د.احمد الملطاوى يكتب : لماذا الشيخ الشعراوي ؟!
بعد الهجوم الجديد والعنيف على إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي من بعض الإعلاميين وعلى رأسهم إبراهيم عيسى الذي وصف إمامنا بأنه شيخ متطرف داعشي سلفي ضد الأقباط ويهين المرأة وليس وسطيا وكذلك وصفه الناقد طارق الشناوي أن الشيخ الشعراوي صدر أفكار حسن البنا نقول :
لماذا الهجوم على إمام الدعاة وشيخ المفسرين في العصر الحديث والذي يمتلك في قلوب الناس مكانة خاصة ؟!
الموضوع بكل بساطة كما قال أحد المستشرقين : إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث : أن تهدم الأسرة ، وتهدم التعليم ، وتسقط القدوات والمرجعيات . ولكي تسقط القدوات عليك بالعلماء ، أطعن فيهم ، قلل من شأنهم ، شكك فيهم حتى لا يُسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد
وهنا يبدو الأمر واضحا حيث يظهر الهدف في إسقاط القدوات ممثلة في الإمام الشعراوي ،ذلك الشيخ البارع الذي جمع مزيجا عبقريا من علم الأزهر وهو بمفرده الذي أنتج خطابا دينيا وسطيا اجتماعيا سياسيا غير مسبوق ، ليس مجرد داعية يمارس الوعظ الديني بل هو موسوعة لغوية وعلمية ودينية وثقافية ، وله أسلوب مميز في تفسير القرآن الكريم ، يعتبر علامة بارزة في مسيرته ، وترك وراءه مكتبة إسلامية تعد ذخرا لطلاب العلم في شتى أنحاء العالم ، وما زال المسلمون في كل بقاع العالم يرددون أقوال وأدعية الإمام .
متى كان الإمام الشعراوي داعشيا ؟ ما رأيناه حمل سلاحا ،ولا أراق قطرة دم، ولا حرض على قتل بل ملأ الدنيا علما .
متى كان الإمام الشعراوي يكره الأقباط ؟! ألم ينظر إلى رثاء البابا شنودة للإمام الشعراوي حين قال :لقد تأثرنا كثيرا لوفاة صاحب الفضيلة الشيخ متولي الشعراوي فهو رجل عالم متبحر في علمه ومحبوب من مئات الآلاف وموضع ثقة من الكثيرين ، فقد عاش واعظا وكاتبا وشاعرا ، وقد جمعتني به من المودة والمحبة السنوات الأخيرة من عمره .
وقد رد المستشار أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية قائلا : إن الشيخ الشعراوي كان حائط الصد الذي يحمي المصريين من فكر التطرف وجمع شمل المصريين على تذوق القرآن الكريم .
متى أهان الإمام الشعراوي المرأة؟! وهو الذي أعاد على أذهاننا قول رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ): “ استوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن لكم عوان “ وكثير من خطبه ومواقفه التي تبرهن على احترامه للمرأة .
ما يفتعله أمثال إبراهيم عيسى ليس نقدا بل من يبحث بكلمة يقتصها من قول الإمام؛ ليهدم بها صورة الإمام في أعين الناس ومكانته في القلوب ، لكن ما تركه الإمام في نفوسنا وقلوبنا وعقولنا سيظل ميراثا يتوارثه الأجيال ، وسيظل صوته مؤثرا في نفس كل من يسمعه فيبعث فيه السكينة والهدوء .
رحم الله فضيلة الإمام الشعراوي