شريف حسن يكتب : عمال مصر ومايو
شهر مايو، شهر العمل، وبزوغ شجر التنمية والبناء والتعمير والرخاء، ومن أحداثه عيد العمال بمصر الحبيبة، والإسلام يعظّم من شأن العمل، وحثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على العمل والاجتهاد فيه وإتقانه بقوله «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»، و«من بات كالاً من طلب الحلال بات مغفورًا له»، فالكسب الحلال والعمل والإنتاج والإخلاص فيهم يحقق نهضة للأمم والشعوب، وقيمة المرء بما يحسنه من عمل، وأبناء مصر المحروسة يسعون بكل قوة إلى العمل والبناء وجذب الاستثمارات وإقامة المشروعات لتحقيق التنمية المستدامة رغم ما يعانيه العالم من ظروف اقتصادية صعبة.
يوم التمريض «الممرضين»
اختيار ١٢ من مايو ١٩٧٤ يومًا للممرضين يوافق ذكرى ميلاد «فلورنس نايتينجيل» مُؤسسة التمريض الحديث، ويقوم المجلس الدولي للتمريض بتوزيع أدوات خاصة بيوم التمريض العالمى، وفى الولايات المتحدة وكندا يحتفلون بـ«أسبوع التمريض» فى الفترة من ٩ إلى ١٥ من مايو كل عام، وتقرر الاحتفال فى عهد ريتشارد نيكسون عام ١٩٧٤، وقرره من بعده وزير صحة كندا عام ١٩٨٥.
والتمريض «فن وعلم وإنسانية» ويمد المجتمع بخدمات علاجية لبقاء الفرد صحيحًا معافى نفسيا واجتماعيا، وتعتبر «رفيدة بنت كعب الأسلمية» أول ممرضية في عهد الإسلام كانت تضمد المصابين والجرحى في الحروب، و«الربيع بنت معوذ» تطوعت بسقاية الجيش ومداواة الجرحى، و«حمنة بنت جحش» تطوعت فى معركة أحد لنفس الغرض و«أم سنان الأسلمية» تطوعت فى غزوة خيبر لمعالجة المحاربين، وقد ابتدئ التمريض فى بريطانيا بقيام أطباء بعلاج وتمريض المرضى، وساعدتهم نساء راهبات، وعندما انتقلت ممارسة الطب إلى الدول العربية والإسلامية نُقلت معه الثقافة الغربية، و«فلورنس نايتينجيل» أول من أبرز دور التمريض وتعليمه وأهميته ووضعت الحجر الأساسى للتمريض لتحسين الظروف الصحية للعسكريين خلال الحرب، وفى القرن السابع عشر كان التمريض يُمارس في أوروبا من قِبل السجناء رجالا ونساء.. وفى ١٨٥٣ أنشأ «ثيودور فليدنير» مستشفي وتم تشييد المعهد البريطانى للتمريض، وقد أسهم فى تطوير مهنة التمريض «مارى سيكول» و«اليزابيث جونس» و«ليندا ريتشردس».
الرعاية الشاملة
علي أفراد التمريض عبء كبير ورعاية شاملة «جسمانية ونفسية واجتماعية وروحية» ويرافقون الأطباء كتفا بكتف ويمدون المريض بالإرشادات اللازمة للوقاية من الأمراض والارتقاء بالصحة العامة ووضع خطط شاملة للرعاية الصحية وإعطاء المحاليل الوريدية والأدوية وتسجيل الفحوصات المخبرية من عينات الدم وسوائل الجسم وتسجيلها لتكون مرجعًا لحالة المريض.
وتتنوع اختصاصات التمريض «صحة نفسية، وصحة أطفال، وتمريض جنائى، وغسيل كلي، وقسطرة وشرايين، ورعاية مركزة وتخدير، وتمريض جروح، وعمليات».
وقالت نقيبة تمريض مصر في حوار لها «يوجد عجز فى التمريض بلغت ١٠ آلاف بعدما كانت ٦٠ ألف، وجارى التوسع فى إنشاء جامعات أهلية وكليات تمريض كـالملك سلمان والجلالة والأطقم تحتاج لمركز تدريب بكل محافظة على غرار المعهد القومى لتدريب الأطباء.
بدل عدوى
أما عن بدل العدوى فما يصرف لها مبالغ زهيدة ولابد من مضاعفتها امتثالا بالدول الأجنبية والدول العربية، والعمل على مكافحة العدوى التى تحصد الأرواح يومًا بعد يوم من الأطباء والتمريض، وناهيك عن الرواتب بمهنة محفوفة بالمخاطر والتعامل المباشر «ممرض - مريض» وعزوف أغلب الممرضين عن الممارسة والهجرة لممارستها بالدول العربية والأجنبية والبحث عن أعلى الرواتب، ففى بريطانيا ــ حسب موقع صناع المال فى يناير ٢٠٢٣ ــ تصل الرواتب من ٣٠ ألف دولار إلى ٤٣ ألف دولار سنويا، وفى سويسرا من ٥٥ ألف إلى ٦٥ ألف دولار، وفى لوكسمبورج الرواتب من ٦٥ إلى ١٢٠ ألف دولار سنويا، وفى الدنمارك من ٤٩ ألف إلى ٥٣ ألف دولار سنويا، وفى السعودية يتراوح بين ١٥٥٩ و٤٨٥٠ دولار شهريًا، وفى الإمارات «من ٨٩٥ دولار إلى ٢٥٠٠ دولار شهريا»، وفى مصر ـ حسب تصريح نقيبة التمريض - يحصل الخريج على 9200 جنيه وذو خبرة من 3 إلى 5 سنوات على 10300 جنيه، وقد طالب أحد نواب البرلمان ـ محمد الوحش - بأن مرتبات التمريض فى الحكومة تعانى التدنى، وأن شفت التمريض فى المستشفيات الخاصة يصل إلى 425 جنيها، وفى الحكومة 25 جنيها.. فالمرتبات تحتاج إلى نظرة ودراسة لما تواجه الأسر المصرية من تفاوت في أسعار السلع والمنتجات.