الأموال
الجمعة 22 نوفمبر 2024 03:49 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : بعد ٣ أشهر من اغتيال شيرين أبوعاقلة‎

أسامة ايوب
أسامة ايوب

أمريكا لاتزال تتواطأ مع إسرائيل حتى تفلت من المساءلة

واشنطن لا تتغاضى عن مقتل أمريكى فى الخارج إلا عندما تكون إسرائيل هى ‏الجانى‎!‎

اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية.. المحاولة الأخيرة لمعاقبة إسرائيل

بعد نحو ثلاثة أشهر مرت على اغتيال الكيان الصهيونى للإعلامية الفلسطينية ‏ومراسلة قناة الجزيرة الفضائية شيرين أبوعاقلة برصاصة أطلقها عليها أحد جنود ‏الاحتلال قاصدًا قتلها عمدًآ، فإن القاتل مازال مجهولاً.. تتهرب إسرائيل من الكشف ‏عنه بل إنها تتهرب من مسئوليتها عن ارتكاب الجريمة فى الأساس، بينما تتواطأ ‏الولايات المتحدة معها للتغطية علي الجريمة حتى تُفلت من المساءلة والعقاب مثلما ‏أفلتت من كل جرائمها ضد الشعب الفلسطينى‎.‎

ولأن الإعلامية شيرين تحمل الجنسية الأمريكية، فإنه كان من المنطقى بالضرورة ‏أن تتحرك واشنطن بكل جدية وقوة وتُبادر بإجراء تحقيق عاجل وشفاف للكشف عن ‏القاتل وعن من أعطى له الأوامر بالقتل ومن ثمَّ محاسبة ومعاقبة الجناة بل أيضًا إدانة ‏إسرائيل بأشد العبارات لارتكابها جريمة قتل صحفية أمريكية كانت تمارس مهام ‏عملها المهنى والذى يتطلب ضمان حمايتها وعدم تعرضها للأذى وفقًا للقوانين ‏والأعراف الدولية‎.‎

غير أن الولايات المتحدة وعلى خلاف سياساتها الثابتة والمستقرة بحماية الأمريكيين ‏فى أى مكان بالعالم ومعاقبة مرتكبى الجرائم ضدهم.. تراجعت تراجعاً ملحوظا ‏ومهنيًا إزاء جريمة قتل شيرين في تواطؤ بالغ الخسة مع الكيان الصهيونى، لأن ‏شيرين فلسطينية الأصل ولأن ـ وهذا هو الأهم ـ لأن إسرائيل هى الجانى وحيث بدت ‏إدارة الرئيس بايدن منبطحة فى خزى وعار أمام الكيان الصهيونى على حساب ‏مصداقيتها المزعومة وعلى حساب المبادئ التى تتشدق بها دائمًا وخاصة حماية ‏حقوق الإنسان فى العالم‎!!‎

‎‫‎‏<‏‎ ‫< ‫<‎

لقد كشفت أمريكا بقدر ما أكدت ما هو مؤكد عنصريتها بل صهيونيتها وهو أمر لا ‏تنكره مع كل الإدارات المتعاقبة سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية، مع ملاحظة أن ‏الرئيس الحالى چو بايدن وهو ديمقراطى صرح بكل فخر خلال زيارته مؤخرًا ‏لإسرائيل قبيل توجهه إلى السعودية لعقد قمة جدة مع قادة دول الخليج ومصر ‏والعراق والأردن.. بأنه صهيونى رغم أنه مسيحى وأنه ليس من الضرورى أن ‏يكون المرء يهوديًا حتى يكون صهيونيًا‎!‎

‎‫‎‏<‏‎ ‫< ‫<‎

هذا التواطؤ الأمريكى المشين مع الكيان الصهيونى بلغ ذروته وعلى نحو بالغ ‏الفجاجة خلال زيارة عائلة شيرين لواشنطن قبل أسبوع ولقائها مع وزير الخارجية ‏أنتونى بلينكن والذي اكتفى بإبداء التعاطف مع العائلة ومع شيرين، بينما أكدت العائلة ‏عقب اللقاء أنها لم تتلق وعدًا أمريكيًا صريحًا بإجراء تحقيق للكشف عن مرتكبى ‏الجريمة وتقديمهم للعدالة وهو المطلب الذى قدمته العائلة للوزير خلال اللقاء والذي ‏بسببه ذهبت إلى واشنطن، وحيث عادت العائلة من الزيارة بخفى حنين‎.‎

لقاء عائلة شيرين بوزير الخارجية وتهربه من الالتزام أو بوعد إجراء تحقيق ‏أمريكي أكد أيضًا أن واشنطن تواصل التغطية على الجريمة الإسرائيلية وحيث بات ‏واضحا أن إسرائيل بدعم أمريكى سوف تفلت من الإدانة ومن المساءلة والعقاب، ‏خاصة وأن أمريكا لا تعترف بالتحقيق الذى أجرته السلطة الفلسطينية وأعلنت نتيجته ‏على الملأ بل أرسلتها إلى الإدارة الأمريكية مدعمة بالأدلة الجنائية الدامغة التى تثبت ‏ارتكاب إسرائيل لجريمة القتل عن عمد‎.‎

‎‫‎‏<<<‏

فى سياق هذا التوجه الأمريكى للتغطية على ارتكاب إسرائيل للجريمة جاء تصريح ‏المتحدث باسم الخارجية بضرورة ربط التحقيق الفلسطينى بتحقيق إسرائيلى بزعم أن ‏التحقيق المشترك من شأنه الكشف عن المسئولية عن القتل، بحيث يمكن تحديد من ‏الذى أطلق الرصاصة على رأس شيرين ومن ثمَّ تقديمه للعدالة ومحاسبته‎!‎

هذا المطلب الأمريكى الذى يتطابق مع المطلب الصهيونى لإجراء تحقيق مشترك ‏إنما يعنى بكل وضوح أن تضيع معالم الجريمة خاصة أن إسرائيل تزعم أن ‏الرصاصة التى قتلت شيرين انطلقت من بندقية فلسطينية أثناء اشتباكات مع الجنود ‏الإسرائيليين، وهو ادعاء تكذّبه مشاهد الفيديو التى سجلت الجريمة على الهواء والتى ‏وثقت انطلاق الرصاصة من سلاح إسرائيلي بهدف قتل شيرين عمدًا‎.‎

لذا فإن المطلب الأمريكى بإجراء تحقيق مشترك.. فلسطينى ـ إسرائيلى والذى أعاد ‏متحدث الخارجية طرحه يُمثِّل مجددًا محاولة أمريكية كى تتهرب إسرائيل من ‏الجريمة والتوصل إلى حقيقة ارتكابها خاصة أنها ليست لها أى صلاحية قانونية ‏للتحقيق بوصفها المتهم بالقتل وحيث من المؤكد أن أى تحقيق شفاف بمعزل عن ‏تدخلها سوف يثبت إدانتها‎.‎

‎‫‎‏<‏‎ ‫< ‫<‎

لقد جاء رد الخارجية الفلسطينية على لسان مستشار الوزير على الموقف الأمريكى ‏فاضحًا للتواطؤ الأمريكى، حيث أوضح أن الفلسطينيين ومنذ اللحظة الأولى لإعدام ‏شيرين لا يثقون فى أى تحقيق إسرائيلى متهمًا أمريكا بأنها تتلاعب بالكلمات فى ‏محاولة لتوفير أبواب لهروب الجناة وإفلات إسرائيل من المحاسبة والعقاب‎.‎

‎‫‎‏<‏‎ ‫< ‫<‎

ولأنه من المعلوم أن التحقيق المهنى الفلسطينى أكد أن إسرائيل هى من قتلت شيرين، ‏ولأن الجانب الفلسطينى طلب من واشنطن إرسال فريق للإشراف على التحقيق ‏وإجراء تحقيق أمريكى محايد شريطة ألا يتدخل الجناة الإسرائيليون فى التحقيق، فقد ‏كان حرياً بواشنطن الاستجابة للمطلب الفلسطينى لو كانت جادة في كشف الحقيقة ‏خاصة أن القتيلة ليست فلسطينية فقط لكنها أمريكية أيضًا، وهو الإجراء المعتاد ‏عندما يتعرض مواطن أمريكى فى الخارج للاعتداء عليه، مع ملاحظة أن بايدن ‏تعهد قبل أيام وبعد إعلانه عن قتل أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة فى أفغانستان ‏والمتهم بهجمات الحادى عشر من سبتمبر.. بحماية أى أمريكى في أي مكان فى ‏العالم، لكن لأن شيرين من أصل فلسطينى، ولأن إسرائيل هى الجانى والقاتل فإنه ‏يغض الطرف عن إدانتها‎!‎

‎‫‎‏<‏‎ ‫<<‎

هذه هي الحقيقة التى شهدت بها وأكدتها رشيدة طُليب عضو مجلس النواب الأمريكى ‏عن الحزب الديمقراطى «حزب الرئيس بايدن» فى تعليقها على موقف أمريكا إزاء ‏جريمة قتل شيرين أبوعاقلة بقولها إن بلادها تتغاضى عن عقاب من قتل أمريكيا إذا ‏كان القاتل إسرائيل، وهو الأمر الذى يدعو للخزى والعار بحسب وصف النائبة ‏الأمريكية ذاتها‎.‎

‎‫‎‏>>>‏

بعد كل ما سبق فإنه لم يعد أمام عائلة شيرين وأمام السلطة الفلسطينية أيضًا سوى ‏اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية بطلب توقيف المسئول عن جريمة القتل وليس ‏مجرد إجراء تحقيق فقط، فهل يمكن للمحكمة الدولية أن تغفل ذلك، أم أن الضغوط ‏الأمريكية سوف تجهض هذا المسعى القانونى الدولى وهذه المحاولة الأخيرة ‏لمحاسبة ومعاقبة إسرائيل على جريمتها‎.‎

‎‫‎‏<<<‏

يبقى أن ثمة جريمة أخرى فى قضية مقتل شيرين شاهدها العالم كله على الهواء ‏مباشرة أثناء تشييع جنازتها عندما اعتدى جنود الاحتلال الصهاينة على المشيعين ‏وعلى النعش الذى يضم جسمانها وكادوا أن يوقعوه على الأرض فى مشهد غير ‏إنسانى بالمرة كشف وحشية الصهاينة الذين لم يراعوا قدسية الموت، ومن ثمَّ أليست ‏هذه جريمة شديدة البشاعة تستوجب محاسبة إسرائيل ومعاقبتها أيضا حتى مع محاولة ‏تهربها من جريمة القتل‎.‎

‎‫‎‏<<<‏

يبقى أخيرًا أنه إذا كانت جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة قد لقيت ذلك الاهتمام ‏السياسى والإعلامى باعتبار أنها صحفية وإعلامية جرى قتلها وهى تمارس عملها ‏المهنى، فإن هذه الجريمة تضاف إلى جرائم قوات الاحتلال الصهيونى المستمرة منذ ‏عقود ضد الشعب الفلسطينى من قمع وانتهاك للحريات وإعدام ميدانى للشباب كل يوم ‏وهدم للمنازل الفلسطينية لخدمة التوسع الاستيطانى غير الشرعى والمخالف للقوانين ‏والمرجعيات الدولية‎.‎

‎‫‎‏<<<‏

إنه مما يعد مدعاة لإدانة المجتمع الدولى والقوى العظمي فى هذا العالم وخاصة ‏أمريكا أن يظل الشعب الفلسطينى هو الشعب الوحيد الذى يرزح تحت الاحتلال وهو ‏احتلال صهيونى استيطانى توسعى دون بارقة أمل أو أى تحرك دولى إنسانى ‏لحصول الفلسطينيين على حقهم المشروع فى التحرر من هذا الاحتلال وإقامة دولته ‏المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية حسبما ‏تقضى بذلك مرجعيات الشرعية الدولية‎.‎

‎‫‎‏<<<‏

أما قضية اغتيال شيرين وفى ضوء التواطؤ الأمريكى فإنها تبقى دليلا دامغا على ‏استمرار إسرائيل فى جرائمها دون محاسبة بقدر ما تمثل كل الخزى والعار لأمريكا‎.‎

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4297 جنيه 4274 جنيه $86.73
سعر ذهب 22 3939 جنيه 3918 جنيه $79.50
سعر ذهب 21 3760 جنيه 3740 جنيه $75.89
سعر ذهب 18 3223 جنيه 3206 جنيه $65.05
سعر ذهب 14 2507 جنيه 2493 جنيه $50.59
سعر ذهب 12 2149 جنيه 2137 جنيه $43.36
سعر الأونصة 133656 جنيه 132945 جنيه $2697.53
الجنيه الذهب 30080 جنيه 29920 جنيه $607.09
الأونصة بالدولار 2697.53 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى