أسامة أيوب يكتب : الذين يتآمرون على البشرية وكوكب الأرض
ما الذى يجرى في العالم هذه الأيام؟ هذا هو السؤال الحائر الذى يتردد منذ أكثر من عامين بين شعوب العالم ومازال.. بحثًا عن إجابة واضحة صريحة صحيحة من أى جهة علمية دولية أو إقليمية، إذ إن استعراض ما شهدناه ونشهده من أوبئة لا تنتهى وكوارث طبيعية بفعل تغيُّر المناخ وحروب بين قوى كبرى وإقليمية بل حتى داخل بعض الدول.. يُثير الريبة ويشير بل يؤكد أن شرًا محدق بالعالم.
وإذا كانت جائحة «كورونا» التى ضربت كل دول العالم منذ سنتين ونصف السنة وتفشت وانتشرت بسرعة الضوء قد استمرت مع تحورات الفيروس المتلاحقة المتتالية عبر خمس موجات من الإصابات وراح ضحيتها وعاني من ويلات المرض عشرات الملايين من البشر.
صحيح أن ضراوة الفيروس كانت تتراجع مع كل موجة ربما بفعل اللقاحات وربما بفعل ضعف الفيروس تدريجيًا بحسب تصريحات العلماء ومنظمة الصحة العالمية، غير أنه مع انتهاء حدة الموجة الخامسة قبل أسابيع وحيث التقطت البشرية أنفاسها وسط تأكيدات علمية بانحسار الفيروس وحيث توقفت الإجراءات الاحترازية بدرجة ملحوظة وعاد العالم تقريبا إلى الحياة الطبيعية، إذا بالموجة السادسة تداهم الناس مرة أخرى وبسرعة فائقة.
ورغم أن أعراض الإصابة بدت خفيفة وغير خطيرة دون وفيات تُذكر، إلا أن سرعة انتشار الإصابات بدرجات مضاعفة تثير المخاوف مع التزايد الكبير فى معدلات الإصابة خاصة فى أوروبا والدول الكبرى وأيضًا فى مصر وبقية دول العالم.
فى بداية الجائحة كانت أصابع الاتهام فى العالم وخاصة فى أمريكا تشير إلى الصين وتحديدا إلى مختبر مدينة أوهايو والتى بدأ فيها تفشى الفيروس، وحيث كان الرئيس الأميركى السابق دونالد ترامب يصف «كوفيد ١٩» بـ«الفيروس الصينى»، إلا أن سرعان ما تكشّف لاحقًا أن ثمة علماء وخبراء أمريكيين كانوا يعملون فى ذلك المختبر الصينى وأنهم مسئولون عن تصنيع الفيروس، بل تكشّف أيضًا أن مختبرًا أمريكيًا يعمل فى تجارب إنتاج الفيروسات هو المسئول عن نشر كوفيد ١٩ هذا.
ولأن عالمين.. أحدهما أمريكى والثانى روسى أعلنا فى تصريحات منفصلة على الملأ أن فيروس «كوفيد ١٩» مصنع معمليا، فإن كل هذه المعلومات المتداولة تعنى في حقيقة الأمر أن كورونا صناعة أمريكية مائة فى المائة.
ثم أليس من اللافت والمثير أن بيل جيتس كان قد أعلن قبل ظهور كورونا بوقت طويل أن العالم سوف يواجه وباء خطيرا، ولأنه لا يضرب الودع ولا يأتيه الخبر من السماء، فإن هذا الإعلان المسبق عن الوباء الذى تفشى في العالم لاحقا يؤكد أن ثمة مؤامرة كبرى كانت تُحاك ضد البشرية جرى تنفيذها على ذلك النحو الخطير، ليس بالنظر فقط إلى أعداد الضحايا والمصابين، ولكن أيضا بالنظر إلى التداعيات الأخرى بالغة الخطورة والخسائر الاقتصادية الفادحة التي أصابت دول العالم بالشلل اقتصاديا وصناعيا وتجاريا واجتماعيا، حيث لم تفلت دولة واحدة بما فى ذلك الدول الكبرى والغنية من تلك التداعيات، بينما كانت الدول متوسطة الدخل والفقيرة الأكثر تضررا.. شعوبا وحكومات.
<<<
المثير للريبة أيضا أن مسلسل كورونا مستمر إلى أجل غير مسى، إذ خرجت تصريحات من منظمة الصحة العالمية تحذِّر من موجة جديدة من الجائحة أشد ضراوة سوف تضرب العالم فى الخريف والشتاء القادمين وحيث يعود العالم إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية والإغلاق بعد حالة التخفف والاسترخاء التى ترافقت مع انحسار الوباء.
ومع الدعوات الصحية العالمية بضرورة تعاطى جرعات تنشيطية دورية ما بين ثلاثة أشهر وستة أشهر لضمان الوقاية من الإصابة أو تقليل أعراضها، وهو الأمر الذى يعنى أن أرباحاً خرافية بمئات المليارات وربما بحسابات التريليونات حصدتها وسوف تحصدها الاحتكارات العالمية التي تُنتج وتصنِّع اللقاحات إضافة إلى الأدوية الملازمة لعلاج الإصابة، فإن ذلك يعد مدعاة لاتهام تلك الشركات العالمية الكبرى بأنها وراء ظهور الفيروس وتفشى واستمرار الجائحة دون توقف عبر تحورات متتالية مصنعة وهو الاتهام الذي يؤكد أن ثمة مؤامرة شريرة ضد البشرية.
< <<
وتماهيا مع نظرية المؤامرة التى بات من الممكن الإقرار بها، فإن تفشى جائحة «كورونا» والإصرار على استمرارها يستدعى بالضرورة الإشارة إلى معلومة جرى تسريبها وتداولها سرًا فى صمت بأن ثمة قوى شريرة فى هذا العالم تُنفذ مؤامرة لإنقاص أعداد البشر من أكثر من سبعة مليارات حاليا إلى مليار واحد فقط يُسمونه «المليار الذهبى»، يعيش هذا العدد في رفاهية دون أى مشكلات أو أزمات، وسواء صحت هذه المعلومة التى لا يمكن التثبت من صدقها أم لم تصدق، فإن ما يجرى يصب فى خانة اتهام قوى شريرة فى العالم بتنفيذ مؤامرة ضد البشرية.
وفى هذا السياق التآمرى يأتى الإعلان عن ظهور فيروس جدرى القرود ورغم انتشاره المحدود حتى الآن باعتبار أنه لا يصب إلا المثليين، إلا أن ثمة تخوفات من تحوله إلى وباء من خلال اللعب فى الفيروس وظهور تحورات، خاصة بعد إعلان الشركات العالمية عن الإعداد لإنتاج لقاحات للوقاية من الإصابة وهو ما يعنى أيضا مزيدا من الأرباح لتلك الشركات ويعنى فى نفس الوقت أن المؤامرة على البشرية مستمرة ومتواصلة.
<<<
المؤامرة الأخرى ضد البشرية تبدت فى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التى طالت كل شعوب العالم باستثناء أمريكا لأنها بوصفها قوى عظمى شديدة الثراء يمكنها تجاوز أزمة الغذاء ولذا فإن الرئيس بايدن ماضي قدمًا وبكل إصرار على إطالة أمد الحرب علي خسائر أوكرانيا وشعبها، وحسبما يتضح من دفع واشنطن للرئيس الأوكراني دفعا إلى رفض التفاوض سبيلا للتوصل إلى تسوية سلمية وفى نفس الوقت فإن بايدن يواصل تحريضه على الاستمرار فى الحرب حتى آخر جندى ومواطن أمريكى.
اللافت والمثير أن حلفاء بايدن الأوروبيين المتورطين معه فى تكلفة هذه الحرب وتداعياتها الاقتصادية التي كانوا الأكثر تضررا منها يواجهون حاليا أزمة كبرى في الطاقة والغذاء ومع ذلك لايزالون مع بايدن فى إطالة أمد هذه الحرب العبثية التي تحولت إلى حرب عالمية اقتصادية يطل من بين نيرانها شبح المجاعة الذى يهدد شعوب العالم خاصة الفقيرة منها.
<<<
المؤامرة الثالثة ضد البشرية والتى طالت كوكب الأرض كله تتبدى فى ظاهرة التغييرات المناخية الخطيرة بفعل ممارسات البشر أنفسهم ومع صنع الدول الصناعية الكبرى، ومن العجب أنه فى ظل خطر تغيُّر المناخ الداهم وبسبب أزمة الطاقة فإن بعض هذه الدول لجأت إلى العودة مرة أخرى لاستخدام الفحم كمصدر من مصادر الطاقة وبذلك يظل العالم يدور فى حلقة مفرغة ومفزعة وعلى النحو الذى يؤكد استمرار المؤامرة على البشرية.
<<<
لقد تجلت مخاطر تغيُّر المناخ فى السنوات والأشهر الأخير على نحو يثير القلق والفزع بشأن استمرار الحياة فوق الكوكب الذى شهد ويشهد ظواهر طبيعية أو بالأحرى غير طبيعية وغير مسبوقة سواء من حيث ارتفاع درجات الحرارة بمعدلات غير مسبوقة فى بلاد باردة.. بريطانيا نموذجا حيث تجاوزت درجة الحرارة الأربعين مئوية وهى درجة لم تشهدها عبر تاريخها وتاريخ الحياة فوق الكوكب.
وبالنظر إلى مسلسل الحرائق فى الغابات فى كثير من دول العالم وخاصة فى أوروبا بل فى المغرب أيضا وما أسفرت عنه من خسائر فادحة بشرية وفى الممتلكات، وبالنظر إلى الفيضانات والسيول التى ضربت دولا عديدة في غير موعدها وبمعدلات غير مسبوقة، ثم بالنظر إلى تلوث الهواء الذى يملأ الأجواء فى كل بلاد الدنيا، بتأثيراته الخطيرة على صحة البشر حسبما تؤكد التقارير العلمية عن تضاعف أعداد المرضى المصابين بالسرطان والأمراض الخطيرة الأخرى.
بالنظر إلى كل ما سبق فقد بات مؤكدًا أن العالم يواجه خطرا داهمًا محدقًا به، وأن ثمة قوى شريرة تتآمر على البشرية وعلى كوكب الأرض ذاته.
<<<
ويبقى أخيرًا أن الأمل معلق على قمة المناخ العالمية فى نسختها السابعة والعشرين المقرر انعقادها بمدينة شرم الشيخ فى شهر نوفمبر المقبل عساها تكون منطلقا لوقف التغيرات المناخية التي تهدد مظاهر الحياة فوق كوكبنا الأرض.