ردا علي المنكرين..مسار نبى الله موسى حقيقة دينية وأثرية
أنكر الدكتور أشرف عزت وهو غير متخصص فى التاريخ أو الآثار تواجد نبى الله موسى فى مصر وبالتالى رحلة خروجه منفردًا ثم مع شعبه إلى سيناء معتمدًا على تفسيرات عامة للطبرى بأن جبل الطور بالشام .
ولم يكلف نفسه بدراسة كل التفسيرات بل وكل الآيات الخاصة بالموضوع ويخصص قناة لبث هذه الأفكار المغلوطة تسمى "مصر لم تعرف فرعون ولا موسى" كما اتخذ اسم القناة عنوانًا لكتاب له باللغة الإنجليزية نشر أمازون عام 2015.
وقد أجرى لقاءا على قناته مع الدكتور وسيم السيسى استشاري جراحة الكلي والمسالك البولية الشهير وقد أكد له أن التاريخ المصرى لم يذكر أى شيء عن القصة.
وردًا على هذه المزاعم اوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة "لجنة التاريخ والآثار" أن من ينكر دخول بنى إسرائيل مصر وبالتالى خروجهم منها ينكر بالتالى الحقائق القرآنية والآيات الواضحة التى لا تحتاج إلى تفسير عن دخولهم وخروجهم واسم مصر واضحًا وتيه بنى إسرائيل و ينكر ايضا نصوص التوراة وإنكار القصة هو عدم اعتراف بالكتب المقدسة وهذا مرفوض قلبًا وقالبًا.
وبخصوص التاريخ المصرى القديم وعدم ذكره لتلك الأحداث نهائيًا حتى أن لوحة مرنبتاح الشهيرة بالمتحف المصرى لا تعنى إسرائيل كشعب بل قبيلة ما أو مجموعة ما بهذا الإسم من خلال المخصص الخاص للكلمة .
وذلك لأن التاريخ المصرى القديم هو تاريخ أمجاد وانتصارات فلا تمثل له قصة بنى إسرائيل أى مجد بل حدثت بلاءات لشعب مصر محددة فى آيات القرآن الكريم نتيجة رفض خروج بنى إسرائيل لذلك لم يشر التاريخ المصرى لهذا الحدث .
ويوجه الدكتور ريحان سؤالًا إلى المنكرون للقصة : لماذا تهل علينا وكالات الأنباء العالمية من وقت إلى آخر تدّعى وجود جبل موسى بالنقب بفلسطين مرة وبجبل نافو بالأردن مرة وبجبل سرابيط الخادم وهو داخل سيناء مرة ؟
ويجيب قائلا : بالطبع هذه المزاعم تستهدف إبعاد صفة القداسة عن المنطقة الحقيقية المعروفة للعالم أجمع وهى منطقة سانت كاترين حاليًا التى تشمل الشجرة المقدسة المباركة وجبل طور سيناء وذلك لأغراض سياحية واقتصادية .
علاوة على رغبة أقطار عديدة فى أن تحظى بهذه القداسة المتفردة فى سيناء حيث بورك الإنسان والأرض حول شجرة العليقة المقدسة لتشمل كل سيناء "فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا" سورة النمل "آية 8".
ويؤكد الدكتور ريحان أن المولى عز وجل أقسم بثلاثة أماكن مباركة فى سورة التين، فالتين والزيتون أرض القدس وطور سينين جبل الطور بسيناء والبلد الأمين مكة المكرمة واتخذت الحضارات بعد ذلك مسار نبى الله موسى بسيناء مواقع مباركة حيث بنيت الأديرة والكنائس المسيحية بسيناء منذ القرن الرابع الميلادى فى المواقع التى مر بها بنى إسرائيل .
فقد بنت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين كنيسة العليقة المقدسة فى القرن الرابع الميلادى فى أحضان شجرة العليقة وجاء الإمبراطور جستنيان ليبنى أشهر أديرة العالم وهو دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى.
والذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى نتيجة القصة الشهيرة للقديسة كاترين وجاء المسلمون ليبنوا جامعًا فى العصر الفاطمى فى عهد الخليفة الآمر بأحكام الله عام 500هـ 1106م داخل الدير لتتعانق الأديان فى بقعة واحدة وجاء اليونسكو عام 2002 ليؤكد للعالم هذه الحقيقة بتسجيله لمنطقة سانت كاترين كلها تراث عالمى استثنائى .
واشار الدكتور ريحان إلي أنه أصدر كتابًا بعنوان " التجليات الربانية فى الوادى المقدس طوى" إصدار دار أوراق للنشر والتوزيع يتضمن كل الحقائق الدينية والتاريخية والأثرية منذ دخول يوسف الصديق إلى مصر وولادة نبى الله موسى وتربيته وخروجه من مصر على مرحلتين بنص القرآن الكريم.
المرحلة الأولى ليدربه سبحانه وتعالى على الطريق وهى الرحلة الذى ذهب إليها هاربًا حين قتل خباز الملك المصرى بطريق الخطأ وهرب إلى مدين وهى داخل حدود سيناء وهناك تزوج صافوراء ابنة العبد الصالح شعيب وليس نبى الله شعيب وعاش بها عشر سنوات .
وحين عودته تمت المناجاة عند شجرة العليقة المقدسة القائمة حتى الآن بالوادى المقدس طوى (منطقة سانت كاترين حاليًا) ولها سر خاص يعلمه العالم كله بأن أوراقها خضراء طول العام وليس لها ثمرة وفشلت محاولة إنباتها فى أى مكان فى العالم وزارها العالم الألمانى ثيتمار عام 1216م وذكر أن العديد من المسيحيين حول العالم أخذوا أجزاءً منها كذخائر للتبرك بها ولو نجحت محاولة استزراعها لتهافت عليها الجميع.
وكان الخروج الثانى مع بنى إسرائيل " وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى إنكم متبعون" الشعراء 52 وذكر فى التوراة " أدار الله الشعب فى طريق برية سوف وصعد بنو إسرائيل متجهزين من مصر من أرض رع مسيس فارتحلوا منها إلى سكوت ثم ارتحلوا من سكوت ونزلوا فى إيتام " سفر الخروج 13: 14
وأردف الدكتور ريحان بأن عبورهم كان عبر جنوب سيناء لتواجد طريق حربى شهير محصّن بشمال سيناء فيمكن القبض عليهم حتى وصلوا إلى عيون موسى " وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا إضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه إثنتا عشرة عينًا قد علم كل أناس مشربهم سورة " البقرة الآية 60 ".
وذكر فى التوراة " ثم ارتحلوا إلى مارة ثم جاءوا إلى إيليم وكان هناك إثنتا عشر عين ماء وسبعون نخلة فنزلوا عند الماء " خروج 15، سفر العدد إصحاح33.
واشار الدكتور ريحان إلي أن الدراسات الحديثة التى قام بها فيليب مايرسون اثبتت أن المنطقة من السويس حتى عيون موسى هى منطقة قاحلة جدًا وجافة مما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم كل هذه المنطقة حتى تفجرت هذه العيون ثم عبروا منطقة القوم عبدة الأصنام وهى منطقة سرابيط الخادم.
حيث الثماثيل والسرابيط التى سجل عليها المصرى القديم حملات تعدين الفيروز " وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى إجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون سورة " الأعراف الآية 138".
ويؤكد الدكتور ريحان أن موقع جبل موسى الحالى بالوادى المقدس طوى (منطقة سانت كاترين حاليًا) هو الجبل الحقيقى لأن منطقة الجبل المقدس تتفق مع خط سير الرحلة وهى المحطة الرابعة التى تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه .
وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى تحوى عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م وجبل كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر وغيرها ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة فحين طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى طعام آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام وهو المن وطعمه كالعسل والسلوى وهو شبيه بطائر السمان كان النص القرآنى (إهبطوا مصرًا فإن لكم ما سألتم) "سورة البقرة الآية61".
والهبوط يعنى النزول من مكان مرتفع ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة أيضًا فقد كانت شديدة البرودة لذلك ذهب نبى الله موسى طلبًا للنار ليستدفئ بها أهله فى رحلته الأولى لسيناء ( إنى آنست نارًا لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون) سورة القصص الآية 29".
ويرد الدكتور ريحان على منكرى وجود نبى الله موسى بمصر وخروجه اللذين يتخذون حجة بأن بنى إسرائيل ظلوا فى سيناء 40 سنة وهى سنين التيه فلماذا لم يتركوا أثرًا؟ بأن سنين التيه كانت عقابًا لهم لذا لم يكن لهم استقرار فى منطقة واحدة بل كانوًا رحلًا يتنقلون من مكان إلى آخر لذلك أطلق على كل وسط سيناء أرض التيه.
وقد شمل التيه كل سيناء متخبطين بين شعابها فلم يعرفوا الاستقرار ولم ينتجوا حضارة، أمّا الفترة الأولى قبل التيه فكانت سريعة محددة بخط سير معين عرفه نبى الله موسى فى رحلته الأولى وكانوا يتنقلون حاملين خيامهم أينما ذهبوا.