المستشار أسامـــة الصعيدي يكتب : بعد الإطلاع عقول تحت الطلب
دعونا نعيش فى دهاليز موضوع هذا المقال فى ظل حالة اللاوعي التي يعيش فيها أصحاب العقول العشوائية وهم ذاتهم أصحاب العقول الفارغة وباعثنا فى ذلك أن الأواني الفارغة تحدث ضجيجاً أكثر من الأواني الممتلئة، وكذلك البشر لا يحدث ضجة إلا ذوو العقول الفارغة.
وفى ذات السياق بات التأكيد على أنه تبدو خطورة هذه العقول الفارغة بأنها عقول تحت الطلب فتارة يتم حشوها بالأفكار الإرهابية التي تسعى من خلالها جماعات الضلال الإرهابية إلى بث أفكارها المتطرفة لتنفيذ مخططاتها الإجرامية واستخدام أصحاب هذه العقول الفارغة ضد أوطانهم، وتارة أخرى يتم طلب هذه العقول لاستخدامها كأبواق مأجورة للتحرش اللفظي بالآخرين والنيل من سمعتهم وبث الفتن وإشاعة الفساد الأخلاقي فى المجتمع حتى أصبحت منظومة الأخلاق فى غيبوبة تحتاج إلى سيف القانون حتى يعطيها قبلة الحياة مرة أخرى.
وفى ذات السياق أيضاً وبعيداً عن حديث القانون فى مقام التكييف القانوني للأفعال الإجرامية التي يرتكبها أصحاب العقول قيد الطلب يبقى التأكيد على أن الأواني الفارغة تحدث ضجيجاً أكثر من الأواني الممتلئة، وكذلك البشر لا يحدث ضجيجاً إلا ذوو العقول الفارغة وبات ضرورياً عدم إضاعة الوقت بالجدال معهم فهم أصحاب عقول قيد الطلب لمن يدفع أكثر فى هذا السوق المجتمعي الذي يعيش أزمة حقيقية فى تقدير قيمة العقل وسموه.
وفى النهاية » يجب التأكيد على أن العقل هو مناط التكليف ومحور الثواب والعقاب، وهو ميزة الإرادة وقدرة التصرف والتسخير للكون والحياة، والتمييز والموازنة بين الخير والنفع والضرر وهو وسيلة الإنسان لأداء مسؤولياته تجاه نفسه ووطنه وهو الذي يسمو ويعلو بقيمة الفرد فى المجتمع إذا استخدمه فيما خلق له، وهو الذي يقود بصاحبه إلى غيابات الانحطاط والتهلكة إذا جعله قيد الطلب«.