أسعار النفط تسجل خسارة شهرية تتجاوز 3%

سجلت أسعار النفط خسارة شهرية تتجاوز 3% في شهر فبراير، حيث انخفضت العقود الآجلة لخام برنت لأقرب شهر استحقاق بمقدار 86 سنتًا، أو 1.16%، لتسجل 73.18 دولارًا للبرميل عند التسوية.
وفي حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 59 سنتًا، أو 0.84%، ليصل إلى 69.76 دولارًا للبرميل.
تأتي هذه الخسائر في ظل متابعة الأسواق لمحادثات حساسة بين الرئيسين الأميركي والأوكراني في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، بالإضافة إلى تأثيرات رسوم جمركية جديدة فرضتها واشنطن وقرار العراق استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان.
وقد أثرت هذه العوامل على معنويات المستثمرين وأدت إلى تراجع الأسعار.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الخميس أن الرسوم الجمركية المقترحة بنسبة 25% على السلع المكسيكية والكندية ستدخل حيز التنفيذ في الرابع من مارس، بالإضافة إلى رسوم إضافية بنسبة 10% على الواردات الصينية.
وقد أثارت هذه الرسوم مخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي وتأثيرها على الطلب على النفط الخام.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة النفط العراقية عن قرب استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان عبر شركة تسويق النفط (سومو) من ميناء جيهان التركي، بكمية مبدئية تبلغ 185 ألف برميل يوميًا، مع توقع زيادتها تدريجيًا.
ومع ذلك، ترفض عدة شركات نفطية دولية استئناف الصادرات بسبب عدم وضوح الاتفاقيات التجارية وضمانات الدفع.
وأثار هذا التطور تساؤلات حول التزام العراق بحصص الإنتاج في إطار تحالف أوبك+، حيث تجاوز إنتاجه الحصة المحددة مرارًا.
وتبحث أوبك+ حاليًا ما إذا كانت ستمضي قدمًا في زيادة الإنتاج المقررة في أبريل أو ستُجمّدها بسبب ضبابية مشهد الإمدادات العالمية.
من جانبه، قال هاري تشيلينجويريان، رئيس الأبحاث لدى مجموعة أونيكس كابيتال، إن استئناف الصادرات يثير تساؤلات حول كيفية امتثال العراق لالتزاماته في إطار أوبك+، بعد أن أنتج باستمرار ما يزيد على حصته.
وأضاف أنه إذا أرجأ تحالف أوبك+ عودة 120 ألف برميل يوميًا من التخفيضات الطوعية للإنتاج اعتبارًا من أبريل، فإن الزيادة في العراق ستتجاوز هذا القيد.
وفي ظل هذه التطورات، تظل الأسواق تترقب تأثيرات الرسوم الجمركية الجديدة واستئناف صادرات النفط العراقية على الأسعار العالمية.
ومع استمرار التوترات الجيوسياسية والمخاوف الاقتصادية، يبقى مستقبل أسعار النفط غير مؤكد، مما يزيد من تحديات المستثمرين في هذا القطاع.