الأموال
الجمعة 22 نوفمبر 2024 10:47 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

اسامة ايوب يكتب : بعد ٧٨ سنة عن تأسيسها: الأمم المتحدة شاخت وإصلاحها ضرورى رغم صعوبته

اسامة ايوب
اسامة ايوب

مع اقتراب اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبل فى العشرين من شهر سبتمبر الجارى، وبمناسبة مرور ٧٨ سنة على قيام هذه المنظمة الأممية التى تأسست بهدف إقرار الأمن والسلم الدوليين بعد أن شهد العالم أكبر وأبشع حرب مدمرة فى التاريخ الإنسانى.. راح ضحيتها مئات الملايين من البشر، فإن السؤال: هل نجحت الأمم المتحدة في تحقيق الهدف من قيامها؟

الإجابة عن هذا السؤال المطروح منذ عقود والتى من غير الممكن إنكارها أو إغفالها تتلخص فى كلمة واحدة هى: لا، صحيح أن العالم لم يشهد حربًا عالمية ثالثة منذ نحو ثمانية عقود، إلا أن ذلك يرجع فى حقيقة الأمر إلى امتلاك الدول المنتصرة فى الحرب العالمية الثانية للسلاح النووى الذى كان رادعًا وجعل نشوب حرب ثالثة أمرًا مستبعدًا.

السؤال الآخر: لماذا لم تنجح الأمم المتحدة حسبما ترى غالبية شعوب العالم؟ الإجابة عن السؤال طويلة بطول سنوات وعمر المنظمة، حيث تتعدد الأسباب، أولها هو أن من أسس المنظمة هى الدول الكبرى المنتصرة فى الحرب الثانية وهى بريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتى السابق والولايات المتحدة التى انضمت لاحقا لدول الحلف، وحيث حسم انضمامها ودخولها الحرب ضد دول المحور «ألمانيا النازية، وإيطاليا الفاشية واليابان» والتى استسلمت بعد هزيمتها خاصة بعد إقدام الولايات المتحدة على ضرب مدينتى «هيروشيما» و«نجازاكى» في اليابان بالقنبلة النووية وعلى النحو الذى ألحق العار بأمريكا فى ذلك الوقت وحتى الآن.

<<<

ولأن المنتصر فى الحروب يفرض شروطه بقدر ما يفرض إرادته، فقد جاء تأسيس الأمم المتحدة على مقاس الدول المنتصرة.. بقيادة الولايات المتحدة التى أزاحت بريطانيا وفرنسا إلى الوراء قليلا باستثناء الاتحاد السوفيتى أحد شركاء النصر وقائد المعسكر الشيوعى فى مواجهة المعسكر الغربى مع ما عُرف منذ الخمسينيات بالحرب الباردة.

<<<

والذى حدث هو أن الدول المنتصرة فى الحرب الثانية التى أسست المنظمة الدولية هى التى صاغت ميثاقها وهياكلها وحددت عدد أعضاء مجلس الأمن الدولى.. المؤسسة الأهم فى الأمم المتحدة بحسبان أن قراراته تكتسب قوة تفوق قرارات الجمعية العامة بخمسة عشر عضوًا.. منها خمس دول دائمة العضوية هى أمريكا وبريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتى «روسيا لاحقا» والصين الوطنية والتى كان اسمها فرموزا ثم تايوان حاليا، إلى أن حلت محلها الصين الشعبية لاحقا تحقيقا للتوازن الدولى بالنظر إلى حجم الصين الغنية اقتصاديا وبشريا.

إلى جانب الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية، فإن المجلس يضم عشر دول أخرى غير دائمة العضوية يتم تغييرها بالتناوب كل عامين من بين الدول الأعضاء، غير أن أى قرار يصدر عن المجلس يستوجب موافقة الدول دائمة العضوية وبدون هذه الموافقة يتعطل صدوره، بل إن دولة واحدة من بين الدول الخمس يمكنها تعطيل صدوره بالنظر إلى ما يُعرف بحق الاعتراض «الفيتو».

ولذا فإن كثيرًا من القرارات المنصفة والعادلة فى شأن الصراعات والنزاعات الإقليمية لا تصدر بسبب هذا «الفيتو» والتى تستخدمه الدول الكبرى دائمة العضوية كلها أو إحداها إذا ما تعارض القرار مع مصالحها واستراتيجيتها وهو الأمر الذى أفقد هذه الدول الكبرى مصداقيتها ونزاهتها بقدر ما أفقد مجلس الأمن والأمم المتحدة كل مصداقية لدى شعوب العالم.

<<<

حتى بعض القرارات التى أصدرها مجلس الأمن بإجماع أعضائه ودون اعتراض أى من الدول دائمة العضوية لم يتم تنفيذها على أرض الواقع حسبما حدث مع عشرات القرارات الصادرة بشأن القضية الفلسطينية على وجه الخصوص والصراع العربى الإسرائيلى.

وقد كان القرار الشهير رقم ٤٢٤ لسنة ١٩٦٧ الصادر عن مجلس الأمن أوضح دليل على ذلك، وهو القرار القاضى بانسحاب إسرائيل من الأراضى العربية التى احتلتها إلى حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وهو القرار الذى لم يجد طريقه إلى التنفيذ حتى الآن فى الجولان وفلسطين المحتلة «الضفة الغربية وغزة» باستثناء نجاح مصر فى تحرير سيناء بانتصار حرب أكتوبر عام ١٩٧٣.

بل إن ذلك القرار الذى حاول وزير خارجية بريطانيا «اسمه على ما أذكر جون براون» تزويره بصياغة تنطوى على خبث وتدليس، إذ جاءت صياغته «الانسحاب من أراضٍ عربية وليس الأراضى العربية» بحسب نص القرار باللغة الفرنسية وهو النص الذى تم اعتماده.. بل إن هذا القرار المزور لم يتم تنفيذه أيضًا!

<<<

ثم إن بقاء استمرار القضية الفلسطينية التى يقترب عمرها من عمر الأمم المتحدة دون حل حتى الآن، رغم عشرات القرارات الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن ورغم عشرات من جولات مفاوضات التسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل بما فيها التى جرت برعاية أمريكية وأوروبية، ورغم اتفاقية أوسلو التى كان يتعين أن تفضى إلى تسوية قائمة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ورغم إقرار الدول الكبرى وفى مقدمتها الولايات المتحدة عبر إداراتها المتعاقبة بحل الدولتين.. إن بقاء العقبة دون حل إنما يعنى بكل وضوح وبكل تأكيد فشل الأمم المتحدة فى حل عادل ومشروع للفلسطينيين بقدر ما يؤكد فى نفس الوقت انعدام مصداقية الولايات المتحدة وتوابعها الأوروبيين وعلى النحو الذى لا يدع مجالاً للشك فى الانحياز السافر للصهيونية والكيان الصهيونى على حساب حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وإقامة دولته وفقًا لمرجعيات الشرعية الدولية التى تتشدق بها هذه الدول والتى تهيمن على المنظمة الأممية.

<<<

إن فشل الأمم المتحدة وعجز مجلس الأمن الدولي تحت وطأة نفوذ الولايات المتحدة يتبدى بكل وضوح يوميًا مع استمرار الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة ومع استمرار التوسع الاستيطانى الذى يلتهم ما تبقى من الأراضى ومع جرائم الحرب وإرهاب الدولة الذى يمارسه الكيان الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى ومع استمرار الانتهاكات اليومية للمسجد الأقصى على مرأى ومسمع من المنظمة الأممية وأمريكا وأوروبا الغربية وحيث تأكد التواطؤ مع إسرائيل ضد الحقوق الفلسطينية وضد القانون الدولى بل ضد ميثاق الأمم المتحدة ذاتها.

ولعل أبلغ وصف للأمم المتحدة تواتر لدى الشعوب فى العقود الأخيرة هو أنها صارت الأمم المتحدة الأمريكية، وهو وصف يتطابق تمامًا مع هيمنة أمريكا على المنظمة الأممية ومجلس الأمن وقراراتهما وبما يتفق مع مصالحها فى أقاليم العالم وإزاء القضايا الدولية والإقليمية.

<<<

سوف تبقى الأمم المتحدة فاقدة لأهميتها ومصداقيتها طالما ظلت تحت هيمنة أمريكا وسوف يبقى مجلس الأمن الدولى عاجزًا عن إصدار قرارات عادلة بشأن القضايا والصراعات والنزاعات الإقليمية طالما ظل من حق الدول دائمة العضوية كلها أو إحداها استخدام حق الفيتو، بل إن مجلس الأمن يظل عاجزًا عن تنفيذ قراراته حتى الصادرة بالإجماع طالما ظل مفتقدًا لآليات فعالة قادرة على تنفيذ القرارات وتظل حبرًا على ورق.

<<<

لذا فقد بات ضروريًا إجراء تعديلات على إدارة مجلس الأمن وتشكيله بل توسيع عضويته أيضًا مع إلغاء حق الفيتو، ولأنه لا خلاف على أن الأمم المتحدة قد دب الفساد في بعض مؤسساتها واعتراها الترهل، فإنه لا خلاف أيضًا على ضرورة إصلاحها وهو الإصلاح الذى صار مطلبا لغالبية الدول الأعضاء والشعوب، حتى أن الدول الخمس الكبرى تزعم أنها توافق عليه.

<<<

غير أن هذا الإصلاح المطلوب والضرورى سوف يتعثر كثيرًا ويستغرق تحقيقه سنوات بل قد لا يتحقق بكل أسف بحكم هيمنة الولايات المتحدة والتى ستعرقل أى إصلاح من شأنه تقليص أو نزع هيمنتها على المنظمة الأممية خاصة وأنها لاتزال القطب العالمى الأوحد حتى الآن ريثما يتم التحول الذى تسعى حاليا روسيا والصين نحو عالم متعدد الأقطاب، وهو تحول بات مرجحًا وإن استغرق سنوات.

<<<

لأن الأمم المتحدة قد شاخت بعد أن مضى على تأسيسها ثمانية عقود، فقد بات من الضرورى إصلاحها حتى تبقى قائمة باعتبارها الخيار الوحيد المتوافق عليها دوليًا حتى الآن، غير أن الإصلاح لن يتحقق فى غيبة آليات قادرة على تنفيذ قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية ولن يتحقق مع استمرار حق الفيتو ومع استمرار الهيمنة الأمريكية على قراراتها وإدارتها.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4303 جنيه 4280 جنيه $87.15
سعر ذهب 22 3944 جنيه 3923 جنيه $79.89
سعر ذهب 21 3765 جنيه 3745 جنيه $76.26
سعر ذهب 18 3227 جنيه 3210 جنيه $65.36
سعر ذهب 14 2510 جنيه 2497 جنيه $50.84
سعر ذهب 12 2151 جنيه 2140 جنيه $43.58
سعر الأونصة 133834 جنيه 133123 جنيه $2710.69
الجنيه الذهب 30120 جنيه 29960 جنيه $610.05
الأونصة بالدولار 2710.69 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى