شريف حسن يكتب : ذكري الانتصارات
تمر الأيام والسنين ونتذكر مناسبات وأحداث ولا تزال حرب رمضان 1393– حرب اكتوبر 1973- مرأي ومسمع العالم بتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يُقهر.. ونعرض نبذات من كتاب (حكايات من نصر أكتوبر) للمؤرخ العسكري محمد على السيد – منجم المعلومات العسكرية - كفتح أول ثغرة في خط بارليف المنيع وعبور أول دبابة (استخدام مدافع المياه وإزالة 15 ألف مترمكعب من الرمال في 145 دقيقة) – فكرة أحد الضباط "مقدم باقى زكى يوسف" - وينم ذلك عن الاستبسال والروح القتالية العالية لتحقيق النصر واستنزاف العدو وبث روح الاستشهاد من خلال وُعاظ الاوقاف كالشيخ محمد داود – حصل على فرقة قفز بالمظلات - حوَّل اليأس إلى معركة تزلزل ركب العدو ومن خسائر إلى انتصارات واستنزاف قوات العدو، فقبل أن يمضى شهر على الهزيمة كان العدو قد قام بتشوين الذخيرة التى تركتها القوات المنسحبة من سيناء أمام مدينة السويس استعدادا لتشوينها بعد ذلك لاستفزازنا على الشاطئ الغربي أو استخدام أسلحتنا وذخيرتنا لضربنا بها بعد ذلك، ومع آخر ضوء كان ابراهيم الرفاعى هناك يُلغّم هذه الذخيرة الممتدة بعرض 2 كيلومتر لتنفجر على مدى 8 ساعات (طول ليلة الهجوم) ليظهر الصباح بضوئه الجديد مُنهيًا هذه المهزلة بنصر يرفع روح كل جنود الجبهة ومواطنيها.. الإغارة علي لسان بور توفيق تمت نهارا وعادت القوات لقواعدها سالمة بعد الهجوم (عام 1969)، ولا يُنسلى معركة رأس العش التى استطاعت قوات الصاعقة منع العدو من دخول بورفؤاد أمام بورسعيد.
ويحكى كمال حسين منصور في كتاب "حكايات من نصر أكتوبر" قائلا "استطعنا باستبسال أن نعود لمواقعنا الأصلية بكامل سلاحنا بعد تعرضنا لقتال شرس حول السويس أثناء الثغرة، فاستخمنا تانكات النابالم الخرسانية التى أعدها العدو لحرق قوات العبور كمخابئ حصينة عند هجوم طيرانهم علينا وادواتهم ومعداتهم لتشوين وحمل الألغام التى أزلناها وأمناها لنحملها معنا واستطاعت معداتنا الثقيلة تحمُّل مصاعب مدقات جبل عتاقة التي استخدمناها لنبتعد عن الطرق الرئيسية التى احتلتها قوات العدو وتركتها مهزومة ومُنسحبة بعد النصر ومباحثات الكيلو101".
وما بين سطور كتاب "حكايات من نصر أكتوبر" القيم والشامل والجامع لكل من شارك فى هذه الحرب الباسلة – حرب استرداد الارض – (قيام طياران اسرائيليان بمظلتيهما على اثر تمكن مقاتل مصري من إصابة طائرتهما بصاروخه المحمول على كتفه فسقطا فى "المنطقة الحرام" – منطقة فاصلة بين قواتنا وقوات العدو – فأمر اللواء إحدى عرباته المدرعة المحمول عليها صاروخ مضاد للدبابات بالتقدم للمنطقة وإحضارهما كأول أسيرين من الطيارين، وقام اللواء المدرع بتطوير قتاله ليمتد في عمق سيناء إلي 12 كيلو بدلا من 3 كيلومترات).
وفي يوم 20 رمضان انضم لواء مظلات على مراحل للجيش الثاني ليندفع للاشتباك فى معارك قتالية في أبوسلطان والدفرسوار وسرابيوم، ونجحت القوات في إيقاف العدو من مجموعة عمليات شارون أمام جبل مريم الحاكم بجنوب الاسماعيلية، وقد دافع اللواء عن الجبل بصده للهجمات وفشل العدو في الاستيلاء عليه.
وخلال 13 و18 رمضان قاتل لواء المظلات العدو بجنوب الاسماعيلية وتمكن من تدمير 9 طائراتت معادية و23 دبابة وعربة مدرعة وإحباط محاولات العدو المتكررة للوصول للاسماعيلية وحرمانه من تحقيق هدفه السياسي والعسكري في هذا الاتجاه، وأصبحت قواته في القغرة رهينة في أيدي القوات المصرية وحصارها بقوات متنوعة تستنزفها بشكل دائم، وقد أعطت القوات رسالة بالتصميم علي تصفية الثغرة والاستعداد التالى بشراسة ولم تتوقف الاشتباكات المزعجة إلا فى 23 من يناير 1974 (يوم بداية الانسحاب من الثغرة).
وفي 18 رمضان – من كتاب "حكايات من نصر أكتوبر" - تم اغلاق ممر متلا ووصلنا لأعمق نقطة فى خطوط العدو وصلتها أى وحدة قتالية، وكان الممر يبعد 5 كيلو من قواتنا وأسلحتنا أغلقته 36 ساعة متصلة بعد قتال عنيف من أول ضوء صباح (14 اكتوبر – 18 رمضان) وحتى آخر ضوء من 19 رمضان.
ولايزال انتصار العاشر من رمضان 1393 – أكتوبر 1973– محل دراسة وفحص ومناقشة في الكليات العسكرية لما قامت به القوات المسلحة بكافة أفرعها وأسلحتها وإمكاناتها من تحقيق النصر واسترداد الأرض، وجيلا بعد جيل يحمل الراية ويحمى روابع مصر ويحافظ على أمنها القومى واستقرارها وازدهارها.