شريف حسن : يكتب شرايين وفداء
يتزامن افتتاح بعض المشروعات القومية بأيام عزيزة علي قلوبنا، حيث يفتتح نفق الشهيد أحمد حمدى 2 ـ بمشاركة ٥ آلاف مهندس وعامل وفنى وتحالف شركتى بتروجيت وكونكورد المصريتين
ـ ليسهل الحركة التجارية وربط سيناء بالوطن الأم عبر مصرف المحسمة وسحارة سرابيوم ــ شرايين جديدة للحياة
ـ ومن لم يعرف سر إطلاق اسم «نفق الشهيد أحمد حمدى»، فإن اللواء مهندس أحمد حمدى ـ قد ولد في عام 1929 واستشهد فى 14 أكتوبر 1973، وتخرج بكلية الهندسة جامعة القاهرة «ميكانيكا»، والتحق في الخمسينيات بالقوات الجوية ثم سلاح المهندسين «وحدة الكبارى» وحصل على دبلوم الدراسات الميكانيكية من جامعة القاهرة، ودورة القادة والأركان من «فرونز» العسكرية» ودورة الأركان الكاملة بامتياز، وتدرج فى الرتب حتى وصل إلى «لواء»، وشارك البطل فى حروب 1956 والاستنزاف وأكتوبر وأسهم فى يونيو 1967 فى تخطيط وتجهيز منطقة سيناء وإنشاء المعابر وبعد صدور الأمر بالانسحاب فى 1967 وبتكليف من الفريق صلاح محسن قائد الجيش الميدانى قام بنسف المستودع الرئيسى للقوات المسلحة بسيناء الملىء بكمية كبيرة من الذخيرة والوقود والأسلحة والمهمات ونسف خط أنابيب المياه الممتد من الإسماعيلية إلى عمق سيناء حتى لا يستفيد منه العدو، وتمكن من سحب بعض المهمات من أحد المستودعات بالشاطئ الشرقى للقناة ونقلها للغرب، وأقام الشهيد حمدى بإعادة تنظيم وتجهيز الدفاعات وهو صاحب فكرة نقط المراقبة علي الأبراج الحديدية العالية على الشاطئ الغربى للقناة بين الأشجار
وفى عام 1971 كُلف بإعداد لواء كبارى لتأمين عبور الجيش الثالث الميدانى، واستكمال معدات وبراطيم العبور بها وتجهيز مناطق تمركزها على طول قناة السويس.
وفى 24 أكتوبر 1973 استشهد أثناء مشاركته فى إصلاح أحد الكبارى في نطاق الجيش الثالث (فى الميدان) بشظايا متطايرة أودت بحياته ليضرب أعظم أمثلة الفداء والتضحية والبطولة. رحم الله الشهيد رمز العزة والفداء وطيب ثراه وكل شهداء الوطن الذين دافعوا على أرض المحروسة أيًا كان مواقعهم، وسدد الله خُطى الأجيال المتعاقبة للحفاظ على مصرنا عزيزة وقوية وشامخة أبد الدهر.