدود المصرية يزيد من توتر ذلك التعنت البالغ في التضييق علي دخول مواد الإغاثة إلى القطاع.

أمريكا.. أكبر شريك فى الجريمة

الدعم الأمريكى (والغربي) المطلق لحرب الإبادة الصهيونية على الشعب الفلسطينى يشجع تل أبيب على مواصلة عدوانها الهمجى، ويسلط الضوء بقوة على حقيقة أن إسرائيل هى جزء لا يتجزأ من المعسكر الاستعمارى الغربى بزعامة الولايات المتحدة، وهى حقيقة قديمة ومعروفة، فالغرب هو الذى أقام الكيان الصهيونى ودعمه منذ اليوم الأول كحارس للمصالح الاستعمارية فى المنطقة، إلا أن الإعلام و«الخبراء» السياسيين والاستراتيجيين بذلوا كل جهد ممكن خلال العقود الأخيرة للتقييم على هذه الحقيقة الأساسية، وتقديم أمريكا والدول الغربية الكبرى «كرعاة» للسلام، ووسطاء للتسوية السياسية، والتركيز على نقاط التباين الهامشية والفرعية في المواقف بين العواصم الغربية وتل أبيب، وهو ما يتناقض مع الحقيقة والوقائع الفعلية.

ومن ناحية أخرى فإن سرعة وضخامة الحشد العسكرى الأمريكى والمساعدات بأحدث أنواع الأسلحة والذخائر، فضلا عن الدعم الاقتصادى الكبير، كلها شواهد تقطع بزيف ما ظل «الخبراء الاستراتيجيون» الأمريكان وأتباعهم من العرب يرددونه طوال الأعوام الأخيرة، عن تقلص أهمية الشرق الأوسط بمجمله، وإسرائيل على مواجهة القوة الصهيونية الصاعدة فى شرق آسيا، فقد أثبتت الوقائع أن الشرق الأوسط بموقعه الاستراتيجى بالغ الأهمية وإنتاجه الكبير من البترول والغاز يظل في قلب الاستراتيجية الكونية للولايات المتحدة، إلى جانب مواجهتها للصين وروسيا.

أين العرب؟!

ومن ناحية أخرى فإن ضعف وتفكك النظام الإقليمى العربى قد شجع الولايات المتحدة والدول الغربية الكبرى على تجاهل المصالح العربية، والانحياز إلى إسرائيل، كما شجع الكيان الصهيونى بالطبع علي العربدة في المنطقة، والمضى في ممارسة سياساته التوسعية العنصرية، وإنكاره التام للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.

والمفارقة أنه مع تفكك النظام الإقليمى العربى والضغوط الأمريكية والغربية أخذت ظاهرة «التطبيع» مع الكيان الصهيونى تتسع في تجاهل واضح من عدد من البلدان العربية للعدوان الصهيونى على الشعب الفلسطينى وحقوقه ومقدساته، وكذلك على سوريا ولبنان، فيما يعتبر نوعًا من (مكافأة المعتدى).

ونستطيع أن نجزم بأن صعود اليمين الإسرائيلى خلال العقود الثلاثة الأخيرة يرجع بصفة أساسية إلى ضعف وتفكك النظام الإقليمى العربى، والتخاذل أمام استفحال عدوانيته ونزعاته التوسعية والعنصرية. وهى الظاهرة التى ازدادت استفحالا خلال السنوات الأخيرة بوصول الأحزاب الصهيونية الأكثر يمنية وتطرفًا إلي الحكم. فمادامت هذه السياسات هى التى تحقق للكيان الصهيونى المزيد من المكاسب، فإن من الطبيعى أن يختار الناخبون ممثليها.

‫<<<

ومن المدهش والمؤسف أن نرى أن حرب الإبادة الجارية ضد قطاع غزة، وبالرغم من اتضاح ملامحها الوحشية منذ ساعاتها الأولى، لم تجد فيها أغلب الدول العربية سببًا لعقد قمة عربية عاجلة لبحث واتخاذ الإجراءات الممكنة لوقف العدوان الهمجى علي الشعب الفلسطينى!! ولم تنعقد القمة العربية «الطارئة» إلا بعد أكثر من شهر (١١ نوفمبر ٢٠٢٣)!!

وحتى حينما انعقدت القمة «العربية ــ الإسلامية» فإنها لم تلجأ لاستخدام الأدوات بالغة الأهمية المتاحة للدول المشاركة فيها للضغط علي إسرائيل والولايات المتحدة والدول الغربية الكبرى لوضع حد فورى للعدوان، ونحن نعني بصورة أساسية (البترول والتطبيع).. بينما أقدمت عدة دول في أمريكا اللاتينية على سحب سفرائها لدى إسرائيل وطرد سفراء الكيان الصهيونى لديها «بوليفيا وكولومبيا وتشيلى» وقطعت بوليفيا علاقاتها بإسرائيل، وكان مثل هذا الموقف أجدر بأن يتخذه عدد من البلدان العربية والإسلامية!

ولم تجد أى اتجاه لاستخدام سلاح البترول ضد الدول الداعمة بصورة مطلقة لإسرائيل، وهى الدول التى شهدت شوارعها وميادينها مظاهرات جماهيرية حاشدة ضد العدوان الصهيونى الفاشى علي غزة، بما في ذلك أمريكا «واشنطن ونيويورك» وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، فضلا عن دول أخرى عديدة في أوروبا ومختلف أنحاء العالم.

والواقع أن الشعب الفلسطينى الشقيق يمثل خط الدفاع الأول عن الأمن القومى العربى، وإذا قدِّر للكيان الصهيونى ــ لا سمح الله ــ أن ينجح في تصفية القضية الفلسطينية فإن أطماعه فى المشرق العربى كله (من النيل إلى الفرات) هى أطماع معلنة، ومكتوبة على واجهة الكنيست، وستكون الدولة الصهيونية عصا غليظة للغرب الاستعمارى لإخضاع كل دول المنطقة، وفى كل التفاصيل للإرادة الاستعمارية، والشريك الأصغر لأمريكا والغرب في الهيمنة علي المنطقة ونهب ثرواتها. فهل هذا هو المستقبل الذى يريده العرب لأنفسهم ولأبنائهم؟!!

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى03 يوليو 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.0963 48.1963
يورو 51.7420 51.8688
جنيه إسترلينى 61.0630 61.2093
فرنك سويسرى 53.2333 53.3735
100 ين يابانى 29.7019 29.7692
ريال سعودى 12.8205 12.8479
دينار كويتى 156.8596 157.2370
درهم اماراتى 13.0942 13.1221
اليوان الصينى 6.6126 6.6265

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,623 شراء 3,634
عيار 22 بيع 3,321 شراء 3,331
عيار 21 بيع 3,170 شراء 3,180
عيار 18 بيع 2,717 شراء 2,726
الاونصة بيع 112,671 شراء 113,026
الجنيه الذهب بيع 25,360 شراء 25,440
الكيلو بيع 3,622,857 شراء 3,634,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى