”خبير آثار”: فيلم ”كليوباترا” لشبكة نتفليكس إهانة كبرى للحضارة المصرية
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة أن الفيلم التى أعلنت عنه شبكة نتفليكس تحت اسم QUEEN CLEOPATRA والمقرر عرضه فى 8 مايو القادم يسىء إلى الحضارة المصرية ويظهر الملكة كليوباترا ببشرة سوداء ترويجًا لفكر الأفروسنتريك بأن الحضارة المصرية أصلها أفريقى.
وأشار الدكتور ريحان إلى أن هذا الفيلم يعد ضربًا للهوية المصرية ووحدة الشعب المصرى وتجريد الحضارة المصرية من أصولها ومخالفة للدستور المصرى المادة 50 "تراث مصر الحضاري والثقافي, المادي منه والمعنوي, بجميع تنوعاته ومراحله الكبري, المصرية القديمة, والقبطية, والاسلامية ثروة قومية وانسانية, تلتزم الدولة بالحفاظ عليه وصيانته.
وكذلك الرصيد الثقافي المعاصر المعماري والأدبي والفني بمختلف تنوعاته, والإعتداء علي أي من ذلك جريمة يعاقب عليها القانون وتولي الدولة اهتمامًا خاصًا بالحفاظ علي مكونات التعددية الثقافية في مصر.
ومن منطلق إلتزام الدولة بالحفاظ علي الهوية الثقافية المصرية بروافدها الحضارية المتنوعة فإن الدكتور ريحان يناشد الجهات المعنية بالأمر من وزارة الخارجية ووزارة السياحة والآثار والهيئة العامة للإستعلامات الإحتجاج الرسمى على الفيلم.
والمطالبة بتغيير صورة كليوباترا إلى صورتها الحقيقية كما تظهر فى تماثيلها فى المتاحف داخل مصر وخارجها.
وينوه الدكتور عبد الرحيم ريحان إلى أن الأفروسنتريك الذى يروج له الفيلم هى أيديولوجيا ومنظمة عالمية بدأت فى الظهور منذ عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضى وذاع انتشارها في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
وهي حركة عالمية عنصرية تتمحور حول التعصب العرقي للجنس الزنجي وخاصة للونه الأسود، ومن أهم أهدافها القضاء على الجنس الأبيض في أفريقيا الشمالية والجنوبية خصوصًا (الأمازيغ والناطقين بالعربية والأفريكناس أي الأوروبيون في أفريقيا الجنوبية).
والترويج لمقولة كون الحضارة المصرية القديمة والحضارة المغربية والقرطاجية حضارات زنجية.
وهم يدّعون أن المصري الحالي ليس له علاقة بالمصري القديم، وأن المصري القديم مات أو هجر الجنوب وإن كل من هم في شمال مصر هم جنسيات كثيرة بعيدين عن العرق المصري.
حتي إنهم زعموا إن إحدي ملكات مصر تيي زوجة أمنحتب الثالث في الأسرة الـ ١٨ أنها مصرية قديمة ذات ملامح أفريقة ولون اسود مؤكدين أن المصري القديم كان أسود أفريقي، كما يزعمون أن علماء المصريات الحالين يقومون بتلوين المقابر باللون الأبيض لتزوير التاريخ.
وإن كسر أنوف التماثيل لإخفاء ملامح الأنف الأفريقي، وفي الحقيقة أن المصرين القدماء كان لديهم عادة كسر أنوف التماثيل لإعتقادهم بأن التماثيل تتنفس وحتي يحجب عنها الحياة يكسر الأنف، وكانت حركة دينية في مصر القديمة.
وأشار الدكتور ريحان إلى أن كليوباترا وصفت من خلال تماثيلها بأنها كانت مقدونية الصدر الذى قام مثالوا الرومان بنحتها عند إقامتها فى روما بينما وصفها البعض بأنها كانت نحيلة فرعونية القوام من خلال صورها على جدران معبد كوم أمبو أو ممثلة فى شكل المعبودة إيزيس فى معابد فيلة ودندرة .
حيث قيل أن فنانى مصر القديمة اتخذوا من قوامها نموذجًا لهم وقد كان ملوك البطالسة فى ظاهرهم فراعنة وفى باطنهم مقدونيين وذوى ثقافة هيلانية بحتة ولم يكن بينهم أحد يعرف اللغة المصرية القديمة سوى كليوباترا التى ختم بها عهد البطالسة وكانت تتكلم المصرية الديموطيقية كواحدة من أهل البلاد.
وقد تعلمت على يد كهنة آمون وهى طفلة فى التاسعة من عمرها واعتنقت الديانة المصرية وأتمت ثقافتها العالية فى العلوم الآداب والفلسفة على يد أساتذة مصريين من أكاديمية الميوسيين .
وكان أنطونيو المحبوب الأول والأخير لكليوباترا وكذلك كانت لأنطونيو وكانت كليوباترا فى الرابعة عشرة من عمرها عندما أعجبت بالضابط الرومانى وقوامه العسكرى وجبهته العريضة وعينيه اللتين تعكسان زرقة البحر الذى وصل فوق أمواجه وقد وقع أنطونيو فى غرامها رغم صغر سنها وقد سحرته شخصيتها .
وكانت تظهر دائما برفقته فى زيارة معالم الإسكندرية وحضور أعيادها وحفلات القصر وقد تخلى أنطونيو عن مستقبله فى روما ليتبع ساحرة النيل إلى الإسكندرية ليستمتع بحبها ويكمل أسطورة غرامه وتزوجت من أنطونيو عام 40 ق. م .
وتحقق حلمها فى أن تكون مصر عاصمة عالم الشرق والغرب بدلاً من روما وعاش أنطونيو مع كليوباترا عشر سنوات وكانت نهاية أسطورة الحب فى يوم 7 أغسطس عام 30 ق. م. عند هزيمة أنطونيو أمام أكتافيوس فى موقعة أكتيوم ليعود إلى الإسكندرية ويقتل نفسه بسيفه وتحتضن كليوباترا الكوبرا لتموت وهى فى كامل زينتها ويتوج رأسها التاج الملكى.