الأموال
الإثنين 16 سبتمبر 2024 11:00 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أحمد عبده طرابيك يكتب : الذكري المئوية لمولد زعيم أذربيجان حيدر علييف

أحمد عبده طرابيك
أحمد عبده طرابيك

تحتفل جمهورية أذربيجان في العاشر من مايو هذا العام 2023، بالذكري المئوية لمولد زعيم البلاد القومي حيدر علييف، الذي يعد لدي الأذربيجانيين المؤسس لجمهورية أذربيجان الحديثة. حيث تولي السلطة في البلاد خلال فترة عصيبة في تاريخها الحديث، كادت أذربيجان تنزلق خلالها إلي أتون حرب أهلية، علي غرار العديد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، فقد شهدت أذربيجان خلال فترة إعادة استقلالها عام 1991، مضاعفات كبيرة في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعانت البلاد كثيراً جراء الزمة الاقتصادية الطاحنة ونقص في مخزونات الغذاء، وسط تجاذبات وصراعات سياسية داخلية، وزاد من وطأة هذه المشاكل الداخلية، قيام أرمينيا بشن عدوان علي أذربيجان نتج عنه احتلال إقليم قراباغ، الذي يشكل نحو 20% من مساحة البلاد بمساعدة القوات الروسية.
ولد حيدر علي رضا أوغلو علييف في إقليم ناخيتشيوان المتمتع بالحكم الذاتي بجمهورية أذربيجان في 10 مايو عام 1923، تخرج من كلية المعلمين في ناخينشيوان عام 1939، ثم درس في كلية العمارة لمعهد أذربيجان الصناعي، الذي تحول إلي "أكاديمية النفط الحكومية الأذربيجانية" حالياً، ولكنه لم يتمكن من استكمال دراسته نظراً لإندلاع الحرب العالمية الثانية.
بدأ حيدر علييف حياته السياسية في عام 1941، حيث شغل منصب مدير القسم في مفوضية الشعب بجمهورية ناختشيوان الاشتراكية السوفييتية ذات الحكم الذاتي، ثم أُرسل للعمل في هيئات أمن الدولة عام 1944، وأصبح حيدر علييف الذي كان يعمل في نظام هيئات الأمن منذ ذلك الوقت نائبا لرئيس اللجنة الدولة للأمن لدى مجلس الوزراء بجمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفييتية عام 1964، ورئيسا لهذه اللجنة عام 1967، وفي سنة 1957 تخرج في كلية التاريخ بجامعة أذربيجان الحكومية.
أصبح حيدر علييف قائداً لجمهورية أذربيجان بعد انتخابه الأمين الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي يوليو عام 1969، وبعد انتخابه عضواً للمكتب السياسي في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي في ديسمبر عام 1982، عُين نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء للإتحاد السوفيتي في موسكو، وظل به خمس سنوات، إلا أنه استقال في أكتوبر عام 1987 من مناصبه بعد أن أصبح معارضاً للسياسة التي يقودها المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي برئاسة ميخائيل جورباشوف.
وبعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي، عاد علييف في يوليو 1990 من موسكو للعيش في باكو، ثم انتقل إلي ناخيتشيوان، وانتخب في العام نفسه نائباً للسوفيت الأعلى لأذربيجان، وأصبح رئيساً للمجلس الأعلى لجمهورية ناخيتشيوان ذات الحكم الذاتي ونائباً لرئيس السوفيت الأعلى لجمهورية أذربيجان خلال أعوام 1991- 1993، وانتخب زعيماً لحزب "أذربيجان الجديدة" في مؤتمر تأسيسه الذي عقد في مدينة ناخيتشيوان عام 1992، وفي 15 يونيو 1993 انتخب رئيسا للسوفيت الأعلى لأذربيجان، فبدأ في ممارسة صلاحيات رئيس جمهورية أذربيجان وفقا لقرار المجلس الوطني في 24 يوليو، وفي 3 أكتوبر 1993 انتخب علييف رئيساً لجمهورية أذربيجان بنسبة 76.1% من الأصوات، وفي انتخابات 11 أكتوبر 1998 حصل علي أغلبية ساحقة.
جاء حيدر علييف إلى ناخيتشيوان وقام بفتح الحدود مع الدول المجاورة، فانتعشت الحالة الاقتصادية ومن ثم فقد بدأ الشعب يشعر بالحرية والعزة والكرامة بعد أن كان يعاني الأزمات الإقتصادية والبطالة، وفي باكو كانت الأحداث تتداعى بسرعة إلى الأسواء، بسبب الخلاف السياسي المحتدم، مما دفع الشعب في باكو إلى الاستغاثة لينقذ أذربيجان من التفكك والانهيار، فاستطاع توحيد البلاد واسترداد بعض الأراضي التي احتلتها أرمينيا، ولكنه نظراً للظروف الإقتصادية الصعبة، والظروف الدولية المحيطة لم يستطع أن يكمل تحرير بقية الأراضي المغتصبة، واضطر إلى توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار مع أرمينيا، ومن ثم بدأ في إعادة تنظيم الجيش وبناء الدولة في كل قطاعاتها حتى يتمكن من استرداد الأراضي المحتلة وانضمت أذربيجان في عام 1992 إلى الأمم المتحدة، التي أصدرت أربعة قرارات تقضي بضرورة انسحاب أرمينيا من أراضي أذربيجان المحتلة.
اهتم علييف بإعداد جيش قوي يحفظ لأذربيجان قوتها ويصون أراضيها ويدافع عن حقوقها ويسترد أراضيها المحتلة، ولذلك فقد كان حريصا على أن يعلن إلى شعبه أن أذربيجان تحتاج إلى جيش قوي يدافع عن قضيتها العادلة في استرداد أراضيها، حتي يعرف كل مواطن حقوقه وواجباته الوطنية والإحساس بالانتماء إلى هذه الأرض، حتي أصبح جيش أذربيجان في مقدمة جيوش القوقاز قوة وتطوراً، وقد تجت تلك القوة في حرب التحرير لإقليم قراباغ عام 2020، حيث استطاع أن يقود ملحمة تاريخية علي مدار 44 يوماً، حقق خلالها نصراً مظفراً استعاد لأذربيجان الكرامة والهيبة قبل استعادة وتحرير الأرض.
كان حيدر علييف يؤمن بأن العلم هو السبيل الوحيد للنهضة والتقدم، ولذلك كان يقول "شعب غير مثقف لن يستطع أن ينجح في الحياة" فعمل علي تطوير بلاده من خلال المؤسسات التعليمية المختلفة في كافة المجالات، وحرص علي إعداد الكوادر الوطنية ذات الكفاءة العالية في مجالات التعليم والصحة والثقافة والاجتماع والعلوم واهتم بصفة خاصة بميدان البحث العلمي الذي يعد أساسا لنهضة المجتمع وتطور البلاد.
رحل الزعيم حيدر علييف في 12 ديسمبر 2003، بعد أن وضع أذربيجان على الطريق نحو تحقيق آمال الشعب في الحرية والرفاهية والازدهار، فالإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية الثابتة، والإدارة الفعالة والسياسة الخارجية النشطة، قد جعلت من أذربيجان دولة محورية في القوقاز وشريكاً قوياً موثوقاً به في العلاقات الدولية، هكذا ينهض القادة بأوطانهم، وتسجل أسماءهم في سجلات تاريخها المجيد، ويتذكر الأجيال سيرة أبطالها وقادتها ليستلهموا الهمة والعزيمة علي مواصلة المسير نحو التقدم والرقي والازدهار.
حرص حيدر علييف علي استعادة شعب أذربيجان لهويته الإسلامية والثقافية والقومية، لأنه كان علي يقين بأنه عندما يفقد الإنسان هويته فإنه يفقد معها شخصيته وكيانه، وعندما تفقد الأوطان والشعوب هويتها فإنها تفقد مستقبلها، فقد أكسبه عمله في أعلي سلطة الحكم بالإتحاد السوفيتي ما كان يحاك لوطنه من مكائد، ولذلك فقد عمد الأرمن عند احتلالهم لإقليم قراباغ الأذربيجاني إلي تدمير التراث الحضاري والإسلامي الذي يشير إلي الهوية الأذربيجانية والتراث الذربيجاني في تلك المناطق.
خضعت أذربيجان لفترات طويلة من تاريخها الحديث للهيمنة تحت نفوذ قوي إقليمية كبري خاصة الامبراطورية الروسية، والهيمنة السوفيتية منذ عام 1936 وحتي إعادة استقلالها عام 1991، حيث تبني الاتحاد السوفيتي سياسة طمس الهوية الدينية والثقافية للشعوب، ومحاربة الأديان، وتعاملوا مع الإسلام بعنف شديد، حيث تم السيطرة على جميع نسخ القرآن الكريم واحراقها، واستخدمت دور السينما والإذاعات لمحاربة الدين وتشويه صورة المسلمين الذين يذهبون للمساجد أو يصومون رمضان أو يحتفلون بالأعياد الإسلامية، ومُنع الحجاج من الذهاب إلى بيت الله الحرام، كما منع السوفيت الصلاة والصوم والحج بحجة أن هذا يؤثر على اقتصاد المجتمع السوفيتي، فأجبروا رجال الدين علي اصدار فتاوى تنسجم مع أهداف السوفيت ولا يؤثر على الاقتصاد السوفيتي، فقد أباحت للمسلم أن يجمع الصلاة مرة واحدة في اليوم، ويصوم يوماً واحداً في رمضان، وقد أصدرت السلطات أمراً بمنع ذبح الأضاحي ولو كانت ملكاً خاصاً بحجة الأضرار الاقتصادية، ووضعت معوقات عديدة لعدم تمكين المسلمين من الحج.
كان حيدر علييف يدرك جيداً مدي التشوه الديني والأخلاقي والثقافي الذي أصاب شعب أذربيجان، فحرص علي إعادة إصلاح ذلك التشوه واستعادة شعب أذربيجان لهويته الدينية والثقافية والوطنية التي عهدها منذ قرون طويلة، لأنه كان يعلم جيداً أن فقدان الشعب لهويته هو فقدان الولاء والانتماء. فعمل علي عقد المؤتمرات الدولية عن الإسلام ودعا إليها خيرة العلماء من كافة الدول الإسلامية، وحرص علي إحياء الشعائر والاحتفالات الدينية وخاصة شهر رمضان، وعيدي الفطر والأضحي، حتي تتعلم الأجيال الجديدة مبادئ دينها الإسلامي.
أقام حيدر علييف علاقات قوية مع دول العالم المختلفة بعد أن أصبحت أذربيجان دولة حرة مستقلة وقد كان حريصا على أن يعرض مشكلات بلاده في المحافل الدولية وأن يكسب تأييد دول العالم الحرة له خصوصا بالنسبة لقضية قراباغ الجبلية، وأعاد بلاده إلي انتماءها الإسلامي بعدما ظلت طوال الحقبة السوفيتية بعيدة عن تلك الدائرة التي ينتمي شعبه إليها، وبدأ التعاون المتبادل وبناء العلاقات الثقافية والسياسية والاقتصادية مع الدول الإسلامية.
كان حيدر علييف ينظر إلى العلاقات مع الدول العربية والإسلامية من زاويتين: الأولي: توسيع العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بين جمهورية أذربيجان والدول العربية والإسلامية. والثانية: تعميق العلاقات مع جميع الدول والشعوب الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، وتعزيز الوحدة والتضامن بينها بين شعوب العالم الإسلامي.
اعتبر حيدر علييف، أن توسيع التعاون الثنائي والإقليمي بين مختلف الدول الإسلامية هو أمر مهم جداً لبلاده وللأمة الإسلامية، وأن يكون الدفاع عن مصالح المسلمين عن طريق اعتماد هذه الدول موقفاً موحداً على الصعيد العالمي. لذلك كان يفكر كثيراً في مستقبل العالم الإسلامي من خلال النضال الذي كانت تخوضه الدول الإسلامية التي تمتلك ميراثاً حضارياً كبيراً، وتراثاً علمياً وحضارياً غني في المرحلة التاريخية المعاصرة من أجل القضايا الاجتماعية والسياسية وحقوقها واستقلالها الذي يقع دائماً في مركز اهتمامه. ولذلك فقد كان يردد دائماً أن أذربيجان هي جسر بين أوروبا وآسيا، وبين الحضارتين الغربية والشرقية، وانطلاقاً من ذلك كان يفكر في هيكل تنموي مثالي لأذربيجان مع العالم العربي والإسلامي.


أحمد عبده طرابيك
باحث في شئون آسيا والعالم التركي

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى16 سبتمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.3772 48.4772
يورو 53.7906 53.9067
جنيه إسترلينى 63.8241 63.9802
فرنك سويسرى 57.2647 57.4171
100 ين يابانى 34.5379 34.6118
ريال سعودى 12.8896 12.9169
دينار كويتى 158.6398 159.0199
درهم اماراتى 13.1707 13.1993
اليوان الصينى 6.8191 6.8345

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,960 شراء 3,971
عيار 22 بيع 3,630 شراء 3,640
عيار 21 بيع 3,465 شراء 3,475
عيار 18 بيع 2,970 شراء 2,979
الاونصة بيع 123,156 شراء 123,511
الجنيه الذهب بيع 27,720 شراء 27,800
الكيلو بيع 3,960,000 شراء 3,971,429
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى