تعرف على التداعيات الاقتصادية لكارثة ستاد الدفاع الجوي

بكل تأكيد وبيقين تام وكامل .. نحن لم نتعلم أي شئ من درس مذبحة بورسعيد.. ولو كنا تعلمنا أي شئ ما كانت وقعت مذبحة استاد الدفاع الجوى.. والتي راح ضحيتها 22 من مشجعي التراس الزمالك.. حالات الوفاة في مصر أصبحت بالجملة.. وفيات في صفوف الجيش والشرطة بسبب العمليات الإرهابية.. ووفيات وضحايا في صفوف المدنيين بسبب مباريات كرة القدم.. شباب في عمر الزهور يدفعون حياتهم ثمنًا لسوء التخطيط.. حتى كتابة هذه السطور والأقوال متضاربة ولم تتضح الصورة بشأن المتسبب الحقيقي لما حدث.. ولكن الشئ الأكيد أن ما حدث له تداعيات خطيرة على مصر على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والمحلى بل والعالمي خصوصا وان هذه الكارثة جاءت بالتزامن مع زيارة الرئيس الروسي بوتين لمصر.. وقبل أسابيع قليلة من المؤتمر الاقتصادي.. رصدنا بالتفاصيل والكلمة والصورة التداعيات الخطيرة والمتوقعة لوقوع هذه المذبحة.. فماذا وجدنا؟

ولكن كيف بدأت الكارثة ؟..

رئيس اتحاد الكرة السابق، سمير زاهر، قال إن الأندية واللاعبين أبرز الخاسرين من توقف الدوري مجددا، مشيرا إلى أن الأندية قد تضطر لإنهاء عقود لاعبيها بسبب توقف النشاط الكروي، كما أن الأندية تحصل على إيرادات من حقوق البث والرعاية إلى جانب المؤتمرات، ومع توقف الدوري ستُحرم من كل ذلك ما يؤثر على مواردها بالسلب.

حجم التأثر لم يتوقف عند هذا الأمر فقط، حيث أشار زاهر إلى أن الشركات الراعية ستتأثر من توقف الدوري، لأنها دفعت ملايين الجنيهات للدعاية لشركاتها، إلا أن توقف الدوري من شأنه أن يحجب هذه الإعلانات، فيما سيتواصل تأثر الإعلام الرياضي بعد إغلاق برامجه.

من جانبه، قال رئيس شركة بريزنتيشن للتسويق، محمد كامل، إن قرار توقف الدوري يرجع للدولة، مشيرا إلى أن شركته ستصاب بخسائر كبيرة جراء توقف الدوري، دون أن يحدد حجم هذه الخسائر، ولفت إلى أن هناك سيناريوهات أمام الشركة لتخفيف حدة الخسائر، منها قائمة المنتخبات الوطنية، أو عودة مباريات الكأس.

وتبلغ القيمة التسويقية للإعلانات لشركة »بريزنتيشن« لـ15 فريقا في الدوري المصري 95 مليون جنيه، بينما تبلغ حقوق البث لـ13 منها 95 مليون جنيه، وبفقدان هذه القيمة قد تتعرض الشركة لخسائر كبيرة.

واشترت غرفة صناعة الإعلام المرئي والمسموع، التي تقع تحت مظلتها جميع القنوات الفضائية المصرية، مباريات 7 أندية فقط، وهي الأهلي والمقاولون وسموحة ووادي دجلة ودمنهور والمقاصة وبتروجيت بـ89 مليون جنيه.

بدوره قال رئيس قسم الاقتصاد بجامعة 6 أكتوبر، الدكتور أحمد عبد الحافظ، إن توقف الدوري يؤثر بشكل طفيف على الأندية، لكن تأثيره يكون بشكل أكبر على الدولة والمستثمرين، إذ إن هذه الأحداث قد تثير قلق المستثمرين، خاصة في ظل اقتراب المؤتمر الاقتصادي في مارس المقبل، ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية، ما يدفعهم للتردد في دفع رؤوس أموالهم في مصر خلال الفترة الحالية.

خسائر مادية فادحة

توقع الخسائر المادية بعد قرار إلغاء الدورى ليس صعبا، فالحالة متكررة، والمسؤولين فى الكرة المصرية على دراية بها، وكذا الشركات الرعاية تعرف طريقها، وما القرارات التى ستتخذها للتخفيف من وطأة الأزمة، بعد إلغاء الدورى العام على خلفية مذبحة بورسعيد خرج البعض ليؤكد أن خسائر مادية وصلت إلى مليار و200 مليون جنيه.

كرة القدم ليست مصدر رزق اللاعبين والمدربين فقط إنما هناك فئات عديدة تبدأ من عمال غرف خلع الملابس وصولا إلى النجوم أصحاب الملايين، البعض قدر أعداد العاملين فى المجال الرياضى فى مصر بما يُقرب من خمسة مليون شخصا، تضرروا من إلغاء الغاء الدورى العام، ومن المنتظر أن يعود حالهم إلى سابق عهده.

بعد مذبحة بورسعيد عام 2012، أصبح هجرة اللاعبين من الدورى المصرى أمر طبيعى فى ظل توقف النشاط الكروى وعدم قدرة إدارات الأندية على الوفاء بمستحقات اللاعبين، لذا لجأت تلك الإدارات إلى إعارة لاعبيها كسبيل للخروج من الأزمة.. وهو الأمر المتوقع حدوثه فى الفترة المقبلة.

المنتخب الوطنى أكثر المتضررين 

يُعتبر المنتخب الوطني أكثر الأطراف فى المنظومة الكروية تأثرا بسبب إلغاء الدوري أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، وهو ما تُرجم إلى فشل الفراعنة في التأهل إلى بطولة الأمم الأفريقية لثلاث مرات متتالية، خاصة أن القوام الأساسي للمنتخب يعتمد على اللاعبين المحليين الذي يتأثر مستواهم كثيرًا بسبب الابتعاد عن المباريات فيما عدا الفرق التي تُشارك في البطولات القارية.

خاطب مجلس إدارة اتحاد الكرة، برئاسة جمال علام، مسئولي وزارة الداخلية، للحصول على موافقتهم لعودة منافسات الدوري الممتاز، بعد انتهاء الحداد الذي أعلنه مسئولو الجبلاية، ومن المتوقع أن ترفض الداخلية مطلب الجبلاية، خاصة في ظل حالة الغليان في الشارع المصري بصفة عامة، ورابطة أولتراس »وايت نايتس« المنتمية لنادي الزمالك، والتي لن تتقبل عودة النشاط مرة أخرى، قبل محاسبة المسئول عن مجزرة الدفاع الجوي، والتي قتل فيها أكثر من 20 مشجعًا للنادي الأبيض، بعد اشتباكات مع قوات الأمن.

تعويضات لأهالى المتوفين

من جانبه، قال حسن فريد، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، في تصريحات صحفية، إنه تقرر صرف مبلغ 25 ألف جنيه لأسرة كل شهيد بصفة عاجلة.

وأضاف فريد أنه تقرر عقد اجتماعًا، مع لجان الاتحاد، على رأسها مسابقات القسم الأول، والثاني، والحكام، لمناقشة عودة الدوري خلال الأيام المقبلة.

وعلى جانب آخر، قال عمرو وصيفي المدير التنفيذي للشركة الراعية ، »برزنتيشن«  في تصريحاته، إن الشركة معرضة لخسائر فادحة في حال صدور قرار بإلغاء المسابقة.

وأبدى دهشته من دعوى البعض بإلغاء بطولة الدوري الممتاز لهذا الموسم، بعد مقتل 22 من جماهير الزمالك أمام ستاد الدفاع الجوي.

وتساءل وصيفي: »ما الفائدة من إلغاء الدوري هذا الموسم؟ الدوري توقف لمدة موسمين بعد حادث ستاد بورسعيد خلال مباراة المصري والأهلي وسقوط 74 ضحية، وعاد الدوري بعد توقفه لفترة طويلة، وها هي الأحداث تتكرر من جديد ويسقط قتلى جدد«.

وقد مُنيت مؤشرات البورصة المصرية، بتراجعات كبيرة،وسط حالة من القلق والترقب بعد أحداث استاد الدفاع الجوى أمس والتي راح ضحيتها 22 من مشجعي نادي الزمالك.

وهوى المؤشر الرئيسي للبورصة بختام التداولات بنسبة 0.74% ليسجل 9884.46 نقطة،كذلك تراجع مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 0.4% ليسجل 599.62 نقطة،كما تراجع المؤشر الأوسع نطاقًا بنسبة 0.46%.

اقرا ايضا:

إفتتاح أكبر ملعب فى العالم بكوريا الشمالية

”توب ستار” تحمل معالم برلين فى نهائى أبطال اوروبا

الأهلى يرفض فندق الإقامة بالجزائ