”خبير آثار” : معبد دندرة دليل جمال وعبقرية الحضارة الفرعونية
كشف إيلون ماسك مالك تويتر ومؤسس شركتي سبيس إكس وتسلا عن إعجابه بحضارة مصر القديمة بعدما علق على مقطع فيديو لمعبد دندرة بالأقصر والذى نشرته إحدي صفحات تويتر التى تحمل اسم "غريب ومريب" حيث قال مصر القديمة كانت متوهجة وألحق التغريدة بصورة (إيموجي) للنار.
وقد نشر حساب تويتر مقطع فيديو لمعبد دندرة من الداخل ويظهر في الفيديو ممر داخل معبد دندرة به عدد من درجات السلالم المصرية القديمة وهو ما يسمى بالسرداب داخل المعبد .
وفى ضوء ذلك يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة "لجنة التاريخ والآثار" أن برج دندرة المنحوت أو زودياك دندرة هو إعجاز فلكى وعبقرية فريدة للمصرى القديم بمعبد دندرة.
والبرج هو نقش مصرى بارز من سقف البروناوس أو الرواق للمصلى المخصص لأوزوريس في معبد حتحور بدندرة، ويحتوي على صور للثور والميزان، أنشىء في أواخر العصر البطلمي.
وتمت إضافة بروناوس من قبل الإمبراطور تيبيريوس ووصفه جون إتش روجرز بأنه «الخريطة الكاملة الوحيدة التي لدينا لسماء قديمة» تم تخمينها لتمثل الأساس الذي استندت إليه أنظمة علم الفلك فيما بعد.
وكلمة «زودياك» هى كلمة يونانية تعنى مجموعة الحيوانات عرفها المصرى القديم قبل أن يعرفها اليونانيون بآلاف السنين، فقد كان أول تصوير لتلك العلامات يأتى من خريطة البروج بدندرة التي تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد.
ويتميز معبد دندرة بالتيجان الحتحورية الرائعة ويعد الزودياك إحدى الدوائر الفلكية التي تصور السماء بصور الأبراج المصرية الإثنى عشر ومناطقها ال36 وكواكبها السيارة
فهو قرص السماء ونجم القطب الشمالي مع كوكبة الدب الأصغر ويصور على أنه ابن آوى، ويتكون القرص الداخلي من الأبراج .
ويتم تمثيل بعضها في نفس الأشكال الأيقونية اليونانية الرومانية مثل نظيراتها المألوفة (مثل الحمل، والثور، والعقرب، والجدي) بينما يظهر البعض الآخر في شكل مصري أكثر مثل برج الدلو الذى يمثل على أنه إله الفيضان حابي حاملًا كأسين تتدفق منهما المياه.
ونرى أربع نساء وأربعة أزواج من الشخصيات التي يرأسها الصقر مرتبة 45 درجة من بعضها البعض تحمل قرص السماء وتضم الحلقة الخارجية 36 شخصية تمثل 36 علامة نجمية، وهذا التمثيل النحتي للبروج في شكل دائري فريد من نوعه في الفن المصري القديم.
وتابع الدكتور ريحان بأنه ثار جدل كبير حول تأريخ الأبراج المعروف باسم "قضية دندرة" حيث أرخه جوزيف فورييه إلى 2500 قبل الميلاد بينما أرّخته سيلفي كوفيل من مركز البحوث المصرية بجامعة أوتريخت وإريك أوبورج إلى عام 50 قبل الميلاد من خلال فحص التكوين الذي يظهره للكواكب الخمسة المعروفة لدى المصريين.
وهو تكوين يحدث مرة واحدة كل ألف عام وتحديد كسوف الشمس وخسوف القمر، يشير كسوف الشمس إلى تاريخ 7 مارس، 51 قبل الميلاد ويمثله دائرة تحتوي على الإلهة إيزيس التي تحمل ذيل البابون (الإله تحوت).
ويشير خسوف القمر إلى تاريخ 25 سبتمبر 52 قبل الميلاد ويمثله عين حورس محصورة في دائرة، وأرخه جورج كوفييه من 123 إلى 147 بعد الميلاد، واعتقد شامبليون أنه كان برجًا دينيًا وأرخه إلى القرن الرابع بعد الميلاد.
وتابع الدكتور ريحان بأنه في عام 1802 بعد الحملة الفرنسية نشر دينون نقوشًا لسقف المعبد في كتابه السفر في مصر السفلى والعليا أثارت الجدل حول عمر تمثيل الأبراج الذي يتراوح من عشرات الآلاف إلى آلاف السنين إلى بضع مئات وما إذا كان البروج عبارة عن مخطط كروي أو مخطط فلكي.
وكلف تاجر التحف سيباستيان لويس سولنييه وكان أحد أبناء عضو مجلس النواب الفرنسى آنذاك ووكيله جين باتيست، كلود ليلوراين بإزالة دائرة الأبراج بالمناشير والرافعات والمقصات والبارود وتم نقل سقف البرج في عام 1821 إلى استعراش آل بوربون.
وبحلول عام 1822 تم تثبيته بواسطة لويس الثامن عشر في المكتبة الملكية (التي سميت فيما بعد المكتبة الوطنية الفرنسية) وفي عام 1922 انتقلت دائرة الأبراج من هناك إلى متحف اللوفر.