شريف حسن يكتب : عن الزيوت فى مصر
تسعى مصر جاهدة فى التوسع بزراعة البذور "عباد الشمس، فول الصويا" ــ حيث وصلت فاتورة الاستيراد إلى ٩٨٪ من الزيوت، ويرجع ذلك إلى عدم وجود زراعة نباتات زيتية ــ وقد تقرر زراعة ٢٥٠ ألف فدان بدلا من ١٥٠ ألف، وأن حجم الاستهلاك وصل إلى مليونى ونصف الطن.. وتستهلك مصر سنويا مليونا و٢٠٠ ألف زيت طعام سنويا، منها ٥٠٠ ألف طن من زيت النخيل، وحيث إن بذور القطن كانت تسهم فى تغذية الأسواق بزيتها الغنى بالفيتامينات «أفضل أنواع الزيوت»، فتقلصت زراعته ويتم استخلاص زيت بمعدل ٢٠٪ من البذور وفي التسعينيات كان يتم الاعتماد عليه، ومصر بها خبراء وقاعدة جيدة فى صناعة الزيوت تمنعها من الاستيراد من الخارج ومناطق تجارية وموانئ بحرية تسهل عمليات التجارية العالمية.
ورغم تفاوت أسعار الزيوت إلا أن الإقبال علي الشراء يشهد ازديادًا غير متوقع منذ رمضان وحتى هذه الأيام ويتم تخزينها خوفًا من تقلبات الأسعار.. وحسب تأكيد د. نادر نورالدين فى تصريحاته الأخيرة بأن الأزمة الأوكرانية الروسية فى طريقها للحل مما ينهى أزمة الغذاء العالمى وأن ٥٠٪ من الزيوت تخرج من روسيا وأوكرانيا واعتماد 40 دولة افريقيا على الأسمدة الروسية التى تؤثر على سعر الأغذية بالأسواق، وارتفع سعر زيت الطعام إلى ١٢٠٪ «وصل طن الخام ٧٥٠ دولاراً العام الماضى، وبعد كورونا وصل إلى ١٣٠٠ دولار، وبسبب الأزمة الروسية الأوكرانية ارتفع إلى ١٨٥٠ دولارا» يعنى أن هناك تحديات أكبر أمام العالم أجمع.
ورسالة اطمئنان من وزارة التموين بأن لدينا احتياطى من القمح ٤.١ مليون طن الآن، ومتوقع إضافة من ٢.٥ مليون إلى ٣ ملايين طن من السوق المحلية.. والأرز فالتعاقدات تغطينا، ومصر تقدمت كثيرا فى صناعة المكرونة بأنواعها وتم استثناء تصدير المكرونة الاسباجيتى من مصر.
وتُبشر الحكومة مواطنى المحروسة بأنها تسعى لتوطين صناعة الزيوت وتشجيع الإنتاج المحلى وطرح مناقصات زيت محلى بالجنيه المصرى، حيث إن البذور الزيتينة تُستورد من الخارج والتعاقد على بذور محلية ليتم عصرها والتكرير بالمصانع، و«الصفا» فازت بتوريد ٨ آلاف طن و«المجد» بـ٥ آلاف طن و«كايرو ثرى إم» بـ٣ آلاف طن بسعر موحد للشراء ١٣.٩٢٠ ألف جنيه للطن، والهدف تعزيز الاحتياطى الاستراتيجى من مخزون الزيت، وطرح مشروعات استثمارية فى الزيوت بمشاركة القطاع الخاص بـ٣٢١ مليون دولار خلافا لمشروع إنشاء مجمع للزيوت في إقليم قناة السويس بالشراكة مع ماليزيا ــ فالمجمع سيجعل مصر مركزًا تجاريًا عالميًا «توفيرا للخدمات اللوجستينية والمجمعات التخزينية والتوزيع للمحافظات».
كما أن التوعية والتنبيه والتشجيع على استخدام زيوت الأفوكادو والخردل والنخيل والفول السودانى والسمسم والزيتون يُقلل الإقبال على زيوت عباد الشمس والصويا والذُرة ويُحدِّث توازن وانخفاض فى الأسعار بدلا من استهلاك زيت واحد فقط، والتطوير والتحديث فى المصانع الحكومية وشراء ماكينات عصر للبذور وتشجيع المشروعات متوسطة الصغر ومنتهية الصغر وزراعة مساحات شاسعة من النباتات الزيتية سيوفّر على مصر الكثير من المستوردات سواء بذور نباتات زيتية قليلة الاستخدام للمياه وتُروى بالطرق الحديثة أو زيوت خارجية تعبأ فى الداخل وتشغيل أيدى عاملة تحرّك عجلة الاقتصاد للأمام وتقلل فاتورة الواردات.