أستاذ علوم سياسية .. الإدارة السورية الجديدة لن تنخرط في أي مشاريع تؤدي لتفكيك البلاد

أكد الدكتور أيمن البراسنة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، أن الإعلان عن تأسيس "إقليم أوغاريت"، الذي يضم اللاذقية وطرطوس وجزيرة أرواد ككيان يتمتع بحكم ذاتي، لا يعدو كونه ترويجًا من قبل جهات مجهولة المصدر، دون أي تأكيد رسمي من الإدارة السورية الجديدة أو أي جهة حكومية.
وأوضح أن مثل هذه الطروحات تندرج ضمن محاولات التحريض على تقسيم سوريا، في وقت تتجه فيه الأنظار نحو مؤتمر الحوار الوطني السوري المنعقد في دمشق، بمشاركة نحو 600 شخصية من مختلف المحافظات، لمناقشة قضايا جوهرية مثل العدالة الانتقالية، صياغة الدستور، الحريات الشخصية، والمبادئ الاقتصادية للدولة.
وأكد البراسنة أن تقسيم سوريا يلقى رفضًا مستمرًا، وأن الإدارة السورية الجديدة لن تنخرط في أي مشاريع من شأنها تفكيك البلاد، رغم تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن خطر التقسيم لا يزال قائمًا، في ظل سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على شمال شرقي البلاد، واستمرار التدخلات التركية والتوغلات الإسرائيلية.
وأشار إلى أن التقارير الإسرائيلية، وفقًا لصحيفة يسرائيل هيوم، كشفت عن نقاش داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي حول مستقبل سوريا، حيث تم اقتراح عقد مؤتمر دولي لمناقشة تقسيمها إلى كانتونات تحت مبررات إنسانية، مثل حماية الأقليات السورية من الصراعات الداخلية.
وشدد البراسنة على أن هذه الطروحات ليست جديدة، إذ سبق لمسؤولين سياسيين وأمنيين إسرائيليين مناقشتها منذ سقوط نظام الأسد، بحجة ضمان أمن المجموعات العرقية المختلفة.
ورغم نفي إسرائيل نيتها التواجد الدائم في سوريا، فإن تحركاتها العسكرية في الجنوب السوري تعكس أهدافًا استراتيجية تتجاوز الأبعاد الإنسانية إلى تعزيز النفوذ الإقليمي وتأمين المصالح الأمنية الإسرائيلية.
وأشار إلى أن السيناريوهات المطروحة لتقسيم سوريا تصطدم برفض عربي وإقليمي واسع، حيث تؤكد الدول العربية، بما فيها الأردن، إلى جانب قوى إقليمية مثل تركيا وإيران، ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
كما شدد اجتماع الرياض الأخير على رفض التدخلات الإسرائيلية وأي مشاريع تهدد وحدة سوريا، في ظل إدراك متزايد بأن التقسيم لن يؤدي إلا إلى تعقيد الأزمة وإطالة أمد الصراع، مما يشكل تهديدًا للأمن القومي العربي.
واختتم البراسنة حديثه بأن احتمالية نجاح المخططات الإسرائيلية تبقى ضعيفة، في ظل المواقف الإقليمية والدولية الرافضة لها.
ومع ذلك، فإن مستقبل سوريا سيظل مرهونًا بتطورات المشهد السياسي والعسكري، ومدى قدرة القوى الفاعلة على فرض توازن يحافظ على وحدة البلاد، ويمنع انزلاقها نحو سيناريوهات التقسيم.