الأموال
السبت 23 نوفمبر 2024 12:24 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د.محمد فراج يكتب الحرب فى أوكرانيا.. مكاسب استراتيجية روسية فى الجنوب والشرق

د.محمد فراج ابو النور
د.محمد فراج ابو النور


أشرنا فى مقال سابق (الأموال - 10 إبريل 2022) تحت عنوان: «شرارة الحرب العالمية الثالثة انطلقت من أوكرانيا» إلى أن الطابع العالمى لهذه الحرب أمر لا يمكن قياسه بحجم العمليات العسكرية المحدودة فى ذلك البلد، ولكن بأجواء المواجهة الشاملة العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية الضارية بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من ناحية، وروسيا من ناحية أخرى، علاوة - بالطبع - على المواجهة العسكرية على الأراضى الأوكرانية نفسها، من خلال الدعم الذى تقدمه كل دول «الناتو» بسخاء للجيش الأوكرانى، ومن خلال التعزيز الكبير للوجود العسكرى الأمريكى والأطلسى فى دول شرق أوروبا المحيطة بأوكرانيا وكذلك من خلال الزيادة الكبيرة فى الموازنات العسكرية والقدرات التسليحية لبلدان «الناتو».
وأشرنا فى المقال المشار إليه - وفى مقالات أخرى سبقته - إلى أن العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا لم تكن مجرد دفاع عن سكان (الدونباس) ذوى الأصول الروسية، وإنما تحدياً لسياسة توسيع «الناتو» بأكملها، بما تمثل من تحديد لأمن روسيا القومى، ليس كدولة عظمى فحسب، ولكن أصلاً كدولة ذات سيادة.
والحقيقة أن هذه العملية العسكرية - والمواجهة الشاملة المرتبطة بها - يتوقف على نتائجها إما تأكيد مكانة روسيا كقطب دولى، ضمن نظام متعدد الأقطاب (أمريكا - الصين - روسيا) وتوجيه ضربة قوية لطموحات أمريكا فى الهيمنة على العالم.. وإما انتصار أمريكا و«الناتو» ونهاية وضع روسيا كقطب دولى، وبداية مسيرتها نحو الانهيار بالرغم من قوتها الضخمة والموجعة، والخسائر العسكرية (المؤثرة نسبياً) تبدو مقبولة من جانب روسيا كثمن للانتصار فى هذه المواجهة المصيرية.
المعارك .. ونتائجها
منذ شهور قبل بدء الأعمال العسكرية كان الإعلام الغربى يركز على الفارق الضخم فى علاقات القوى العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، مؤكداً قدرة الدب الروسى على اجتاح جارته (الصغيرة) خلال أيام قليلة واحتلال العاصمة (كييف) خلال ثلاثة أو أربعة أيام.. وكأن احتلال أوكرانيا سيكون أشبه بنزهة خلوية!! ومفهوم أن هذا التوجه فى الدعاية كان يهدف لخدمة التوجه السياسى والعسكرى الأمريكى والأطلسى لتقديم مساعدت عسكرية ضخمة لأوكرانيا، وتدريب قواتها، وإرسال الخبراء والمستشارين العسكريين إليها على أوسع نطاق، وإجراء مختلف أنواع المناورات معها لإعدادها للانضمام إلى «الناتو» فعلياً تمهيداً للانضمام الرسمى فى الوقت المناسب، وكذلك تمهيداً لاجتياح الجيش الأوكرانى لمنطقة (الدونباس) بصورة خاطئة، وهو الأمر الذى لم يكن ممكناً أن تسكت عنه روسيا لما يمثله من ضرب لهيبتها وتهديد لحدودها وأمنها القومى.
ويجب التأكيد هنا على أن روسيا لم تتحدث عن (الاجتياح الخاطف) لأوكرانيا وعاصمتها بهذه الطريقة التى كان يتحدث بها السياسيون والعسكريون والإعلاميون الغربيون، بالرغم من تأكيدها المستمر على الفارق الضخم فى علاقات القوى العسكرية بينها وبين أوكرانيا، وتحذيراتها المستمرة لكييف من الهجوم على (الدونباس) وإعلانها المتكرر عن رفضها لتغلغل «الناتو» فى أوكرانيا.
نقول هذا بمناسبة ما يتردد فى الإعلام الغربى عن سحب روسيا لقواتها من محيط العاصمة الأوكرانية (كييف) بعد أن كانت قد حاصرتها خلال الأسابيع الأولى للحرب، وتركيز قواتها فى المناطق الشرقية والجنوبية (ما يعرف الخطة ب) والوقت الطويل الذى استغرقته معركة (ماريوبول) وصولاً إلى الحديث عن إمكانية (هزيمة روسيا فى أوكرانيا، وإجبارها على الانسحاب)!!.
وتقتضى الموضوعية ملاحظة ما يلى:
1 - أن أوكرانيا تمتلك بنية تحتية عسكرية ضخمة، وصناعات دفاعية متقدمة منذ العهد السوفييتى بحكم أنها كانت تمثل خط الدفاع الأول عن الاتحاد السوفييتى من ناحية الغرب، وثانية كبرى الجمهوريات السوفيتية وأكثرها تقدماً بعد روسيا.. وهذه البنية التحتية والصناعات العسكرية الضخمة ظلت موجودة بعد استقلال البلد عن الاتحاد السوفييتى.
2 - وصحيح أنه تم تدمير الجزء الأكبر من هذه البنية التحتية مع بدء العملية العسكرية الأخيرة، لكن الصحيح أيضاً أنه لم يتم تدميرها كلياً.. كما أن الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من بلدان «الناتو» قدمت لأوكرانيا مساعدات كبيرة فى بناء منشآت عسكرية جديدة كثيرة، منذ عام (2014) ومجىء بالنظام الحالى إلى السلطة. وتشير التقارير - كما أوضحت التطورات الميدانية – إلى أن المخابرات الروسية لم تكن على علم تام بها.. وهذا قصور لا شك فيه فى عمل الأجهزة الروسية.
3 - كما قدم «الناتو» كميات كبيرة من الأسلحة الحديثة إلى الجيش الأوكرانى (700 ألف- سبعمائة ألف ضابط وجندى) وقام بتدريب أعداد كبيرة من أفراده على هذه الأسلحة داخل البلاد وخارجها (فى قواعد الحلف فى أوروبا) ويكفى أن نشير مثلاً إلى ما صرح به الرئيس الأمريكى بايدن بقوله: «لقد زودنا أوكرانيا بعشرة أسلحة مضادة للمدرعات مقابل كل دبابة روسيا»!
ـ ( شبكة يورونيوز الإخبارية - 28 إبريل 2022).
وإذا كان الأمر كذلك فيما يخص الدبابات (صواريخ جافلين المضادة للدبابات، بصورة أساسية) فيمكننا تصور الأمر بالنسبة للصواريخ المضادة للطائرات والهليوكبتر (المحمولة على الكتف - ستنجر) والأهم صواريخ (إس - 300) و(يوك) بطرازاتها المختلفة سواء مما كان لدى أوكرانيا أصلاً أو ما تصنعه هى. أو ما تم تسليمه إليها من جانب دول «الناتو» فضلاً عن الصواريخ المضادة للسفن، ومنها تلك التى أغرقت الطراد «موسكنا» فى البحر الأسود.. وكذلك الطائرات المسيرة (دروف) الأمريكية والتركية بأعداد كبيرة جداً، حتى أن ما تم إسقاطه منها يبلغ المئات.
4 - كما أتعبهم الجيش الأوكرانى تكتيكياً غير مألوف فى منطقة كييف، هو تكتيك «التدمير الذاتى» حيث تم تدمير (300 جسر/ ثلاثمائة) فى المناطق المحيطة بالعاصمة، الأمر الذى خلق أمام الروس وضعاً يحتاج إلى أعداد هائلة من القوات والمعدات للتعامل معه، فقرروا سحب قواتهم من محيط العاصمة (دون معركة) وتوجيهها إلى الشرق.
كما لجأت القوات الأوكرانية، وخاصة فرق (القوميين) مثل (آزوف/ فى مدينة ماريوبول) مصنع (آزوف ستال) المحصن تحصيناً شديداً بما فى ذلك طوابقه العديدة تحت الأرض وأنفاقه إلى التمركز داخل المدن وأحيائها السكنية، واتخاذ المدنيين دروعاً بشرية (كما توضح التقارير الإعلامية والتليفزيونية خلال الفترة الأخيرة)- وهو ما يجعل المعارك شديدة الصعوبة، ويؤدى إلى دمار الأحياء السكنية، وزيادة أعداد الضحايا المدنيين.
5 - كان لدى الروس تصور فى التنسيق بين جبهات القتال، بسبب استقلال قيادة كل جبهة، وهو ما تم تصحيحه بتعيين قيادة موحدة للقوات كلها، الأمر الذى انعكس إيجابياً على مستوى التنسيق بين القوات ومن ثم على أدائها العام.
6 - كانت القوات الروسية - حتى وقت قريب - تضرب مخازن السلاح والذخائر الواردة من خارج الحدود، بعد أن يتم تخزينها، أو عند نقلها من محطات السكك الحديدية فى منطقة الحدود الغربية مع بولندا- المصدر الرئيسى لتدفق الأسلحة- مما كان يترتب عليه تسرب شحنات عديدة.. لكنها بدأت مؤخراً فى قصف وتدمير السكك الحديدية والطرق نفسها فى المناطق الحدودية الغربية، بالإضافة إلى المخازن مما زاد من صعوبة دخول شحنات السلاح إلى أوكرانيا بصورة كبيرة.
تقدم فى الشرق والجنوب
وخلاصة القول أن العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا لم تكن (نزهة سهلة) أو عملية افتراس يقوم بها الدب الروسى للبلد الجار الضعيف، كما كان السياسيون والعسكريون والإعلاميون الغربيون يصورونها قبل بدء المعارك.. وفى المقابل فإن روسيا ليست معرضة للهزيمة فيها، كما أصبح الإعلام الغربى يقول الآن!! إنها حرب غير سهلة، خصوصاً فى ظل تكتيكات مثل «التدمير الذاتى» وتمركز القوات الأوكرانية (وخاصة كتائب «آزوف» و«القطاع الأيمن» وغيرها). فى الأحياء السكنية بالمدن والبلدان. وفى ظل كثافة التسليح الغربى الحديث.
وتواجه القوات الروسية هذه المصاعب وتتعامل معها.. كما تواجه هجمات مضادة متفرقة وصغيرة، يضخمها الإعلام الغربى كثيراً.
وبعد شهرين وثلاثة أسابيع من بدء العمليات تمكنت القوات الروسية من السيطرة على مقاطعة لوجانسك بالكامل تقريباً (8 آلاف كم2) والجزء الأكبر من مقاطعة دونيتسك (مساحتها حوالى 9 آلاف متر2) وأجزاء من مقاطعة خاركوف، ومحاصرة عاصمتها (خاركوف - ثانية كبرى مدن البلاد) من أكثر من جهة، وهى مدينة صناعية ومركز علمى وحضرى هام، وتقع على الحدود مع روسيا، شمال مقاطعة لوجانسك.. كما تمكنت من السيطرة على أجزاء من مقاطعة (زايورجيه) المجاورة للمقاطعات المذكورة باتجاه وسط البلاد، بما فى ذلك محطتها النووية الضخمة، ومن مقاطعة دنيبرو بتروفسك المجاورة، وهى مقاطعة هامة تعتبر عاصمتها (دنيبروبتروفسك) من أكبر مدن البلاد، وهى مركز صناعة هام.
أما فى الجنوب فقد تمكنت من السيطرة على ساحل بحر آزوف بالكامل، بما فى ذلك ميناء (ماريوبول) باستثناء مصنع (آزوف ستال) الذى يعتبر ساقطاً عسكرياً. كما سيطرت على مقاطعة خيرسوف (28,5 ألف كم2) المتاخمة لشبه جزيرة القرم، وعاصمتها المعروفة بنفس الاسم ميناء هام مطل على البحر الأسود ومركز لصناعة السفن.. وتقترب من السيطرة الكاملة على الطريق البرى الموصل إلى شبه جزيرة القرم.. لتسعى بعد ذلك للسيطرة على (أوديسا) (أكبر موانىء أوكرانيا). والتقدم بعدها غرباً للوصول إلى منطقة (دنيبروبريد ستروفيه) ذات الأغلبية الروسية شرقى مولدوفا (والتى أعلنت استقلالها من جانب واحد).. وهذه أهداف ليست بالسهل، لكنها ليست بالغة الصعوبة على ضوء علاقات القوى العسكرية، علماً بأن أغلبية سكان (أوديسا) هم من الروس.
وإذا تمكنت القوات الروسية من عزل أوكرانيا من البحر الأسود فإن هذا سيعنى انقلاباً استراتيجياً لصالح موسكو، وضد أوكرانيا، وسيخلق وضعاً تفاوضياً بالغ القوة لصالح الكريملين حتى بدون السيطرة على كييف، وسوف نواصل متابعة الموقف عن كثب.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4303 جنيه 4280 جنيه $87.03
سعر ذهب 22 3944 جنيه 3923 جنيه $79.78
سعر ذهب 21 3765 جنيه 3745 جنيه $76.15
سعر ذهب 18 3227 جنيه 3210 جنيه $65.27
سعر ذهب 14 2510 جنيه 2497 جنيه $50.77
سعر ذهب 12 2151 جنيه 2140 جنيه $43.51
سعر الأونصة 133834 جنيه 133123 جنيه $2706.87
الجنيه الذهب 30120 جنيه 29960 جنيه $609.20
الأونصة بالدولار 2706.87 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى