محمد عبد المنصف يكتب : يوم الشهيد .. يدعم الاقتصاد المصري

تحتفل مصر يوم 9مارس من كل عام بيوم الشهيد الذي يوافق ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان الجيش المصري عام 1969بعد أن استهدفته إحدى قذائف المدفعية الإسرائيلية، أثناء تفقده أحد المواقع الأمامية للجيش المصري خلال حرب الاستنزاف التي استمرت ثلاثة أعوام من 1968 حتى عام 1970
وبالرغم من توقف الحرب المباشرة مع إسرائيل بتوقيع اتفاقية السلام عام 1979إلا ان التحديات لازالت تواجه القوات المسلحة وهي تحاول تطهير البؤر الإرهابية المنتشرة في شمال سيناء، تحت مسميات مختلفة منهم من يدعي أنه الجهاد في سبيل الله حتى وهو يولي ظهره لإسرائيل .
الأمر الذي يستتبعه سقوط آلاف القتلى من أبناء القوات المسلحة على مدى السنوات العشر الماضية ،حتي أصبح طبيعيا أن نستيقظ على خبر استشهاد شاب من خيرة شبابنا من الضباط او الجنود او صف ضباط الجيش او الشرطة المصرية.
ويبقى التساؤل من أين يأتي هؤلاء بالمال اللازم لشراء أسلحة متطورة، وأين يتم تدريبهم وما هي الأهداف التي يسعون لتحقيقها ،ومن هو صاحب المصلحة الحقيقية التي تستهدف في النهاية زعزعة الاستقرار في البلاد لتدمير اقتصادها.
من المؤكد أن هناك أجهزة مخابرات أجنبية تقف وراء تلك العمليات التي تستهدف استنزاف اقتصاد البلاد وتدمير بنيتها الأساسية وفقدان الثقة بين الشعب وحكومته فضلا عن فقدان العالم الثقة في معامل الأمان داخل مصر، الأمر الذي يعوق دون شك جذب استثمارات أجنبية للبلاد.
أذكر أنه عندما تولت كونداليزا رايس منصب مستشارة الأمن القومي في حكومة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش عام 2000 دعت إلى تنفيذ خطة برنارد لويس لإنشاء الشرق الأوسط الجديد اعتمادا على تقسيم البلاد العربية إلى دويلات بواسطة ما يعرف باسم الفوضى الخلاقة .
ويراد بها أحداث صراعات بين الشعب الواحد علي أساس عرقي أو مذهبي أو ديني نجحت في تنفيذه في اليمن حيث احتدم الصراع بين المذهب السني الذي تدين به الحكومة الشرعية للبلاد وميليشيات الحوثي التي تدين بالمذهب الشيعي، والذي امتد أثره ليشمل المملكة العربية السعودية.
كما نجحت في إذكاء الصراعات المذهبية في العراق حتى أوشكت فعليا على أن تقسم إلى ثلاثة أقاليم هي الشيعة في الجنوب والسنة في الوسط والأكراد في الشمال، وهي الصراعات التي دمرت بنية الدولة التحتية وجعلتها تحت رحمة تركيا التي حجزت عنها المياه عقب إنشائها سد أتاتورك لري أراضيها، وتستهدف إقامة سدود أخرى من شأنها مضاعفة أزمة المياه في العراق ومع غياب تطبيق الاتفاقيات على الحصص المائية مع دول المنبع يصبح مستقبل المياه في العراق أمراً مجهولاً.
وتكرر السيناريو في ليبيا حين سعت كل القوى العظمى للسيطرة على موارد النفط، هناك بعد تصدع الجيش الوطني وتصاعد دور المليشيات المسلحة التي مازالت تلعب دورا محوريا على الأرض هناك بالرغم من انتخاب مجلس رئاسي وحكومة وحدة وطنية جديدتين.
لا يمكن لأي اقتصاد أن يقوم ما لم تكن هناك قوة عسكرية تحميه، ولولا صلابة جيش مصر للحقت بلادنا باليمن والعراق وليبيا وسوريا ولبنان التي مازالت عاجزة عن تشكيل حكومة تكنوقراط لمواجهة أزمتها الاقتصادية بعد انفجار مرفأ بيروت الذي مر عليه أكثر من سبعة أشهر دون ان تنجح القوى السياسية في الخروج بالبلاد من أزمتها .
وتواجه مصر سلسلة من التحديات الخارجية علي رأسها أزمة سد النهضة، التي أوشكت الحلول الدبلوماسية أن تعلن فشلها التام، مما يعني فرض الحرب على المصريين، للحفاظ على حقنا في المياه وإن شئت فقل حقنا في الحياة.
حقا إن دماء الشهداء هي أكسير الحياة للاقتصاد القومي المصري.. رحم الله شهداءنا والهم أهلهم الصبر والسلوان.