محمد عبد المنصف يكتب : شبكة الطرق الحديثة والانطلاق الي العالمية؟!
في عام 2013 أعلن الرئيس الصيني "شي جين بينج"، عن بدء انشاء مشروع الحرير الذي يربط بين شرق الصين وموانئ المحيط الهندي، في جنوب أىسيا وشرق أفريقيا وصولا الي قناة السويس، واستثمرت فيه بكين عشرات المليارات من الدولارات لتطوير وانشاء الموانىء والطرق، وصولا لموانئ جنوب وغرب أوربا.
وفي المقابل استهدفت المفوضية الأوروبية، حشد ما يصل إلى 300 مليار يورو من الأموال العامة والخاصة، حتي عام 2027، لاستثمارها في مشاريع البنية التحتية خارج الاتحاد الأوروبي، في دول غرب البلقان، وأفريقيا، وأمريكا الجنوبية، وآسيا، مع اعطاء الأولوية للاستثمار في القطاعات الرقمية، والصحية، والمناخية، والطاقة، والنقل، فضلا عن التعليم.
وأوضحت المفوضية الأوروبية أن البنية التحتية هي جوهر الجغرافيا السياسية في عالم اليوم، والبوابة العالمية لمشروع قائم على القيم، حيث تراعي هذه الاستثمارات الأوروبية المعايير الاجتماعية والبيئية للكتلة الأوروبية، اضافة لكونه مشروعا جيوسياسيا.
وهنا تأتي أهمية مشروعات الطرق التي أقامتها مصر ، وتصارعت فيه مع الزمان للانتهاء منها قبل بدء تشغيل الخطين التجاريين الرابطان بين الصين والاتحاد الأوربي وباقي دول العالم، ولولا هذه الطرق لخرجت مصر تماما من المعادلة العالمية، وتم استبعادها من حلقات التجارة الدولية.
حيث رشحتها هذه المشروعات ان تكون مركزا عالميا لتجارة الحبوب، ولمشروعات نقل النفط والغاز الطبيعي، وغيرها من المشروعات التي تقوم عليها جوهر الصناعات الحديثة حيث يستخدم البترول في انتاج اكثر من 500 منتج صناعي، وكذلك يدخل الغاز الطبيعي في انتاج العديد من الصناعات.
ضغوط اقتصادية كبيرة يتعرض لها المواطن المصري، متساءلا عن جدوي هذه المشروعات التي لا يلمس عائدها عليه بصورة مباشرة، ولكنها حتما ضرورية للحاق بالسباق الاقتصادي العالمي، الذي كاد ان يستبعدها تماما من هذه المعادلة وربما لجا العالم الي دول أخري كاسرائيل او تركيا او غيرها.
المهم أن هذه المشروعات وفرت فرص عمل لنحو 5ملايين شاب اي انها فتحت 5 ملايين بيت، واتاحت الفرصة لمصر كي تصبح عنصرا فاعلا في التجارة العالمية، والخدمات ومعهم السياحة الذين يمثلون أكثر من 75% من الدخل القومي لمصر.