الأموال
السبت 15 مارس 2025 07:37 مـ 16 رمضان 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د. محمد فراج يكتب : رسالة بوتين للمتفاوضين: زيارة خط الجبهة.. بالزى العسكرى!

د.محمد فراج ابو النور
د.محمد فراج ابو النور


تطورات خطيرة متلاحقة ومشاهد مثيرة تُعيد رسم خريطة العلاقات الدولية منذ أن أجرى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب محادثته التليفونية المطولة مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين الشهر الماضى حول سبل تسوية المواجهة الشاملة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا (١٢ مارس) والتى كانت فى جوهرها اعترافا أمريكيا بهزيمة الغرب فى هذه المواجهة، الموقف الأمريكى جاء بمثابة زلزال استراتيجى ضرب العديد من أسس التحالف الغربى وأحدث صدعا كبيرا فى حلف الناتو والعلاقات الأمريكية - الأوروبية، وخلق أرضية جديدة للعلاقات بين موسكو وواشنطن (راجع الأموال - ٢٣ فبراير و٢ مارس ٢٠٢٥)، ولا يكاد يمر يوم جديد دون أن تتوالى توابع هذا الزلزال.
الدول الأوروبية الكبرى وخاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا سارعت بإدانة مبادرة ترامب، وأعلنت أنها ستستمر فى دعم أوكرانيا بكل قوة ممكنة، وأن موقف واشنطن يسمح لروسيا تحقيق انتصار من شأنه أن يضاعف من قوتها وخطورتها على الأمن الأوروبى، كما أبدت انزعاجها الشديد من بدء مفاوضات بين موسكو وواشنطن حول الأزمة الأوكرانية لا تشارك فيها أوروبا ولا أوكرانيا، وسارع الرئيس الفرنسى ماكرون ورئيس الوزراء البريطانى ستارمر للقاء ترامب في محاولة لإقناعه بتغيير موقفه، ولكن دون جدوى.
الحلفاء الأوروبيون أعلنوا أن الموقف الأمريكى يطرح أسئلة خطيرة حول إمكانية الاعتماد على الناتو لضمان أمن أوروبا وبالتالى يفرض على القارة العجوز ضرورة بناء قوة عسكرية مستقلة يمكن الاعتماد عليها فى مواجهة روسيا، وأي مخاطر أخرى يُمكن أن تهدِّد الأمن الأوروبى واعتمدت قمة الاتحاد الأوروبى مئات المليارات من اليوروهات لبناء القوة المفترضة، كما أعلنت فرنسا أنه تضع قواتها النووية كرادع نووى للدفاع عن الأمن الأوربى. لكن الأزمة الاقتصادية الممسكة بخناق الدول الأوروبية وخاصة الكبرى منها تجعل من المشكوك فيه بقوة أن يتم تمرير هذه الاعتمادات الهائلة من البرلمانات، كما أن القوة النووية الفرنسية أقل بكثير من أن تمثل رادعًا بديلا للقوة النووية الأمريكية الهائلة فى مواجهة القوة النووية الروسية، وذلك فضلا عما هو معروف من افتقاد أوروبا للإرادة السياسية الموحدة وهى شرط جوهرى لبناء قوة دفاعية واحدة. ولهذا فإن الدول الأوروبية الكبرى حرصت على عدم الإفراط والتصعيد مع ترامب وإبقاء خط الرجعة، مع محاولة تقديم اقتراحات متشددة من شأنها وضع العقبات فى طريق التسوية أو حتى إفشالها، من قبيل ضرورة انسحاب روسيا من الأراضى الأوكرانية المحتلة بما فيها «القرم» ونشر قوات أطلسية أو أوروبية لحفظ السلام بعد التسوية، وهو ما ترفضه روسيا بصورة قطعية، لأن كل الدول الأوروبية الكبرى والمتوسطة هى أصلا أعضاء فى الناتو التى كانت معارضة موسكو لتوسعه فى اتجاه الشرق سببا فى نشوب الأزمة.
ولعل من أكثر الأمور دلالة على ضعف أوروبا وإحساسها بهذا الضعف أن ماكرون وستارمر عرضا على زيلينسكى مرافقته فى زيارة لأمريكا يعتذر فيها لترامب عما بدر منه أثناء المشاجرة التى شهدها البيت الأبيض، والتى تلقى فيها الرئيس الأوكرانى «علقة إهانة ساخنة» من ترامب ونائبه، ثم بعدها طرده من مقر الحكم الأمريكى، في مشهد غير مسبوق فى تاريخ العلاقات الدولية! وعلى أن يتم أثناء الزيارة توقيع زيلينسكى لاتفاقية المعادن النادرة التى سبق له التحفظ على توقيعها، لما تتضمه من شروط أمريكية شديدة الإجحاف بمصالح أوكرانيا (الأموال - ٩/٣) ولابد هُنا من ملاحظة الإذلال الشديد الذى ينطوى عليه اقتراح ماكرون وستارمر لحليفهما وتابعهما الأوكرانى، كما أنه لابد من ملاحظة استعداد بريطانيا وفرنسا للتغاضى عن انفراد أمريكا نهب ثروات أوكرانيا، مقابل استمرارها فى دعم معسكر الحرب وهى تضحية كبيرة بالفعل لكن المضطر يركب الصعب! غير أن ترامب لم يكلِّف خاطره حتى بالتعليق على هذا الاقتراح البريطانى - الفرنسى، حتى بعد أن أرسل زيلينسكى خطاب اعتذار رسمى (عن الإهانة التى تلقاها؟!) يؤكد فيه استعداده لتوقيع الاتفاقية العتيدة.
رد اعتبار ومكاسب بالجملة لروسيا
اللافت للنظر بشدة إلى أن الجدال الأمريكى - الأوروبى - الأوكرانى حول مبادرة ترامب تحول فعليا إلى حملة سياسية وإعلامية لرد الاعتبار لروسيا وتبرئة لساحتها وإقرار بعدالة ومعقولية مطالبها (شروطها) للتسوية، سواء أراد هذا ترامب وأركان إدارته أم لم يريدوا(!!)، فقد اتهم ترامب ونائبه (فانس) زيلينسكى عدة مرات بأنه هو المتسبب فى إشعال الحرب، وأنه «غير مستعد للسلام» وأنه لا يبالى بمصير بلاده والملايين من أبنائها المشردين، ومئات الآلاف من الجنود الشبان الذين يلقون حتفهم فى ميادين القتال فى حرب عبثية، كما اتهماه هو وحكومته بالفساد والديكتاتورية وانعدام الشعور بالمسئولية، فضلا عن الفشل وعدم الكفاءة.
والأخطر من كل ذلك أنه يُمثل تهديدا للسلام العالمى، لأنه يريد جر بلاده والعالم إلى حرب عالمية ثالثة.. (وكل هذا مفردات جرى استخدامها فى جلسة التوبيخ والإهانة التى تعرَّض لها زيلينسكى أمام كاميرات التليفزيون في المكتب البيضاوى).
وغنى عن البيان أن كل هذه الاتهامات تنسف أسس الحملة السياسية والإعلامية التى يشنها الغرب ضد روسيا منذ بداية الحرب الجارية وما قبلها. كما قرر ترامب وعديد من أركان إدارته مقولة استالة أن تُسفر أى تسوية عن عودة أوكرانيا إلى حدود (عام ٢٠١٤) أى بداية الحرب، وأن على زيلينسكى (أن ينسى) إمكانية انضمام بلاده إلى حلف الناتو، أو تقديم ضمانات أمنية أمريكية أو أطلسية لأوكرانيا، باعتبار أن هذه مسألة يجب أن يهتم بها جيرانها الأوروبيون. كما صرح مُؤخرًا بأن المفاوضات ع الروس أسهل منها مع الأوروبين مواقع وشاشات ١١/ ٣) وذلك بعد جلسة المفاوضات الأمريكية - الأوكرانية فى جدة مؤخرًا.
أما وزير الخارجية مارك رويجو فأعلن أن على أوروبا أن تعيد النظر فى عقوباتها ضد روسيا وأن تُعيد إليها أموالها المجمدة (فى البنوك الأوروبية).
الأمر المؤكد أن كل هذه التصريحات وما شابهها كثير من جانب ترامب وأركان إدارته تمثل انقلابا علي الخطاب السياسى والإعلامى الغربى الذى كان سائدا ضد موسكو منذ ما قبل الحرب الأخيرة، ورد اعتبار لروسيا وتأكيدًا لخطابها السياسى والإعلامى فضلا عن تماشيها مع كثير من الشروط الروسية الهامة للتسوية.
مفاوضات جدة.. والهدنة المفترضة
لما كان من غير الممكن التوصل إلى تسوية بدون أوكرانيا والدول الأوروبية الكبرى، فقد أخذت أمريكا على عاتقها دور الوسيط بين هذه الأطراف وبين روسيا (باعتبار ترامب هو صاحب المبادرة)، وفى هذا السياق تم إجراء مفاوضات أمريكية - أوكرانية مؤخرًا فى جدة، انتهت إلى اقتراح عقد هدنة مدتها ثلاثون يومًا (شهر) قابل للتجديد يتم خلالها وقف إطلاق النار برا وبحرا وجوًا، والتفاوض حول شروط التسوية.
روسيا أعلنت أنها ستنظر فى هذا الاقتراح، ولم ترد بإيجاب أو تفى حتى كتابة هذه السطور (صباح الخميس ١٣/ ٣) علمًا بأن مسئولين روسًا سبق لهم التعبير عن خشيتهم من استغلال فترة الهدنة لتقوم الدول العربية بتعزيز تسليح أوكرانيا لتحسين موقفها العسكرى المتداعى، ويستند الروس فى ذلك إلى خبرة تاريخية هى ما حدث بعد اتفاقيات مينسك (٢٠١٤ - ٢٠١٥) وقيام الدول الغربية بنقل كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة إلى القوات الأوكرنية، الأمر الذى مكنها بعد ذلك من تعزيز تحصيناتها وشن هجمات مدمرة على منطقة الدونباس.
وقد اعترفت المستشارة الألمانية ميركل والرئيس الفرنسى هولاند - اللذان قادا المفاوضات من الجانب الأوروبى وقتها، بأن هذا كان هدف الغرب الحقيقى من الهدنة!! وهُنا نجد من الضرورى لفت النظر إلى أن روسيا تفرق بوضوح بين الهدنة ووقف إطلاق النار لمدة طويلة، حيث يعتبر الروس أن وقف إطلاق النار لابد أن يكون مرتبطًا باتفاق مسبق على شروط التسوية، ولما كانت القوات الروسية فى وضع هجومى نشيط، والأوكرانيون في وضع تراجع وانسحاب على أغلب الجبهات، فبديهى أن الروس لن يعطوا خصومهم فرصة لالتقاط الأنفاس وتعزيز تسليحهم ودفاعاتهم، وخاصة بعد تجربة (٢٠١٤ - ٢٠١٥) المريرة، كما أنه لا مصلحة للقوات الروسية فى وقف اندفاعها الناجح على كافة الجبهات، على الأقل حتى تحقيق أهداف معينة والوصول إلى نقاط تمركز مناسبة لانطلاق هجومهم مجددا فى حالة فشل المفاوضات وانهيار الهدنة.
لهذا لا يبدو الروس فى عُجلة من أمرهم للرد على الاقتراح الأمريكى - الأوكراني، ورُبما يطرحون شروطا محددة للموافقة على الهدنة.
بوتين على خط الجبهة!
وعلى سبيل المثال فإن القوات الأوكرانية تتعرض لهزيمة وشيكة فى منطقة كورسك الروسية التى كان قد تم اختراقها فى شهر أغسطس ٢٠٢٤ واحتلال حوالى (١٢٠٠/ ألف ومائتى كم٢) وتشير بيانات وزارة الدفاع الروسية إلى نجاح القوات الروسية فى تحرير (٨٦%- ستة وثمانين بالمائة) من هذا الجيب حتى مساء الأربعاء (١٢/ ٣) وإلى انهيار دفاعات القوات الأوكرنية وهروب أعداد كبيرة منها، وأسر المئات بعد خسائر بلغت (٦٧ ألف جندى وضابط ومرتزق أجنبى) منذ بداية القتال فضلا عن آلاف العربات والمدرعات والدبابات وقطع المدفعية. وللعلم فإن كييف كانت تعلن أنها لن تنسحب من هذه المساحة الصغيرة (١٢٠٠كم) إلا مقابل انسحاب روسيا من الأراضى الأوكرانية المحتلة التى تبلغ مساحتها نحو مائة ألف كم٢!! والغريب أن الإعلام الغربى كان يروِّج لهذه المقايضة غير المعقولة!!
وبديهى الآن أن القوات الروسية لا يُمكن أن تقبل بأى هدنة قبل اكتمال تحرير ما تبقى من منطقة كورسك.. وربما مناطق أخرى فى الدونباس.. ويلفت النظر هنا بقوة قيام الرئيس الروسى بوتين بزيارة خط الجبهة فى كورسك (الأربعاء ١٢/ ٣) مرتديا زيه العسكرى فى سابقة لم يحدث أن قام بها بوتين منذ توليه السُلطة، واجتمع بقادة القوات الروسية فى المنطقة وأصدر أوامره بضرورة الإسراع بتحرير ما تبقى من أراضى المنطقة. والحقيقة أنه مشهد مثير وغير مألوف، أن يقوم القائد الأعلى للقوات المسلحة بزيارة خط الجبهة فى ظل احتدام القتال، وهى إشارة من شأنها رفع الروح المعنوية للمقاتلين على كافة الجبهات بصورة غير عادية، كما أنها إشارة إلى أن روسيا لا تستعجل الهدنة، وكذلك إلى أن زيلينسكى وجماعته تنتظرهم مفاوضات بالغة الصعوبة.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى13 مارس 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.6008 50.7008
يورو 54.9778 55.1169
جنيه إسترلينى 65.5129 65.6626
فرنك سويسرى 57.3446 57.4970
100 ين يابانى 34.1805 34.2504
ريال سعودى 13.4910 13.5184
دينار كويتى 164.1925 164.6131
درهم اماراتى 13.7764 13.8055
اليوان الصينى 6.9813 6.9969

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4823 جنيه 4811 جنيه $96.03
سعر ذهب 22 4421 جنيه 4410 جنيه $88.03
سعر ذهب 21 4220 جنيه 4210 جنيه $84.03
سعر ذهب 18 3617 جنيه 3609 جنيه $72.02
سعر ذهب 14 2813 جنيه 2807 جنيه $56.02
سعر ذهب 12 2411 جنيه 2406 جنيه $48.01
سعر الأونصة 150008 جنيه 149652 جنيه $2986.86
الجنيه الذهب 33760 جنيه 33680 جنيه $672.21
الأونصة بالدولار 2986.86 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى