شريف حسن يكتب : تَقَارب صوته بالنقشبندى .. المبتهل سعيد حافظ
تُحيى الإذاعة المصرية ذكرى رحيل الشيخ والمبتهل سعيد حافظ الذى أتم حفظ كتاب الله العظيم وعمره اثنا عشر عامًا على يد الشيخين محمد رشوان ومحمد الضوى وأتقن قواعد التلاوة والتجويد.. وبرزت موهبته وذاع صيته فى سن السابعة عشرة، حيث جاء إلى القاهرة والتحق بقسم الدراسات الموسيقية بمركز المكفوفين وتخرج فيه عام ١٩٧١، وعقب الدراسة حصل على شهادة تأهيل مهنى فى التعبئة والتغليف وتم تعيينه بشركة القاهرة للزيوت والصابون، وقد وُلد المبتهل سعيد حافظ عام ١٩٥١.
لم تعقه رصاصة العدو الغاشم التي جعلته يفقد بصره ببلدته القصاصين بالاسماعيلية عن إكمال دراسته، فدرس المقامات الموسيقية والموشحات والطقاطيق على يد الموسيقار أحمد المحلاوى وعقب انتهائه منها التحق بإحدى الفرق الموسيقية وأول أجره تقاضاه جنيه واحد، وغنى فى برامج الهواة بالإذاعة.
اعتُمد سعيد حافظ بالإذاعة مبتهلا فى عام ١٩٧٩ ومشاركته الأولى بعد الاعتماد كانت فى أمسية أقيمت بمسجد الشيخ سلامة الراضى وأذيعت على الهواء مباشرة، واندمج وسط كوكبة من المبتهلين والمداحين أمثال النقشبندى ومحمد عمران ونصر الدين طوبار، وأصبح له أداء يختلف عمن سبقه ومن لحقه من المبتهلين.. فنبرة صوته وأداءه فى الابتهال والتواشيح يشعرانك كأنه النقشبندى، كما أنه صاحب أداء فريد ومختلف ومؤثر.. وعندما أنشد «لغة الكلام» فى ذكرى رحيل النقشبندى انبهروا بأدائه وصوته اللذين تقاربا مع أداء وصوت النقشبندى، مما جعله لم يحظ بالتكريم والضوضاء والشهرة والمكانة العالمية.
فى عام ١٩٨٣ قدم استقالته إلى الشركة وتم تعيينه بالمسرح القومى واعتمد مطربًا بالمجلس الأعلى للثقافة وشارك بالإنشاد الدينى فى الليلة المحمدية.
شارك المطرب محمد الحلو فى أغنية «يا حبيبى» وحفيد سيد درويش «إيمان البحر» فى إنشاد «يا رسول الله يا ابن عبدالله».
ابتهل للإذاعة «يارب» من كلمات عبدالمجيد عبدالفتاح وألحان أحمد عبدالقادر «يارب اهدينى/ وبسترك احمينى/ يا رافع السماوات/ وسامع الدعوات»، وله ابتهالات أخرى منها «خير الذِّكر، عفوك ورضاك يا رب، يا من بهديك أفلح السعداء، لغة الكلام علي فمى خجلي، يا رسول الله صلوا عليه وسلم تسليما، يا أيها المختار، يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا»..
غادر حياتنا عام ٢٠١٦ بعد رحلة ثرية قضاها في مديح رسول الله والإنشاد الدينى.