الأموال
الأحد 16 فبراير 2025 01:11 صـ 17 شعبان 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د.محمد فراج يكتب : إنذار ترامب للمقاومة الفلسطينية.. تهويش فارغ

د.محمد فراج ابو النور
د.محمد فراج ابو النور


الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لا يكف عن إطلاق خططه الجنونية لتصفية القضية الفلسطينية كل يوم، ولا يكتفى بتقديم دعمه المطلق لحكومة مجرم الحرب نتنياهو، بل يزايد عليها وعلى أعضائها الممثلين لأقصى اليمين الصهيونى العنصرى الأشد تطرفًا، فبعد طرحه لخطة تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، انتقل للحديث عن تهجير سكان الضفة الغربية متبنيًا شعارات "الترانسفير" الصهيونية المعروفة، وموجهًا التهديدات والإنذارات الوقحة إلى مصر والأردن بقطع المساعدات وفرض العقوبات، فضلا عن تقديم أشد الأسلحة فتكا وبكميات ضخة ومبالغ طائلة (٨ مليارات دولار) لتعويض الجيش الصهيونى عن خسائره فى حرب الإبادة الهمجية فى غزة، وحربه على لبنان.
آخر إنذارات ترامب الوقحة والجنونية ضد الشعب الفلسطينى والشعوب العربية، كان يوم الثلاثاء الماضى "١١ فبراير" حينما أصدرت حركة حماس بيانا أعلنت فيه أنها لن تقوم بتسليم الدفعة المقررة من الأسرى الصهاينة (٣ أسرى) المقرر تسليمها يوم السبت (١٥ فبراير) إذا واصلت إسرائيل انتهاكاتها المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إذ أعلن ترامب أنه "سيفتح أبواب الجحيم" على حماس إذا لم تقم بتسليم "جميع" الأسرى الموجودين لديها حتى الثانية عشرة من ظهر يوم السبت (١٥ فبراير)!! ومعروف أنه يوجد لدى حماس أكثر من سبعين أسيرا إسرائيليا أغلبهم من الضباط ومن المقرر تسليم هؤلاء في المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق، أى أن الأمر تحوَّل من تسليم ثلاثة أسرى إلى تسليم جميع الأسرى، بمن فيهم الأكثر أهمية، والمفترض أن يتم إطلاق سراح أهم الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عنهم فى المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق، وإلا فسوف يتم "فتح أبواب الجحيم" على حماس، وهو مطلب لم يتفوه به حتى أشد الصهاينة تطرفًا فى يمينيتهم مثل بن غفير وسموتريش، إذ يطالب هؤلاء باستئناف القتال إذا لم يتم إطلاق الدفعة السادسة من الأسرى البالغ عددهم ثلاثة أشخاص فقط لا غير!
إنذار ترامب الأخير يُثير الشكوك فى توازنه النفسى والعقلى والحقيقة أنه حتى حكومة نتنياهو لم تعلن عن دعمها له، ولم تعلق عليه!
موقف حماس سببه أن إسرائيل ارتكبت انتهاكات كبيرة لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وقد استشهد عشرات الفلسطينيين نتيجة لهذه الانتهاكات، كما أن السلطات الصهيونية تمنع دخول عديد من أنواع الإمدادات الإنسانية والإغاثية المتفق على دخولها وفقا للاتفاق أو تقلص كمياتها بدرجة كبيرة، فهى تمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية وأجهزة الأشعة، وقطع غيار الأجهزة الطبية، كما تمنع دخول البيوت المتنقلة «الكارافانات» ولم تسمح بمرور أكثر من ربع الخيام المتفق عليها (خمسين ألفا من مائتى ألف خيمة) الضرورية بصورة مطلقة للنازحين الفلسطينيين سواء من العائدين إلى غزة أو فى مناطق الجنوب والوسط، ولم تسمح الحكومة الصهيونية بدخول أكثر من نصف شاحنات الوقود المتفق على دخولها، والمطلوبة بأشد إلحاح للتدفئة ولعمل المستشفيات ومراكز الإيواء كما تمنع دخول الجزء الأكبر من أجهزة الطاقة الشمسية وفضلا عن ذلك تمنع دخول كميات كبيرة من الدقيق ومختلف أنواع المواد الغذائية، التي يتضمنها البروتوكول الإنسانى وهو جزء لا يتجزأ من اتفاق وقف إطلاق النار، فضلا عن ضرورة ادخال معدات الإنقاذ ورفع الأنقاض حسب الاتفاق.
وباختصار فإن حكومة مجرم الحرب نتنياهو تفعل كل ما بوسعها لزيادة قسوة معاناة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وخاصة فى مناطقه الشمالية، وذلك بالرغم من الاحتجاجات المستمرة من جانب حماس، ومن المناشدات المستمرة للأطراف الضامنة.
أما الأسرى الفلسطينيين الذين يتم الإفراج عنهم فإنهم يتعرضون للضرب والتعذيب الوحشى قبل إطلاق سراحهم ولعدة أيام، فضلا عما تعرضوا له من معاملة وحشية طوال فترة اعتقالهم، بينما يرى الجميع على شاشات التليفزيون حُسن معاملة الفلسطينيين للأسرى الإسرائيليين، وحالة هؤلاء الصحية الجيدة بالرغم من نقص الغذاء والأدوية لدى المقاومة، ومن حالة المجاعة الفعلية التى يعانيها أبناء الشعب الفلسطينى في غزة، وهو ما يشهد بالتفوق الإنسانى والأخلاقى الكبير للمقاومة مقارنة بهمجية وانحطاط للصهاينة.
والعجيب أنه بالرغم من كون الولايات المتحدة يفترض أن تكون ضامنة لتنفيذ الاتفاق، فإن كل ما أشرنا إليه لم يلق أدنى اهتمام من جانب الرئيس الأمريكى.

بشهادات إسرائيلية: حماس على حق
نتنياهو سارع لاتهام حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى منذرًا إياها بتحمل العواقب أما بن غفير وسموتريش مدعيا حكومة نتنياهو لاستئناف القتال فورًا، إلا أن المفاجأة كانت فى تصريح رئيس الشاباك رونين بار بأن حماس لم تنتهك الاتفاق، وهو ما أقر به عدد من كبار الضباط الإسرائيليين، المعارضين لاستئناف القتال لإدراكهم بأن الجيش الصهيونى قد تعرض لإنهاك ولخسائر كبيرة فى الأرواح والمعدات خلال فترة الحرب فى غزة، كما أن عائلات الأسرى دعت لمظاهرات حاشدة خوفا على أرواح أبنائهم، بعد أن قتل عدد منهم بسبب القصف الإسرائيلى، كما لقي آخرون مصرعهم نتيجة محاولات الإنقاذ الفاشلة من جانب الجيش الصهيونى واتهم سياسيون صهاينة نتنياهو بالرغبة فى استئناف القتال دون مبالاة بحياة الأسرى، لكى يحافظ على استمرار دعم أقصى اليمين المتطرف لحكومته.
والحقيقة أن مراسم تسليم الدفعات السابقة من الأسرى الصهاينة كانت قد تحولت إلى تظاهرات سببت إحراجًا شديدا لحكومة نتنياهو بسبب الأعداد الكبيرة من المقاتلين الفلسطينيين التى شاركت في تسليم الأسرى، والمظهر المشرِّف لهؤلاء المقاتلين، فضلا عن حضور أعداد كبيرة من المواطنين الفلسطينيين لمراسم التسليم وسط انضباط أمنى صارم، فضلا عن حمل المقاتلين لبنادق ورشاشات إسرائيلية غنموها فى الحرب.. وكلها أمور أكدت التقارير المخابراتية التى تشير إلي أن حماس وغيرها من فصائل المقاومة بالرغم من خسائرها في القتال، إلا أنها تمكنت من تجنيد أعداد كبيرة من المقاتلين الجدد الشبان، كما أن المظاهر المرافقة لمراسم تسليم الأسرى قد رفعت كثيرًا من معنويات الشعب الفلسطينى، بينما اعتبرها الصهاينة إهانة وإذلالًا لإسرائيل، ودليلا على أن هدف تحطيم قوة المقاومة العسكرية لم يتحقق بالرغم من فداحة الخسائر.

الكيان الصهيونى يتراجع
وهكذا وجدت حكومة نتنياهو نفسها أمام خيارين أحلاهما مر: فهى إذا استأنفت القتال ستنطلق من وضع عسكرى أضعف ولن تستطيع استعادة أسراها الذين نجحت فصائل المقاومة في إخفائهم بصورة آمنة، اللهم إلا إذا عادت للقتال بصورة أوسع وأكثر شراسة ولمدة طويلة جدًا، وقلبت كل حجر فى غزة، وفى هذه الحالة ستكون خسائر الكيان الصهيونى أكبر بكثير مما حدث خلال حرب الخمسة عشر شهرًا ومن شبه المؤكد أن أسراها سيقتلون جميعا.
أما الخيار الثانى فهو الانصياع لمطلب حماس فى الالتزام بتنفيذ الاتفاق، بما فى ذلك ما ينص البروتوكول الإنسانى على ادخال أدوية ومستلزمات طبية ومحروقات ومعدات ثقيلة لرفع الأنقاض ومواد غذائية ضرورية، الخ الخ.. وهو ما وجدت الحكومة الصهيونية نفسها مضطرة للموافقة عليه، مع محاولة المراوغة فى الاستجابة وتقليص ما ستضطر لتقديمه إلى الحد الأدنى، لكن الأمر المؤكد أن إسرائيل كانت مضطرة للتراجع والانصياع لمطالب حماس وحلفائها فى المقاومة.
وهكذا بدأت حكومة الكيان الصهيونى منذ مساء الأربعاء (١٢ فبراير) فى الاستجابة لمطالب المقاومة وادخال المواد المطلوبة تدريجيًا، وهو ما تشير إليه التقارير الاخبارية الواردة منذ ليلة الخميس (١٣ فبراير) وصباح الخميس، وذلك بعد جهود وساطة مثمرة قامت بها القاهرة التى وصل إليها وفد تفاوض فلسطينى برئاسة خليل الحية المسئؤل عن تنظيم حماس فى قطاع غزة، وأعلنت الدولة الصهيونية موافقتها على الالتزام بتطبيق الاتفاق بالكامل بما فيه البروتوكول الإنسانى.
وتشير التقارير إلى بدء تدفق الشاحنات على معبر رفح والمعابر الشمالية بين إسرائيل وقطاع غزة، وخاصة تلك الشاحنات المحملة بمواد الإيواء من خيام وكارافانات وأدوية ومستلزمات طبية والآليات الثقيلة الضرورية للإنقاذ ورفع الأنقاض، وحتى كتابة هذه السطور (ظهر الخميس ١٣ فبراير) لم يبدأ عبور الشاحنات لكن من الواضح أن عجلة تطبيق البروتوكول الإنسانى ستدور بين لحظة وأخرى، وإلا فإن تسليم الأسرى لن يتم فى موعده، علمًا بأن حركة حماس أعلنت أن هذا الموعد ليس مقدسًا، أى أن إطلاق سراحهم لن يتم ما لم يبدأ دخول المواد المطلوبة بدرجة مُرضية على الأقل والحقيقة أن حماس تُدير هذه المعركة بقدر كبير من الصلابة والثبات، كما أنها تطرح مطلبا منطقيا تماما أى تُطالب بتطبيق ما تم الاتفاق والتوقيع عليه من جانب جميع الأطراف بما فى ذلك حكومة نتنياهو.
ومن ناحية أخرى فإن ورقة الأسرى قد ثبت أنها ورقة ضغط شديدة التأثير والواقع أن ردود الأفعال الواسعة التى أثارها موقف حماس تمثل عنصرا ضاغطا شديد الوطأة على حكومة مجرم الحرب نتنياهو، لا يترك له مجالا واسعا للمراوغة، خاصة أن الاتفاق مُصاغ بدقة من حيث الالتزامات والالتزامات المقابلة لكل طرف، وبالمناسبة فإن ممثلى أمريكا موجودون في اللجنة التنسيقية المشتركة بالقاهرة ويشاركون فى المفاوضات مع حكومة نتنياهو ومن حُسن الحظ أن هؤلاء الممثلين الأمريكيين لا يتبنون موقف ترامب الجنونى.
لذلك كله يحق لنا أن نتحدث عن تفاؤل حذر تلوح بوادره فى مئات الشاحنات التى تتدفق منذ ليلة الخميس على المعابر بين الدولة الصهيونية وغزة.
والحقيقة أنه لابد من القول إن حماس قد فاجأت إسرائيل بموقف لم تتعود عليه الدولة الصهيونية التى دأبت على مطالبة الآخرين بتنفيذ التزاماتهم، بينما تتملص هى من تنفيذ التزاماتها وتضع نفسها فوق كل قانون وكل التزام، غير أن موقف تل أبيب صعب هذه المرة ومجال المراوغة أمامها ضيق بالفعل، كما أن حماس تدير هذه المعركة بصلابة واضحة، ولم تتأثر بتهويش ترامب ولا تهديدات نتنياهو وغلاة اليمين الصهيونى شديد التطرف.
ولعل هذا هو أحد أهم الدروس المستفادة من هذه الأزمة، أى التعامل بثبات مع "تهويش" ترامب وإنذاراته الجنونية، والتركيز على دراسة علاقات القوى وأوراق القوة التى فى أيدينا، وهذه مسألة موجهة إلى القمة العربية القادمة التي نتوقع منها الإصرار على رفض كل خطط تهجير الشعب الفلسطينى وتصفية القضية الفلسطينية.
ولعله لابد من ملاحظة أن ترامب - الذى وجه إنذاره الجنونى بلغة شديدة الغطرسة - يلوذ الآن بالصمت تجاه هذه القضية، وهذا أفضل ما يمكن أن يفعله.
عاشت فلسطين..
عاشت المقاومة..

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى13 فبراير 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.5974 50.6974
يورو 52.5657 52.6797
جنيه إسترلينى 63.0798 63.2298
فرنك سويسرى 55.7609 55.8896
100 ين يابانى 32.8939 32.9696
ريال سعودى 13.4901 13.5175
دينار كويتى 163.6663 164.3086
درهم اماراتى 13.7744 13.8035
اليوان الصينى 6.9328 6.9484

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4669 جنيه 4640 جنيه $92.70
سعر ذهب 22 4280 جنيه 4253 جنيه $84.97
سعر ذهب 21 4085 جنيه 4060 جنيه $81.11
سعر ذهب 18 3501 جنيه 3480 جنيه $69.52
سعر ذهب 14 2723 جنيه 2707 جنيه $54.07
سعر ذهب 12 2334 جنيه 2320 جنيه $46.35
سعر الأونصة 145209 جنيه 144320 جنيه $2883.17
الجنيه الذهب 32680 جنيه 32480 جنيه $648.87
الأونصة بالدولار 2883.17 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى