الأموال
الجمعة 22 نوفمبر 2024 03:54 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : إذعان أمريكا للضغوط الإسرائيلية يعرقل الاتفاق النووي مع إيران

أسامة أيوب
أسامة أيوب

بعد جولات المفاوضات المطولة والمتعددة بين إيران والولايات المتحدة وأوروبا ‏بشأن الملف النووى الإيرانى، فقد بدا واضحًا ومؤكدًا أن التوصل إلى اتفاق أو ‏بالأحرى إحياء الاتفاق السابق الذى انسحب منه الرئيس الأمريكى السابق ترامب ‏بات مستبعدًا تمامًا فى وقت قريب حسبما أكد المستشار الألمانى شولتس خلال ‏المؤتمر الصحفى المشترك مع يائير لابيد رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبوع ‏الماضى فى ختام الزيارة التى قام بها لابيد إلى برلين فى سياق الحملة التحريضية ‏لعرقلة الاتفاق‎.‎

اللافت طوال جولات تلك المفاوضات أنه كلما تم الإعلان من الجانبين. الإيرانى ‏والغربى عن قرب التوصل إلي اتفاق نهائى وأن بعض الخلافات الصغيرة فى ‏طريقها للحل، فإن المفاوضات تعود مرة أخرى إلى النقطة صفر ليتم الإعلان عن ‏اتساع هوة الخلافات بين الطرفين وحيث يتهم كل طرف الطرف الآخر بالمسئولية ‏عن فشل المفاوضات، ثم سرعان ما يبدأ الحديث مرة أخرى عن انفراجة تشير إلى ‏قرب التوقع على الاتفاق.. وهكذا ظلت المفاوضات تدور في حلقة مفرغة‎.‎

‎<<<‎

وبينما تتحدث طهران عن التعنت الأمريكى الأوروبى فى المفاوضات واللجوء إلى ‏إعادة بحث بنود سبق الاتفاق عليها للتهرب من توقيع الاتفاق النهائى، فإن الجانب ‏الأمريكى الأوروبى يتحدث عن عدم التزام طهران بالشروط المطلوبة بخصوص ‏برنامجها النووى خاصة فيما يتعلق بمعدلات تخصيب اليورانيوم وارتفاعها بأكثر ‏مما ورد فى الاتفاق السابق الذى ألغاه ترامب عام ٢٠١٥‏‎.‎

وفى نفس الوقت فإن طهران من جانبها تتمسك باشتراط الحصول على ضمانات ‏واضحة بعدم انسحاب أمريكا مستقبلا من الاتفاق بعد التوقيع عليه حسبما سبق وفعل ‏ترامب، غير أن الجانب الأمريكى يتهرب من إعطاء مثل هذه الضمانات من ‏الانسحاب مستقبلا من الاتفاق تحسبا لعدم التزام إيرانى لاحقا بنوده ومن ثمَّ تسريع ‏برنامجها النووى بما يتيح لها امتلاك سلاح نووى خاصة وأنها رفعت معدلات ‏التخصيب بعد انسحاب ترامب من الاتفاق السابق‎.‎

فى المقابل وبخصوص زيادة معدلات التخصيب عما ورد في الاتفاق السابق فإن ‏إيران تستند إلى أنها ظلت ملتزمة إلى أن انسحب ترامب من الاتفاق ومن ثم فقد أصبح ‏لاغياً من جانب أمريكا وهو الأمر الذى يتيح لها العرف رفع معدلات التخصيب وإن ‏ظلت ملتزمة بأن يظل للأغراض السلمية‎.‎

‎<<<‎

وبدخول الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الخط ــ أو إدخالها ــ فى مفاوضات الملف ‏النووى، فإنه يمكن القول بأنها ستكون الطرف الذى يتم استخدامه لعرقلة التوصل ‏إلى اتفاق، حيث تتهم الوكالة طهران بتعطيل الكاميرات التي تراقب أنشطتها النووية ‏رغم تأكيد إيران لاستعدادها الكامل للتعاون مع الوكالة، وتأكيدها أيضا بأنها سوف ‏تلتزم بألا يتجاوز برنامجها النووى الأغراض السلمية حسب ما ينص عليه الاتفاق ‏الجديد، لكن يبقى الشك فى تعنت الوكالة ضد إيران إذ ليس سرًا أنها خاضعة للنفوذ ‏الأمريكى، ولعلنا فى المنطقة العربية مازلنا نذكر جيدا اتهام الوكالة للعراق بامتلاك ‏أسلحة دمار شامل وهو الاتهام الذى كان مبرر أمريكا وحلفائها لغزو العراق عام ‏‏٢٠٠٣ وتدميره، وهو الاتهام الذى ثبت عدم صحته وكذبه لاحقا، ولكن بعد أن ‏حققت أمريكا هدفها بالقضاء على قوة العراق وإخراجه من المعادلة العربية نهائيا ‏وحتى الآن‎.‎

‎<<<‎

وإذا كانت مفاوضات إحياء الاتفاق النووى من إيران والغرب قد تعثرت وفشلت ‏حتى الآن وقد ينتهى الأمر إلى فشل نهائى، فإنه ليس سرًا ووفقا لمتابعة مشهد ‏المفاوضات أن السبب الأول والفاعل الأكبر وراء هذا الفشل هو إسرائيل.. قولاً ‏واحداً‎.‎

إذ إن الحملة الدبلوماسية التحريضية المكثفة التى قامت بها إسرائيل لإفشال التوصل ‏إلى الاتفاق والتى بدأت بزيارة رئيس الاستخبارات "الموساد" إلى واشنطن والتى ‏زعم خلالها تقديم معلومات استخباراتية موثقة إلى الإدارة الأمريكية تؤكد قدرة إيران ‏على امتلاك السلاح النووي.. هذه المعلومات المزعومة وتلك الحملة كانت ضمن ما ‏تعلّلت به واشنطن لعرقلة الاتفاق، أو هكذا أرادت أن تتعلّل خدمة للكيان الذى لم يعد ‏خافيًا أنه يحكم الولايات المتحدة ويستخدمها لخدمة مخططاته فى المنطقة. ‏

وهو أمر ــ لو أدركه الشعب الأمريكى غير المعنى بالشئون الخارجية ــ لاعتبره ‏عارًا يلطخ وجه القوة الأكبر فى العالم، حيث كانت ومازالت السياسة الخارجية ‏الأمريكية فى الشرق الأوسط فى عهد كل الإدارات المعاقبة تُصنع فى تل أبيب‎!‎

لقد نجحت إسرائيل من خلال حملتها الدبلوماسية التحريضة ضد إيران والتى كان ‏آخرها الأسبوع الماضى زيارة يائير لابيد رئيس وزرائها إلى برلين فى إفشال ‏التوصل إلى اتفاق بدعوى الحظر النووى الإيرانى ليس على منطقة الشرق الأوسط ‏فحسب ولكن على العالم فى تحذير يعكس ابتزازاً وتخويفاً للغرب، وهو التحذير الذى ‏تعلل به المستشار الألمانى لاستبعاد التوصل إلى اتفاق فى الوقت القريب، بينما لسان ‏حاله يقول استبعاده نهائيًا‎!‎

المثير في التحريض الإسرائيلى لمنع الغرب ـ توقيع اتفاق مع إيران هو أنه أياً كان ‏البرنامج النووى الحالى لا ينطوى على أخطار فإن هذه الأخطار سوف تتحقق فى ‏المستقبل إذ سوف تزيد إيران من معدلات التخصيب بما يتيح لها امتلاك السلاح ‏النووى، بينما يعيدها الاتفاق إلى المجتمع الدولى ويتيح لها امتلاك المليارات بعد رفع ‏العقوبات عنها وفى ذلك تهديد لأمن إسرائيل فى المنطقة‎!‎

‎<<<‎

وفى سياق حملة التحريض الإسرائيلية لجأت تل أبيب إلى تسريب أخبار عن قرار ‏أمريكى بتعليق الجهود الدبلوماسية بشأن إحياء الاتفاق فى الوقت الراهن، وهو ‏التسريب الذى تواكب مع تصريحات أمريكية بأن التشدد الإيرانى هو الذى يعيق ‏التوصل إلى إيران‎.‎

هذا الانسياق الأمريكى وراء التحريض الإسرائيلى ضد إيران والتردد فى الإقدام ‏على توقيع الاتفاق يتناقض تماما مع إعلان الرئيس جو بايدن خلال حملته الانتخابية ‏من توجهه لإحياء الاتفاق النووى مع إيران الذى انسحب منه سلفه الرئيس ترامب ‏الانسحاب الذى وصفه بايدن بالقرار الخطأ‎.‎

‎<<<‎

اللافت أيضاً هو موقف الدول الأوروبية الثلاث الكبرى.. بريطانيا وفرنسا وألمانيا ‏الأكثر تشددا بانصياعها الكامل للتحريض الإسرائيلى ضد إيران وضد توقيع ‏الاتفاق، وعلى النحو الذى يُمثل ضغطا أوروبيا يضاف ويضاعف من الضغوط ‏الإسرائيلية على واشنطن والرئيس بايدن‎.‎

‎<<<‎

يبقي مؤكدا أن المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووى سوف تؤجل إلى ما بعد ‏إجراء انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى في شهر نوفمبر المقبل، ومن ‏ثمَّ يظل التوصل إلى الاتفاق معلقًا ورهنًا بنتائج تلك الانتخابات خاصة فى حالة فوز ‏الحزب الجمهوري بالأغلبية، وحينئذ تأخذ المفاوضات مسارًا جديدًا قد يكون أكثر ‏تعقيدًا‎.‎

‎<<<‎

يبقى أخيرًا أن إذعان أمريكا وأوروبا لتحريض وضغوط إسرائيل يؤكد أنها العقبة ‏الكبرى أمام التوصل إلى إحياء الاتفاق النووى، وهو الأمر الذى يُنذر بتهديد الأمن ‏والاستقرار فى الشرق الأوسط وذلك ما تسعى إليه إسرائيل‎.‎

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4297 جنيه 4274 جنيه $86.73
سعر ذهب 22 3939 جنيه 3918 جنيه $79.50
سعر ذهب 21 3760 جنيه 3740 جنيه $75.89
سعر ذهب 18 3223 جنيه 3206 جنيه $65.05
سعر ذهب 14 2507 جنيه 2493 جنيه $50.59
سعر ذهب 12 2149 جنيه 2137 جنيه $43.36
سعر الأونصة 133656 جنيه 132945 جنيه $2697.53
الجنيه الذهب 30080 جنيه 29920 جنيه $607.09
الأونصة بالدولار 2697.53 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى