د.إبراهيم ابو محمد يكتب : إلى الأزهر الشريف - منهجا، وشيخا، ورموزا
في يومه العالمي الذي يعني 1083عاما من الصمود و العطاء
الأزهر وعطاؤه العلمي :
في مجالس شيوخ الأزهر ، وبين أيديهم تفتحت
عيون علماء العالم الإسلامي على فهم كتاب الله،
• ومن أروقته وعلمائه وشيوخه أدرك العالم
قيمة منهج الإسلام رسالة ورسولا،
• وفيه تعرف أبناء الأمة على تاريخ أمتهم
وحضارتها ورجالها وأبطالها ومن صنعوا لها
المجد.
• ومن علوم الأزهر أخذت المعايير الحقيقية
التي يقيسون بها نبض الحياة ويعرفون بها
مقياس الصواب والخطأ، ليس فقط على مستوى
السلوك الفردي في الحلال والحرام، وما يجوز
وما لا يجوز، وإنما معيار الصواب والخطأ الحضاري
والثقافي للأمم والشعوب والمجتمعات
الإنسانية.
• والأزهر منذ نشأته يمثل الفكر الإسلامي
الأصيل، والصحيح الذي ينفي عن الإسلام تحريف
الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
• والأزهر بعلمائه وشيوخه هو المأمون على
دين الله عقيدة ولغة وثقافة، ومن ثم فلا يمكن
لجهة أو هيئة في أي مكان في العالم تستهدف
التأصيل العلمي وتبحث عن صحة الرواية
وسلامة التوثيق إلا ويكون لها علاقة وثيقة بالأزهر
الشريف جامعا وجامعة.
هذا فضلا عما يقوم به
الأزهر الشريف من ممارسة لدوره ورسالته
العلمية في التوجيه والإرشاد وزيادة الوعي
ومحاربة التطرف
ونشر الإسلام الصحيح لدى أبناء الجاليات
الإسلامية،في كل دول العالم شرقا وغربا وشمالا
وجنوبا .
• ومن ثم فالأزهر له فضل السبق في عبور
القارات وتخطي الحدود زمنا ومكانا برجاله
وأبنائه وخريجيه من سفراء الدعوة .
• والأزهر بجانب كونه قلعة تحطمت عليها كل
موجات الغرور الشريرة التي أرادت النيل من
مصر تاريخا وعقيدة واستقلالا، هو أيضا الحارس
على سلامة وصحة فكر الإسلام الصحيح، وهو
حائط الصد ضد طوفان الغلو والتطرف، والتعصب
الأعمى والإرهاب المجنون..
• ولئن كان الأزهر قد بني في مصر ، واتخذ من
أرض الكنانة مستقرا ومستودعا، إلا أن مكانته
ورسالته تعدت حدود الجغرافيا لتصل إلى أعماق
آسيا وإفريقيا وأوروبا وأستراليا والأمريكتين،
وتشكل في تلك المساحات الجغرافية عن طريق
الأخلاف بعثا جديدا لنشاط الأسلاف.
كما تسطر تاريخا جديدا في الدعوة على بصيرة، تعيي
مشكلات الواقع، وتستوعب تحدياته، وتعرف
كيف تبني الجسور والعلاقات بحكمة واقتدار، كما
تعرف كيف تعرض قضاياها بذكاء وأدب.
• وهذا كله مكسب يضاف إلى رصيد مصر
الأزهر ويسبق في حضوره وتأثيره كل بعثات
وزارات الخارجية منذ عرف الناس مصطلح
الدبلوماسية.
• الحمقى ومعهم "أهل الهوى يا ليل”
يتصورون خطأ وغباء أن الأزهر وعلماءه حين
ينأون بأنفسهم عن الدخول في جدل عقيم مع
السفهاء والحمقى أنهم عاجزون عن الرد
، لا ...هم قادرون على الرد الرادع ، غير أن
مقامهم العلمي لا يسمح بالتدني والسقوط .
ومن ثم فهم يترفعون خلقا وعفة وسموا وهم
يرددون :
سمونا للسماء فنازعتنا ..
هواتفنا إلى الأفق البعيد
ومن عشق السماء فلا تلمه
إذا كره النزول إلى الحضيض.
• كل عام وأنتم ملء السمع والبصر، وعقول
الشرفاء وقلوبهم.
• كل عام وأنتم غصة في حلق كل كاره لدين
الله، ومفارق للنبل والخلق، وشرف الخصومة
كل عام وانتم بخير