نبيه صدقى يكتب : الردود المفحمة على منكر الاحتفال بميلاد خير البرية (2)
تحدثنا فى المقال السابق المنشور بتاريخ 15 أكتوبر الجارى على موقع " الأموال " عن جواز الإحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف وقد أثار المقال حفيظة البعض , وإذا كان البعض حزن من المقالة السابقة وتعجل بالحكم قبل دراسة القضية وحكم على حلاوة الطعام قبل أن يتم طبخه وتسرع في شرب الحليب قبل أن يتم حلب الضرع فقلب المترد والبعض رفص كما ترفص البغال ونطح كما تنطح الثيران ونهق كما تنهق الحمير.
وأعلن الحرب الشعواء والأمر لم يكن يتطلب هذا كله وخصوصاً أن المسألة خلافية تستوعب جميع الآراء وتحترم جميع الآراء سواءً كان الأمر مع أجازة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أو بالمنع , وإنما كان كلامي لبعض الطائفة المفلسة المتفلسفة المتلفة التي تدعي بالسلفية و وسلف الأمة منهم براء كبراءة الذئب من دم ابن سيدنا يعقوب (عليه السلام) أصحاب العقول العفنة التي عشش فيها العقارب والعناكب كما أجسامهم كالخشب المسندة كذلك تمتلأ قلوبهم غلظة وقسوة يفهمون على حسب هواهم فهم لا يتبعون كتابا ولا سنة ولكن يتبعون هواهم وهوى شيخهم فكما قلنا إن شيخهم هو الرسول المرسل كذلك كتاب شيخهم هو الكتاب المقدس المتلى عليهم يتعلمون فن الجدال ويهملون فن المحاورة بالحسنى مسرعون سوء الظن بالعلماء ويصدق فيهم قول الإمام الشافعي رضي الله عنه (لو جادلني عالم غلبته ولو جادلني جاهل غلبني) .
فهؤلاء جهلة بفقه القرآن والسنة المطهرة وعن أقوال العلماء إما غافلون أو متغافلون ,أفقهم ضيق كما أن علمهم أضيق فهم يقفون على الأقوال كما يقف القارئ على قول (فويل للمصليين) أو (لاتقربوا الصلاة) الواحد يمشى في صورة أبي لهب وإذا تكلم تجده أبا جهل نطقا ومنطقا يهاجمون علماء الأمة بلا وعى ولامنطق., ويجرحون علمائنا وهم سكارى وما بسكارى ولكن الجهل والحقد والحسد أعمى الأبصار التي في الصدور أعاذنا الرب من ذاك
وننبئ ونهمس همس المحب لأي إنسان أراد أن يركب في قافلة الدعوة لابد أن يأتي من خلف دعاة الأزهر الشريف فلا يمشي أمامهم ولا عن ايمنهم ولاعن شمائلهم لأنهم هم الأئمة في الدعوة وغيرهم هم المأمومون فلا يتقدم المأموم علي إمامه حتي لا تبطل دعوته فعلماء الأزهر الشريف هم المصباح المنير والسراج الوهاج أناروا الدنيا كلها علما ودينا واخلاقا وواسطية حافظوا على الإسلام وعلومه وعلى رأسها اللغة العربية بكل تضيحة وتفان واخلاص فلا يجرح فيهم إلا جاهل أو حاقد أو حاسد.
وننبئ إننا نحترم جميع الآراء مادامت خرجت من مجتهد توافرت فيه شروط الاجتهاد وخرجت بأدب واحترام وبلا تعصب وننبئ أيضا أن باب الاجتهاد واسع ما دام لم يوجد نص قاطع ملزم للجميع بأمر أو نهى.
وننبئ أيضا أننا نحترم سنة الهادي البشير _صلى الله عليه وسلم _وهدى الصحابة الأطهار وأنهم خير جيل وجد في أطهر زمان كما وجد في أطهر مكان لأطهر إنسان _صلى الله عليه وسلم _وإليكم الرد على الشبهات التي زعمتها بعض الجهلة بفقه القرآن الكريم والسنة المطهرة وبالتاريخ وغيره.
الشبه الأولى : قالوا إن الأزهر الشريف هو الذي يجيز وحده الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وهذا هو عين الكذب وتدليس والجهل.
والرد :
أولا : ليست دار الإفتاء المصرية هي وحدها التي ترى مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بل هناك هيئات ودور الإفتاء على مستوى العالم الإسلامي ترى مشروعيته ما يقارب خمسة وعشرين هيئة ودار الإفتاء, على سبيل المثال لا حصر (دار الإفتاء الأردنية _دار الفتوى اللبنانية _دار الإفتاء العام في موريتانيا) وغيرهم الكثير وواحدة لم تر مشروعيته وهي اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية أيهما يتبع الجمهور ام المنفرد برآيه وحده, وأظن أن الكلام أغلق وينتهي ولا أحد يفتح فمه ويخرص وينطق بالحق.
الشبه الثانية:
قالوا :إن الذي أحدث هذا الاحتفال وابتدعه هم الفاطميون.
الرد :
هذا خطأ بالتاريخ لأن العلماء اختلفوا فيمن أحدثه فقيل هم الفاطميون وقاموا بالغائه ومنعوه سنة 488 هجرية بأمر الخليفة المستعلى وقيل هم الأيوبيون وكان يهتم به الخليفة صلاح الدين الأيوبي مع العلم كان شديدا في غلق أبواب التشيع وقيل حاكم أربيل شمال العراق الملك المظفر سعيد كوكبيرى بن بكتين كما ذكر الإمام الحافظ السيوطي رحمه الله وشهد له بالأخلاق الحميدة والسيرة الحسنة وكانوا مرة يحتفلون في الثامن من ربيع الأول ومره فى الثانى عشر من ربيع الأول لاختلاف العلماء في وقت مولد المصطفي _صلى الله عليه وسلم _واهتمت بعد ذالك الدولة العثمانية به وهذا يراجع بالتفصيل في كتب التاريخ لان هذا ليس وقت التفصيل.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى اللهم احفظ بلادنا وجيشها وامنها وشعبها ورحم والدينا وكل المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات امين يارب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين