الأموال
الأحد 2 فبراير 2025 08:59 مـ 4 شعبان 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د.محمد فراج يكتب : رد فلسطينى بليغ على ”خطة ترامب”

د.محمد فراج
د.محمد فراج


المشهد الفلسطينى المهيب الذى تابعه العالم على شاشات التليفزيون يوم السابع والعشرين من شهر يناير المنقضى واليومين التاليين له هو مشهد يستحيل أن ينمحى من الذاكرة.. مئات الآلاف من الفلسطينيين يندفعون فى طوفان لا نهاية له من البشر عبر شارع الرشيد الموازى لساحل البحر عائدين من جنوب قطاع غزة إلى المدينة الباسلة وغيرها من مدن ومخيمات شمال القطاع، رجال ونساء وشيوخ وأطفال يزدحم بهم الطريق عائدين إلى الشمال حاملين خيامهم وأمتعتهم وأطفالهم الصغار.
اللافت للنظر هو أن هذا الطوفان البشرى قد انطلق بمجرد انسحاب القوات الصهيونية من محور "نيتساريم" فى إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسري "صباح الاثنين 27/1" بعد أن كان عشرات الآلاف من النازحين قد قضوا ليلتهم بجوار موقع نيتساريم ليبدأوا رحلة العودة إلى الشمال بمجرد فتح الطريق بعد مماطلة صهيونية معتادة.
واللافت للنظر أيضا أنه بالرغم من المعاناة الهائلة فى ظروف بالغة القسوة تحت القصف المستمر للطيران الصهيونى وفى ظل الجوع والعطش والبرد القارس فإن العائدين كانت تعلو ملامحهم علامات الشعور بالنصر والتحدى والفرح والحماس، لأن توقيع الاتفاق الذى يعودون بموجبه قد تم فى ظل استمرار المقاومة والصمود بالرغم من هذه الظروف بالغة القسوة ولأن عودتهم إلى الشمال قد جاءت- بالرغم من الرفض الصهيونى الطويل- حيث كانت حكومة مجرم الحرب نتنياهو تريد إبقاء شمال قطاع غزة خاليا من السكان قدر الإمكان، كما كانت تريد إخلاءه ممن تبقى فيه من السكان، لكن المقاومة الأسطورية أفشلت تحقيق هذا المخطط كما أفشلت محاولة فرض رقابة صهيونية على عودة أعداد قليلة أو رمزية وجاءت العودة غير مشروطة وهذا كله يمثل عناصر انتصار سياسى لاشك فيه.
غير أن اللافت للنظر أكثر من أى شىء آخر هو أن حماس العائدين إلى الشمال لم يتأثر بحقيقة أنهم يعودون إلى مناطق تعرضت لتدمير شامل حول أغلب مبانيها إلى ركام أو إلى أطلال فى أفضل الأحوال، وكان التعليق المتكرر من جانب كل من تحدثوا إلى وسائل الإعلام يتلخص فى استعدادهم لنصب خيامهم البالية فوق ركام منازلهم أو إلى جوار أطلالها، وفى إصرارهم على البدء فورا فى إزالة الأنقاض، وإعادة إعمار ما تسمح الإمكانات الشحيحة للغاية بإعادة إعماره وأن الأمر الأكثر أهمية هى "العودة" وإفشال مخططات العدو فى إخلاء شمال غزة من سكانه "حتى لو كنا سنجوع أو نتعرى أو نموت.. المهم أن نعود"، "هواء غزة غير هواء أى مكان آخر"، "لن يتكرر أبدا ما حدث عام 1948"، هذه المعانى تكررت بنفس الألفاظ تقريبا فى تعليقات كل من تحدثوا إلى وسائل الإعلام المختلفة.
الرد الفلسطينى على خطة ترامب
هذه الاستماتة فى التشبث بالأرض هى الرد الفلسطينى على خطة ترامب لترحيل أبناء شعب البلدين من أرضه، والتى هى نسخة أخرى من مختلف الخطط الصهيونية القديمة والجديدة "الترانسفير" أو ترحيل الفلسطينيين من أرضهم سواء كانت خطة "الوطن البديل" فى الأردن بالنسبة لسكان الضفة الغربية أو مؤامرة "غزة الكبرى" أو "خطة الجنرالات" باقتطاع أو مبادلة جزء من سيناء (وهو ما لا يمكن أن نوافق عليه بحال من الأحوال) أو توفير فرص للهجرة إلى دول أوروبية مختلفة أو إلى كندا أو غيرها بالنسبة لأبناء الجليل أو النقب "الأراضى المحتلة منذ عام 1948" أو القدس أو أي خطط صهيونية أو أمريكية أو بريطانية أخرى فى جوهرها الاستعمارى أى ترحيل للفلسطينيين من أرضهم، فالكيان الصهيونى هو كيان استعمارى توسعى إحلالي أى أن من أهم أهدافه الأساسية طرد الفلسطينيين من أرضهم وإحلال مستوطنين صهاينة محلهم، وإذا كانت الحركة الصهيونية قد تمكنت من تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من أرضهم عام 1948 فإن ذلك قد ارتبط بضعف تنظيم وتسليح الحركة الوطنية الفلسطينية وقتها، وبالتفوق النوعى والعددى للقوات الصهيونية على القوات العربية الضعيفة نوعيا وعدديا "حوالى عشرين ألف رجل" بغض النظر عن خرافة ما يسمى "سبعة جيوش عربية".
لكن دروس نكبة 1948 وتبلور الهوية الوطنية الفلسطينية فى معارك الكفاح الوطنى وكذلك تبلور الحرية القومية العربية قد ساعد على تصليب عودها بصورة متزايدة، وقد رأينا كيف كان لاحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة فى حرب 1967 واستفحال حركة الاستيطان والتهويد، رد فعل مباشر فى اتساع حركة المقاومة الفلسطينية واتجاهها المتزايد لتبنى موقف الكفاح المسلح والانتفاضات الشعبية الواسعة فى الضفة والقطاع، مما لا يتسع المقام هنا للاستفاضة فيه.
باقون فى أرضهم
أما بالنسبة لحرب الإبادة الفاشية التى شنها الكيان الصهيونى على قطاع غزة فى أعقاب "طوفان الأقصي" فقد كان فى صدارة أهدافها دفع سكان القطاع إلى الرحيل وإلى مصر تحديدا، وهو ما اصطدم بالموقف المصرى الرافض لهذه المؤامرة من ناحية، وبموقف فصائل المقاومة الرافض لها من ناحية أخرى، وحينما بدأت القوات الصهيونية فى إجلاء سكان غزة ومناطقها الشمالية إلى الجنوب باتجاه رفح وخان يونس، ودفعهم نحو الحدود المصرية، كان موقف فصائل المقاومة هو دعوة الغزاويين إلى التشبث بأرضهم ورفض الدعوات الصهيونية للضغط على مصر من أجل لجوء سكان القطاع إليها، وهو ما لم تكن مصر تقبله وحاول وزير الخارجية الأمريكى الصهيونى بلينكن فى جولاته الأولى بالمنطقة وقتها ممارسة الضغط على مصر فى هذا الاتجاه، لكن ضغوطه قوبلت بالرفض القاطع بالرغم من الوعود الأمريكية بتقديم مساعدات سخية.. إلخ.
وكان إدراك الجانبين المصرى والفلسطينى واضحًا لحقيقة أن الاستجابة لهذه الضغوط والإغراءات يمثل تصفية للقضية الفلسطينية بتسلم غزة خالية من السكان أو من أغلبهم، فضلا عما يمثله ذلك من مخاطر فادحة على الأمن القومى المصرى.
ولذلك فإنه بالرغم من وحشية حرب الإبادة الصهيونية على غزة واستشهاد نحو خمسين ألف فلسطينى وإصابة أكثر من مائة وخمسين ألفا من حرب التجويع والعطش ومن المعاناة بالغة القسوة ظل الغزاويون صامدين على أرضهم ومحتضنين لمقاومتهم وبالمناسبة فإن لولا هذه الحاضنة الشعبية القوية لما أمكن للمقاومة أن تستمر فى الوجود وفى إلحاق الضربات القاسية بالعدو وبل وتؤكد المصادر الاستخباراتية الأمريكية أن حماس تمكنت من تجنيد عدد من المقاتلين الجدد فى صفوفها يماثل تقريبا عدد أولئك الذين استُشهدوا فى القتال بعد "طوفان الأقصى".
ومثل هذه الوقائع هى أبلغ رد على بعض الأقلام والأصوات العربية التى تزعم أن حماس وغيرها من فصائل المقاومة لا تبالى بمعاناة الشعب الفلسطينى ولا باستشهاد عشرات الآلاف من أبنائها، بل وتفرض الاستمرار فى القتال ضد إرادته، وهى مزاعم صهيونية فى جوهرها بدليل استمرار الشعب الفلسطينى فى احتضان مقاومته، وفى إمدادها بمزيد من المقاتلين وبدليل استشهاد أبرز قادة المقاومة فى ميدان القتال، بمن فى ذلك قائدهم العام يحيى السنوار.
ثم يجىء المشهد المهيب لعودة النازحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى الشمال مرفوعى الجباه، وتجىء كلماتهم المفعمة بالكبرياء وروح الصمود لتقدم دليلا ساطعا على الاستماتة فى التشبث بالأرض المقدسة على انتصار إرادة المقاومة لدى شعب فلسطين.. ولتقدم أيضا ردا بليغا على خطة ترامب الاستعمارية الصهيونية الخبيثة والمحكوم عليها بالفشل مهما تكن الضغوط والتهديدات والإغراءات.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى02 فبراير 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.1789 50.2789
يورو 51.9953 52.1140
جنيه إسترلينى 62.1716 62.3257
فرنك سويسرى 55.0569 55.2090
100 ين يابانى 32.3255 32.4003
ريال سعودى 13.3782 13.4056
دينار كويتى 162.4227 163.0630
درهم اماراتى 13.6612 13.6891
اليوان الصينى 6.9193 6.9343

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4463 جنيه 4440 جنيه $89.99
سعر ذهب 22 4091 جنيه 4070 جنيه $82.49
سعر ذهب 21 3905 جنيه 3885 جنيه $78.74
سعر ذهب 18 3347 جنيه 3330 جنيه $67.49
سعر ذهب 14 2603 جنيه 2590 جنيه $52.49
سعر ذهب 12 2231 جنيه 2220 جنيه $44.99
سعر الأونصة 138810 جنيه 138100 جنيه $2798.93
الجنيه الذهب 31240 جنيه 31080 جنيه $629.91
الأونصة بالدولار 2798.93 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى