عبدالناصر محمد يكتب : الإدارة والبزنس والنكتة في حياة الراحل د. إسماعيل عثمان
اتذكر أنه بعد انتهاء كل اجتماع في جمعية رجال الأعمال المصريين نجتمع نحن الصحفيين متابعي شؤون رجال الأعمال حول الراحل المهندس اسماعيل عثمان لنستمع إلى أحاديثه التي لا تخلو من النكات والقصص
رحمة الله على الدكتور اسماعيل عثمان إبن شقيق المهندس عثمان أحمد عثمان أحد أعمدة البزنس والإدارة وشيوخ الهندسة .
عاش حياة مليئة بالاحداث حقق فيها نجاحات كبيرة وواجه خصومات أكثر شراسة وكان يمتص كل التحديات والمشاكل بنكاته " اللي ملهاش حل "
كان كبير مستشاري مجموعة عثمان احمد عثمان وأمين عام جمعية رجال الأعمال المصريين ونائب الأمين العام لاتحاد رجال الأعمال العرب
تولى العديد من رئاسة مجالس إدارات الشركات من أهمها شركة المقاولون العرب و الشركة المصرية لمشروعات السكك الحديدية والنقل .
تميز رحمة الله عليه في إدارة الأعمال الهندسية بعلمه في فن الإدارة حيث حصل على ماجستير إدارة التشييد عام 1972 وعلى دكتوراه إدارة الأعمال الهندسية عام 1999 من جامعة لوفيرا
يذكر له نجاحه في اكتساب صداقات على أعلى المستويات محلياً وعالمياً كانت أحد أسباب غيرة البعض منه محاولين عرقلته أضف إلى ذلك قوته في إدارة شركة مثل المقاولون العرب التي كان لها مشروعات في 42 دولة وقتها إلى جانب علمه ومعلوماته الوفيرة .
كل هذا جعل مسؤولين كبار يحاولون وقف نجاحه إلا أن هذا لم يحد من نجاحات الراحل المهندس اسماعيل عثمان فخرج من المقاولون العرب مستقيلاً لكن بعدما وصل بحجم أعمال شركة المقاولون العرب من مليار جنيه وقتما تولى رئاستها إلى 5 مليارات حينما استقال منها .
وأخذ يجول ويصول بفكر صاحب رؤية ونكته التي كانت طريقه ليكتسب صداقات مثل صداقته مع هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا الأسبق والتي أدت إلى تشييد نفق الشهيد أحمد حمدي ليربط شرق قناة السويس بغربها.
فحينما تم عرض حفر هذا النفق على كيسنجر رفض وقال على جثتي أن يتم حفر هذا النفق لانكم تريدون الدخول منه إلى إسرائيل لتدمروها فحاول الراحل إسماعيل عثمان تلطيف الجو بنكته قائلاً له طيب يتم الحفر من ناحية إسرائيل إلى مصر ليدخل الإسرائيليين إلينا.. فخر كيسنجر على ركبتيه من الضحك ووافق على إقامة مشروع حفر نفق الشهيد أحمد حمدي.
وكانت النكتة أيضاً طريقه أيضاً إلى بيل جيتس الملياردير الشهير
وعلى الرغم من أن نكات الراحل كانت سبباً في اكتساب صداقات وإبرام صفقات في البزنس إلا أنها في نفس الوقت كانت سبباً في استبعاده من تولي حقائب وزارية رغم ترشيحه لها لأن كانت في معظمها نكات سياسية .
ومن هذه النكات التي كان يرددها مثلاً أن برنامج تلفزيوني استضاف ثلاثة رؤساء لمصر وسألهم عن أصعب سنة واجهها فقال الرئيس عبدالناصر عام 1967 عام النكسة أما الرئيس السادات فقال عام 1973 حرب اكتوبر أما الرئيس مبارك قال تانية ثانوى أصعب سنة .
ولا أنسى أن أشير إلى فترته الذهبية في رئاسة نادي الاسماعيلي وإدارته المتميزة حيث حقق فيها العديد من البطولات والمشاركات الدولية إلى جانب أنه تولى رئاسة نادي المقاولون العرب
ومن آرائه التي كان يرددها "أن الخصخصة في مصر لم تكن صحيحة في كل الشركات وعلى الحكومات أن تعمل نوعاً من التوازن بين الحرية السياسية والعدالة
الاجتماعية ".
وعن حكم الرئيس مبارك قال الراحل إسماعيل عثمان أن الرئيس مبارك بدأ حكمه سليم النية وكان يختار الأكفاء إلا أنه بعد عشر سنوات وقع في محاذير منها الثروة والسلطة والأسرة .
وكان الراحل يطالب بعد ثورة 25 يناير بضرورة عودة الأمن والأمان لعودة رجال الأعمال للعمل إلى مصر خاصة وأن 7% من الاقتصاد يقوم به القطاع الخاص.
رحمة الله على الراحل إسماعيل عثمان وألهم اهله الصبر والسلوان.