”خبير آثار”: مشروع” التجلي الأعظم ” تجسيد للحضارة المصرية ومقصد للسائحين
تهتم الدولة في مصر بمشروع "التجلي الأعظم فوق أرض السلام" بمدينة سانت كاترين في سيناء؛ بحيث تصبح تلك البقعة المتفردة مقصدًا عالميًا للزائرين من شتى أنحاء الأرض، وذلك من خلال مواصلة تنفيذ ذلك المشروع المتكامل.
الذي يراعي معايير الإستدامة البيئية العالمية، ويحافظ على التراث المعماري، ويُعلي من القيمة الروحية للمنطقة كملتقى للأديان وأرضًا للسلام.
ويوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة أن الإستدامة البيئية تتحقق فى المشروع من خلال الفنادق البيئية أو الإيكولوجية وهى منشئات سياحية تم تخطيطها و تنسيقها و تصميمها و بناءها لتنسجم مع السياق الطبيعي والثقافي للمنطقة المحيطة .
أى تستخدم خامات طبيعية من البيئية من أحجار وأخشاب وغيرها و لا تزيد الارتفاعات حتى تحافظ على بانوراما الموقع وتكون بنفس شكل الجبل والبيئة حولها للمحافظة على الرؤية البصرية وجلال وجمال ورهبة المنطقة.
ومنها إنشاء فندق جبلى 150 غرفة بوادى الراحة على مساحة 16.80 فدان وعدد الأدوار أرضى وأربعة أدوار وإجمالى المساحة المبنية 31961 م، وإنشاء ساحة السلام وتطوير النزل البيئى القائم وتطوير منطقة استراحة السادات من مبنى الاستراحة حتى مهبط الهليوكوبتر بوادى الراحة.
ومكونات المشروع عبارة عن مبنى وساحة السلام يتضمن ساحة للاحتفالات الخارجية ومبنى عرض متحفى متنوع ومسرح وقاعة مؤتمرات وكافتيريا وغرفة اجتماعات، ويتضمن تطوير النزل البيئى القائم بالحفاظ البيئى وربط منطقة استراحة السادات بساحة السلام كمنطقة زيارة واحدة وعمل مدرجات مشاهدة وحديقة متحفية ومساحة المشروع 15.62 فدان .
وأردف الدكتور ريحان بأن المشروع يتضمن تصميم النزل البيئى الجديد بمنطقة وادى الراحة 216 غرفة ومنطقة الحديقة الصحراوية ودرب موسى امتداد وادى الراحة خلف النزل البيئى القائم حاليًا .
ويتكون المشروع من النزل البيئى الجديد غرف فندقية، مركز استقبال وخدمات، مطعم رئيسى، وتشمل الحديقة الصحراوية حديقة بمحاذاة سفح الجبل تربط النزل البيئى الجديد بالفندق الجبلى.
ويشمل درب موسى ممشى لاندسكيب ثرى يحاكى المسار التاريخى لسيدنا موسى عبر وادى الراحة وصولًا إلى جبل التجلى، ومساحة المشروع 53.20 فدان وعدد الأدوار أرضى وإجمالى المساحة المبنية 16949.8م.
بالإضافة إلى مشروع درء أخطار السيول بمحيط مدينة سانت كاترين البلدة التراثية ويتضمن المشروع معالجة مخرات السيول التى تم مراعاة مساراتها فى تصميم المخطط العام للمدينة ومعالجتها بحيث تصبح عنصرًا إيجابيًا ضمن شبكة المسارات واللاندسكيب بالمدينة ومساحة المشروع 9كم .
ويوضح الدكتور ريحان أن المشاريع البيئية القائمة مستمدة من البيئة السيناوية التاريخية وتعد استمرارًا لهذه التقاليد الراسخة فى المستقبل حفاظًا على استدامتها حيث أن كل المبانى الأثرية بسيناء كانت نتاج التفاعل بين الإنسان والبيئة واستخدام مواد بناء محلية،
فبناء دير سانت كاترين نفسه كان من أحجار صخرية قائمة الزوايا من الجرانيت الصلد أخذت حجارته من جبل الدير الجنوبى والمونة من الغرين المتخلف عن السيول بالمنطقة بل وبنى الدير باتجاه شمال شرق وجنوب غرب موازى لمجرى السيل حتى لا يجرفه السيل.
مع عمل فتحات سفلية قريبة من مدخل الحجاج بالجدار الشمالى الشرقى لتجميع مياه السيول وكان من نتيجته مقاومة الدير منذ القرن السادس الميلادى لأخطار سيول مستمرة بسيناء.
وبخصوص النقطة الثانية وهى الحفاظ على التراث المعمارى يشير الدكتور ريحان إلى عدة مشروعات تتضمن ذلك ومنها إنشاء مركز الزوار بمدخل المدينة بموقع ميدان الوادى المقدس مكون من مركز زوار، استقبال ومعلومات، محلات، مكاتب إدارية، حجز رحلات وطيران، مطعم وكافتيريا والقبة السماوية بمساحة 8 فدان وعدد الأدوار أرضى وأول.
كما يشمل التطوير مركز المدينة التراثى القائم شاملًا المسجد ومنطقة المحلات وسيتم تطوير المسجد والمحلات وإضافة محلات جديدة وتحويل المنطقة إلى منطقة سياحية تراثية للمشاة فقط تناسب طابع المدينة ومساحة المشروع 26 فدان.
وكذلك إنشاء وتطوير الحى السكنى الجديد بالزيتونة من خلال إضافة وحدات سكنية وخدمات لاستيعاب الكثافة السكانية المتوقعة بعد التنمية على مساحة 122 فدان وعدد الأدوار أرضى وأول.
وكذلك إنشاء الحى السياحى الجديد بالإسباعية من خلال إنشاء وحدات للسكن السياحى والفنادق والخدمات لاستيعاب الحركة السياحية المتوقعة بمساحة 316 فدان وعدد الأدوار أرضى وأول .
إلي جانب تطوير المنطقة السياحية الاستثمارية منطقة الهضبة بوسط المدينة المجاورة للفنادق الثلاثة القائمة ويتكون المشروع من إنشاء المنتجع السياحى الاستثمارى الجبلى ومنطقة تجارية من بازارات وإنشاء المبنى الاجتماعى الخاص بمركز الشباب بمساحة 64.3 فدان.
وعدد أدوار المبنى الاجتماعى أرضى وأول والبازارات أرضى فقط والمنتجع السياحى بدروم وأرضى، وتطوير منطقة إسكان البدو ويتضمن تنسيق الموقع ومركزين للخدمات ووضع الدليل الإرشادى لتطوير المبانى السكنية القائمة بمساحة 137.7 فدان وإنشاء المنطقة الإدارية الجديدة.
أمّا بخصوص النقطة الثالثة المتعلقة بالقيمة الروحية للمنطقة يؤكد الدكتور ريحان أن المشروع يتضمن إحياءً لمسار نبى الله موسى من وادى الراحة إلى جبل التجلى ليؤكد للعالم أجمع أن هذه المنطقة هى الذى تجلى عندها المولى عز وجل لنبيه موسى عند شجرة العليقة المقدسة وتجلى مرة أخرى حين دك الجبل ولذلك يوجد الجبلين متقابلين بالمنطقة جبل موسى وجبل التجلى.
وتقع شجرة العليقة المقدسة حاليًا داخل دير سانت كاترين حين تجلى المولى عز وجل لنبيه موسى فى رحلته الأولى فى مدين سيناء وحيدًا "إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى" طه آية 12 وتجلى سبحانه وتعالى للجبل حين طلب نبى الله موسى رؤية ربه حين ذهابه لتلقى ألواح الشريعة فى رحلته الثانية فدك الجبل "فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا" الأعراف 143".
ويتابع الدكتور ريحان بأن موقع الجبل المقدس يتفق مع خط سير الرحلة وهو المحطة الرابعة التى تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى تحوى عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م وجبل سانت كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر وغيرها.
ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة فحين طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى طعام آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام وهو المن وطعمه كالعسل ويؤخذ من أشجار الطرفا القريبة من الوادى المقدس حاليًا وهناك منطقة كاملة بهذا الاسم.
والسلوى وهو شبيه بطائر السمان المتوفر بسيناء كان النص القرآنى "اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ" سورة البقرة آية 61 والهبوط يعنى النزول من مكان مرتفع ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة أيضًا فقد كانت شديدة البرودة .
لذلك ذهب نبى الله موسى طلبًا للنار ليستدفىء به أهله فى رحلته الأولى لسيناء "إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ" القصص 29 كما أن بهذه المنطقة شجرة من نبات العليق لم يوجد فى أى مكان آخر بسيناء .
وهو لا يزدهر ولا يعطى ثمار وفشلت محاولات إنباته فى أى مكان بالعالم مما يؤكد أنها الشجرة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وهى شجرة العليقة المقدسة.