دار الإفتاء تحسم الجدل: تهنئة الأقباط بأعيادهم سلوك أصيل وليس خروجًا عن الدين

أكد الدكتور على فخر أمين الفتوى بدار الإفتاء ، أن إثارة الجدل سنويا حول شرعية تهنئة الأقباط بأعيادهم هو أمر دخيل على المجتمع المصري، موضحا أن هذا السؤال لم يكن يُطرح من قبل، ولم يكن يُنظر إلى التهنئة على أنها إشكال، وإنما هي أفكار وافدة ومتفلسفة، لا تُعبّرعن أصالة العلاقة بين أبناء الشعب المصري
وشدد أمين الفتوى إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم لا تتعارض مع المبادئ الإسلامية، بل هي سلوك أصيل يعكس روح التعايش والمحبة التي تربط أبناء الوطن الواحد، موضحا أنه من الطبيعي أن يفرح المسلم لفرح المسيحي، ويحزن لحزنه، والعكس كذلك، مستشهدًا بالعلاقات الطيبة التي طالما جمعت بين الطرفين، خاصة في المناسبات الدينية
وأستدل أمين الفتوى على حديثه بالآية القرآنية: "وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا"، قائلا" إلى أن الإسلام يدعو إلى رد التحية بأفضل منها، فإذا جاءني أخي المسيحي وقال "كل سنة وأنت طيب"، فمن الواجب أن أردها عليه بمثلها أو أحسن، ولا مانع في ذلك شرعًا"
واستشهد الدكتور علي فخر، بسيرة النبي محمد ﷺ، مؤكدًا أن النبي عاش في المدينة مع اليهود، وتعامل معهم في البيع والشراء، بل تُوفي ودرعه مرهونة عند يهودية، وهو ما يدل على قبول التعايش مع الآخر والتعامل معه دون غضاضة أو تحفّظ
الأزهر : تحريم تهنئة الاقباط فكر متشدد
وكان الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف قد اكد على ان تحريم البعض تهنئة الاقباط باعيادهم يعد فكر متشدد لا يمت للإسلام بصلة، وهو فكر لم تعرفه مصر قبل سبعينيات القرن
تهنئة الاقباط ليس خروج عن الدين
يذكر ان الدكتور نصر فريد واصل اصدر فتوى عام 1998، يؤكد فيها ان تهنئة الاقباط بأعيادهم ليس خروج عن الدين، جاء فيها " لا مانع شرعًا من تهنئة غير المسلمين في أعيادهم ومناسباتهم، وليس في ذلك خروج عن الدين كما يدَّعي بعض المتشددين غير العارفين بتكامل النصوص الشرعية ومراعاة سياقاتها وأنها كالجملة الواحدة، وقد قَبِلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الهدية من غير المسلمين، وزار مرضاهم، وعاملهم، واستعان بهم في سلمه وحربه حيث لم يرَ منهم كيدًا، كل ذلك في ضوء تسامح المسلمين مع مخالفيهم في الاعتقاد، ولم يفرق المولى عز وجل بين من المسلم وغير المسلم في المجاملة وإلقاء التحية وردها؛ قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، والتهنئة في الأعياد والمناسبات ما هي إلا نوع من التحية"