مهدى عبدالحليم يكتب .. «المرأة الشريك الأكثر نجاحا»
لا شك فى أن للمرأة مكانة عظيمة فى الحياة، ولا جدال فى أن المرأة نصف المجتمع، والشريك الأساسى فى بناء الأمم، وتقويم النشء، ولا خلاف حول دور المرأة فى حياة الرجال، فهى السند ومنها ينطلق الأمل، وبأفكارها يبنى الجلد، وبتدبيرها يكون النجاح والفلاح نتاج طبيعي لما يدار باقتدار.
نتفق على مكانة وقيمة المرأة، فهى الأم، والأخت، والزوجة، والابنة، وقصص كفاح النساء كثيرة، وكثير منهن كافحن، وصنعن الأمجاد، من الأحلام، ومنهن من حققن أرقاما قياسية فى كثير من المجالات، ولا يختلف أحد على أن المرأة لم تترك مجالا إلا وأثبتت فيه نجاحاتها.
ولا خلاف على أن الإسلام أكد أن المرأة، الركن الأهم في بناء الأسرة الصالحة، وكشف مكانتها العظيمة حيث أوصى خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد-صلى الله عليه وسلم-، قائلا: «استَوْصُوا بالنساء خيرًا»، وجعلت «الجنة» تحت أقدامهن.
وكان الإسلام، منصفا للمرأة، فأعطاها حقها فى الحياة، والعمل ومشاركة الرجل في تنمية البلدان والمجتمعات، والأمثلة كثيرة للمتميزات، ولا خلاف فى أن المرأة الآن تعيش عصرها الذهبى، ولعل عدد القاضى حاليا البالغ
3541 قاضية، خير دليل على اهتمام القيادة السياسية بالمرأة، وتمكينها من الوصول لمنصة القضاء، والاستفادة من قدراتهن، كما تقلدن المناصب القيادية فى الوزارات والمحافظات.
وهناك شخصيات عديدة حققت نجاحات عديدة فى المجتمع،
ومن بين الناجحات، أذكر الدكتورة بثينة كشك، وكيل أول وزارة التربية والتعليم، والتى أذهلت بنجاحاتها العالم، وكانت تراقب وتصحح بتصحيح الأوضاع الخاطئة داخل المؤسسات التعليمية، والدكتورة نهى سمير دنيا، عميد كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، والتى صنعت من الكلية، منارة علمية لمعاونة الدولة فى مجابهة التغيرات المناخية والتنمية المستدامة، وكان لها حضور متميز فى مؤتمر التغير المناخى الأخير «cop27»، أما الدكتورة غادة محمد عامر، عميد كلية الهندسة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، باتت حديث القاصى، والدانى، فى التقدم وتطور البحث العلمى، لما حققته من إنجازات علمية متقدمة، كما تم اختيارها ضمن قائمة بأكثر 500 شخصية إسلامية تأثيرا في العالم لعام 2017، للعام الثامن على التوالي، كما أذكر الدكتورة رشا فاروق أيوب، أستاذ القانون الجنائى بكلية الحقوق بجامعة بنها، والمستشارة السابقة فى النيابة الإدارية، والتى تشتهر بإنسانيتها مع طلاب كلية الحقوق، وأبدعت فى تطوير العملية التعليمية وتنظيم المحاكاة للمحاكم الجنائية، وأذكر أيضا الدكتورة سماح إبراهيم، وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية، والتى تعطى لمن حولها دروسا دائمة فى كيفية إدارة المؤسسات التعليمية، والتقدم العلمى، بالإضافة إلى أن جولاتها المكوكية للمدارس استطاعت أن تغير الكثير من المفاهيم التى كانت غائبة عن المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى جرأتها وقوتها فى مواجهة الأزمات والملفات الطارئة حيث أثبتت جدارتها فى الإدارة .. وغيرهن الكثير والكثير من النماذج الناجحة .. فتحية خالصة إلى كل سيدة ناجحة ومؤثرة فى حياتنا .. وكل عام ومصر بخير برجالها ونسائها .. ورحم الله آباءنا وأمهاتنا الذين زرعوا فينا الخير، والعلم.