حكاية المصرف المتحد وعودة الروح.. من هاوية الافلاس الى حلبة المنافسة
تصوير- مصطفي عيد
**محمد عشماوي رئيس مجلس الإدارة في حوار كاشف لـ«الأموال»: 8 سنوات أشغال شاقة لانتشال 4 بنوك من مستنقع الإفلاس
**شركات الصرافة تخزن «الدولار».. ومطلوب آلية لإيداع حصيلة الصادرات بالبنوك
**نتعرض لحملة تشويه منظمة لوقف مسيرة «البنك».. ولا نية للخصخصة
**البنك الدولي اعتمد تجربتنا كحالة غير مسبوقة علي مستوي مصارف العالم
**ندرس طرح 20٪ من زيادة رأسمال البنك المقبلة في البورصة بشروط
**400 مليون جنيه صافي أرباحنا نهاية 2013 في مقابل خسائر 6.4 مليار في 2006
**نخطط لإنشاء شركة للتأجير التمويلي بـ100 مليون جنيه يساهم معنا البنك الإسلامى
**لا نفكر حالياً في الاستثمار بالبورصة ولا إنشاء صناديق استثمار جديدة
شاءت الصدفة أن يتزامن الاحتفال بعيد العمال وتأكيد الدولة علي لسان رئيسها عدلي منصور علي عدم العودة إلي الخصخصة وبيع قطاع الأعمال العام.. مع حوار أجريته مع المصرفي محمد عشماوي، رئيس مجلس إدارة المصرف المتحد.. وإزاء ما يتناثر من شائعات تستهدف النيل من كيانات اقتصادية ومالية ناجحة لإشاعة حالة من الفوضى وفقد الثقة في إدارة الدولة.. فقد إثرت - وتحملني الرجل بلطف - أن أبدأ الحوار بالأسئلة الساخنة التي تخوض في مناطق شائكة وتثير قلقاً لدي من لا ىجيد التعامل مع الإعلام.. وحيث إن «عشماوي» له خبرة طويلة ومصرفي محنك.. ىدرك أن الوضوح والشافية والصدق هى عناوين الحقيقة للرد علي أي تساؤلات.
وكان تساؤلي الأول هل صحيح ما ىتردد في أروقة المصرف المتحد عن وجود خطة أو دراسة لبيع البنك بعد أن تجاوز خسائر وأصبح يحقق صافي أرباح؟
ما ىتردد لا أساس له من الصحة علي الاطلاق وما هو إلا شائعات مغرضة تصدر من نفر قليلين جداً لا ىعبأون بالمسئولة ويسعون إلي تشويه ما تحقق لحساب بعض قوي ضد الدولة.
لكن البعض يقول إن اختياركم أي «محمد عشماوي» لقيادة هذا البنك هو من أجل تنفيذ مخطط بيعه إن عاجلاً أم آجلاً؟
هذا حق يراد به باطل والدولة كلها ليس لديها أي خطط أو تفكير حالياً في التنازل أو البيع أو التخلص من الاستثمارات في الملكيات العامة الناجحة ومن هنا أؤكد أنه لا بيع ولا خصخصة للمصرف المتحد.. بل علي العكس نحن فخورون بالعمالة في البنك وما تم إنجازه تم بأيدي هؤلاء العاملين دون أن نستعين بخبرة من الخارج في تطوير منظومة العمل وتمويل البنك من بنك خاسر إلي كيان مصرفي ينافس في السوق.
وتجربة «المصرف المتحد» اعتمدها البنك الدولي كحالة غير مسبوقة علي مستوي مصارف العالم تحمل مخاطرها وتكلفتها البنك المركزي المصري.
ومايجب أن تركز عليه بدلاً من تداول الشائعات المغرضة هو السعي نحو تعظيم استثمار الأراضي والأصول المملوكة للبنك للحصول علي حصة سوقية في السوق المصرفية المصرية والعربية وبصفة خاصة عندما ىحين موعد رد الودائع المساندة - 3 مليارات جنيه - إلي البنك المركزي في عام 2020.
لكن سمعت أن هناك تفكيراً لطرح جزء من أسهم البنك في البورصة فما حقيقة ذلك؟
بالفعل ندرس في البنك حالياً طرح حصة من زيادة رأسمال البنك المقبلة من خلال البورصة وهي ستعادل حسب الدراسة 20٪ من القاعدة الرأسمالية الحالية للبنك لكن هذا لن ىتم إلا بعد تحقيق الآتى:
- الحفاظ علي رقم الأرباح الذي حققه البنك وزيادته وزيادة حصتنا السوقية من 1٪ حالياً إلي 5٪ علي الأقل وهو ما نستهدفه بالفعل، وذلك حتي ىتم تسعير سهم البنك في البورصة حالة «الطرح» بشكل ىعكس إمكانات وأصول البنك.
أعود مرة أخري إلي ملف العمالة.. ألا تري أن مناخ الشائعات ىنطلق من الأوضاع المالية والاقتصادية للعاملين مقارنة بنظراتهم في البنوك الأخري؟
لقد تحسنت الأوضاع المالية ومستحقات العاملين بشكل ملحوظاً وقفزت قفزات واضحة ىدركها ويلمسها جميع العاملين في البنك خصوصاً إذا ما قارنا بدايات نشأة البنك وظروفه وخسائر بوضعه الحالي وبالفعل قمنا بمنح امتيازات عدة للموظفين ورفعنا مكافأة نهاية الخدمة إلي 50 ألف جنيه كحد أدني وبدون حد أقصي ومن 15٪ ندخرها للموظف كل شهر ضمن صندوق العاملين ىتحمل البنك 10٪، والـ5٪ ىسددها الموظف من راتبه كل شهر وهناك بوليصة تأمين علي الحياة تصل إلي شهرين عن كل سنة خدمة وهي تحسب حسب عمر المتوفي وهناك امتيازات أخري في الطريق.
شوف ىاسيدي لن ىحمي هذا البنك إلا أنباؤه وموظفو الشرفاء وأنا هنا أطالب الدولة بحماية من ىجتهد بشرط نزاهته وأمانته ضد أي شكاوي كيدية لا تستهدف إلا تشويه الإنجاز وتعطيل مسيرة الإصلاح.
هل هناك نية أو خطة للتوسع خلال الفترة المقبلة سواء من خلال إنشاء فروع جديدة أو خدمات مصرفية جديدة؟
بالفعل ننفذ حالياً خطة توسع طموحة، حيث ىجري العمل حالياً لإنشاء فروع جديدة في مطروح وأسيوط وبورسعيد وميناء الإسكندرية، وفي المقابل ندرس حالياً إنشاء شركة للتأجير التمويلي تتخصص في الأصول الصناعية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة برأسمال 100 مليون جنيه ىساهم فيها المصرف المتحدة بـ50٪، والباقي تطرحه كمساهمات علي مؤسسات وبنوك دولية ومحلية وبالفعل فقد وافق البنك الإسلامي للتنمية بجدة علي المساهمة في الشركة بـ20٪ من رأسمالها.
كما قررنا في البنك تأسيس شركة للتمويل العقاري برأسمال 50 مليون جنيه تمول ذاتياً من المصرف المتحد ىتواكب مع ذلك أننا بدأنا تنشيط الشركة العقارية التي ىمتلكها البنك من خلال استغلال الأصول والأراضي المملوكة للبنك في إنشاء مشروعات عقارية وإسكانية وتسويقها بدلاً من بيعها كأصول وبدأنا من مشروعات في المعادي ومدينة نصر وهضبة المقطم.
ألا تسعي حالياً لضخ استثمارات أو الدخول في البورصة التي تشهد نمواً ملحوظاً وهناك توقعات بتحسن تعاملاتها مع عودة الاستقرار السياسي؟
لا نفكر حالياً للاستثمار أو توظيف أموال في البورصة ولا نفكر في إنشاء صناديق استثمار جديدة أيضاً في الوقت الحالي وصندوق رخاء النقدي وصل حجم أصوله حالياً إلى (850) مليون جنيه.
الصيرفة الإسلامية هي إحدى الركائز الأساسية لتعاملاتكم المصرفية كبنك تخصص في المعاملات الإسلامية والمنتجات المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة، فهل تأثرتم بما شاع عن تراجع العملاء عن هذه المنتجات بعد ثورة 30 ىونيو؟
بالفعل حصلت هزة وتراجع فى حجم التعاملات والعملاء عن منتجات الصيرفة الإسلامية وحصل انسحاب ملحوظ للودائع بعد ثورة 30 ىونيو مدفوعة بإشاعات تستهدف الجهاز المصرفي المصري وصلت نسبته 50٪.
لكن تعليمات البنك المركزي لجميع البنوك كانت هي الاستجابة الفورية لأي طلبات لسحب الودائع، وذلك لإحداث الثقة وطمأنة المودعين والعملاء لدرجة أن بعض المودعين كانوا ىسحبون ودائعهم ثم ىضعونها في خزائن داخل البنك نفسه.. لكن البنوك استعادت ودائع عملائها خلال 3 أشهر وعادت حركة التعاملات إلي طريقها من جديد.
هل تري أن «الدولرة» تراجعت أم أن السوق السوداء ما تزال لغماً في الشارع المصرفي؟
دعني أؤكد لك حقيقة أن الناس «شايلة دولار فوق حاجتها بدليل لا توجد سلعة غير متوفرة في السوق فيما عدا الأدوية المستوردة المرتبطة بقضية التسعير.. والدولار متوافر والبنوك تلبي الاحتياجات.. بل هناك دولار مكتنز لدي شركات الصرافة بدليل عندما يدخل البنك المركزي ليغطي اعتمادات مستندية لسلعة معينة أو احتياجات مستلزمات للدولة.. ثاني يوم ينهار سعر الدولار في السوق.
لكن تبقي المشكلة موجودة طالما لا توجد آلية حتي الآن تلزم المصدرين بإيداع حصيلة صادراتهم من العملة الصعبة بالجهاز المصرفي.
قبل أن أختتم حديثي معكم يساورني إحساس بأن ملامحك وتعبيرات وجهك تفصح عن ضيق أو خوف أو قلق وربما عتاب فهل تصدقني إحساسى هذا؟
شوف ياماجد بيه لك أن تتخيل حجم التعب والصعاب وما تحملناه قرابة 8 أعوام هي بمثابة أشغال شاقة ليصل بهذا البنك أي المصرف المتحد إلي وضعه الآن من بنك تأسس ليستحوذ علي 4 بنوك خاسرة - وخربانة - أكلت رؤوس أموالها والتهمت ثلثي ودائع عملائها يقصد (بنوك المصرف الإسلامي والدقهلية والبنك المصري التجاري) ودخلت بالفعل إلي مستنقع الإفلاس بعد أن تجاوزت خسائرها 6.4 مليار جنيه هي عبارة عن 980 مليون جنيه خسائر تأكل رأس المال وفجوة مخصصات 4.2 مليار جنيه ليغطي البنك مخصصاته بالكامل في 31/12/2012 ويحقق في 30/9/2013 صافي أرباح 280 مليون جنيه تزيد إلي 400 مليون جنيه إن شاء الله بنهاية العام نفسه.. بعد ذلك تأتي وتقول لى إن فيه ناس بتردد كذا أو كذا.. هؤلاء لا يهمهم مصلحة البلد ابعد ذلك.. «حرام دا فيه ناس تعبت وعانت علشان البنك يوصل لهذا الوضع» وبالمناسبة أنا لا أدعي بطولة منفردة أو مطلقة لي في هذا الشأن بل إن الفضل يعود إلي جهود كافة العاملين والموظفين وزملائي في فريق العمل بإدارة البنك والجميع مسئولون عن مواصلة الأداء والمسيرة.