عبدالعظيم حماد يكتب : إيران .. انذار مبكر
إذا تطورت احتجاجات إيران الحالية إلي ثورة شعبية وقبل أن تنطلق أبواق الإدانة المعهودة والساذجة للمؤامرة الأمريكية الإسرائيلية علي المشروع الثوري الإيراني المعاد للصهيونية والإمبريالية أود أن أستبق الأحداث فأنبه إلي ما يلي :
١-ليست ال CIA ولا الموساد هما اللتان أشعلتها الشرارة بمقتل أو وفاة الفتاة مهسا أميني لدي شرطة أخلاق النظام الإيراني. فهذه الحادثة هي افراز طبيعي لهذا النوع من نظم الحكم (مثل خالد سعيد في مصر )
٢- الشرارة لا تشعل حريقا إلا اذا كانت هناك مادة قابلة للاشتعال والمادة هنا هي مخزون الغضب من ممارسات النظام القمعية ومن مصادرته لكل الحريات الشخصية تقريبا خاصة حرية النساء. والنساء هنا أمهات وزوجات وأخوات وبنات لرجال هم ايضا ضحايا وهم أيضا لا يقبلون تدخل السلطة في حياة أولئك البنات والأخوات والزوجات والأمهات بهذا المنهج البدائي الفج
٣- طبيعي جدا ان تستغل أمريكا واسرائيل وكل أعداء إيران هذه الأحداث لإضعاف او إسقاط النظام الإيراني ولو لم تفعل واشنطن وتل أبيب ذلك فسيكون هذا هو غير الطبيعي وغير المنطقي
٤-في هذه المرحلة ولعدم وضوح قيادة منظمة للاحتجاجات تطرح بديلا قابلا للحياة لهذا النظام البشع في إيران أتمني تغييرا اصلاحيا واسعا من داخل النظام ولا أتمني سقوطه خوفا من الفوضي داخل ايران و في الاقليم عبر حلفائها في اليمن ولبنان وسوريا والعراق وفي كل دول الخليج وربما فلسطين بما قد يؤدي الي زلازل وبراكين تدخل المنطقة برمتها في حممها و انهياراتها دون اطمئنان الي ميلاد الجديد الملائم
٥- لذا أنصح القريبين من النظام الإيراني أن يقنعوه بالتغيير الواسع من داخله ولتكن الخطوة الأولي حل شرطة الأخلاق سيئة السمعة في اطار حملة مركزة وسلمية ضد التيار المتشدد. الذي يقوده رئيس الجمهورية الحالي نفسه ابراهيم رئيسي واقناعه هو نفسه بالاستقالة لانقاذ البلد والنظام مما يعني تلقائيا انتخابات مبكرة من المنطقي أن يتفوق فيها الجناح الاصلاحي الذي مثله يوما ما الرئيس الأسبق خاتمي
٦- كما قلت هذا رصد مبكر وتنبيه استباقي. ومن ثم فليس لدي توقعات محددة أو تكهنات بمآلات مايحدث وسبحان المنجي من المهالك
نقلا عن الصفحة الرسمية للفيس بوك للكاتب الصحفي عبد العظيم حماد