الأموال
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 12:31 صـ 11 جمادى أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب: لماذا فاز ترامب باكتساح وجاءت هزيمة هاريس قاسية؟

أسامة أيوب
أسامة أيوب


فوز ترامب الساحق اكتمل باستحواذ الحزب الديمقراطى على أغلبية مقاعد مجلس الكونجرس
كامالا دفعت ثمن أخطاء وسياسات بايدن بوصفها نائبة الرئيس
الرئيس المنتخب العائد بقوة للبيت الأبيض جمع بين ولايتين رئاسيتين منفصلتين فى سابقة لم تحدث منذ 127 سنة
هزيمة كامالا هاريس وقبلها هيلارى تعنى أن أمريكا غير مهيأة حتى الآن لتولى امرأة منصب الرئيس

مفاجأة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ليست فقط فى فوز دونالد ترامب ولكن فى فوزه الساحق وهزيمة كامالا هاريس القاسية خاصة أن استطلاعات الرأى كانت جميعها وحتى الساعات الأخيرة من إعلان النتيجة تشير إلى التقارب الكبير بينهما، بينما أكدت النتيجة اتساع الفارق بدرجة كبيرة وبما يعنى أن الاستطلاعات غالبًا ما تكون خادعة وغير كاشفة أو معبّرة بدقة عن توجهات الناخبين الحقيقية.
المفاجأة أيضا فى هذا الفوز الساحق لترامب كانت فى استحواذ الحزب الجمهورى على الكونجرس بمجلسيه.. النواب والشيوخ وهو أمر قليل الحدوث، إذ غالبا ما يتقاسم الحزبان الديمقراطى والجمهورى الأغلبية فى أحد المجلسين، ولذا فإن ذلك يعنى مدة رئاسية مريحة جدًا للرئيس المنتخب ترامب خلال السنوات الأربع المقبلة.
اللافت أن ترامب جمع بين الفوز فى التصويت الشعبى وأصوات المجمع الانتخابى بفارق كبير عن أصوات كامالا، مع ملاحظة أن فوزه على هيلارى كلينتون فى انتخابات عام 2016 تحقق بحصوله على أغلبية أصوات المجمع الانتخابى، بينما حصلت هيلارى على أغلبية التصويت الشعبى وخسرت أغلبية أصوات المجمع وهى الفيصل فى الفوز.
...
هذا الفوز الساحق لترامب والذى جمع بين أصوات المجمع الانتخابى والتصويت الشعبى أيضا يعنى فى واقع الأمر حصوله على تفويض كامل من الشعب الأمريكى، غير أن هذا التفويض مع سيطرة الحزب الجمهورى على الكونجرس بمجلسيه من شأنه أن يجعل منه "ديكتاتوراً" فى أكبر دولة ديمقراطية.. أمريكا زعيمة العالم الحر، خاصة أنه بحسب طبيعة شخصيته التى تتسم بالحدة والعنف والتى تأتى قراراته وسياساته الصادمة على غير توقع.. مؤهل لأن يكون بالفعل ديكتاتورًا.
أما الجديد والمثير الذى حققه ترامب بعد فوزه الساحق وعودته مرة ثانية إلى البيت الأبيض بعد خسارته لانتخابات عام 2020 أمام بايدن هو أنه جمع بين ولايتين رئاسيتين منفصلتين الأولى عام 2016 والثانية فى هذه الانتخابات، وهو ما يمثل سابقة فى التاريخ السياسى الأمريكى لم تحدث سوى مرة واحدة قبل 127 سنة.
...
لقد جاء فوز ترامب الساحق والتاريخى متماهيًا مع مزاج غالبية الأمريكيين بعد أن نجح فى مخاطبتهم وحيث اعتبروه الرئيس المناسب فى هذا التوقيت الذى يحقق المصالح الأمريكية داخليا وخارجيا، وهو ما يعكس عدم رضاء غالبية الأمريكيين عن إدارة بايدن وربما أيضا عدم الرضاء على شخصيته المرتعشة والمترددة.
الأمر الآخر والحاكم فى التفويض الذى حصل عليه ترامب والذى يمثل الاهتمام الأول والأهم لدى الأمريكيين هو الاقتصاد والتضخم وارتفاع الأسعار والتراجع الكبير في مستويات المعيشة التى تدهورت فى ولاية بايدن مقارنة بازدهار الاقتصاد فى ولاية ترامب الأولى، وحيث كان الاقتصاد إحدى أهم القضايا التى ركز عليها خطاب ترامب الانتخابى خلال حملته مع وعده بتحسين الاقتصاد كما كان فى ولايته الأولى.
...
فوز ترامب الساحق جاء أيضا رد فعل قويا على تورط الرئيس بايدن وإدارته فى الحرب الروسية – الأوكرانية وإنفاق عشرات المليارات من الدولارات والأسلحة لدعم أوكرانيا، وهو ما اعتبره الأمريكيون إهدارا لأموال الشعب فى تلك الحرب على حساب الاقتصاد الأمريكى ومعاناة الشعب، خاصة أن ترامب ضد التورط والانخراط فى حروب إقليمية ودولية خارج أمريكا، وهو الذى قال أكثر من مرة أنه لو كان رئيسا لأمريكا لمنع اندلاع تلك الحرب.
...
الجديد واللافت أيضًا الذى شهدته الانتخابات الأمريكية هذه المرة كان دعوة ترامب خلال حملته الانتخابية لقيادات العرب والمسلمين الأمريكيين فى ولاية "ميتشجن" إحدى الولايات السبع المتأرجحة بحسب التصنيف الانتخابى والتى فاز بها ترامب، وحيث تعد هذه الدعوة سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ الحزب الجمهورى ومرشحيه للالتقاء بالعرب والمسلمين فى الوقت الذى رفضت فيه كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطى طلبا للعرب والمسلمين للالتقاء بها خلال حملتها الانتخابية رغم أن العرب والمسلمين من المؤيدين تقليديا للحزب الديمقراطى طوال عقود طويلة، بينما عكست دعوة ترامب واللقاء مع قيادات العرب والمسلمين والذى حضره أئمة المساجد وعلماء المسلمين نوعا من الذكاء السياسى من جانب ترامب والذى اتبعه فى خطاب الانتصار بتوجيه الشكر لهم على تصويتهم لصالحه.
...
أما كامالا هاريس فإنها بهذه الهزيمة القاسية تكون قد دفعت ثمن أخطاء الرئيس بايدن وسياساته وقراراته الداخلية خاصة فى الاقتصاد والخارجية خاصة فى الحرب الروسية – الأوكرانية وفى العدوان الإسرائيلى الوحشى على غزة وحرب الإبادة التى تشنها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى طوال 13 شهرًا، وحيث بدا واضحا أن غزة كانت حاضرة بقوة فى هذه الانتخابات، ثم إنها دفعت ثمن تقاعس بايدن وتأخره عن الانسحاب مبكرا من المنافسة، حيث انصاع مجبرا وتحت تهديدات قيادات الحزب للانسحاب، ومن ثمَّ فقد بدأت كامالا حملتها الانتخابية متأخرة جدًا، وهو الأمر الذى لم يتح لها المدة الكافية لمخاطبة الناخبين وتقديم نفسها للشعب الأمريكى خاصة أن شخصيتها باهتة، إذ لم يكن لها مساهمة ملموسة بوصفها نائبة الرئيس طوال أربع سنوات فى إدارة بايدن.
...
حقيقة الأمر هى أن هزيمة هاريس القاسية جاءت نتيجة التصويت العقابى ضدها وضد إدارة بايدن بل ضد الحزب الديمقراطى حسبما كشفت نتائج انتخابات الكونجرس وحيث جاء هذا التصويت العقابى معبِّرًا عن رفض الشعب الأمريكى لانخراط بايدن وإدارته فى الحرب الروسية – الأوكرانية، بقدر ما كان ضد العدوان الإسرائيلى على غزة، وحيث كانت مشاهد قتل الأطفال والنساء على مرأى ومسمع من العالم، وعلى النحو الذى هزَّ مشاعر الأمريكيين مطالبين بايدن بوقف العدوان ووقف الدعم اللامحدود لإسرائيل حسبما تبدى فى مظاهرات طلاب الجامعات الأمريكية.
وفى سياق التصويت العقابى ضد الحزب الديمقراطى وإدارة بايدن ومن ثم ضد كامالا هاريس فإنها خسرت أصوات العرب والمسلمين ونسبة كبيرة من ذوى الأصول اللاتينية بل حتى من السود والملونين، وهو الأمر الذى يحدث للمرة الأولى مع الحزب الديمقراطى ومرشحيه.
ثم إن هاريس خسرت أيضًا نسبة كبيرة من أصوات الناخبات الأمريكيات التى كانت تعوّل عليها كثيرا، باعتبار أنها تمثل النساء حتى تكون أول امرأة تصل إلى منصب رئيس أمريكا خاصة أنها داعمة لما يُعرف بحرية المرأة فى الإنجاب، أى حرية الإجهاض وهى الحرية التى يرفضها ترامب ومع ذلك فقد صوّتت النساء له.
...
وفى سياق هذا التصويت العقابى أيضًا ضد هاريس والذى هو ضد بايدن والحزب الديمقراطى كله، فإنها خسرت أصوات الشباب من الفئات العمرية بين 18- 30 سنة وذلك على خلفية إعلان الشباب من داخل الحزب الديمقراطى عن التصويت ضد بايدن وذلك قبل بدء الحملات الانتخابية وقبل انسحابه من المنافسة، وذلك بسبب دعمه للعدوان الإسرائيلى على غزة وتقاعسه عن إيقاف العدوان، وهو الأمر الذى امتد وطال كامالا باعتبارها كانت نائبة الرئيس.
لذا فقد أكدت نتيجة الانتخابات وهزيمة كامالا هاريس القاسية أنه لا النساء ولا الأقليات العربية والمسلمة والأفارقة والملونين قد صوَّتوا لصالحها وذلك على العكس من كل رهاناتها ورهانات الحزب.
...
من المفارقات السياسية الأمريكية أن فوز ترامب هو الثانى الذى يحرِّزه ضد امرأتين مرشحتين.. الأول فى انتخابات 2016 بفوزه غير المتوقع على هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية السابقة فى إدارة أوباما وزوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، والثانى فى هذه الانتخابات بفوزه على كامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن والذى يعيده للمرة الثانية إلى البيت الأبيض ليجمع بين ولايتين رئاسيتين منفصلتين.
لذا فإن هزيمة هيلارى وكامالا فى منافستين انتخابيتين يكشف بوضوح أن أمريكا ليست مهيأة حتى الآن لانتخاب امرأة لتكون رئيسة وعلى النحو الذى يعكس سطوة القيم والتقاليد المحافظة على غالبية الشعب الأمريكى وهو الأمر الذى يخصم كثيرا من مبادئ الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان فى أكبر دولة ديمقراطية فى العالم تزعم أنها زعيمة العالم الحُر، بينما نجحت المرأة فى أوروبا وآسيا فى الوصول إلى مناصب الرئاسة ورئاسة الحكومات.
...
ويبقى السؤال: لماذا فاز ترامب هذا الفوز التاريخى والساحق، ثم لماذا خسرت كامالا تلك الخسارة القاسية وعلى العكس من استطلاعات الرأى التى كانت تُشير إلى التقارب الكبير بينها وبين ترامب.
أحسب أن الإجابة فى السطور السابقة.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى12 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.1664 49.2661
يورو 52.1705 52.2861
جنيه إسترلينى 63.0067 63.1739
فرنك سويسرى 55.7758 55.9270
100 ين يابانى 31.8952 31.9619
ريال سعودى 13.0870 13.1142
دينار كويتى 159.9167 160.3454
درهم اماراتى 13.3859 13.4134
اليوان الصينى 6.7984 6.8140

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4143 جنيه 4120 جنيه $83.55
سعر ذهب 22 3798 جنيه 3777 جنيه $76.58
سعر ذهب 21 3625 جنيه 3605 جنيه $73.10
سعر ذهب 18 3107 جنيه 3090 جنيه $62.66
سعر ذهب 14 2417 جنيه 2403 جنيه $48.73
سعر ذهب 12 2071 جنيه 2060 جنيه $41.77
سعر الأونصة 128857 جنيه 128146 جنيه $2598.55
الجنيه الذهب 29000 جنيه 28840 جنيه $584.82
الأونصة بالدولار 2598.55 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى